خَليلَيّ، لا فِطرٌ يَسُرّ وَلا أضْحَى " ابن زيدون "
السبت يوليو 07, 2012 7:40 am
خَليلَيّ، لا فِطرٌ يَسُرّ وَلا أضْحَى ، | فما حالُ من أمسَى مَشوقاً كما أضْحَى ؟ |
لَئِنْ شاقَني شَرْقُ العُقابِ فَلَمْ أزَل | أخُصّ بمحوضِ الهَوى ذلك السفحَا |
وَمَا انفكّ جُوفيُّ الرُّصَافَة ِ مُشعِرِي | دوَاعي ذكرَى تعقبُ الأسَفَ البَرْحا |
وَيَهْتاجُ قصرُ الفارسيّ صبابة ً، | لقلبيَ، لا تألُوا زِنادَ الأسَى قدْحا |
وَليس ذَميماً عَهدُ مَجلسِ ناصحٍ، | فأقْبَلَ في فَرْطِ الوَلُوعِ به نصْحَا |
كأنِّيَ لمْ أشهَد لَدَى عَينٍ شَهْدَة ٍ | نِزَالَ عِتَابٍ كانَ آخِرُهُ الفَتْحَا |
وَقائِعُ جانيها التّجَنّي، فإنْ مَشَى | سَفِيرُ خُضُوعٍ بَيْنَنا أكّدَ الصّلْحَا |
وَأيّامُ وَصْلٍ بالعَقيقِ اقتَضَيْتُهُ، | فإلاّ يكُنْ ميعادُهُ العِيدَ فالفِصْحَا |
وآصالُ لهوٍ في مسنّاة ِ مالكٍ، | مُعاطاة َ نَدْمانٍ إذا شِئتَ أوْ سَبْحَا |
لَدَى رَاكِدٍ يُصْبيكَ، من صَفَحاته، | قواريرُ خضر خلتّها مرّدتْ صرحَا |
مَعاهِدُ لَذّاتٍ، وَأوْطانُ صَبْوة ً، | أجلْتُ المعلّى في الأماني بها قدْحَا |
ألا هلْ إلى الزّهراء أوبَة ُ نازحٍ | تقضّى تنائيهَا مدامعَهُ نزْحَا |
مَقَاصِيرُ مُلكٍ أشرَقَتْ جَنَباتُهَا، | فَخِلْنَا العِشاء الجَوْنَ أثناء صِبحَا |
يُمَثِّلُ قُرْطَيها ليَ الوَهْمُ جَهرَة ً، | فقُبّتَها فالكوْكبَ الرّحبَ فالسّطَحَا |
محلُّ ارْتياحٍ يذكرُ الخلدَ طيبُهُ | إذا عزّ أن يَصْدى الفتى فيه أوْ يَضْحَى |
هُنَاكَ الجِمامُ الزُّرْقُ تَنْدي حِفافَها | ظِلالٌ عهِدتُ الدّهرَ فيها فتًى سمحا |
تعوّضْتُ، من شَدوِ القِيانِ خلالها، | صَدى فَلَوَاتٍ قد أطار الكرَى ضَبحَا |
ومِنْ حمليَ الكأسَ المفَدّى مديرُها | تَقَحُّمُ أهْوَالٍ حَمَلْتُ لها الرُّمْحَا |
أجلْ! إنّ ليلي، فوقَ شاطئ نيطة ٍ، | لأقْصَرُ مِنْ لَيْلي بآنَة َ فَالبَطْحَا |
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى