المقصود بمكر الله
الخميس يوليو 15, 2010 3:44 am
كثيرة هي الآيات التي تتحدث عن مكر الله مثل قوله تعالي (أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ)"الاعراف:99" وقوله (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)"الانفال:30".
فما المقصود بمكر الله ؟؟ وكيف يكون مكره تعالي؟؟
ثم إن المكر بمفهوم البشر هو صفة ذميمة سيئة في الغالب!!!! فهل يصح اذاً أن نصف الله تعالي به؟؟؟؟
يقول الشيخ العلامة محمد صالح العثيمين رحمه الله في "فتاوى نور على الدرب":
(هذا فلو قال قائل هل يصح أن يوصف الله بالمكر ؟؟؟فالجواب أن وصف الله بالمكر على سبيل الإطلاق لا يجوز وأما وصف الله بالمكر في موضعه في مقابلة أولئك الذين يمكرون به وبرسله فإن هذا جائز لأنه في هذه الحال يكون صفة كمال.
وبهذا يعلم أن ما يمكن من الصفات بالنسبة إلى لله عز وجل على ثلاثة أقسام :- قسم لا يجوز أن يوصف الله به مطلقا كصفات النقص والعيب مثل العجز والتعب والجهل والنسيان وما أشبهها هذا لا يوصف الله به بكل حال.
وقسم يوصف الله به بكل حال وهو ما كان صفة كمال مطلقاً ومع ذلك فإنه لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه.
والقسم الثالث من الصفات ما يوصف الله به في حال دون حال وهو ما كان كمالاً في حال دون حال فيوصف الله به حين يكون كمالاً ولا يوصف الله به حين يكون نقصاً وذلك مثل المكر والكيد و الخداع والاستهزاء وما أشبه ذلك).
ويقول الشيخ ابن عثيمين ايضاً في شرح العقيدة الواسطية:
(والمكر يكون في موضع مدحاً ويكون في موضع ذماً: فإن كان في مقابلة من يمكر؛ فهو مدح؛ لأنه يقتضي أنك أنت أقوى منه, وإن كان في غير ذلك؛ فهو ذم ويسمي خيانة.
ولهذا لم يصف الله نفسه به إلا على سبيل المقابلة والتقييد؛ كما قال الله تعالى: (وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) {النمل : 50} ، ( وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ) {الأنفال: 30}، ولا يوصف الله سبحانه وتعالى به على الإطلاق ؛ فلا يقال : إن الله ماكر ! لا على سبيل الخبر ، ولا على سبيل التسمية ولا يقال إنه كائد لا على سبيل الخبر ، ولا على سبيل التسمية ؛ ذلك لأن هذا المعنى يكون مدحاً في حال ويكون ذماً في حال ؛ فلا يمكن أن نصف الله به على سبيل الإطلاق.
وأما قوله تعالى : (وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) {آل عمران: 54} ؛ فهذا كمال ؛ ولهذا لم يقل: أمكر الماكرين بل قال: ( وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) ؛ فلا يكون مكره إلا خيراً ، ولهذا يصح أن نصفه بذلك ؛ فنقول: هو خير الماكرين. أو نصفه بصفة المكر في سبيل المقابلة؛ أي : مقابلة من يمكر به، فنقول: إن الله تعالى ماكر بالماكرين؛ لقوله تعالىوَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ).
(
ويقول الشيخ صالح بن فوزان الفوزان :-
(وهذا المكر المضاف إلى الله جل وعلا والمسند إليه ليس كمكر المخلوقين، لأن مكر المخلوقين مذموم، وأما المكر المضاف إلى الله سبحانه وتعالى فإنه محمود، لأن مكر المخلوقين معناه الخداع والتضليل، وإيصال الأذى إلى من لا يستحقه، أما المكر من الله جل وعلا فإنه محمود؛ لأنه إيصال للعقوبة لمن يستحقها فهو عدل ورحمة).
فما المقصود بمكر الله ؟؟ وكيف يكون مكره تعالي؟؟
ثم إن المكر بمفهوم البشر هو صفة ذميمة سيئة في الغالب!!!! فهل يصح اذاً أن نصف الله تعالي به؟؟؟؟
يقول الشيخ العلامة محمد صالح العثيمين رحمه الله في "فتاوى نور على الدرب":
(هذا فلو قال قائل هل يصح أن يوصف الله بالمكر ؟؟؟فالجواب أن وصف الله بالمكر على سبيل الإطلاق لا يجوز وأما وصف الله بالمكر في موضعه في مقابلة أولئك الذين يمكرون به وبرسله فإن هذا جائز لأنه في هذه الحال يكون صفة كمال.
وبهذا يعلم أن ما يمكن من الصفات بالنسبة إلى لله عز وجل على ثلاثة أقسام :- قسم لا يجوز أن يوصف الله به مطلقا كصفات النقص والعيب مثل العجز والتعب والجهل والنسيان وما أشبهها هذا لا يوصف الله به بكل حال.
وقسم يوصف الله به بكل حال وهو ما كان صفة كمال مطلقاً ومع ذلك فإنه لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه.
والقسم الثالث من الصفات ما يوصف الله به في حال دون حال وهو ما كان كمالاً في حال دون حال فيوصف الله به حين يكون كمالاً ولا يوصف الله به حين يكون نقصاً وذلك مثل المكر والكيد و الخداع والاستهزاء وما أشبه ذلك).
ويقول الشيخ ابن عثيمين ايضاً في شرح العقيدة الواسطية:
(والمكر يكون في موضع مدحاً ويكون في موضع ذماً: فإن كان في مقابلة من يمكر؛ فهو مدح؛ لأنه يقتضي أنك أنت أقوى منه, وإن كان في غير ذلك؛ فهو ذم ويسمي خيانة.
ولهذا لم يصف الله نفسه به إلا على سبيل المقابلة والتقييد؛ كما قال الله تعالى: (وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) {النمل : 50} ، ( وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ) {الأنفال: 30}، ولا يوصف الله سبحانه وتعالى به على الإطلاق ؛ فلا يقال : إن الله ماكر ! لا على سبيل الخبر ، ولا على سبيل التسمية ولا يقال إنه كائد لا على سبيل الخبر ، ولا على سبيل التسمية ؛ ذلك لأن هذا المعنى يكون مدحاً في حال ويكون ذماً في حال ؛ فلا يمكن أن نصف الله به على سبيل الإطلاق.
وأما قوله تعالى : (وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) {آل عمران: 54} ؛ فهذا كمال ؛ ولهذا لم يقل: أمكر الماكرين بل قال: ( وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) ؛ فلا يكون مكره إلا خيراً ، ولهذا يصح أن نصفه بذلك ؛ فنقول: هو خير الماكرين. أو نصفه بصفة المكر في سبيل المقابلة؛ أي : مقابلة من يمكر به، فنقول: إن الله تعالى ماكر بالماكرين؛ لقوله تعالىوَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ).
(
ويقول الشيخ صالح بن فوزان الفوزان :-
(وهذا المكر المضاف إلى الله جل وعلا والمسند إليه ليس كمكر المخلوقين، لأن مكر المخلوقين مذموم، وأما المكر المضاف إلى الله سبحانه وتعالى فإنه محمود، لأن مكر المخلوقين معناه الخداع والتضليل، وإيصال الأذى إلى من لا يستحقه، أما المكر من الله جل وعلا فإنه محمود؛ لأنه إيصال للعقوبة لمن يستحقها فهو عدل ورحمة).
- لؤلؤة القلوبصقر ماسي
- عدد المشاركات : 7773
العمر : 29
أوسمة التميز :
تاريخ التسجيل : 26/05/2009
رسالتي : ليًسٌٍُ غٌَرٍوٍرٍآً أوٍٍ كُبٌٍــرٍيًآء
بٌٍٍل شٌٍُمٌٍَوٍخٍُآ بٌٍآٍلذَآتًُ َفٍأنٍآ شٌٍُآمٌٍَخٍُهُ بٌٍأخٍٍُلآًقٌٍيً وًٍقٌٍيًمٌٍَيً
ٍليًسٌٍُ َفًٍقٌٍطٌٍُ بٌٍجًُمٌٍَآٍليً وٍنٍعُوٍمٌٍَتًُيً بٌٍٍل أنٍآ هُكُذَآ وٍسٌٍُأضٍٍُِل هُكُذَآ
مٌٍَآ أجًُمٌٍٍَل أنٍ أكُوٍنٍ أنٍآ .. ٍلآ أنٍآ أكُوٍنٍ غٌَيًــرٍيً ..!
رد: المقصود بمكر الله
الخميس يوليو 15, 2010 5:03 pm
دائماً اخي تتحفنا بجمال مواضيعك
- ياسمين الجزائريةصقر متميز
- عدد المشاركات : 329
العمر : 32
تاريخ التسجيل : 03/06/2010
رد: المقصود بمكر الله
السبت يوليو 17, 2010 8:04 pm
شكراا لك على الموضوع وجعل في ميزان حسناتك ان شاء الله
- الصقرالمقنعالصقرالمقنع
- عدد المشاركات : 7031
العمر : 39
أوسمة التميز :
تاريخ التسجيل : 14/12/2008
رد: المقصود بمكر الله
الأحد يوليو 18, 2010 2:14 am
جزاك الله خيرا ابواحمد
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى