أثرتَ هزبْرَ الشّرَى "ابن زيدون"
السبت أبريل 27, 2019 8:33 am
أثرتَ هزبْرَ الشّرَى ابن زيدون
أثرتَ هزبْرَ الشّرَى ، إذْ ربضْ، | ونبّهْتَهُ، إذْ هدا فاغتمضْ |
وما زلْتَ تبسُطُ، مسترسلاً، | إليه يدَ البغْيِ، لمّا انقبضْ |
حذارِ حذارِ، فإنّ الكريمَ، | إذا سيمَ خسفاً، أبَى ، فامتعضْ |
فإنّ سُكُونَ الشّجاعِ النَّهُوسِ، | ليسَ بمانعِهِ أنْ يعضْ |
وَإنّ الكَواكِبَ لا تُسْتَزَلّ؛ | وَإنّ المَقَادِيرَ لا تُعْتَرَضْ |
إذا رِيغَ، فَلْيَقْتَصِدْ مُسْرِفٌ، | مساعٍ يقصِّرُ عنها الحفضْ |
وهلْ واردُ الغمرِ، منْ عدّهِ، | يُقَاسُ بِهِ مِسْتَشِفُّ البَرَضْ؟ |
إذا الشّمْسُ قابلْتَهَا أرمداً، | فَحَظُّ جُفُونِكَ في أنْ تُغَضّ |
أرَى كُلّ مِجْرٍ، أبَا عَامِرٍ، | يُسَرّ إذا في خَلاءٍ رَكَضْ |
أُعِيذُكَ مِنْ أنْ تَرَى مِنْزَعي، | إذا وَتَرِي، بِالمَنَايَا، انْقَبضْ |
فإنّي ألينُ لمنْ لانَ لي، | وَأتْرُكُ مَنْ رَامَ قَسْرِي حَرَضْ |
وَكمْ حَرّكَ العِجْبُ مِنْ حَائِنٍ، | فغادرْتُهُ، ما بِهِ منْ حبضْ |
أبَا عامرٍ، أيْنَ ذاكَ الوفاءُ، | إذِ الدّهرُ وسنانُ، والعيشُ غضّ؟ |
وَأينَ الذِي كِنْتَ تَعْتَدّ، مِنْ | مصادقَتي، الواجبَ المفترضْ؟ |
تَشُوبُ وَأمْحَضُ، مُسْتَبْقِياً؛ | وهيهاتَ منْ شابَ ممّنْ محضْ ! |
أبنْ لي، ألمْ أضطلِعْ، ناهضاً، | بأعباء برّكَ، فيمنْ نهضْ؟ |
ألَمْ تَنْشَ، مِنْ أدَبي، نَفْحَة ً، | حسبْتَ بهَا المسكَ طيباً يفضّ؟ |
ألَمْ تَكُ، مِنْ شِيمَتي، غَادِياً | إلى تُرَعٍ، ضَاحَكْتُها فُرَضْ؟ |
ولولا اختصاصُكَ لمْ ألتفتْ | لحالَيْكَ: مِنْ صِحّة ً أوْ مَرَضْ |
ولا عادَني، منْ وفاءٍ، سرورٌ؛ | وَلا نَالَني، لِجَفَاءٍ، مَضَضْ |
يعزّ اعتصارُ الفتى ، وارداً، | إذا البَارِدُ العَذْبُ أهْدَى الجَرَضْ |
عمدْتَ لشعري، ولمْ تتّئبْ، | تُعَارِضُ جَوْهَرَهُ، بِالعَرَضْ |
أضَاقَتْ أسالِيبُ هَذا القَرِيضِ؟ | أمْ قَدْ عَفَا رَسْمُهُ فَانْقَرَضْ؟ |
لعمرِي، لفوّقْتَ سهمَ النّضالِ | وَأرسَلْتَهُ، لَوْ أصَبْتَ الغَرَضْ |
وَشَمّرْتَ للخَوْضِ في لُجّة ٍ، | هي البحرُ، ساحلُها لمْ يخضْ |
وَغَرّكَ، مِنْ عَهْدِ وَلاّدَة ٍ، | سَرَابٌ تَرَاءى ، وَبَرْقٌ وَمَضْ |
تَظُنّ الوَفَاءَ بِهَا، وَالظُّنُونُ | فِيهَا تَقُولُ عَلى مَنْ فَرَضْ: |
هيَ الماءُ يأبَى على قابضٍ، | وَيَمْنَعُ زُبْدَتَهُ مَنْ مَخَضْ |
ونبّئتُها، بعديَ، استحمِدَتْ | بسرّي إليكَ لمعنى ً غمضْ |
أبَا عامرٍ ! عثرة ً فاستقِلْ، | لتبرِمَ، منْ ودّنا، ما انتقضْ |
وَلا تَعْتَصِمْ، ضَلّة ً، بالحِجَاجِ؛ | وسيِّمْ، فربّ احتجاجٍ دحضْ |
وَإلاّ انْتَحَتْكَ جُيُوشُ العِتَابِ، | مُنَاجِزَة ً، في قَضِيضٍ وَقَضّ |
وأنذرْ خليلَكَ، منْ ماهِرٍ | بطبّ الجنونِ، إذا ما عرضْ |
كَفِيلٌ بِبَطّ خُرَاجٍ عَسَا؛ | جريءٌ على شقّ عرقٍ نبضْ |
يُبَادِرُ بالكَيّ، قَبْلَ الضّمادِ، | وَيُسْعِطُ بالسّمّ لا بِالحُضَضْ |
وأشعرْهُ أنّي انتخبْتُ البديلَ؛ | وأعلمهُ أنّي استجدْتُ العوَضْ |
فلا مشربي، لقلاهُ، أمرَّ؛ | وَلا مَضْجَعي، لِنَوَاهُ، أقَضّ |
وإنّ يدَ البينِ مشكورة ٌ | لعارٍ أماطَ، ووصمٍ رحضْ |
وحسبيَ أنّي أطبْتُ الجنَى | لإبّانِهِ، وأبحْتُ النّفضْ |
وَيَهْنِيكَ أنّكَ، يا سيَدِي، | غَدَوْتَ مُقَارِنَ ذاكَ الرّبَضْ |
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى