من كان يريد الانطلاق والترقي في سبيل الدعوة
الخميس مارس 25, 2010 10:54 pm
فضيلة العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني :
يحتاج إلى أمرين اثنين فيما يبدو لي :
- الأمر الأول : أن تظل علاقته مع أهل العلم سواءً من كان منهم حيًّا في كتابه أو كان حيًّا في دعوته .
أعني : أن يكون ذا صلة قصوى بكتب أهل العلم الذين عُرفوا باستقامتهم في عقيدتهم ، فلا ينقطع عن المراجعة والمطالعة والاستزادة من علمهم ؛ لأن ذلك يساعده على أن يترقى وعلى أن ينطلق في دعوته إلى الله تبارك وتعالى .
- الشيء الثاني : أن يكثر صلته بأهل العلم الأحياء منهم ، وبخاصة من كان منهم معروفًا بعقيدته الصالحة ، وأخلاقه الكريمة الطيبة .
لأننا نعلم أن القدوة الحسنة لها أثر كبير جدًا في الناس المقتدين بهم ، إذا كان الرجل أو العالم أو الشيخ المقتدى به فيه شيء من الانحراف الفكري أو الخلقي ، فلا يبعد أن يؤثر ذلك الشخص أو الشيخ في الذين يتصلون بهم أو يتلقون العلم عنهم ، ومعلوم أحاديث كثيرة معروفة عن الرسول - عليه السلام - فيها الحض على مصاحبة الصالحين ومرافقتهم ؛ كمثل قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( لا تصاحب إلا مؤمنًا ، ولا يأكل طعامك إلا تقي ) .
فوصية الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - في هذا الحديث بأن نصاحب المسلم التقي ، ما ذلك إلا لأن عدوى الصالح تسري بالخير إلى المصاحب له ، ولذلك جاء في " صحيح البخاري " عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قوله : ( مثل الجليس الصالح كمثل بائع المسك ؛ إما أن يحذيك - أي : يعطيك - ، وإما أن تشتري منه ، وإما أن تشم منه رائحة طيبة ، ومثل الجليس السوء كمثل الحداد ، إما أن يحرق ثيابك ، وإما أن تشم منه رائحة كريهة ) .
ولذلك فمن كان يريد الانطلاق والترقي في سبيل الدعوة ؛ فلابد من أن يحافظ على هذين الأمرين :
- الأمر الأول : أن يكون كثير الصلة بكتب أهل العلم الماضيين المعروفين بالعلم النافع والعقيدة الصحيحة .
وإذا تيسر له - أيضًا - في مجتمعه الذي يعيش فيه بعض أهل العلم والصلاح ، فعليه - أيضًا - أن يتصل بهم ما أمكنه ذلك ، حتى يتأثر بمسراهم ، ويستفيد من أخلاقهم وسلوكهم ، هذا الذي يبدو لي جوابًا عن هذا السؤال .
" سلسلة الهدى والنور " : [ شريط : 188 ]
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى