رفح.. افتتاح أضخم محطة معالجة مياه بفلسطين

فراس برس-وكالات: افتتحت بلدية رفح جنوب قطاع غزة ومصلحة مياه بلديات الساحل صباح الخميس أضخم محطة معالجة مياه صرف صحي، الأولى من نوعها من حيث التصميم والتقنيات المُستخدمة والأداء والجودة.


وحضر الافتتاح -الذي جرت مراسمه داخل قطعة الأرض المُقامة عليها المحطة بمنطقة تل السلطان غرب المدينة- كل من رئيس مصلحة مياه بلديات الساحل منذر شبلاق، ورئيس مجلس إدارة المصلحة ماجد أبو رمضان، ورئيس بلدية رفح صبحي أبو رضوان.

كما حضر الافتتاح مفوض الصليب الأحمر الدولي إخوان بدروم، ولفيف من وجهاء رفح ورؤساء بلديات جنوب القطاع، والعديد من الشخصيات الحكوميَّة البارزة.

إنجاز فلسطيني
وقال أبو رمضان: "عندما بدأت فكرة إقامة هذا المشروع لم يكن متوفر مواد بناء له، لكن العقلية الفلسطينية المتميزة دومًا ساهمت في إنجاز هذا المشروع وبأقل التكاليف وبجودة عالية في ظل الظروف التي يمر بها قطاع غزة، وذلك من خلال إيجاد بدائل".

وأضاف أنَّ أحواض المياه التي تمّ بناؤها لضخ المياه العادمة تم تصميمها وتدعيمها بمُكعبات إسمنتية كان الاحتلال يضعها على الجدار الفاصل بين الأراضي المصرية والفلسطينية جنوب القطاع قبل الانسحاب.

وأشار إلى أن هذا الأمر أدى لتقليص تكاليف المشروع الذي يُعد الأول من نوعه ليس على مستوى فلسطين فحسب بل على مستوى العالم.

وأوضح أن تكلُفة المشروع بلغت حتى الآن حوالي 4 مليون دولار "وهذا المشروع في دول أخرى وفي ظروف غير هذه الظروف بحاجة لعدة أضعاف المبلغ المذكور، لكن ذلك تم بفضل الجهود المُخلصة والعقول الفذَّة من أبناء هذا الشعب".

ولفت أبو رمضان إلى وجود مرحلتين متبقيتين لإتمام هذا المشروع بشكلٍ نهائي بعدما تمَّ إنجاز مرحلتين، وتتمثل المرحلة الثالثة لنفس المشروع في تحسن جودة المياه المكررة لتُبح صالحة للاستخدام، أما المرحلة الرابعة فسيتم خلالها إنشاء محطة مركزيَّة لتنقية المياه شرق مدينة خان يونس.

وأكَّد على أنَّ العزم معقود لتنفيذ مشاريع ذات صلة بمشكلة المياه والصرف الصحي بالقطاع، والتي تُعد جُزءا من منظومة الصَّرف الصِّحي التي ستُساهم في التقليل من التلوث وإعادة استخدام المياه، لتجنب وقوع كارثة بيئية وصحية ببعض الأماكن.

ولفت إلى أن قيمة المشاريع القادمة تُقدر بحوالي 50 مليون دولار تم توفير 15 مليون منها من قبل الحكومة اليابانية.

حُلم تحقق
بدوره، بيَّن شبلاق أن بداية المشروع كانت حُلم، "وقليلا قليلا بفكر فلسطيني وصلنا إلى ما وصلنا إليه، والحديث كان فقط بالبداية أن ننجز مرحلة أولى، لكن بالفكر الخّلاق والتفاهم فيما بيننا نجح هذا المشروع النوعي المُعقد".

وشدَّد شبلاق على أنَّ هذا المشروع يُعد الأفضل بالمنطقة العربية بل في العالم بأسره، مؤكدًا أن تفهم المقاول الفلسطيني للفكرة أدى لنجاحها، "وما سنقوم به حاليًا هو استكمال للمراحل الأخيرة التي توصلنا لاستخدام المياه بالزراعة، حيث سيتم التخلص من قرابة 40 ألف لتر مياه صرف صحي يوميًا تقريبًا".

وأوضح على هامش الافتتاح أن المشروع استغرق ثلاث سنوات، على عكس ما كان متوقعا لهذا المشروع في ظل هذه الظروف، حيث يستغرق مثل هذا المشروع ما بين خمسة إلى سبعة أعوام، وبتكلفة محدودة رغم ضخامة المشروع، مؤكدًا على أنَّه سيخدم رفح لـ25 عامًا قادمًة.

طول انتظار
من جانبه، بيَّن أبو رضوان أنَّ رفح تنتظر هذا المشروع مُنذ الثمانينيات، للحاجة الماسة له، حيث بفضله يتم التعامل مع المياه العادمة وإعادة استخدامها في الزراعة، إضافة للسماح بتغذية الخزان الجوفي، الذي بدأ ينفذ ويتلوث في بعض مناطق القطاع بفعل الاستخدام ودخول المياه العادمة عليه.

وأوضح أنَّ هذا المشروع تأخر لأسباب خارجية وداخلية، منها عدم السماح بدخول مواد البناء عبر المعابر من قبل إسرائيل، "ولكن بفضل الإنسان الفلسطيني تم تجاوز كُل الصعوبات بما فيها شُح مواد البناء، عبر استخدام المُكبات الإسمنتية الضخمة التي كان الاحتلال يستخدمها لفصل المناطق الفلسطينية".

ويُمثل هذا المشروع، حسب أبو رضوان، قصة نجاح مُتكاملة للصيب الأحمر الدولي ولمصلحة مياه بلديات الساحل وبلدية رفح، الذين تكاتفوا حتى نجح هذا المشروع.

وعدّ أنّ هذا المشروع يُعَدّ أداة هامة من أدوات التمنية الفلسطينية"، مشددًا في الوقت ذاته على وجود رؤية واضحة عبر وضع خطة تنموية وإستراتيجية للنمو برفح على مدار الثلاثة أعوام القادمة.

سنواصل الدعم
من ناحيته، عبَّر بدروم عن سعادته لنجاح المشروع الهام الذي يخدم شريحة كبيرة من المواطنين برفح، منوهًا إلى أن الفضل يعود للعمل الشامل بين الصليب ومصلحة مياه بلديات الساحل وبلدية رفح وهي خير مثال للعمل المشترك، حسب قوله.

وعد بدروم المشروع أحد أولويات الصليب الأحمر لخدمة المواطنين بالأماكن التي تتعرض للحروب، وأحد الإجراءات التي يتحتم عليه القيام بها.

وقال: "نحن نعلم أنَّ المياه الجوفية عليها ضغط كبير واستهلاك، لذلك كان الحل الأمثل إصلاح وصيانة شبكات الصرف الصحي، وإنشاء مثل هذه المشاريع لتفادي تلوث المياه ونقصها".

وشدَّد على أنَّ اللّجنة الدولية للصليب الأحمر ستلتزم بتقديم الدعم لسكان القطاع، خصوصًا وأن بيئته التحتية هشة، داعيًا كافة الجهات وعلى رأسها "إسرائيل" تجنيب المدنيين المشاكل، والسماح لمواد البناء والتقنيات الحديثة بالدخول للقطاع، لاستكمال المشاريع وإعادة الحياة.