أيّها الظّافرُ أبشرْ بالظّفرْ " ابن زيدون "
الإثنين يوليو 09, 2012 8:01 am
أيّها الظّافرُ أبشرْ بالظّفرْ؛
أيّها الظّافرُ أبشرْ بالظّفرْ؛ | واجْتلِ التّأييدَ في أبهَى الصّوَرْ |
وتفيّأ ظلّ سعدٍ، تجتَني | فيهِ، من غرْسِ المُنى ، أحلى الثّمَرْ |
وَرِدِ الصّبْحَ، فَكَمْ مُسْتَوْحِشٍ، | غَرِضٍ مِنْكَ إلى أُنْسِ الصَّدَرْ |
كان منْ قربِكَ في عيشٍ ندٍ، | عَطِرِ الآصالِ، وَضّاحِ البُكَرْ |
كُلّما شاءَ تَأتّى أنْ يَرَى | خلقَ البرجيسِ، في خلقِ القمرْ |
فَثَوى دُونَكَ مَثْوَى قَلِقٍ، | يشتكي منْ ليلِهِ مطلَ السّحَرْ |
قلْ لساقينَا: يحزْ أكؤسَهُ؛ | وَلِشادِينَا: يَصِلْ قَطْعَ الوَتَرْ |
حَسْبُنَا سُكْرٌ جَنَتْهُ ذِكْرٌ، | دونَهُ السّكرُ الذي يجني السَّكرْ |
لمْ يُغادِرْ لي سَقامي جَلَداً، | معَ أنّي لمْ أزلْ ثبتَ المررْ |
أيّهَا المَاشِي البَرازَ، المُنْبَرِي | لزَماني، إنْ مَشَى نَحْوِي الخَمَرْ |
والذّي إنْ سِيمَ ما فَوقَ الرّضى ، | وجدَ الألوَى البعيدَ المستمرّ |
وإذا أعتبَ في معتبة ٍ، | لانَ مِنهُ جانبُ السّمحِ اليَسَرْ |
نَظْمِيَ المُهْدَى إلى أبْرعِ مَنْ | نَظمَ السّحرَ بياناً، أو نَثرْ |
ليَ فيهِ المَثلُ السّائِرُ عَنْ | جالبِ التّمرِ إلى أرضِ هجرْ |
غيرَ أنّ العذرَ رسمٌ واضحٌ، | تنفَثُ الشّكوى إذا الشّوقُ صدرْ |
ثُمّ قَد وُفّقَ عَبدٌ، عَظُمَتْ | نعمة ُ المولَى عليهِ، فشكرْ |
لا عَدَا حَظَّكَ إقْبَالٌ تُرَى | قَاضِياً، أثْنَاءهُ، كُلَّ وَطَرْ |
وَاصْطَبِحْ كأسَ الرّضى مِنْ مَلِكٍ | سرْتَ في إرضائهِ أزْكَى السّيرْ |
حِينَ صَمّمْتَ إلى أعْدائِهِ، | فانتحتْهُمْ منْكَ صمّاءُ الغيرْ |
فَاضَ غَمْرٌ للنّدى مِنْ فَوْقِهِمْ، | كانَ يُرْوِي شُرْبَهُمْ مِنهُ الغُمَرْ |
سَبقَ النّاسَ، فصَلّى مِنْكَ مَنْ | إنْ رَأى آثارَهُ الزُّهرَ اقْتَفَرْ |
زِنْتُمَا الأيّامَ، إذْ مُلْكُكُمَا | سالَ، في أوْجُهِهَا، سَيْلَ الغُرَرْ |
فابْقَيَا في دولة ٍ قادرة ٍ، | بعضُ حرّاسِ نواحيهَا القدرْ |
مستذلَّيْ منْ طغَى ، مستأصِلَيْ | شَأفَة َ الباغي، مُقِيلَيْ مَنْ عَثَرْ |
عَلَمَيْ مَنْ ضَلّ، مُزْنَيْ مَن شَكا | خَلّة َ الإمْحالِ، بَدْرَيْ مَنْ نَظَرْ |
تَضْحَكُ الأزْمُنُ، عَن عَلْياكُمَا، | ضحكَ الرّوضة ِ عنْ ثغرِ الزَّهرْ |
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى