فياض الاستيطان والجدار يشكلان تهديدا رئيسيا للبيئة
الإثنين يونيو 13, 2011 4:17 pm
رام الله -العهد - شدد رئيس الوزراء سلام فياض على أن يوم البيئة العالمي، يأتي في وقت يتطلب فيه المزيد من تسليط الضوء على ما تُلحقه الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على البيئة الفلسطينية من تداعيات ومخاطر على حياة المواطنين، ومستقبل الحالة البيئية في بلادنا، وما يتطلبه ذلك من ضرورة العمل وفقا للاستراتيجية الوطنية للبيئية، والتي تضمنتها خطة السلطة الوطنية لبناء الدولة وإنهاء الاحتلال، للمساهمة في إزالة آثار تلك الاعتداءات، وبمّا يمكّن من حماية مستقبل البيئة الفلسطينية.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها رئيس سلطة المياه شداد العتيلي بالنيابة عن رئيس الوزراء لمناسبة يوم البيئة العالمي، بحضور عدد من ممثلي المؤسسات الدولية والرسمية الأهلية.
وقال: 'نحن وكجزء من هذا العالم نتأثر بالمشاكل البيئية المتعددة وتحديات التغير المناخي، وما نتج عنه من استنزاف للموارد الطبيعية من اجل التوسع العمراني على حساب المناطق الحرجية والاعتماد على مصادر الكربون لتوفير الطاقة اللازمة دون الالتفات إلى المصادر المتجددة الأكثر أمنا على الإنسان والبيئة المحيطة به، ما أسهم في ظاهرة بتبعات الاحتباس الحراري ونتائجه حيث تشير معظم الدراسات التي تناولت قضية تغير المناخ وأثرها في الشرق الأوسط إلى تزايد الصراع على المصادر المائية القليلة المتاحة واتساع رقعة التصحر وازدياد نسب المهجرين بفعل الجفاف'.
وأوضح أن ما يواجهه شعبنا إضافة إلى تبعات التغير المناخي، يتمثل في الاحتلال الإسرائيلي واعتداءاته المستمرة على البيئة الفلسطينية بجميع مكوناتها وعناصرها، وأشار إلى الواقع البيئي يعاني من إجهاد كبير بسبب ممارسات الاحتلال الإسرائيلي وسياسته الاستيطانية المتمثلة في مصادرة المياه والأراضي، وبناء المستوطنات والجدار وقطع الأشجار، وما ألحقه ذلك كله من أضرار وتقلص المصادر الطبيعية وتلوثها.
وأكد أن شح المياه والسيطرة الإسرائيلية على مصادرها، وحرمان شعبنا من حقوقه المائية التي يكفلها القانون الدولي، وتدهور جودة هذه المياه، واستنزاف الجزء الأكبر منها من قبل المستوطنين، بالإضافة إلى ما تسبب به الجدار من التهام العديد من آبار المياه الجوفية، وينابيع المياه في منطقة الحوض الغربي، قد شكلت عوامل إعاقة جدية لإمكانات التنمية الاقتصادية الواعدة في فلسطين.
وشدد على أن الاستيطان الإسرائيلي يشكل التهديد والاعتداء الرئيسي على البيئة الفلسطينية، ويضاف إلى ذلك الصعوبات الناجمة عن مشاكل البيئة العالمية التي تؤثر أيضاً على بلادنا كالتغير المناخي والتصحر ونقص الموارد الطبيعية وتلوثها، الأمر الذي يجعل هذه التحديات والصعوبات مضاعفة، سيما في ظل استمرار عدم السيطرة الكاملة على تلك الموارد والمساحات الشاسعة من بلادنا والواقعة فيما يسمى بالمنطقة (ج)، والتي لم يعد مقبولا، وتحت أي ظرف كان، استمرار حرماننا من السيطرة عليها، واستغلال مواردها، الأمر الذي بات يتطلب وبشكل ملّح تدخل المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته السياسية والقانونية من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتمكين شعبنا من تقرير مصيره وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس على حدود عام 1967، وبما يمكنه أيضا من السيطرة على ثرواته ومقدراته من أجل بناء فلسطين المستقبل، كدولة عصرية واعدة بالخير والرفاه لأبناء شعبنا، وعنصرا أساسيا للاستقرار في المنطقة.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن الاحتفال بيوم البيئة العالمي تحت شعار 'الغابات: الطبيعة في خدمتك' جاء من منطلق الوعي بأهمية الغابات والحفاظ على المساحات الخضراء لما لها من أثر في التقليل من المخاطر البيئية والتخفيف من حدة انبعاث الغازات الدفيئة، إلا أن هذا الشعار يحمل مضامين كبيرة للفلسطينيين المحرومين من إدارة الغابات و المناطق الحرجية، والتي كانت، وحسب ما يشير إليه بيان جهاز الإحصاء المركزي، تشكل نسبة 5% من مساحة الأرض الفلسطينية أي 301 كم مربع، قبل احتلالها عام 1967، ولكن من ذاك الوقت إلى اليوم تقلصت هذه الغابات إلى 88.2 كم مربع بفعل الإجراءات الإسرائيلية بحق الأرض والبيئة الفلسطينية، والاستغلال البشري الجائر لهذه المصادر الشجرية.
وأكد أن السلطة الوطنية تعمل من خلال تضافر الجهود الرسمية والأهلية لتطوير الوعي البيئي الذي يساعد في الحفاظ على المصادر البيئية للأجيال الحالية والأجيال القادمة، ومواصلة العمل على وقف التدهور وحماية البيئة وتفعيل السياسات والقوانين للحفاظ على المصادر وحماية المحميات الطبيعية والتنوع الحيوي وترشيد استخدام المصادر البيئية ووقف انجراف التربة، وقال: 'انطلاقا من هذه المبادئ دعمت الحكومة كافة الجهود الرامية إلى تشجير فلسطين، وزيادة مساحات الغابات فيها'.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى