خروج سيف بن ذي يزن ومُلك وهرز على اليمن
الجمعة يناير 23, 2009 12:46 pm
خروج سيف بن ذي يزن ومُلك وهرز على اليمن
ابن ذي يزن عند قيصر
فلما طال البلاء على أهل اليمن ، خرج سيفُ بن ذي يزن الحميري، وكان يُكنى بأبي مُرة، حتى قدم على قيصر ملك الروم ، فشكا إليه ما هم فيه ، وسأله أن يخرجهم عنه ، ويليهم هو، ويبعث إليهم من شاء من الروم ، فيكون له ملك اليمن ، فلم يُشْكِه
( ولم يجد عنده شيئاً مما يريد ) .
توسط النعمان لابن ذي يزن لدى كسرى
فخرج حتى أتى النعمان بن المنذر، وهو عامل كسرى على الحيرة وما يليها من أرض العراق ، فشكا إليه أمر الحبشة، فقال له النعمان : إن لي على كسرى وِفادةً في كل عام ، فأقم حتى يكونَ ذلك ، ففعل ، ثم خرج معه فأدخله على كسرى ، وكان كسرى يجلس في إيوان مجلِسه الذي فيه تاجُه ، وكان تاجه مثل الْقَنْقَل العظيم - فيما يزعمُون - يُضرَبُ فيه الياقوت واللؤلؤ وال******جد بالذهب والفضة معلقا بسلسلة من ذهب في رأس طاقة في مجلسه ذلك ، وكانت عنقه لا تحمل تاجه ، إنما يُستر عليه بالثياب حتى يجلس في مجلسه ذلك ، ثم يُدخِل رأسه في تاجه ، فإذا استوى في مجلسه كُشفت عنه الثياب ، فلا يراه رجل لم يره قبل ذلك ، إلا برك هيبة له ، فلما دخل عليه سيف بن ذي يزن برك .
ابن ذي يزن بين يدي كسرى ، ومعاونة كسرى له
قال ابن هشام : حدثني أبو عُبيدة : أن سيفاً لما دخل عليه طأطأ رأسه ، فقال الملك : إن هذا الأحمق يدخل عليَّ من هذا الباب الطويل ، ثم يطأطئ رأسه ؟! فقيل ذلك لسيف ، فقال : إنما فعلت هذا لهمِّي ، لأنه يضيق عنه كل شيء .
قال ابن إسحاق : ثم قال له : أيها الملك ، غَلَبَتْنا على بلادنا الأغربة، فقال له كسرى: أي الأغربة : الحبشة، أم السند ؟ فقال : بل الحبشة، فجئتك لتنصرني ويكون مُلك بلادي لك ، قال : بعُدت بلادك مع قلة خيرها ، فلم أكن لأورِّط جيشا من فارس بأرض العرب ، لا حاجة لي بذلك ، ثم أجازه بعشرة آلاف درهم وافٍ ، وكساه كسوةً حسنة، فلما قبض ذلك منه سيف خرج فجعل ينثر ذلك الورق للناس ، فبلغ ذلك الملك ، فقال : إن لهذا لشأناً، ثم بعث إليه ، فقال : عمدت إلى حباء الملك ثَنثُره للناسِ، فقال: وما أصنع بهذا ما جبال أرضي التي جئت منها إلا ذهب وفضة - يرغِّبه فيها - فجمع كسرى مرازبته فقال لهم : ماذا ترون في أمر هذا الرجل ، وما جاء له ؟ فقال قائل : أيها الملك ، إني في سجونك رجالاً قد حبستهم للقتل ، فلو أنك بعثتهم معه ، فإن يهلكوا كان ذلك الذي أردت بهم ، وإن ظفروا كان ملكاً ازددته ، فبعث معه كسرى من كان في سجونه ، وكانوا ثمان مئة رجلٍ .
وهرز وسيف بن ذي يزن وانتصارهما على مسروق وما قيل في ذلك الشعر
واستعمل عليهم رجلاً منهم ، يقال له وَهْرِز، وكان ذا سن فيهم ، وأفضلهم حسباً وبيتاً، فخرجوا في ثمانِ سفائن ، فغرقت سفينتان ، ووصل إلى ساحل عدن ست سفائن ، فجمع سيف إلى وهرز من استطاع من قومه ، وقال له : رجلي مع رجلك حتى نموت جميعا ً، أو نظفر جميعاً ، قال له وَهْرِز : أنصفت ، وخرج إليه مسروق بن أبرهة ملك اليمن ، وجمع إليه جنده ، فأرسل إليهم وَهْرِز ابناً له، ليقاتلهم فيختبر قتالهم ، فقُتل ابنُ وَهْرِز ، فزاده ذلك حنقاً عليهم ، فلما توافق الناس على مصافهم ، قال وَهْرِز : أروني ملكهم ، فقالوا له : أترى رجلاً على الفيل عاقداً تاجه على رأسه بين عينيه ياقوتة حمراء ؟ قال : نعم ، قالوا : ذاك ملكُهم ، فقال : اتركوه ، قال : فوقفوا طويلاً ، ثم قال : علامَ هو ؟ قالوا : قد تحول على الفرس ، قال : اتركوه . فوقفوا طويلا ، ثم قال : علامَ هو ؟ قالوا : قد تحول على البغلة ، قال وهرز: بنتُ الحمار ذل وذل مُلكه ، إني سأرميه : فإن رأيتم اًصحابه لم يتحركوا فاثبتوا حتى
أوذِنَكم ، فإني قد أخطأت الرجل ، وإن رأيتم القوم قد استداروا ولاثوا به ، فقد أصبتُ الرجل فاحملوا عليهم ، ثم وتر قوسه ، وكانت فيما يزعمون لا يُوترها غيرُه من شدتها ، وأمر بحاجبيه فعُصبا له ، ثم رماه ، فصك الياقوتة التي بين عينيه ، فتغلغلت النُشَّابةُ في رأسه حتى خرجت من قفاه ، ونُكس عن دابته ، واستدارت الحبشة ولاثت به ، وحملت عليهم الفرسُ ، وانهزموا فقُتلوا وهربوا في كل وجه ، وأقبل وَهْرِز ، ليدخل صنعاء ، حتى إذا أتى بابها ، قال : لا تدخل رايتي منكسة أبداً، اهدموا الباب ، فهُدم ، ثم دخلها ناصبا رايته ، فقال سيف بن ذي يزن الحميري :
يـــظنُّ الناسُ بالْمَلكيــــ ـــنِ أنــهما قــــد الـــتأما
ومـــن يسمعْ بلأمهمــــا فــإن الخطبَ قـــد فقمــا
قــتلنا القَيْل مسروقـــــاً وروَّينــا الكــثــيبَ دَمــَا
وإن القــَيْل قَيْل النــــــا سِ وَهْــرِزَ مــُقْسِم قَسَمَا
يــذوق مُشَـعْشَعاً حتـــى يُفــىء الســبيُ والنـَّعَمـا
قال ابن هشام : وهذه الأبيات في أبيات له . وأنشدني خلاد بن قُرة السًّدُوسي آخرها بيتاً لأعشى بني قَيس بن ثعلبة في قصيدة له ، وغيره من أهل العلم بالشعر ينكرها له.
قال ابن إسحاق: وقال أبو الصلت بن أبي ربيعهَ الثقفي، قال ابن هشام : وتُروى لأمية بن أبي الصلت :
ليطلب الوِتْر أمثالُ ابن ذي يـــزن رَيّـــَمَ في البـحر للأعداء أحوالَا
يمَّمَ قَيْصَرَ لمــــا حــان رحـــلتـــهُ فلم يـــجدْ عندَه بعضَ الذي سالَا
ثم انثنى نحوَ كِسرى بـــعدَ عاشرةٍ من الســـنين يُهين النفسَ والمالَا
حتى أتى ببني الأحــــرارِ يحملهم إنَّك عَمـْرِي لـــقد أسرعتَ قِلْقَالَا
للّهِ دَرهُــمُ مـــن عُصبـــةٍ خرجوا ما إن أرى لــهم في الناسِ أمثالاَ
بِيضـــاً مَـــرَازِبةً، غُلْبــاً أسـاورةً أسداً تُربب فــي الغَيْضاتِ أشبالَا
يَــــرمون عن شُــدُفٍ كأنها غُبُط بِزَمــْخَر يُعْجـل المــرمِيَّ إعجالا
أرْسَلْتَ أسْداً على سودِ الكلاب فقد أضحَى شريدُهُمُ في الأرضِ فُلَّالَا
فاشــربْ هنيئاً عليك التاجُ مُرْتَفِقـاً في رأس غُمدَانَ دارا منك مِحْلالاَ
واشــربْ هنيئا فقد شالتْ نعامتُهم وأسبِل اليــومَ في بُـــرْدَيْكَ إسْبالاَ
تـــلك الـــمكارمُ لا قــَعْبـان مـــن لبــنٍ شِيبــا بمــاءٍ فعادَا بعدُ أبوالَا
قال ابن هشام : هذا ما صح له مما روى ابن إسحاق منها، إلا آخرها بيتاً قوله :
تلــك المكــارمُ لا قَعْبانَ من لبن
ابن ذي يزن عند قيصر
فلما طال البلاء على أهل اليمن ، خرج سيفُ بن ذي يزن الحميري، وكان يُكنى بأبي مُرة، حتى قدم على قيصر ملك الروم ، فشكا إليه ما هم فيه ، وسأله أن يخرجهم عنه ، ويليهم هو، ويبعث إليهم من شاء من الروم ، فيكون له ملك اليمن ، فلم يُشْكِه
( ولم يجد عنده شيئاً مما يريد ) .
توسط النعمان لابن ذي يزن لدى كسرى
فخرج حتى أتى النعمان بن المنذر، وهو عامل كسرى على الحيرة وما يليها من أرض العراق ، فشكا إليه أمر الحبشة، فقال له النعمان : إن لي على كسرى وِفادةً في كل عام ، فأقم حتى يكونَ ذلك ، ففعل ، ثم خرج معه فأدخله على كسرى ، وكان كسرى يجلس في إيوان مجلِسه الذي فيه تاجُه ، وكان تاجه مثل الْقَنْقَل العظيم - فيما يزعمُون - يُضرَبُ فيه الياقوت واللؤلؤ وال******جد بالذهب والفضة معلقا بسلسلة من ذهب في رأس طاقة في مجلسه ذلك ، وكانت عنقه لا تحمل تاجه ، إنما يُستر عليه بالثياب حتى يجلس في مجلسه ذلك ، ثم يُدخِل رأسه في تاجه ، فإذا استوى في مجلسه كُشفت عنه الثياب ، فلا يراه رجل لم يره قبل ذلك ، إلا برك هيبة له ، فلما دخل عليه سيف بن ذي يزن برك .
ابن ذي يزن بين يدي كسرى ، ومعاونة كسرى له
قال ابن هشام : حدثني أبو عُبيدة : أن سيفاً لما دخل عليه طأطأ رأسه ، فقال الملك : إن هذا الأحمق يدخل عليَّ من هذا الباب الطويل ، ثم يطأطئ رأسه ؟! فقيل ذلك لسيف ، فقال : إنما فعلت هذا لهمِّي ، لأنه يضيق عنه كل شيء .
قال ابن إسحاق : ثم قال له : أيها الملك ، غَلَبَتْنا على بلادنا الأغربة، فقال له كسرى: أي الأغربة : الحبشة، أم السند ؟ فقال : بل الحبشة، فجئتك لتنصرني ويكون مُلك بلادي لك ، قال : بعُدت بلادك مع قلة خيرها ، فلم أكن لأورِّط جيشا من فارس بأرض العرب ، لا حاجة لي بذلك ، ثم أجازه بعشرة آلاف درهم وافٍ ، وكساه كسوةً حسنة، فلما قبض ذلك منه سيف خرج فجعل ينثر ذلك الورق للناس ، فبلغ ذلك الملك ، فقال : إن لهذا لشأناً، ثم بعث إليه ، فقال : عمدت إلى حباء الملك ثَنثُره للناسِ، فقال: وما أصنع بهذا ما جبال أرضي التي جئت منها إلا ذهب وفضة - يرغِّبه فيها - فجمع كسرى مرازبته فقال لهم : ماذا ترون في أمر هذا الرجل ، وما جاء له ؟ فقال قائل : أيها الملك ، إني في سجونك رجالاً قد حبستهم للقتل ، فلو أنك بعثتهم معه ، فإن يهلكوا كان ذلك الذي أردت بهم ، وإن ظفروا كان ملكاً ازددته ، فبعث معه كسرى من كان في سجونه ، وكانوا ثمان مئة رجلٍ .
وهرز وسيف بن ذي يزن وانتصارهما على مسروق وما قيل في ذلك الشعر
واستعمل عليهم رجلاً منهم ، يقال له وَهْرِز، وكان ذا سن فيهم ، وأفضلهم حسباً وبيتاً، فخرجوا في ثمانِ سفائن ، فغرقت سفينتان ، ووصل إلى ساحل عدن ست سفائن ، فجمع سيف إلى وهرز من استطاع من قومه ، وقال له : رجلي مع رجلك حتى نموت جميعا ً، أو نظفر جميعاً ، قال له وَهْرِز : أنصفت ، وخرج إليه مسروق بن أبرهة ملك اليمن ، وجمع إليه جنده ، فأرسل إليهم وَهْرِز ابناً له، ليقاتلهم فيختبر قتالهم ، فقُتل ابنُ وَهْرِز ، فزاده ذلك حنقاً عليهم ، فلما توافق الناس على مصافهم ، قال وَهْرِز : أروني ملكهم ، فقالوا له : أترى رجلاً على الفيل عاقداً تاجه على رأسه بين عينيه ياقوتة حمراء ؟ قال : نعم ، قالوا : ذاك ملكُهم ، فقال : اتركوه ، قال : فوقفوا طويلاً ، ثم قال : علامَ هو ؟ قالوا : قد تحول على الفرس ، قال : اتركوه . فوقفوا طويلا ، ثم قال : علامَ هو ؟ قالوا : قد تحول على البغلة ، قال وهرز: بنتُ الحمار ذل وذل مُلكه ، إني سأرميه : فإن رأيتم اًصحابه لم يتحركوا فاثبتوا حتى
أوذِنَكم ، فإني قد أخطأت الرجل ، وإن رأيتم القوم قد استداروا ولاثوا به ، فقد أصبتُ الرجل فاحملوا عليهم ، ثم وتر قوسه ، وكانت فيما يزعمون لا يُوترها غيرُه من شدتها ، وأمر بحاجبيه فعُصبا له ، ثم رماه ، فصك الياقوتة التي بين عينيه ، فتغلغلت النُشَّابةُ في رأسه حتى خرجت من قفاه ، ونُكس عن دابته ، واستدارت الحبشة ولاثت به ، وحملت عليهم الفرسُ ، وانهزموا فقُتلوا وهربوا في كل وجه ، وأقبل وَهْرِز ، ليدخل صنعاء ، حتى إذا أتى بابها ، قال : لا تدخل رايتي منكسة أبداً، اهدموا الباب ، فهُدم ، ثم دخلها ناصبا رايته ، فقال سيف بن ذي يزن الحميري :
يـــظنُّ الناسُ بالْمَلكيــــ ـــنِ أنــهما قــــد الـــتأما
ومـــن يسمعْ بلأمهمــــا فــإن الخطبَ قـــد فقمــا
قــتلنا القَيْل مسروقـــــاً وروَّينــا الكــثــيبَ دَمــَا
وإن القــَيْل قَيْل النــــــا سِ وَهْــرِزَ مــُقْسِم قَسَمَا
يــذوق مُشَـعْشَعاً حتـــى يُفــىء الســبيُ والنـَّعَمـا
قال ابن هشام : وهذه الأبيات في أبيات له . وأنشدني خلاد بن قُرة السًّدُوسي آخرها بيتاً لأعشى بني قَيس بن ثعلبة في قصيدة له ، وغيره من أهل العلم بالشعر ينكرها له.
قال ابن إسحاق: وقال أبو الصلت بن أبي ربيعهَ الثقفي، قال ابن هشام : وتُروى لأمية بن أبي الصلت :
ليطلب الوِتْر أمثالُ ابن ذي يـــزن رَيّـــَمَ في البـحر للأعداء أحوالَا
يمَّمَ قَيْصَرَ لمــــا حــان رحـــلتـــهُ فلم يـــجدْ عندَه بعضَ الذي سالَا
ثم انثنى نحوَ كِسرى بـــعدَ عاشرةٍ من الســـنين يُهين النفسَ والمالَا
حتى أتى ببني الأحــــرارِ يحملهم إنَّك عَمـْرِي لـــقد أسرعتَ قِلْقَالَا
للّهِ دَرهُــمُ مـــن عُصبـــةٍ خرجوا ما إن أرى لــهم في الناسِ أمثالاَ
بِيضـــاً مَـــرَازِبةً، غُلْبــاً أسـاورةً أسداً تُربب فــي الغَيْضاتِ أشبالَا
يَــــرمون عن شُــدُفٍ كأنها غُبُط بِزَمــْخَر يُعْجـل المــرمِيَّ إعجالا
أرْسَلْتَ أسْداً على سودِ الكلاب فقد أضحَى شريدُهُمُ في الأرضِ فُلَّالَا
فاشــربْ هنيئاً عليك التاجُ مُرْتَفِقـاً في رأس غُمدَانَ دارا منك مِحْلالاَ
واشــربْ هنيئا فقد شالتْ نعامتُهم وأسبِل اليــومَ في بُـــرْدَيْكَ إسْبالاَ
تـــلك الـــمكارمُ لا قــَعْبـان مـــن لبــنٍ شِيبــا بمــاءٍ فعادَا بعدُ أبوالَا
قال ابن هشام : هذا ما صح له مما روى ابن إسحاق منها، إلا آخرها بيتاً قوله :
تلــك المكــارمُ لا قَعْبانَ من لبن
تابع ..
الجمعة يناير 23, 2009 12:46 pm
فإنه للنابغة الجعدي ، واسمه ( حِبَّان بن ) عبد اللّه بن قَيس أحد بنى جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن في قصيدة له .
قال ابن إسحاق : وقال عدي بن زيد الحيري ، وكان أحد بنى تميم ، قال ابن هشام : ثم أحد بني امرئ القيس بن زيد مناة بن تميم ، ويقال : عدي من العباد من أهل الحيرة :
مـابـــعد صنعــاءَ كــان يَعْمُرها ولاةُ مــُلك جَزْلٍ مواهــبُها
رفـــَّعها مـَنْ بَنَى لدى قَزَع المُزْ ن وتَنْــدَى مِسْـــكا مَحاربُها
مَحفوفةٌ بــالجبالِ دونَ عُرَى الْـ ـكائدِ مـــا تُرْتـــَقى غواربُها
يأنسُ فيــها صـــوتُ النُّهــامِ إذا جـــاوبَها بـــالعشىِّ قاصِبُها
ساقت إليه الأسبابُ جندَ بني الـ ـأحرارِ فــرسانــُها مـواكبُها
وفــوزت بــالـبغــالِ تُوسَقُ بالـ ـحَــتْفِ وتـَسْعَى بها توالبُها
حتى رآها الأقْوالُ من طرفِ الـ ـمَـــنقلِ مُــخْضَــرَّة كـتائبُها
يـــوم يُنـــادون آل بــــــَرْبــــــر والْــيَكْسوم لا يُفْلَحنَّ هاربُها
وكــــان يوم باقي الحديــث وزا لــت إمّـــَةٌ ثــابت مــراتبُها
وبُــدِّل الفَيــــْج بالزرافةِ والأيـ ـــام جــون جـــَم عــجائبـها
بـــعــدَ بنـــي تُبّـــَع نَخـــــاوِرة قــد اطـــمأنَّت بــها مرازُبها
قال ابن هشام : وهذه الأبيات في قصيدة له ، وأنشدنى أبو زيد (الأنصاري) ، ورواه لي عن المفضَّل الضبي ، قوله :
يوم ينادون آل بربر واليكسوم
هزيمة الأحباش ، ونبوءة سطيح وشق
وهذا الذي عنى سَطيح بقوله : " يليه إرم ذي يزن ، يخرج عليهم من عدن ، فلا يترك أحداً منهم باليمن ". والذي عنى شق بقوله : " غلام ليس بِدَني ولا مُدَنْ ، يخرج عليهم من بيت ذي يَزَنْ ".
ذكر ما انتهى إليه أمر الفرس باليمن
ملك الحبشة في اليمن وعدد ملوكهم
قال ابن إسحاق: فأقام وَهْرِز والفرس باليمن، فمن بقية ذلك الجيش من الفرس الأبناء الذين باليمن اليوم ، وكان ملك الحبشة باليمن فيما بين أن دخلها أرياط إلى أن قتلت الفرس مسروق بن أبرهة وأخرجت الحبشة اثنتين وسبعين سنة، توارث ذلك منهم أربعة : أرياط ، ثم أبرهة، ثم يكسوم بن أبرهة، ثم مسروق بن أبرهة.
ملوك الفرس في اليمن
قال ابن هشام : ثم مات وَهْرِز، فأمَّر كسرى ابنه المرْزُبان بن وهرز على اليمن ، ثم مات المرْزُبان فأمر كسرى ابنه التينُجان بن المرزبان على اليمن ، ثم مات التينُجان ، فأمر كسرى ابن التينجان على اليمن ، ثم عزله وأمر باذان فلم يزل باذان عليها حتى بعث اللّه محمداً (النبي) صلى الله عليه وسلم .
كسرى وبعثة النبي صلى الله عليه وسلم
بلغني عن الزهري أنه قال: كتب كسرى إلى باذان : أنه بلغني أن رجلا من قُريش خرج بمكة، يزعُم أنه نبي فَسر إليه فَاسْتَتِبْهُ ، فإن تاب وإلا فابعث إلي برأسه ، فبعث باذان بكتاب كسرى إلي رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - فكتب إليه رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم : " إن اللّه قد وعدني أن يُقتل كسرى في يوم كذا من شهر كذا" فلما أتى باذانَ الكتاب توقف لينظر، وقال : إن كان نبياً، فسيكون ما قال ، فقتلَ اللّه كسرى في اليوم الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال ابن هشام : قُتل على يدَيْ ابنه شَيْرَويه ، وقال خالد بن حِق الشيباني :
وكسرى إذ تَقَسَّمه بنــــوه بأسيافٍ كما اقتُسِم اللَّحامُ
تمخضتِ المنونُ له بـيومٍ أنــى ولــــكلِّ حـاملةٍ تمام
إسلام باذان
قال الزهري : فلما بلغ ذلك باذان بعث بإسلامه ، وإسلام من معه من الفُرس إلى رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - فقالت الرسلُ من الفرس لرسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - إلى من نحن يا رسول اللّه ؟ قال : " أنتم منا وإلينا أهلَ البيت ".
سلمنا منا
قال ابن هشام : فبلغني عن الزهريِّ أنه قال : فمن ثَمَّ قال رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم : " سَلْمانُ منا أهل البيت ".
بعثة النبي ، ونبوءة سطيح وشق
قال ابن هشام : فهو الذي عنى سطيح بقوله : " نبيّ زكي ، يأتيه الوحي من قبل العلي "، والذي عني شق بقوله : " بل ينقطع برسول مُرْسَل ، يأتي بالحق والعدل ، من أهل الدين والفضل ، يكون المُلك في قومه إلى يوم الفصْل ".
الحجر الذي وجد باليمن
قال ابن إسحاق : وكان في حجر باليمن - فيما يزعُمون - كتاب بالزَّبور كتب في الزمان الأول :
" لمن مُلك ذِمَار؟ لِحمْير الأخيار ، ولمن ملك ذِمار؟ للحبشة الأشرار ، لمن ملك ذِمار؟ لفارس الأحرار ، لمن ملك ذِمار ؟ لقريش التجار " .
وذِمار : اليمن أو صنعاء.
قال ابن هشام : ذمار : بالفتح ، فيما أخبرني يونس .
شعر الأعشى في نبوءة سطيح وشق
قال ابن إسحاق : وقال الأعشى - أعشى بني قيس بن ثعلبة في وقوع ما قال سطيح وصاحبه :
ما نظرتْ ذاتُ أشفارٍ كنظرتها حقاً كما صدقَ الذئبيُّ إذ سجعا
وكانت العرب تقول لسطيح : الذئبي،لأنه سطيح بن ربيعة بن مسعود بن مازن بن ذئب .
قال ابن إسحاق : وقال عدي بن زيد الحيري ، وكان أحد بنى تميم ، قال ابن هشام : ثم أحد بني امرئ القيس بن زيد مناة بن تميم ، ويقال : عدي من العباد من أهل الحيرة :
مـابـــعد صنعــاءَ كــان يَعْمُرها ولاةُ مــُلك جَزْلٍ مواهــبُها
رفـــَّعها مـَنْ بَنَى لدى قَزَع المُزْ ن وتَنْــدَى مِسْـــكا مَحاربُها
مَحفوفةٌ بــالجبالِ دونَ عُرَى الْـ ـكائدِ مـــا تُرْتـــَقى غواربُها
يأنسُ فيــها صـــوتُ النُّهــامِ إذا جـــاوبَها بـــالعشىِّ قاصِبُها
ساقت إليه الأسبابُ جندَ بني الـ ـأحرارِ فــرسانــُها مـواكبُها
وفــوزت بــالـبغــالِ تُوسَقُ بالـ ـحَــتْفِ وتـَسْعَى بها توالبُها
حتى رآها الأقْوالُ من طرفِ الـ ـمَـــنقلِ مُــخْضَــرَّة كـتائبُها
يـــوم يُنـــادون آل بــــــَرْبــــــر والْــيَكْسوم لا يُفْلَحنَّ هاربُها
وكــــان يوم باقي الحديــث وزا لــت إمّـــَةٌ ثــابت مــراتبُها
وبُــدِّل الفَيــــْج بالزرافةِ والأيـ ـــام جــون جـــَم عــجائبـها
بـــعــدَ بنـــي تُبّـــَع نَخـــــاوِرة قــد اطـــمأنَّت بــها مرازُبها
قال ابن هشام : وهذه الأبيات في قصيدة له ، وأنشدنى أبو زيد (الأنصاري) ، ورواه لي عن المفضَّل الضبي ، قوله :
يوم ينادون آل بربر واليكسوم
هزيمة الأحباش ، ونبوءة سطيح وشق
وهذا الذي عنى سَطيح بقوله : " يليه إرم ذي يزن ، يخرج عليهم من عدن ، فلا يترك أحداً منهم باليمن ". والذي عنى شق بقوله : " غلام ليس بِدَني ولا مُدَنْ ، يخرج عليهم من بيت ذي يَزَنْ ".
ذكر ما انتهى إليه أمر الفرس باليمن
ملك الحبشة في اليمن وعدد ملوكهم
قال ابن إسحاق: فأقام وَهْرِز والفرس باليمن، فمن بقية ذلك الجيش من الفرس الأبناء الذين باليمن اليوم ، وكان ملك الحبشة باليمن فيما بين أن دخلها أرياط إلى أن قتلت الفرس مسروق بن أبرهة وأخرجت الحبشة اثنتين وسبعين سنة، توارث ذلك منهم أربعة : أرياط ، ثم أبرهة، ثم يكسوم بن أبرهة، ثم مسروق بن أبرهة.
ملوك الفرس في اليمن
قال ابن هشام : ثم مات وَهْرِز، فأمَّر كسرى ابنه المرْزُبان بن وهرز على اليمن ، ثم مات المرْزُبان فأمر كسرى ابنه التينُجان بن المرزبان على اليمن ، ثم مات التينُجان ، فأمر كسرى ابن التينجان على اليمن ، ثم عزله وأمر باذان فلم يزل باذان عليها حتى بعث اللّه محمداً (النبي) صلى الله عليه وسلم .
كسرى وبعثة النبي صلى الله عليه وسلم
بلغني عن الزهري أنه قال: كتب كسرى إلى باذان : أنه بلغني أن رجلا من قُريش خرج بمكة، يزعُم أنه نبي فَسر إليه فَاسْتَتِبْهُ ، فإن تاب وإلا فابعث إلي برأسه ، فبعث باذان بكتاب كسرى إلي رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - فكتب إليه رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم : " إن اللّه قد وعدني أن يُقتل كسرى في يوم كذا من شهر كذا" فلما أتى باذانَ الكتاب توقف لينظر، وقال : إن كان نبياً، فسيكون ما قال ، فقتلَ اللّه كسرى في اليوم الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال ابن هشام : قُتل على يدَيْ ابنه شَيْرَويه ، وقال خالد بن حِق الشيباني :
وكسرى إذ تَقَسَّمه بنــــوه بأسيافٍ كما اقتُسِم اللَّحامُ
تمخضتِ المنونُ له بـيومٍ أنــى ولــــكلِّ حـاملةٍ تمام
إسلام باذان
قال الزهري : فلما بلغ ذلك باذان بعث بإسلامه ، وإسلام من معه من الفُرس إلى رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - فقالت الرسلُ من الفرس لرسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - إلى من نحن يا رسول اللّه ؟ قال : " أنتم منا وإلينا أهلَ البيت ".
سلمنا منا
قال ابن هشام : فبلغني عن الزهريِّ أنه قال : فمن ثَمَّ قال رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم : " سَلْمانُ منا أهل البيت ".
بعثة النبي ، ونبوءة سطيح وشق
قال ابن هشام : فهو الذي عنى سطيح بقوله : " نبيّ زكي ، يأتيه الوحي من قبل العلي "، والذي عني شق بقوله : " بل ينقطع برسول مُرْسَل ، يأتي بالحق والعدل ، من أهل الدين والفضل ، يكون المُلك في قومه إلى يوم الفصْل ".
الحجر الذي وجد باليمن
قال ابن إسحاق : وكان في حجر باليمن - فيما يزعُمون - كتاب بالزَّبور كتب في الزمان الأول :
" لمن مُلك ذِمَار؟ لِحمْير الأخيار ، ولمن ملك ذِمار؟ للحبشة الأشرار ، لمن ملك ذِمار؟ لفارس الأحرار ، لمن ملك ذِمار ؟ لقريش التجار " .
وذِمار : اليمن أو صنعاء.
قال ابن هشام : ذمار : بالفتح ، فيما أخبرني يونس .
شعر الأعشى في نبوءة سطيح وشق
قال ابن إسحاق : وقال الأعشى - أعشى بني قيس بن ثعلبة في وقوع ما قال سطيح وصاحبه :
ما نظرتْ ذاتُ أشفارٍ كنظرتها حقاً كما صدقَ الذئبيُّ إذ سجعا
وكانت العرب تقول لسطيح : الذئبي،لأنه سطيح بن ربيعة بن مسعود بن مازن بن ذئب .
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى