عباس زكي :على القيادة الفلسطينية نفي تهمة عقم عقولهم تجاه الوحدة

ردا على تصريحات مشعل

الخليل -العهد - ضمن الحملة الوطنية ' لنا جذور' والتي تنفذها وزارة الشؤون الخارجية ووزارة الزراعة ومؤسسات المجتمع المدني ، احتشد المئات من المواطنين للاحتفال بتدشين ' حديقة المغتربين' في مشروع للتشجير محاذاة مستوطنة احتلالية ، حيث حضر اللقاء عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الأخ عباس زكي، ومحافظ محافظة الخليل كامل حميد ، والسفير التونسي شكيب الذوادي، وسفير فلسطين في الهند علي صادق ممثلا عن وزارة الشؤون الخارجية، ورئيس بلدية بني نعيم رضوان مناصرة وعدد من السفراء وممثلين الجاليات وشخصيات رسمية ومؤسسات وأهالي.

حيث بدأ الاحتفال بالسلام الوطني الفلسطيني تخلله عرض للكشافة، وتحدث رئيس البلدية بالحضور الى الدور البطولي الذي تلعبه البلدة في مواجهة الاحتلال، وتاريخ البلدة الكنعانية البطولي، كما وتقدم بالشكر الجزيل من السيد الرئيس مؤكدا على موقف بلدته الملتف حول الشرعيه الفلسطينية.

وفي كلمة ألقاها عباس زكي أشاد بالدور المتميز لبلدة بني نعيم في الانتفاضة الكبرى الذي تماها مع جباليا، وبيت ساحور، والتي أطلق عليها قائد مسيرة ثورتنا ياسر عرفات ' شعلة الجنوب'، كما أشار بفكرة لنا جذور وأعتبر زرع شجرة لكل مغترب جزء من آلية حق العودة... وأكد أن الفلسطينيين هم جذر الأمة وجذورهم ضاربة في أعماق التاريخ، خاصة وأنه على أرض فلسطين سار الأنبياء والمرسلين من سيدنا إبراهيم أبو الأنبياء الى خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد 'ص' وقال: 'يكفي أن رسالة السيد المسيح الفلسطيني لأبناء هذا الكوكب هي السلام الذي يُحرم منه الفلسطينيون. من جهته رحب بما صدر من خالد مشعل حول مبادرته للمصالحة والوحدة الوطنية في السودان، حيث قال آمل أن لا يكون ذلك بفعل تأثر لحظي لتداعيات قسمة السودان في زمن يجب فيه التوحد.... وقال : 'نحن في انتظار وضوح الفكرة، كما هي فكرة الرئيس أبو مازن بالذهاب فورا الى صناديق الاقتراع والاحتكام لشعب فلسطين المعجزة'، الذي كان يحلو لقائدنا الشهيد ياسر عرفات أن يردد ' أغبط نفسي أنني أنتمي الى شعب أكبر من قيادته'... ولعل مبادرة السيد خالد مشعل تنفي تهمة عقم العقل القيادي الفلسطيني عن تحقيق الوحدة كأهم مرتكزات القوة، باعتبار الوحدة حياة والقسمة موت مهما كانت الشعارات والتصريحات، فالشعب الفلسطيني يُعتبر طليعة أمة أدركت طريقها ، والقيادة هي استجابة، وعلى القيادة الفلسطينية بشقيها سواء في إطار المنظمة أو الفصائل المعارضة أن لا تسهم في وأد حلم الشعب الفلسطيني المستفيد الأول من الوحدة ، والمتابع للمتغيرات لصالح الشعوب في المنطقة ، وشعبنا ليس استثناء باعتباره طليعة مجربة.

وتحدث زكي عن القدس وأهميتها ومكانتها الروحية باعتبار الانتصار لها فرض عين وأدان المتفرجين على تهويدها والانطواء وراء مؤسسات باسم القدس لإعفاء أنفسهم من المسؤولية ، وبمقارنة مع أحد أثرياء الصهيونية 'موسوكوفتش' الذي دفع ثماني عشر مليار دولار لتهويد القدس، مقابل خزائن الأموال وترسانات الأسلحة العربية التي تراقب احتضار القدس وتفريغها من شعبها المكافح البطل، ويكفي عدم تنفيذ ما قررته القمة العربية في سرت – الليبية ، حيث أن مجموع ما تبرع به العرب 500 مليون دولار ويا للعار على الورق دون تنفيذ.

ودعى زكي العرب مسلمين ومسيحيين الى إنقاذ القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين مسرى سيدنا محمد وطريق آلام سيدنا المسيح حيث العناق الدائم بين الهلال والصليب، على أرضية العهدة العمرية، وكذلك المتابعة القانونية على الصعيد الدولي لمواجهة جدار الفصل العنصري وأخطاره المحدقة بمستقبل فلسطين.

وادان سياسة الكيل بمكيالين للإدارة الأمريكية التي أصبحت معزولة بفعل الفيتو الأمريكي المنتصر للاستيطان الإسرائيلي المدان دوليا كمؤشر حقيقي أن قرار واشنطن يصدر من تل أبيب، مثمنا الدور الأوروبي الذي يرفض الانقياد والتعصب الأعمى للجرائم الإسرائيلية على حساب حقوق العرب مسلمين ومسيحيين في فلسطين وأيضا في الأراضي العربية المحتلة.

من جهته أكد كامل حميد محافظ محافظة الخليل في كلمته ممثلا للسيد الرئيس على الدور الذي لعبته هذه الحملة في توطيد العلاقة المشتركة بين المغتربين والأرض الفلسطينية، وثقته بتميز هذا البرنامج على أنه البرنامج الوطني الأول في المجتمع. وأضاف حميد أنه تم تسجيل أكثر من 340 اعتداء من المستوطنين في محافظة الخليل خلال أقل من شهر.

من جانبه أكد عدلي صادق سفير فلسطين في الهند وممثلا عن وزارة الشؤون الخارجية على تعزيز الصمود وتجديد العلاقة مع الأرض والشجر.

وقال حسن مواسي ممثل الجاليات الفلسطينية في البرازيل 'أننا كلما زرعنا شجرة كلما وضعنا شوكة في حلق المحتل' وبالنسبة للمغتربين فان ' كل شجرة تغرس في الأرض تعزز المحبة والاحترام وتجديد للانتماء للقضية والأرض'.

وفي ختام الاحتفال قدم عبد الفتاح العيسة فقرة فنية بفصول متنوعة من تقليد للزعماء والرؤساء ، وقدم فقرة من أحاديث الشهيد الراحل ياسر عرفات، وقدم الشاعر والإعلامي وائل الشيوخي قصيدة للمغتربين نالت الإعجاب من المشاركين.
وبعدها توجه الحضور الى 'حديقة المغتربين' الملاصقة لمكان الاحتفال والتابعة للجمعية الخيرية للبلدة وقاموا بافتتاح الحديقة وزراعة الأشجار بشهادات ميلاد فلسطينية وبحضور عدد كبير من الإعلاميين و الصحفيين