أمر ذي ثعلبان ، وابتداء ملك الحبشة وذكر أرياط المستولي على اليمن
الجمعة يناير 23, 2009 12:29 pm
أمر ذي ثعلبان ، وابتداء ملك الحبشة وذكر أرياط المستولي على اليمن
فرار دوس واستنصاره بقيصر
قال ابن إسحاق: وأفلت منهم رجل من سبأ، يقال له دَوْس ذو ثَعْلبان، على فرس له، فسلك الرمل، فأعجزهم، فمضى على وجهه ذلك، حتى أتى قيصر ملك الروم، فاستنصره على ذي نواس وجنوده، وأخبره بما بلغ منهم، فقال له: بعدت بلادك منا، ولكني سأكتب لك إلى ملك الحبشة، فإنه على هذا الدين، وهو أقرب إلى بلادك، وكتب إليه يأمره بنصره، والطلب بثأره.
انتصار أرياط وهزيمة ذي نواس وموته
فقدم دوسٌ على النجاشي بكتاب قيصر، فبعث معه سبعين ألفا من الحبشة، وأمَّر عليهم رجلا منهم يقال له: أرياط، ومعه في جنده أبرهة الأشرم، فركب أرياط البحر حتى نزل بساحل اليمن ومعه دَوْس ذو ثَعْلبان، وسار إليه ذو نُواس في حِمْير، ومن أطاعه من قبائل اليمن، فلما التقوا انهزم ذو نواس وأصحابه، فلما رأى ذو نواس ما نزل به وبقومه، وجه فرسه في البحر، ثم ضربه، فدخل به فخاض به ضَحْضَاح البحر، حتى أفضى به إلى غَمْرِه، فأدخله فيه، وكان آخر العهد به، ودخل أرياط اليمن فملكها.
شعر في دوس وما كان منه
فقال رجل من أهل اليمن، وهو يذكر ما ساق إليهم دوس من أمر الحبشة:
" لا كَدَوْس ولا كأعلاقَ رَحْله "
فهي مثل باليمن إلى هذا اليوم ؛ وقال ذو جدن الحميري:
هونكِ ليس يردُّ الدمعَ ما فاتا لا تهلكي أسفاً في إثْر من ماتَا
أبعدَ بَيْنون لا عين ولا أثــرٌ وبعدَ سَلْحِين يبني الناسُ أبياتَا
بينون وسلحين وغمدان: من حصون اليمن التي هدمها أرياط، ولم يكن في الناس مثلُها. وقال ذو جدن أيضاً:
دعينـي لا أبا لكِ لن تطيقـــي لحاكِ الله قـد أنزفْتِ ريقـي
لَدَى عَزفِ القيانِ إذ انتشينـــا وإذْ نُسقى من الخمرِ الرحيق
وشُرْبُ الخمر ليس علي عاراً إذا لــم يـَشْكُنـي فيـها رفيقـي
فإن الموتَ لا ينهـاه نــــــــاهٍ ولو شَرِبَ الشفاءَ مع النَّشوقِ
ولا مترهِّب في أسْطـــــــوان يناطـحُ جُـدره بَيـض الأنـوق
وغُمْدان الذي حُدِّثت عنـــــه بنـوه مُسَمَّكــا في رأسِ نِـيـق
بمَنْهَمَـةٍ وأسفلـهُ جُــــــــرون وحُــر الموْحَـلِ اللثق الـزليق
مصابيح السَّليطِ تــلوح فـيـه إذا يُمْسـي كَتَوْمـاضِ البُروقِ
ونخلتُـه التــي غُـرِستَ إليـه يكاد البُسْرُ يَهْصِر بالعــذوق
فأصبــح بعــد جدَّتــه رمـاداً وغيّــَر حسنــَه لـهبُ الحريق
واًسلــَمَ ذو نـُواس مُسْتَكينــا وحذر قومَه ضَنْك المضيــق
وقال ابن الذئبة الثقفي في ذلك، قال ابن هشام: الذئبة أمه، واسمه: ربيعة بن عَبْد يا ليل ابن سالم بن مالك بن حُطَيْط بن جُشَم بن قسي:
لـَعَمــْرك مـا للفتى من مقــر مع الموت يلحقه والـكِبَـر
لعَمرك مــا للفتـى صُحْـــرة لعمرك ما إنْ له من وزَر
أبعْــدَ قبائــلَ مــِنْ حِمـْيـــــَر أبيدوا صباحاً بذات العَبَر
بألـفِ ألــوفٍ وحُـــــرَّابـــة كمثلِ السمـاء قُبَيْلِ المطر
يُصِـمُّ صياحُــهم المقْربـَات وينفون مـن قاتـلوا بالذفرْ
سعالي مثلُ عديـد التـراب تَيْبس منهم رطابُ الشجرْ
وقال عمرو بن مَعْدي كرب الزُّبيْدي، في شيء كان بينه وبين قيس بن مكشوح المرَاديّ ، فبلغه أنه يتوعده، فقال يذكر حِمْير وعزها، وما زال من ملكها عنها:
أتوعِدني كأنك ذو رعيــــــن بأفضل عِيشةٍ - أو ذو نُوَاس
وكائن كان قبلَك من نعيـــــمٍ ومُلكٍ ثابتٍ في الناس راسي
قــديمٍ عهده من عــهد عــاد عظيم قاهــر الجبروت قاسي
فــأمسى أهلُه بادوا، وأمسى يُحــوَّل من أنـاسٍ فـي أنــاسِ
نسب زبيد
قال ابن هشام: زُبَيْد بن سلمة بن مازن بن مُنَبِّه بن صعب بن سعد العشيرة بن مَذحِج، يقال: زُبيد بن منبِّه بن صعب بن سعد العشيرة، ويقال: زُبيد بن صعب ومراد: يُحابِر بن مُذحج.
سبب قول عمرو بن معدي كرب هذا الشعر
قال ابن هشام: وحدثني أبو عبيدة قال: كتب عُمر بن الخطاب - رضي الله عنه - إلى سلْمان بن ربيعة الباهلي ، وباهلة بن يعصر بن سعد بن قيس بن عيلان ، وهو بـ "أرْمينية" يأمره أن يفضل أصحاب الخيل العِراب على أصحاب الخيل المقارف ، في العطاء، فعرض الخيل، فمر به فرس عمرو بن معدي كرب، فقال له سلمان: فرسك هذا مُقْرف ، فغضب عمرو فقال: هجين عرف هجيناً مثله، فوثب إليه قيس فتوعده، فقال عمرو هذه الأبيات.
صدق كهانة سطيح وشق
قال ابن هشام: فهذا الذي عنى سطيح الكاهن بقوله: " ليهبطن أرْضَكُم الحبش، فليملُكُنَّ ما بين أبْيَن إلى جُرَش " والذي عنى شق الكاهن بقوله: " لينزلن أرضكم السودان، فليغلُبن على كل طَفلة البنان وليملُكن ما بين أبْيَن إلى نجران ".
فرار دوس واستنصاره بقيصر
قال ابن إسحاق: وأفلت منهم رجل من سبأ، يقال له دَوْس ذو ثَعْلبان، على فرس له، فسلك الرمل، فأعجزهم، فمضى على وجهه ذلك، حتى أتى قيصر ملك الروم، فاستنصره على ذي نواس وجنوده، وأخبره بما بلغ منهم، فقال له: بعدت بلادك منا، ولكني سأكتب لك إلى ملك الحبشة، فإنه على هذا الدين، وهو أقرب إلى بلادك، وكتب إليه يأمره بنصره، والطلب بثأره.
انتصار أرياط وهزيمة ذي نواس وموته
فقدم دوسٌ على النجاشي بكتاب قيصر، فبعث معه سبعين ألفا من الحبشة، وأمَّر عليهم رجلا منهم يقال له: أرياط، ومعه في جنده أبرهة الأشرم، فركب أرياط البحر حتى نزل بساحل اليمن ومعه دَوْس ذو ثَعْلبان، وسار إليه ذو نُواس في حِمْير، ومن أطاعه من قبائل اليمن، فلما التقوا انهزم ذو نواس وأصحابه، فلما رأى ذو نواس ما نزل به وبقومه، وجه فرسه في البحر، ثم ضربه، فدخل به فخاض به ضَحْضَاح البحر، حتى أفضى به إلى غَمْرِه، فأدخله فيه، وكان آخر العهد به، ودخل أرياط اليمن فملكها.
شعر في دوس وما كان منه
فقال رجل من أهل اليمن، وهو يذكر ما ساق إليهم دوس من أمر الحبشة:
" لا كَدَوْس ولا كأعلاقَ رَحْله "
فهي مثل باليمن إلى هذا اليوم ؛ وقال ذو جدن الحميري:
هونكِ ليس يردُّ الدمعَ ما فاتا لا تهلكي أسفاً في إثْر من ماتَا
أبعدَ بَيْنون لا عين ولا أثــرٌ وبعدَ سَلْحِين يبني الناسُ أبياتَا
بينون وسلحين وغمدان: من حصون اليمن التي هدمها أرياط، ولم يكن في الناس مثلُها. وقال ذو جدن أيضاً:
دعينـي لا أبا لكِ لن تطيقـــي لحاكِ الله قـد أنزفْتِ ريقـي
لَدَى عَزفِ القيانِ إذ انتشينـــا وإذْ نُسقى من الخمرِ الرحيق
وشُرْبُ الخمر ليس علي عاراً إذا لــم يـَشْكُنـي فيـها رفيقـي
فإن الموتَ لا ينهـاه نــــــــاهٍ ولو شَرِبَ الشفاءَ مع النَّشوقِ
ولا مترهِّب في أسْطـــــــوان يناطـحُ جُـدره بَيـض الأنـوق
وغُمْدان الذي حُدِّثت عنـــــه بنـوه مُسَمَّكــا في رأسِ نِـيـق
بمَنْهَمَـةٍ وأسفلـهُ جُــــــــرون وحُــر الموْحَـلِ اللثق الـزليق
مصابيح السَّليطِ تــلوح فـيـه إذا يُمْسـي كَتَوْمـاضِ البُروقِ
ونخلتُـه التــي غُـرِستَ إليـه يكاد البُسْرُ يَهْصِر بالعــذوق
فأصبــح بعــد جدَّتــه رمـاداً وغيّــَر حسنــَه لـهبُ الحريق
واًسلــَمَ ذو نـُواس مُسْتَكينــا وحذر قومَه ضَنْك المضيــق
وقال ابن الذئبة الثقفي في ذلك، قال ابن هشام: الذئبة أمه، واسمه: ربيعة بن عَبْد يا ليل ابن سالم بن مالك بن حُطَيْط بن جُشَم بن قسي:
لـَعَمــْرك مـا للفتى من مقــر مع الموت يلحقه والـكِبَـر
لعَمرك مــا للفتـى صُحْـــرة لعمرك ما إنْ له من وزَر
أبعْــدَ قبائــلَ مــِنْ حِمـْيـــــَر أبيدوا صباحاً بذات العَبَر
بألـفِ ألــوفٍ وحُـــــرَّابـــة كمثلِ السمـاء قُبَيْلِ المطر
يُصِـمُّ صياحُــهم المقْربـَات وينفون مـن قاتـلوا بالذفرْ
سعالي مثلُ عديـد التـراب تَيْبس منهم رطابُ الشجرْ
وقال عمرو بن مَعْدي كرب الزُّبيْدي، في شيء كان بينه وبين قيس بن مكشوح المرَاديّ ، فبلغه أنه يتوعده، فقال يذكر حِمْير وعزها، وما زال من ملكها عنها:
أتوعِدني كأنك ذو رعيــــــن بأفضل عِيشةٍ - أو ذو نُوَاس
وكائن كان قبلَك من نعيـــــمٍ ومُلكٍ ثابتٍ في الناس راسي
قــديمٍ عهده من عــهد عــاد عظيم قاهــر الجبروت قاسي
فــأمسى أهلُه بادوا، وأمسى يُحــوَّل من أنـاسٍ فـي أنــاسِ
نسب زبيد
قال ابن هشام: زُبَيْد بن سلمة بن مازن بن مُنَبِّه بن صعب بن سعد العشيرة بن مَذحِج، يقال: زُبيد بن منبِّه بن صعب بن سعد العشيرة، ويقال: زُبيد بن صعب ومراد: يُحابِر بن مُذحج.
سبب قول عمرو بن معدي كرب هذا الشعر
قال ابن هشام: وحدثني أبو عبيدة قال: كتب عُمر بن الخطاب - رضي الله عنه - إلى سلْمان بن ربيعة الباهلي ، وباهلة بن يعصر بن سعد بن قيس بن عيلان ، وهو بـ "أرْمينية" يأمره أن يفضل أصحاب الخيل العِراب على أصحاب الخيل المقارف ، في العطاء، فعرض الخيل، فمر به فرس عمرو بن معدي كرب، فقال له سلمان: فرسك هذا مُقْرف ، فغضب عمرو فقال: هجين عرف هجيناً مثله، فوثب إليه قيس فتوعده، فقال عمرو هذه الأبيات.
صدق كهانة سطيح وشق
قال ابن هشام: فهذا الذي عنى سطيح الكاهن بقوله: " ليهبطن أرْضَكُم الحبش، فليملُكُنَّ ما بين أبْيَن إلى جُرَش " والذي عنى شق الكاهن بقوله: " لينزلن أرضكم السودان، فليغلُبن على كل طَفلة البنان وليملُكن ما بين أبْيَن إلى نجران ".
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى