وثوب لخنيعة ذي شناتر على ملك اليمن
الجمعة يناير 23, 2009 12:21 pm
وثوب لخنيعة ذي شناتر على ملك اليمن
توليه الملك ، وشيء من سيرته ، ثم قتله
فوثب عليهم رجل من حمير لم يكن من بيوت المملكة يقال له: لَخْنيعةُ ينوف، ذو شَنَاتِر، فقتل خيارهم، وعبث ببيوت أهل المملكة منهم، فقال قائل من حمير للَخْنيعة:
تُقَتِّل أبنَاهــا وتنفـى سَراتـها وتبني بأيديها لهـا الـذُّلّ حميـرُ
تُدَمــِر دنياها بـطيشِ حلومِها وما ضَيَّعَتْ من دينها فهْوَ أكثرُ
كذاك القرونُ قبلَ ذاك بظلمِها وإسـرافِها تأتي الشرورَ فتخسَرُ
وكان لَخْنيعة امرأً فاسقاً يعمل عمل قوم لوط ، فكان يرسل إلى الغلام من أبناء الملوك، فيقع عليه في مَشربةٍ له قد صنعها لذلك، لئلا يُمَلَّك بعد ذلك، ثم يطلع من مشربته تلك إلى حرسه ومن حضر من جنده قد أخذ مسواكاً ، فجعله في فيه ، أي: ليعلمهم أنه قد فرغ منه، حتى بعث إلى زُرْعة ذي نُواس بن تُبان أسعد أخي حسان، وكان صبيا صغيرا حين قُتل حسان ، ثم شب غلاما جميلا وسيما ذا هيئة وعقل ، فلما أتاه رسوله ، عرف ما يريد منه ، فأخذ سكيناً جديداً لطيفاً، فخبأه بين قدمه ونعله، ثم أتاه ، فلما خلا معه وثب إليه، فواثبه ذو نُواس، فوجأه حتى قتله، ثم حزَّ رأسه، فوضعه في الكُوَّة التي كان يُشرف منها، ووضع مسواكه في فيه، ثم خرج على الناس، فقالوا له: ذا نواس ، أرطْب أم يَباس ؟ فقال: سل تحماس ، استرطبان ذو نواس ، استرطبان لا باس .
قال ابن هشام: هذا كلام حمير: وتحماس: الرأس، فنظروا إلى الكوة فإذا رأس لخنيعة مقطوع، فخرجوا في أثر ذي نُواس حتى أدركوه، فقالوا: ما ينبغي أن يملكنا غيرك، إذ أرحتنا من هذا الخبيث.
ملك ذي نواس
فملَّكوه، واجتمعت عليه حمير وقبائل اليمن، فكان آخر ملوك حمير، وهو صاحب الأخدود، وتسمى: يوسف، فأقام في ملكه زماناً.
النصرانية بنجران
وبنجران بقايا من أهل دين عيسى ابن مريم عليه السلام على الإنجيل، أهل فضل واستقامة من أهل دينهم، لهم رأس يقال له عبد الله بن الثامر، وكان موقع أصل ذلك الدين بنجران، وهي بأوسط أرض العرب في ذلك الزمان، وأهلها وسائر العرب كلها أهل أوثان يعبدونها، وذلك أن رجلا من بقايا أهل ذلك الدين يقال له: فيْمِيون - وقع بين أظهرهم، فحملهم عليه، فدانوا به.
توليه الملك ، وشيء من سيرته ، ثم قتله
فوثب عليهم رجل من حمير لم يكن من بيوت المملكة يقال له: لَخْنيعةُ ينوف، ذو شَنَاتِر، فقتل خيارهم، وعبث ببيوت أهل المملكة منهم، فقال قائل من حمير للَخْنيعة:
تُقَتِّل أبنَاهــا وتنفـى سَراتـها وتبني بأيديها لهـا الـذُّلّ حميـرُ
تُدَمــِر دنياها بـطيشِ حلومِها وما ضَيَّعَتْ من دينها فهْوَ أكثرُ
كذاك القرونُ قبلَ ذاك بظلمِها وإسـرافِها تأتي الشرورَ فتخسَرُ
وكان لَخْنيعة امرأً فاسقاً يعمل عمل قوم لوط ، فكان يرسل إلى الغلام من أبناء الملوك، فيقع عليه في مَشربةٍ له قد صنعها لذلك، لئلا يُمَلَّك بعد ذلك، ثم يطلع من مشربته تلك إلى حرسه ومن حضر من جنده قد أخذ مسواكاً ، فجعله في فيه ، أي: ليعلمهم أنه قد فرغ منه، حتى بعث إلى زُرْعة ذي نُواس بن تُبان أسعد أخي حسان، وكان صبيا صغيرا حين قُتل حسان ، ثم شب غلاما جميلا وسيما ذا هيئة وعقل ، فلما أتاه رسوله ، عرف ما يريد منه ، فأخذ سكيناً جديداً لطيفاً، فخبأه بين قدمه ونعله، ثم أتاه ، فلما خلا معه وثب إليه، فواثبه ذو نُواس، فوجأه حتى قتله، ثم حزَّ رأسه، فوضعه في الكُوَّة التي كان يُشرف منها، ووضع مسواكه في فيه، ثم خرج على الناس، فقالوا له: ذا نواس ، أرطْب أم يَباس ؟ فقال: سل تحماس ، استرطبان ذو نواس ، استرطبان لا باس .
قال ابن هشام: هذا كلام حمير: وتحماس: الرأس، فنظروا إلى الكوة فإذا رأس لخنيعة مقطوع، فخرجوا في أثر ذي نُواس حتى أدركوه، فقالوا: ما ينبغي أن يملكنا غيرك، إذ أرحتنا من هذا الخبيث.
ملك ذي نواس
فملَّكوه، واجتمعت عليه حمير وقبائل اليمن، فكان آخر ملوك حمير، وهو صاحب الأخدود، وتسمى: يوسف، فأقام في ملكه زماناً.
النصرانية بنجران
وبنجران بقايا من أهل دين عيسى ابن مريم عليه السلام على الإنجيل، أهل فضل واستقامة من أهل دينهم، لهم رأس يقال له عبد الله بن الثامر، وكان موقع أصل ذلك الدين بنجران، وهي بأوسط أرض العرب في ذلك الزمان، وأهلها وسائر العرب كلها أهل أوثان يعبدونها، وذلك أن رجلا من بقايا أهل ذلك الدين يقال له: فيْمِيون - وقع بين أظهرهم، فحملهم عليه، فدانوا به.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى