الزعنون: القيادة الفلسطينية ملتزمة بالثوابت الوطنية رغم الضغوط
الإثنين فبراير 07, 2011 11:19 pm
لدوحة – العهد - افتتح رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، رئيس الاتحاد البرلماني العربي، سليم الزعنون، اليوم الإثنين في العاصمة القطرية الدوحة أعمال المؤتمر السابع عشر للاتحاد، بحضور رؤساء البرلمانات العربية.
وسلم الزعنون رئاسة الاتحاد لدورته القادمة للسيد محمد بن مبارك الخليفي رئيس مجلس الشورى القطري.
وفي بداية المؤتمر استعرض الزعنون أعمال الاتحاد البرلماني العربي خلال فترة رئاسته له التي استمرت عاما واحدا، وألقى كلمة أكد فيها أن هذا الاجتماع يعقد والقضايا الأساسية التي تعاني منها شعوبنا وبلداننا تراوح في مكانها، ومحاولات رأب الصدع وجسر الخلافات لا تصل إلى نتائج مثمرة، مشيرا إلى أن ذلك يأتي وسط حراك شعبي واسع في العديد من أقطارنا يعكس مشاغل الناس وهمومهم، ويؤكد حقهم في التطلع للحصول على عيش كريم في أوطانهم.
وقال: إننا كبرلمانيين، كل في بلده، مدعوون لاستخلاص الدروس مما يجري والاقتراب من نبض الشارع والالتصاق بقضاياه الأساسية ومشاغله الحقيقية لنكون جديرين بتمثيل شعوبنا وموضع ثقتهم، وأن الاستقرار في الأوضاع الداخلية لأي بلد هو ثمرة لسياسات رشيدة تمارس على الأرض يشعر بآثارها الإيجابية المواطن في جميع مواقعه إننا كبرلمانيين مطالبون بتبني تشريعات وقوانين انتخابية عصرية تفرز هيئات تتساوق مع المفاهيم والمواصفات الديمقراطية الحقيقية، وتمثل تمثيلا حقيقيا شرائح المجتمع المختلفة، هذا إلى جانب ضرورة وضع مناهج تعليمية وتربوية تعزز من قيم الديمقراطية وتجلياتها وتطبيقاتها المختلفة.
وحول ما يمارسه الاحتلال من جرائم على الأرض الفلسطينية قال الزعنون: لقد أصبح من الجلي للمجتمع الدولي بأسره بأن الحكومة الإسرائيلية الحالية برئاسة نتنياهو وبمكوناتها اليمينية والعنصرية المتطرفة لا تستجيب لنداءات السلام ومتطلباته، وأنها تسعى في سباق مع الزمن لفرض حقائق على الأرض يصعب تغييرها، وذلك بالاستمرار في سياسة نهب الأرض الفلسطينية وإقامة المزيد من المستوطنات عليها واستكمال بناء جدار الفصل العنصري وإحكام الطوق الاستيطاني على القدس وعزلها عن محيطها الفلسطيني وإنشاء بؤر استيطانية داخل القدس وفي محيطها والسعي الحثيث لإخلائها من سكانها بتدمير منازلهم وتضييق سبل العيش عليهم، ومحاولة تغيير طابعها التراثي والديني، والاستمرار في حفر الأنفاق أسفل الحرم القدسي وفي محيطه لزعزعة أساساته وصولاً إلى انهياره وبناء هيكلهم المزعوم مكانه.
وشدد على أن إسرائيل دولة الاحتلال لا تزال تقوم بتصعيد في الممارسات القمعية من اجتياحات واغتيالات واعتقالات، وعدم الانصياع للمطالبات الدولية بفك حصارها الجائر على قطاع غزة، وإبقائها لآلاف الفلسطينيين رهائن في سجونها، مما أوجب على القيادة الفلسطينية مراجعة شاملة لمسار المفاوضات، خاصة بعد إعلان الإدارة الأميركية عن فشلها في إقناع إسرائيل بتجميد الاستيطان.
وبين موقف القيادة الفلسطينية من الطروحات الأميركية والإسرائيلية من المفاوضات، وقال: قررت القيادة الفلسطينية وبمباركة عربية عدم الانخراط في أية مفاوضات جديدة مع الحكومة الإسرائيلية دون الإعلان القاطع عن تجميد كامل للاستيطان في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس، ودون تحديد المرجعيات الأساسية لتلك المفاوضات، ورفضت القيادة الفلسطينية أيضا بشكل قاطع ما تطرحه الحكومة الإسرائيلية ورئيسها عـن ضـرورة الإقرار من قبلنا بيهودية الدولة واعتبار ذلك الطرح مؤامرة جديدة تستهدف فلسطينيي 48 وحقوقهم الثابتــة فـي المواطنة، كما تستهـدف اللاجئين الفلسطينيين وحقهــم فـي العودة والتعويض وفقـا لقرار الأمم المتحدة 194.
وأضاف أن القيادة الفلسطينية استمرت أيضا في الجهود الدبلوماسية لتوسيع دائرة الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس، وأن قيادة الشعب الفلسطيني ستلجأ إلى خيارات أخرى، على رأسها إعادة القضية برمتها إلى مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة عن طريق ما يعرف بـ'الاتحاد من أجل السلام'، وقد التزمت بما أعلنته، رغم ما مورس ويمارس عليها من ضغوط لثنيها عن ذلك، فقد قررت التقدم بمشروع قرار، من خلال المجموعة العربية، إلى مجلس الأمن الدولي حول الاستيطان الإسرائيلي يعيد فيه المجلس موقفه المندد بذلك الاستيطان باعتباره عملاً باطلاً وغير شرعي يجب على دولة الاحتلال التوقف عنه وإزالة القائم منه .
وأكد أن من أطلق الثورة الفلسطينية، ومن حوصر وسمم قائـده ورمــزه لرفضــه التنــازل عن ثوابته الوطنية لا يمكن له أو لمن اختاره شعبنا خلفـا لرمزه أن يحيـد عن طريقــه.
وتابع: يؤسفنا القول إنه في الوقت الذي تخوض فيه القيادة الفلسطينية مدعومة بشعبها نضالاً سياسياً ودبلوماسياً قاسياًً مع حكومة الاحتلال ومن يدعمها، وفي الوقت الذي تعمل فيه الحكومة الفلسطينية على استكمال بناء المؤسسات والهياكل البنيوية استعدادا لإعلان قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وفي الوقت الذي تتسع فيه دائرة اعتراف الدول بدولة فلسطين المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967، وفي الوقت الذي تتعاظم فيه المواقف الدولية المنددة بالاستيطان الإسرائيلي وبالسياسات المتعنتة لحكومة نتنياهو، وفي الوقت الذي تحتاج فيه القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني إلى ظهير عربي ودولي يدعمها ويساندها في مطالبها العادلة، تخرج علينا بعض وسائل الإعلام لتوجه طعنة أرادتها نجلاء، تخلط من خلالها الأوراق، وتحاول تعميق الانقسام الفلسطيني الحاصل وتقضي على أية محاولات للتجسير وإعادة اللحمة بين الفرقاء، وتسعى لإشعال الفتنة في الشارع الفلسطيني من خلال نشرها لوثائق مجتزأة وممنتجة أعدَّ لها إعلاميون ومتحدثون ذوو صبغة معينة، لتحقيق الأهداف التي رسمتها .
وأكد الزعنون أن الرد الحاسم على تلك الهجمة المحبوكة بظلام ليل جاء على لسان الشعب الفلسطيني، الذي خرج للشارع ليس كما أراد مخططو تلك الهجمة للتنديد بالقيادة الفلسطينية، ولكن للتنديد بتلك المؤامرة والتي افتقدت لأية حرفية مهنية أو أخلاقية، وللتنديد بأهداف تلك الهجمة التي تسعى بشكل مكشوف لإضعاف موقف الرئيس محمود عباس، بشكل خاص، الذي اعتبره نتنياهو خطرا على إسرائيل لا بد من التخلص منه، والتخلص من القيادة الفلسطينية، بشكل عام، لما تسببه من إحراجات، وما تحققه من إنجازات في مواجهة حكومة اليمين الإسرائيلي ومخططاتها الآثمة.
ودعا إلى مساندة الجهد الفلسطيني في توجهه إلى مجلس الأمن لاستصدار قرار مندد بالاستيطان ومطالب بإزالة ما هو قائم منه، وأهاب بالبرلمانات والحكومات إلى وقفة قوية داعمة، تحيد الموقف الأميركي وتنجح مسعانا في استصدار مثل هذا القرار، حيث بدأت الإدارة الأميركية بالتلويح باستخدامها للفيتو ضد أي مشروع قرار من هذا القبيل.
وبخصوص القدس عاصمة الدولة الفلسطينية القادمة وما تتعرض له من هجمة تهويدية شرسة قال: 'إن للقدس في عقل وقلب كل منكم موقعا، وأنبه، إن لم أقل أحذر، من أن القدس في خطر حقيقي وأن المخططات الإسرائيلية الهادفة إلى تهويدها تتقدم بخطى حثيثة وسريعة، وبأن الحرم القدسي وما عليه من بناء معرض للانهيار، وبأن الاستيطان اليهودي في أحياء القدس ومحيطها ينتشر كالخلايا السرطانية، مما يوجب علينا كبرلمانيين نمثل شعوبنا عقد جلسة خاصة بالقدس نتداول فيها كيفية الحفاظ على القدس وصونها من الضياع والطلب إلى دولنا وحكوماتنا الارتقاء بمواقفهم إلى مستوى التحدي الذي تواجهه القدس بما تمثله من قداسة وتاريخ ليس لشعبنا فقط، ولكن لأمتينا العربية والإسلامية وللعالم أجمع.
ومن المقرر أن يتابع المؤتمر أعماله غدا حيث ستجتمع اللجنة السياسية في الاتحاد لمناقشة الأوضاع العربية الراهنة، خاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وستقدم تقريرها وتوصياتها للمؤتمر الذي سيبحثها ويقرها.
- الأحمد: آن الأوان ليقف العرب مجتمعين لجانب القيادة الفلسطينية في وجه الضغوط الأمريكية
- دعوة جماهيرية للمشاركة في الحملة الوطنية لمؤازرة جهود القيادة الفلسطينية لانجاز استحقاق ايلول
- الجبهة العربية الفلسطينية: خطاب الرئيس ابو مازن لخص القضية الوطنية
- عباس زكي :على القيادة الفلسطينية نفي تهمة عقم عقولهم تجاه الوحدة
- عميرة: الجزيرة تقود حملة منظمة تستهدف القيادة الفلسطينية
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى