حديث إسلام سلمان رضي الله عنه
السبت يناير 24, 2009 4:23 pm
حديث إسلام سلمان رضي الله عنه
كان سلمان مجوسيا ، فمر بكنيسة فتطلع الي النصرانية :
قال ابن إسحاق : وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري عن محمود بن لبيد ،عن عبد الله بن عباس ، قال : حدثني سلمان الفارسي ، وأنا أسمع من فيه قال: كنت رجلا فارسيا من أهل أصبهان ، من قرية يقال لها جي ، وكان ابي دهقان قريته ، وكنت أحب خلق الله إليه ، لم يزل يه حبه إياي حتى حبسني في بيته كما تحبس الجارية ، واجتهدت في المجوسية حتى كنت قطن النار الذي يوقدها ، ولا يتركها تخبو ساعة ، قال : وكانت لأبي ضيعة عظيمة ، فشغل في بنيان له يوما ، فقال لي : يا بني ، إني قد شغلتي في بنياني هذا اليوم عن ضيعتي ، فاذهب إليها فاطلعها ، وأمرني فيها ببعض ما يريد ، ثم قال لي : ولا تحتبس عني ، فإنك ان احتبست عني كنت أهم الي من ضيعتي ، وشغلتني عن كل شئ من أمري قال: فخرجت أريد ضيعته التي بعثني إليها فمررت بكنسية من كنائس النصارى ، فسمعت أصواتهم فيها وهم يصلون ، وكنت لا أدري ما أمر الناس ، لحبس أبي أياي في بيته ، فلما سمعت أصواتهم دخلت عليهم أنظر ما يصنعون ، فلما رأيتهم أعجبتني صلاتهم ، ورغبت في أمرهم ، وقلت : هذا والله خير من الدين الذي نحن عليه ، فوالله ما برحتهم حتى غربت الشمس ، وتركت ضيعة ابي فلم آتها ، ثم قلت لهم أين أصل هذا الدين ؟ قالوا : بالشام ، فرجعت الي ابي ،وقد بعث في طلبي ، وشغلته عن عمله كله ، فلما جئته قال : أي بني ، أين كنت؟ أولم أكن عهدت إليك ما عهدت ؟ قال : قلت له: يا أبت ، مررت بأناس يصلون في كنيسة لهم ، فاعجبني ما رأيت من دينهم ، فوالله ما زلت عندهم حتى غربت الشمس ، قال : أي بني ، ليس في ذلك الدين خير ، دينك ودين آبائك خير منه : قال : قلت له : كلا والله ، إنه لخير من ديننا ، قال : فخافني ، فجعل في رجلي قيدا ، ثم حبسني في بيته .
اتفاق سلمان والنصارى على الهرب
قال : وبعثت الي النصارى فقلت لهم : إذا قدم عليكم ركب من الشام فأخبروني بهم ، قال : فقدم عليم ركب من الشام تجار من النصارى ، فأخبروني بهم ، فقلت لهم : إذا قضوا حوائجهم ,وأردوا الرجعة الي بلادهم فآذنوني بهم ، قال : فلما أرادوا الرجعة إلى بلادهم أخبروني بهم ، فألقيت الحديد من رجلي ، ثم خرجت معهم حتى قدمت الشام ، فلما قدمتها قلت : من أفضل أهل هذا الدين علما ؟ قالوا : الاسقف في الكنيسة .
سلمان وأسقف النصارى السيئ
قال : فجئته ، فقلت له : إني قد رغبت في هذا الدين ، فأحببت أن أكون معك ،واخدمك في كنيستك ، فأتعلم منك ، وأصلي معك ، قال : ادخل ، فدخلت معه ، قال: وكان رجل سوء : يأمرهم بالصدقة ويرغبهم فيها ، فإذا جمعوا إليه شيئا منها اكتنزه لنفسه ولم يعطة المساكين ، حتى جمع سبع قلال من ذهب وورق قال : فأبغضته بغضا شديدا لما رأيته يصنع ثم مات ، فاجتمعت إليه النصارى ليدفنوه ، فقلت لهم ،إن هذا كان رجل سوء يأمركم بالصدقة ويرغبكم فيها ، فإذا جئتموه بها اكتنزها لنفسه ولم يعط المساكين منها شيئا ، قال : فقالوا لي : وما علمك بذلك ؟ قال : قلت لهم : انا أدلكم عن كنزه ، قالوا : فدلنا عليه ، قال : فأريتهم موضعه ، فاستخرجوا منه سبع قلال مملوءة ذهبا وورقا ، قال : فلما رأوها قالوا : والله لا ندفنه أبدا ، قال : فصلبوه ورجموه بالحجارة ، وجاءوا برجل آخر فعلوه مكانه .
سلمان والاسقف الصالح
قال : يقول سلمان : فما رأيت رجلا يصلي الخمس ، أرى أنه كان افضل منه ، (و) أزهد في الدنيا ، ولا أرغب في الآخرة ، ولا أدأب ليلا ونهارا منه ، قال : فاحببته حبا لم احبه شيا قبله ، قال : فأقمت معه زمانا طويلا ، ثم حضرته الوفاة ، فقلت له : يافلان ، إني قد كنت معك ، ,احببتك حبا لم احبه شيئا قبلك ، وقد حضرك ما ترى من أمر الله تعالى ، فإلي من توصي بي ؟ وبم تأمرني ؟ قال : أي بني ، والله ما أعلم أحد على ما كنت عليه فقد هلك الناس ، وبدلوا ، وتركوا اكثر من كانوا عليه ، إلا رجلا بالموصل ، وهو فلان ، هو على ما كنت عليه فالحق به .
سلمان وصاحبه الموصل
قال : فلما مات وغيب لحقت بصاحب الموصل ، فقلت له : يا فلان إن فلانا أوصاني عند موته أن الحق بك ، وأخبرني أنك على أمره ، فقال لي : أقم عندي ، فأقمت عنده ، فوجدته خير رجل على أمر صاحبة ، فلم يلبث أن مات ، فلما حضرته الوفاة ، قلت له : يا فلان ، إن فلانا أوصى بي إليك ، وأمرني باللحوق بك , قد حضرك من أمر الله ما ترى ، فإلى من توصي بي ؟ وبم تأمرني ؟ قال : يا بني ، والله ما أعلم رجلا على مثل ما كنا عليه إلا رجلا بنصيبين ، وهو فلان ، فالحق به .
سلمان وصاحبه بنصيبين
فلما مات وغيب لحقت بصاحب نصيبين ، فأخبرته خبري ، وما أمرني به صاحبه ، فقال: اقم عندي ، فأقمت عنده ، فوجدته على أمر صاحبيه ، فأقمت مع خير رجل ، فوالله ما لبث أن نزل به الموت ، فلما حضر قلت له : يا فلان ، إن فلانا كان اوصى بي إلى فلان ، ثم أوصى بي فلان إليك ، قلا :فإلى من توصي به ؟ وبم تأمرني ؟ قال: يابني ، والله ما أعلمه بقي أحد على أمرنا آمرك أن تأتيه ، إلا رجلا بعمورية من أرض الروم ، فإنه على مثل ما نحن عليه ، فإن أحببت فأته ، فإنه على أمرنا .
سلمان وصاحبه بعمورية
فلما مات وغيب لحقت بصاحب عمورية ، فأخبرته خبري ، فقال ، اقم عندي ، فأقمت عند خير رجل على هدى اصحابه وأمرهم ، قال : واكتسبت حتى كانت لي بقرات وغنيمة ، قال : ثم نزل به أمر الله تعالى ، فلما حضر قلت له : يا فلان كنت مع فلان ، فأوصى بي إلى فلان ، ثم أوصى بن فلان الي فلان ، ثم اوصي بي فلان إليك ، فإلى من توصي بي؟ وبم تأمرني؟ قال: أي بني ،والله ما أعلمه اصبح اليوم أحد على مثل ما كنا عليه من الناس آمرك با أن تأتيه ، ولكنه قد أظل زمان نبي ، وهو مبعوث بدين إبراهيم عليه السلام ، يخرج بأرض العرب ، مهاجره الي ارض بين حرتين بينهما نخل به علامات لا تخفى : يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة ، وبين كتفية خاتم النبوة ، فإن استطعت أن تلحق بتلك البلاد فأفعل .
سلمان ونقلته إلى وادي القرى ثم الي المدينة ، وسماعه ببعثة الرسول صلى الله عليه وسلم
قال : ثم مات وغيب ، ومكثت بعمورية ما شاء الله أن أمكث ، ثم مر بي نفر من كلب تجارة ، فقلت لهم : احملوني ألي ارض العرب واعطيكم بقراتي هذه وغيمتي هذه ِ، قالوا : نعم فاعطيتهموها ، وحملوني معهم ، حتى إذا بلغوا وادي القرى ظلموني ، فباعوني من رجل يهودي عبدا ، فكنت عنده ، ورأيت النخل ، فرجوت أِن يكون البلد الذي وصف لي صاحبي ولم يحق في نفسي ، فبينا أنا عنده إذ قدم عليه ابن عم له من بني قريظة من المدينة ، فابتاعني منه ، فاحتملني الي المدينة ، فوالله ما هو إلا أن رأيتها فعرفتها ، بصفة صاحبي ، فأقمت بها وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأقام بمكة ما أقام لا أسمع له بذكر ، مع ما أنا فيه من شغل الرق ثم هاجر الي المدينة ، فوالله إني لفي رأس عذق لسيدي أعمل له فيه بعض العمل وسيدي جالس تحتى ، إذ أقبل ابن عم له ، حتى وقف عليه ، فقال : يا فلان : قاتل الله بني قيله ، والله أنهم الآن لمجتمعون بقباء على رجل قدم عليهم من مكة اليوم ، يزعمون أنه نبي .
نسب قيلة
قال ابن هشام : قيلة : بنت كاهل بن عذرة بن سعد بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن إلحاف بن قضاعة ، ام الأوس والخرزج .
قال النعمان بن بشير الأنصاري يمدح الأوس والخزرج :
بهاليل من أولاد قيله لم يجد
مساميح أبطال يراحون للندى
عليهم خليط في مخالطة عتبا
يرون عليهم فعل آبائهم نحبا
وهذان البيتان في قصيدة له .
قال ابن اسحاق : وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة الانصاري ، عن محود بن لبيد ، عن عبد الله بن عباس ، قال : قال سلمان : فلما سمعتها أخذتني العرواء ،قال ابن هشام : والعرواء : الرعدة من البرد والانتفاض ، فإن كان مع ذلك عرق فهي الرحضاء ، وكلاهما ممدود حتى ظننت أني سأسقط على سيدي ، فنزلت عن النخلة ، فجعلت اقول لابن عمه ذلك : ماذا تقول ؟ ( ماذا تقول) ؟ فغضب سيدي ِ، فلكمني لكمة شديدة ، ثم قال : مالك ولهذا ؟ أقبل على عملك ، قال : قلت : لاشيئ ، إنما أردت أن استثبته عما قال.
كان سلمان مجوسيا ، فمر بكنيسة فتطلع الي النصرانية :
قال ابن إسحاق : وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري عن محمود بن لبيد ،عن عبد الله بن عباس ، قال : حدثني سلمان الفارسي ، وأنا أسمع من فيه قال: كنت رجلا فارسيا من أهل أصبهان ، من قرية يقال لها جي ، وكان ابي دهقان قريته ، وكنت أحب خلق الله إليه ، لم يزل يه حبه إياي حتى حبسني في بيته كما تحبس الجارية ، واجتهدت في المجوسية حتى كنت قطن النار الذي يوقدها ، ولا يتركها تخبو ساعة ، قال : وكانت لأبي ضيعة عظيمة ، فشغل في بنيان له يوما ، فقال لي : يا بني ، إني قد شغلتي في بنياني هذا اليوم عن ضيعتي ، فاذهب إليها فاطلعها ، وأمرني فيها ببعض ما يريد ، ثم قال لي : ولا تحتبس عني ، فإنك ان احتبست عني كنت أهم الي من ضيعتي ، وشغلتني عن كل شئ من أمري قال: فخرجت أريد ضيعته التي بعثني إليها فمررت بكنسية من كنائس النصارى ، فسمعت أصواتهم فيها وهم يصلون ، وكنت لا أدري ما أمر الناس ، لحبس أبي أياي في بيته ، فلما سمعت أصواتهم دخلت عليهم أنظر ما يصنعون ، فلما رأيتهم أعجبتني صلاتهم ، ورغبت في أمرهم ، وقلت : هذا والله خير من الدين الذي نحن عليه ، فوالله ما برحتهم حتى غربت الشمس ، وتركت ضيعة ابي فلم آتها ، ثم قلت لهم أين أصل هذا الدين ؟ قالوا : بالشام ، فرجعت الي ابي ،وقد بعث في طلبي ، وشغلته عن عمله كله ، فلما جئته قال : أي بني ، أين كنت؟ أولم أكن عهدت إليك ما عهدت ؟ قال : قلت له: يا أبت ، مررت بأناس يصلون في كنيسة لهم ، فاعجبني ما رأيت من دينهم ، فوالله ما زلت عندهم حتى غربت الشمس ، قال : أي بني ، ليس في ذلك الدين خير ، دينك ودين آبائك خير منه : قال : قلت له : كلا والله ، إنه لخير من ديننا ، قال : فخافني ، فجعل في رجلي قيدا ، ثم حبسني في بيته .
اتفاق سلمان والنصارى على الهرب
قال : وبعثت الي النصارى فقلت لهم : إذا قدم عليكم ركب من الشام فأخبروني بهم ، قال : فقدم عليم ركب من الشام تجار من النصارى ، فأخبروني بهم ، فقلت لهم : إذا قضوا حوائجهم ,وأردوا الرجعة الي بلادهم فآذنوني بهم ، قال : فلما أرادوا الرجعة إلى بلادهم أخبروني بهم ، فألقيت الحديد من رجلي ، ثم خرجت معهم حتى قدمت الشام ، فلما قدمتها قلت : من أفضل أهل هذا الدين علما ؟ قالوا : الاسقف في الكنيسة .
سلمان وأسقف النصارى السيئ
قال : فجئته ، فقلت له : إني قد رغبت في هذا الدين ، فأحببت أن أكون معك ،واخدمك في كنيستك ، فأتعلم منك ، وأصلي معك ، قال : ادخل ، فدخلت معه ، قال: وكان رجل سوء : يأمرهم بالصدقة ويرغبهم فيها ، فإذا جمعوا إليه شيئا منها اكتنزه لنفسه ولم يعطة المساكين ، حتى جمع سبع قلال من ذهب وورق قال : فأبغضته بغضا شديدا لما رأيته يصنع ثم مات ، فاجتمعت إليه النصارى ليدفنوه ، فقلت لهم ،إن هذا كان رجل سوء يأمركم بالصدقة ويرغبكم فيها ، فإذا جئتموه بها اكتنزها لنفسه ولم يعط المساكين منها شيئا ، قال : فقالوا لي : وما علمك بذلك ؟ قال : قلت لهم : انا أدلكم عن كنزه ، قالوا : فدلنا عليه ، قال : فأريتهم موضعه ، فاستخرجوا منه سبع قلال مملوءة ذهبا وورقا ، قال : فلما رأوها قالوا : والله لا ندفنه أبدا ، قال : فصلبوه ورجموه بالحجارة ، وجاءوا برجل آخر فعلوه مكانه .
سلمان والاسقف الصالح
قال : يقول سلمان : فما رأيت رجلا يصلي الخمس ، أرى أنه كان افضل منه ، (و) أزهد في الدنيا ، ولا أرغب في الآخرة ، ولا أدأب ليلا ونهارا منه ، قال : فاحببته حبا لم احبه شيا قبله ، قال : فأقمت معه زمانا طويلا ، ثم حضرته الوفاة ، فقلت له : يافلان ، إني قد كنت معك ، ,احببتك حبا لم احبه شيئا قبلك ، وقد حضرك ما ترى من أمر الله تعالى ، فإلي من توصي بي ؟ وبم تأمرني ؟ قال : أي بني ، والله ما أعلم أحد على ما كنت عليه فقد هلك الناس ، وبدلوا ، وتركوا اكثر من كانوا عليه ، إلا رجلا بالموصل ، وهو فلان ، هو على ما كنت عليه فالحق به .
سلمان وصاحبه الموصل
قال : فلما مات وغيب لحقت بصاحب الموصل ، فقلت له : يا فلان إن فلانا أوصاني عند موته أن الحق بك ، وأخبرني أنك على أمره ، فقال لي : أقم عندي ، فأقمت عنده ، فوجدته خير رجل على أمر صاحبة ، فلم يلبث أن مات ، فلما حضرته الوفاة ، قلت له : يا فلان ، إن فلانا أوصى بي إليك ، وأمرني باللحوق بك , قد حضرك من أمر الله ما ترى ، فإلى من توصي بي ؟ وبم تأمرني ؟ قال : يا بني ، والله ما أعلم رجلا على مثل ما كنا عليه إلا رجلا بنصيبين ، وهو فلان ، فالحق به .
سلمان وصاحبه بنصيبين
فلما مات وغيب لحقت بصاحب نصيبين ، فأخبرته خبري ، وما أمرني به صاحبه ، فقال: اقم عندي ، فأقمت عنده ، فوجدته على أمر صاحبيه ، فأقمت مع خير رجل ، فوالله ما لبث أن نزل به الموت ، فلما حضر قلت له : يا فلان ، إن فلانا كان اوصى بي إلى فلان ، ثم أوصى بي فلان إليك ، قلا :فإلى من توصي به ؟ وبم تأمرني ؟ قال: يابني ، والله ما أعلمه بقي أحد على أمرنا آمرك أن تأتيه ، إلا رجلا بعمورية من أرض الروم ، فإنه على مثل ما نحن عليه ، فإن أحببت فأته ، فإنه على أمرنا .
سلمان وصاحبه بعمورية
فلما مات وغيب لحقت بصاحب عمورية ، فأخبرته خبري ، فقال ، اقم عندي ، فأقمت عند خير رجل على هدى اصحابه وأمرهم ، قال : واكتسبت حتى كانت لي بقرات وغنيمة ، قال : ثم نزل به أمر الله تعالى ، فلما حضر قلت له : يا فلان كنت مع فلان ، فأوصى بي إلى فلان ، ثم أوصى بن فلان الي فلان ، ثم اوصي بي فلان إليك ، فإلى من توصي بي؟ وبم تأمرني؟ قال: أي بني ،والله ما أعلمه اصبح اليوم أحد على مثل ما كنا عليه من الناس آمرك با أن تأتيه ، ولكنه قد أظل زمان نبي ، وهو مبعوث بدين إبراهيم عليه السلام ، يخرج بأرض العرب ، مهاجره الي ارض بين حرتين بينهما نخل به علامات لا تخفى : يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة ، وبين كتفية خاتم النبوة ، فإن استطعت أن تلحق بتلك البلاد فأفعل .
سلمان ونقلته إلى وادي القرى ثم الي المدينة ، وسماعه ببعثة الرسول صلى الله عليه وسلم
قال : ثم مات وغيب ، ومكثت بعمورية ما شاء الله أن أمكث ، ثم مر بي نفر من كلب تجارة ، فقلت لهم : احملوني ألي ارض العرب واعطيكم بقراتي هذه وغيمتي هذه ِ، قالوا : نعم فاعطيتهموها ، وحملوني معهم ، حتى إذا بلغوا وادي القرى ظلموني ، فباعوني من رجل يهودي عبدا ، فكنت عنده ، ورأيت النخل ، فرجوت أِن يكون البلد الذي وصف لي صاحبي ولم يحق في نفسي ، فبينا أنا عنده إذ قدم عليه ابن عم له من بني قريظة من المدينة ، فابتاعني منه ، فاحتملني الي المدينة ، فوالله ما هو إلا أن رأيتها فعرفتها ، بصفة صاحبي ، فأقمت بها وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأقام بمكة ما أقام لا أسمع له بذكر ، مع ما أنا فيه من شغل الرق ثم هاجر الي المدينة ، فوالله إني لفي رأس عذق لسيدي أعمل له فيه بعض العمل وسيدي جالس تحتى ، إذ أقبل ابن عم له ، حتى وقف عليه ، فقال : يا فلان : قاتل الله بني قيله ، والله أنهم الآن لمجتمعون بقباء على رجل قدم عليهم من مكة اليوم ، يزعمون أنه نبي .
نسب قيلة
قال ابن هشام : قيلة : بنت كاهل بن عذرة بن سعد بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن إلحاف بن قضاعة ، ام الأوس والخرزج .
قال النعمان بن بشير الأنصاري يمدح الأوس والخزرج :
بهاليل من أولاد قيله لم يجد
مساميح أبطال يراحون للندى
عليهم خليط في مخالطة عتبا
يرون عليهم فعل آبائهم نحبا
وهذان البيتان في قصيدة له .
قال ابن اسحاق : وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة الانصاري ، عن محود بن لبيد ، عن عبد الله بن عباس ، قال : قال سلمان : فلما سمعتها أخذتني العرواء ،قال ابن هشام : والعرواء : الرعدة من البرد والانتفاض ، فإن كان مع ذلك عرق فهي الرحضاء ، وكلاهما ممدود حتى ظننت أني سأسقط على سيدي ، فنزلت عن النخلة ، فجعلت اقول لابن عمه ذلك : ماذا تقول ؟ ( ماذا تقول) ؟ فغضب سيدي ِ، فلكمني لكمة شديدة ، ثم قال : مالك ولهذا ؟ أقبل على عملك ، قال : قلت : لاشيئ ، إنما أردت أن استثبته عما قال.
تابع ..
السبت يناير 24, 2009 4:24 pm
سلمان بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم بهديته يستوثق
(قال) وقد كان عندي شئ قد جمعته ، فلما أمسيت أخدته ثم ذهب به إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بقباء ،فدخلت عليه ، فقلت له : إنه قد بلغني أنك رجل صالح ، ومعك أصحاب لك غرباء ذوو حاجة ، وهذا شئ قد كان عندي للصدقة ، فرأيتكم أحق به من غيركم ، قال : فقربته إليه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابة : "كلوا" وامسك يده فلم يأكل ، قال :فقلت في نفسي : هذه واحدة ، قال : ثم انصرفت عنه ، فجمعت شيئا ، وتحول رسول الله صلى الله عليه وسلم الي المدينة ، ثم جئته به ،فقلت له : إني قد رأيتك لا تأكل الصدقة ، وهذه هدية أكرمتك بها ، قال : فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم منها ، وأمر اصحابة فأكلوا معه ، فقلت في نفسي : هاتان ثنتان ، قال ثم جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ببقيع الغرقد قد تبع جنازة رجل من اصحابة ، (و) على شملتان لي ، وهو جالس في أصحابه ، فسلمت عليه ، ثم استدرت انظر الي ظهرة هل أرى الخاتم الذي وصف لي صاحبي ، فلما رأني رسول الله صلى الله عليه وسلم استدرته عرف أني استثبت في شئ وصف ليه فألقى رداءه عن ظهره ، فنظرت الي الخاتم فعرفته ، فأكببت عليه أقبله وأبكي ، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم " تحول" فتحولت ، فجلست بين يديه ، فقصصت عليه حديثي كما حدثتك يا ابن عباس ، فأعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسمع ذلك اصحابه ، ثم شغل سلمان الرق حتى فاته مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدر وأحد .
أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم لسلمان بالمكاتبة ليخلص من الرق
قال سلمان : ثم قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كاتب يا سلمان " فكاتبت صاحبي على ثلاث مئة نخله أحييها له بالفقير وأربعين أوقية ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه : " اعينوا أخاكم" فأعانوني بالنخل : الرجل بثلاثين ودية ، والرجل بعشريني ودية ، والرجل بخمس عشر ودية ، والرجل بعشرة ، يعين الرجل بقدر ما عنده ، حتى اجتمعت لي ثلاث مئة ودية فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اذهب يا سلمان ففقز لها : فإذا فرغت فأتني أكن أن اضعها بيدي " قال :ففقزت وأعانني اصحابي، حتى إذا فرغت جئته فأخبرته ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم معي إليها ، فجعلنا نقرب إليه الودي ويضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده ، حتى فرغنا ، فوالذي نفس سلمان بيده ما ماتت منها ودية واحده ، قال ، فأديت النخل ، وبقى على المال فاتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل بيضة الدجاجة من ذهب بعض المعادن ، فقال : " ما فعل الفارسي المكاتب" ؟ قال : فدعيت له : فقال : " خذ هذه فأدها مما عليك يا سلمان" قال : قلت : واين تقع هذه يا رسول الله مما علي ؟ فقال: " خذها فإن الله سيؤدي بها عنك " قال فأخذتها ، فوزنت لهم منها والذي نفس سلمان بيده أربعين أوقية ، فأوفيتهم حقهم منها وعتق سلمان ، فشهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الخندق حرا ، ثم لم يفتني معه مشهد .
قال ابن سلمان : وحدثني يزيد بن ابي حبيب ، عن رجل من عبد القيس ، عن سلمان أنه قال: لما قلت : واين تقع هذه من الذي على يارسول الله ؟ أخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلبها على لسانه ، ثم قال : " خذها فِأوفهم منها " فأخذتها فأوفيتم منها حقهم كله : أربعين اوفية .
قال ابن اسحاق : وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة قال : حدثني من الا اتهم ، عن عمر ابن عبد العزيز بن مروان ، قال : حدثت عن سلمان الفارسي: انه قال:
سلمان والرجل الذي كان يخرج بين غيضتين بعمورية
حدثت عن سلمان الفارسي ، انه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين أخبره خبره : إن صاحب عمورية قال له : أئت كذا وكذا من أرض الشام، فإن بها رجلا بين غيضين يخرج في كل سنة من هذه الغيضة الي هذه الغيضة مستجيزا ، يعرضه ذوو الاسقام ، فلا يدعو لاحد منهم إلا شفى ، فاسأله عن هذا الدين الذي يبتغي ، فهو يخبرك عنه ، قال سلمان : فخرجت حتى أتيت حيث وصف لي ، فوجدت الناس قد اجتمعوا بمرضاهم هنالك ، حتى خرج لهم تلك الليلة مستجيزا من إحدى الغيضتين الي اخرى ، فغشيه الناس بمرضاهم ، لا يدعو لمريض إلا شفي ، وغلبوني عليه ، فلم اخلص إليه حتى دخل الغيضة التي يريد أن يدخل إليه إلا منكبه ، قال: فتناولته ، فقال : من هذا ؟ والتفت الي ، فقلت : يرحمك الله ، اخبرني عن الحنيفة دين إبراهيم قال : إنك لتسأل عن شئ ما يسأل عنه الناس اليوم ، قد أظلك زمان نبي بهذا الدين من أهل الحرم ، فأته فهو يحملك عليه ، قال : ثم دخل ، قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لسلمان : " لئن كنت صدقتني يا سلمان لقد لقيت عيسى بن مريم " على نبينا وعليه السلام.
(قال) وقد كان عندي شئ قد جمعته ، فلما أمسيت أخدته ثم ذهب به إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بقباء ،فدخلت عليه ، فقلت له : إنه قد بلغني أنك رجل صالح ، ومعك أصحاب لك غرباء ذوو حاجة ، وهذا شئ قد كان عندي للصدقة ، فرأيتكم أحق به من غيركم ، قال : فقربته إليه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابة : "كلوا" وامسك يده فلم يأكل ، قال :فقلت في نفسي : هذه واحدة ، قال : ثم انصرفت عنه ، فجمعت شيئا ، وتحول رسول الله صلى الله عليه وسلم الي المدينة ، ثم جئته به ،فقلت له : إني قد رأيتك لا تأكل الصدقة ، وهذه هدية أكرمتك بها ، قال : فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم منها ، وأمر اصحابة فأكلوا معه ، فقلت في نفسي : هاتان ثنتان ، قال ثم جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ببقيع الغرقد قد تبع جنازة رجل من اصحابة ، (و) على شملتان لي ، وهو جالس في أصحابه ، فسلمت عليه ، ثم استدرت انظر الي ظهرة هل أرى الخاتم الذي وصف لي صاحبي ، فلما رأني رسول الله صلى الله عليه وسلم استدرته عرف أني استثبت في شئ وصف ليه فألقى رداءه عن ظهره ، فنظرت الي الخاتم فعرفته ، فأكببت عليه أقبله وأبكي ، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم " تحول" فتحولت ، فجلست بين يديه ، فقصصت عليه حديثي كما حدثتك يا ابن عباس ، فأعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسمع ذلك اصحابه ، ثم شغل سلمان الرق حتى فاته مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدر وأحد .
أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم لسلمان بالمكاتبة ليخلص من الرق
قال سلمان : ثم قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كاتب يا سلمان " فكاتبت صاحبي على ثلاث مئة نخله أحييها له بالفقير وأربعين أوقية ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه : " اعينوا أخاكم" فأعانوني بالنخل : الرجل بثلاثين ودية ، والرجل بعشريني ودية ، والرجل بخمس عشر ودية ، والرجل بعشرة ، يعين الرجل بقدر ما عنده ، حتى اجتمعت لي ثلاث مئة ودية فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اذهب يا سلمان ففقز لها : فإذا فرغت فأتني أكن أن اضعها بيدي " قال :ففقزت وأعانني اصحابي، حتى إذا فرغت جئته فأخبرته ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم معي إليها ، فجعلنا نقرب إليه الودي ويضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده ، حتى فرغنا ، فوالذي نفس سلمان بيده ما ماتت منها ودية واحده ، قال ، فأديت النخل ، وبقى على المال فاتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل بيضة الدجاجة من ذهب بعض المعادن ، فقال : " ما فعل الفارسي المكاتب" ؟ قال : فدعيت له : فقال : " خذ هذه فأدها مما عليك يا سلمان" قال : قلت : واين تقع هذه يا رسول الله مما علي ؟ فقال: " خذها فإن الله سيؤدي بها عنك " قال فأخذتها ، فوزنت لهم منها والذي نفس سلمان بيده أربعين أوقية ، فأوفيتهم حقهم منها وعتق سلمان ، فشهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الخندق حرا ، ثم لم يفتني معه مشهد .
قال ابن سلمان : وحدثني يزيد بن ابي حبيب ، عن رجل من عبد القيس ، عن سلمان أنه قال: لما قلت : واين تقع هذه من الذي على يارسول الله ؟ أخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلبها على لسانه ، ثم قال : " خذها فِأوفهم منها " فأخذتها فأوفيتم منها حقهم كله : أربعين اوفية .
قال ابن اسحاق : وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة قال : حدثني من الا اتهم ، عن عمر ابن عبد العزيز بن مروان ، قال : حدثت عن سلمان الفارسي: انه قال:
سلمان والرجل الذي كان يخرج بين غيضتين بعمورية
حدثت عن سلمان الفارسي ، انه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين أخبره خبره : إن صاحب عمورية قال له : أئت كذا وكذا من أرض الشام، فإن بها رجلا بين غيضين يخرج في كل سنة من هذه الغيضة الي هذه الغيضة مستجيزا ، يعرضه ذوو الاسقام ، فلا يدعو لاحد منهم إلا شفى ، فاسأله عن هذا الدين الذي يبتغي ، فهو يخبرك عنه ، قال سلمان : فخرجت حتى أتيت حيث وصف لي ، فوجدت الناس قد اجتمعوا بمرضاهم هنالك ، حتى خرج لهم تلك الليلة مستجيزا من إحدى الغيضتين الي اخرى ، فغشيه الناس بمرضاهم ، لا يدعو لمريض إلا شفي ، وغلبوني عليه ، فلم اخلص إليه حتى دخل الغيضة التي يريد أن يدخل إليه إلا منكبه ، قال: فتناولته ، فقال : من هذا ؟ والتفت الي ، فقلت : يرحمك الله ، اخبرني عن الحنيفة دين إبراهيم قال : إنك لتسأل عن شئ ما يسأل عنه الناس اليوم ، قد أظلك زمان نبي بهذا الدين من أهل الحرم ، فأته فهو يحملك عليه ، قال : ثم دخل ، قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لسلمان : " لئن كنت صدقتني يا سلمان لقد لقيت عيسى بن مريم " على نبينا وعليه السلام.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى