مبعث النبي ، صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما
السبت يناير 24, 2009 4:47 pm
مبعث النبي ، صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما
قال ابن اسحاق : فلما بلغ محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين سنة بعثه الله تعالى رحمه للعالمين ، وكافة للناس بشيرا ، وكان الله تبارك وتعالى قد أخذ الميثاق على كل نبي بعثه قبله بالإيمان به ، والتصديق له ، والنصر له على من خالفة ، واخذ عليهم أن يؤدوا ذلك الي كل من آمن بهم وصدقهم ، فأدوا من ذلك ما كان عليهم من الحق فيه ، يقول الله تعالى لمحمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( وإذ أخذ الله ميثاق النبين لما اتيتكم من كتاب وحمة ثم جاءكم رسول الله مصدق لما معكم لتؤمنن به ، ولتنصرنه قال أقررتم وأخذتم على ذالكم إصرى ) [ آل عمران: 81] أي : ثقل ما حملتكم من عهدي ( قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين " [ آل عمران: 81 ] فأخذ الله ميثاق النبيين جميعا بالتصديق له ، والنصر له ممن خالقه وأدوا ذلك إلى من آمن بهم وصدقهم من أهل هذين الكتابين .
أوليس ما بدئ به الرسول صلى الله عليه وسلم الرؤيا الصادقة:
قال ابن إسحاق : فذكر الزهري ، عن عروه بن الزبير ، عن عائشة رضي الله عنها ، انها حدثته ، ان أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من النبوة حين أراد الله كرامته ورحمة العباد به الرؤيا الصادقة ، لا يرىي رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤيا في نومه إلا جاءت كفلق الصبح ، قالت : وحبب الله تعالى إليه الخلوه ، فلم يكون شئ أحب إليه من أن يخلو وحده .
تسليم الحجارة والشجر عليه صلى الله عليه وسلم
قال ابن اسحاق : وحدثني عبد الملك بن عبيد الله بن ابي سفيان بن العلاء بن جارية الثقفي ، وكان واعية عن أهل العلم : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أراده الله بكرامته ، وابتداه بالنبوه كان إذا خرج لحاجته أعبد حتى تحسر عنه البيوت ، ويفضي إلى شعاب مكة وبطون أوديتها ، فلا يمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بحجر ولا شحر إلا قال السلام عليك يارسول الله ، قال ، فيلتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم حوله وعن يمنية وشماله وخلفه فلا يرى إلا الشجر والحجارة ، فمكث رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك يرى ويسمع ، ما شاء الله أن يمكث ، ثم جاءه جبريل عليه السلام بما جاءه من كرامة الله وهو بحراء في شهر رمضان.
ابتداء نزول جبريل عليه السلام
قال ابن اسحاق : وحدثني وهب بن كيسان ، ومولى آل الزبير ، قال: سمعت عبد الله بن الزبير وهو يقول لعبيد بن عمير بن قتادة الليثي : حدثنا يا عبيد كيف كان يدء ما ابتدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من النبوة حين جاءه جبريل عليه السلام ، قال: فقال : فقال عبيد ، وانا حاضر يحدث عبد الله بن الزبير ومن عنده من الناس : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في حراء من كل سنة شهرا ، وكان ذلك مما تحنث به قريش في الجاهلية والتحنث : التبرر.
قال ابن اسحاق : وقال ابو طالب:
وثور ومن أرسى ثبيرا مكانه
وراق ليرقى في حراء ونازل
بحث لغوي لابن هشام في معني التحنث:
قال ابن هشام : تقول العرب : التحنث والتحنف ، يريدون الحنيفية ، فيبدلون الفاء من الثناء ، كما قالوا : جدث وجدف ، يريدون : القبر ،قال رؤبة بن العجاج :
لو كان أحجاري مع الأجداف
يريد الأجداث ، وهذا البيت في أرجوزة له، وبيت أبي طالب في قصيدة له سأذكرها إن شاء الله في موضعها .
قال ابن هشام : وحدثني ابو عبيدة أن العرب تقول:فم ، في موضع ثم ، يبدلون الفاء من الثاء .
قال ابن اسحاق : وحدثني وهبس بن كيسان قال : قال عبيد : فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور ذلك الشهر من كل سنة يطعم من جاءه من المساكين ، فإذا قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم جواره من شهره ذلك ، كان أول ما يبدأ به ، إذا انصرف من جواره ، الكعبة ، قبل أن يدخل بيته، فيطوف بها سبعا أو ما شاء الله من ذلك ، ثم يرجع الي بيته ، حتى اذا كان الشهر الذي أراد الله تعالى به فيه ما أراد من كرامته من السنة التي بعثه الله تعالى فيها ، وذلك الشهر (شهر) رمضان ، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم الي حراء ، كما كان يخرج لجواره ، ومعه أهله ، حتى اذا كانت الليلة التي أكرمه الله فيها برسالته ، ورحم العباد بها ، جاءه جبريل عليه السلام بأمر الله تعلى ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فجاءني جبريل ، وأنا نائم ، بنمط من ديباج فيه كتاب ، فقال : اقرأ ، قال : قلت : ما أقرأ ، قال : فغتني به حتى طننت أنه الموت ، ثم أرسلني فقال: أقرأ ، قال : قلت : ما أقرأ ، قال فغتني به حتى ظننت أنه الموت ، ثم أرسلني فقال : أقرأ ، قال : قلت : ماذا أقرأ ؟ قال: فغتني به حتى ظننت أنه الموت ، ثم ارسلني ، فقال : أقرأ ، قال: فقلت : ماذا أقرأ ؟ ما اقول ذلك إلا افتداء منه أن يعود لي بمثل ما صنع بي فقال : ( أقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق* أقرأ وربك الأكرم* الذي علم بالقلم * علم الأنسان مالم يعلم * ) [ العلق: 1-5] قال : فقرأتها ثم انتهى فانصرف عني وهببت من نومي فكانما في قلبي كتابا . قال : فخرجت حتى اذا كنت في وسط من الجبال سمعت صوتا من السماء يقول : يا محمد ، انت رسول الله وأنا جبريل ، قال : فرفعت رأسي إلى السماء انظر ، فإذا جبريل في صورة رجل صاف قدمه في أفق السماء ، يقول : يا محمد ، انت رسول الله ، وأنا جبريل ، قال فوقفت انظر إليه ، فما أتقدم وما أتأخر ، وجعلت اصرف وجهي عنه في آفاق السماء ، قال : فلا أنظر في ناحية منها إلا رأيته كذلك ، فما زلت واقفا ما اتقدم أمامي وما أرجع ورائي ، حتى بعثت خديجة رسلها في طلبي فبلغوا أعلى مكة ورجعوا إليها وأنا واقف في مكاني ذلك ، ثم انصرف عني .
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقص على خديجة ما كان من أمر جبريل معه
وانصرفت راجعا الي أهلي ، حتى أتيت خديجة ، فجلست الي فخذها مضيفا إليها : فقالت : يا ابا القاسم ،اين كنت ؟ فوالله لقد بعثت رسلي في طلبك حتى بلغوا مكة ورجعوا لي ، ثم حدثتها بالذي رأيت ، فقالت ، ابشر يا ابن عم واثبت ، فوالذي نفس خديجة بيده إني لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة .
خديجة بين يدي ورقة تحدثه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
ثم قامت فجمعت عليها ثيابها ، ثم انطلقت الي ورقة بن نوفل بن اسد بن عبد العزى بن قضي وهو ابن عمها ، وكان ورقة قد تنصر ، وقرأ الكتب ،وسمع من أهل التوراة والإنجيل فاخبرته بما اخبرها به رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رأى وسمع ، فقال ورقه بن نوفل : قدوس قدوس ، ,والذي نفس ورقه بيده ، لئن كنت صدقتني يا خديجة لقد جاءه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى ،وإنه لنبي هذه الأمة ، فقولي له فليثبت ، فرجعت خديجة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبرته بقول ورقة بن نوفل ، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم جواره وانصرف صنع كما كان يصنع : بدأ بالكعبة فطاف بها ، فلقيه ورقة بن نوفل وهو يطوف بالكعبة فقال : يا ابن اخي ، اخبرني بما رأيت وسمعت ، فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له ورقة : والذي نفسي بيده أنك لنبي هذه الأمة ، ,لقد جاءك الناموس الأكبر الذي جاء موسى ولكتذبنه ولتؤذيه ولتخرجنه ولتقاتلنه ، ولئن أنا أدركت ذلك اليوم لأنصرن الله نصرا بعلمه ، ثم أدنى رأسه منه فقبل يا فوخه ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم الي منزله .
امتحان خديجة برهان الوحي
قال ابن اسحاق : وحدثني اسماعيل بن ابي حكيم مولى آل الزبير : أنه حدث عن خديجة رضي الله عنها أنها قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أي ابن عم ، اتستطيع أن تخبرني بصاحبك هذا الذي يأتيك أذا جاءك ؟ قال : نعم فقالت: فإذا جاءك فأخبرني به ، فجاءه جبريل عليه السلام كما كان يصنع ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لخديجة " يا خديجة ، هذا جبريل قد جاءني " قالت : قم يا ابن عم فاجلس على فخذي اليسرى ، قال : فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس عليها ، قالت : هل تراه ؟ قال : نعم قالت : فتحول فاجلس على فخذي اليمني ، قالت : فتحول رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس على فخذها اليمني ، فقالت : هل تراه ؟ قال : نعم ، قالت : فتحول فاجلس في حجري ، قالت : فتحول رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس في حجرها ، قالت : هل تراه ؟ قال : نعم قال : فتحسرت وألقت خمارها ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في حجرها ، ثم قالت له : هل تراه ؟ قال : لا قالت : يا ابن عمي اثبت وابشر ، فوالله إنه لملك وما هذا بشيطان.
قال ابن اسحاق : وقد حدثت عبد الله بن حسن هذا الحديث فقال: قد سمعت أمي فاطمة بنت حسين تحدث بهذا الحديث عن خديجة ، إلا أني سمعتها تقول : ادخلت رسول الله صلى الله عليه وسلم بينها وبين درعها ، فذهب عند ذلك جبريل ، فقالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إن هذا لملك وما هو بشيطان .
قال ابن اسحاق : فلما بلغ محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين سنة بعثه الله تعالى رحمه للعالمين ، وكافة للناس بشيرا ، وكان الله تبارك وتعالى قد أخذ الميثاق على كل نبي بعثه قبله بالإيمان به ، والتصديق له ، والنصر له على من خالفة ، واخذ عليهم أن يؤدوا ذلك الي كل من آمن بهم وصدقهم ، فأدوا من ذلك ما كان عليهم من الحق فيه ، يقول الله تعالى لمحمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( وإذ أخذ الله ميثاق النبين لما اتيتكم من كتاب وحمة ثم جاءكم رسول الله مصدق لما معكم لتؤمنن به ، ولتنصرنه قال أقررتم وأخذتم على ذالكم إصرى ) [ آل عمران: 81] أي : ثقل ما حملتكم من عهدي ( قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين " [ آل عمران: 81 ] فأخذ الله ميثاق النبيين جميعا بالتصديق له ، والنصر له ممن خالقه وأدوا ذلك إلى من آمن بهم وصدقهم من أهل هذين الكتابين .
أوليس ما بدئ به الرسول صلى الله عليه وسلم الرؤيا الصادقة:
قال ابن إسحاق : فذكر الزهري ، عن عروه بن الزبير ، عن عائشة رضي الله عنها ، انها حدثته ، ان أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من النبوة حين أراد الله كرامته ورحمة العباد به الرؤيا الصادقة ، لا يرىي رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤيا في نومه إلا جاءت كفلق الصبح ، قالت : وحبب الله تعالى إليه الخلوه ، فلم يكون شئ أحب إليه من أن يخلو وحده .
تسليم الحجارة والشجر عليه صلى الله عليه وسلم
قال ابن اسحاق : وحدثني عبد الملك بن عبيد الله بن ابي سفيان بن العلاء بن جارية الثقفي ، وكان واعية عن أهل العلم : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أراده الله بكرامته ، وابتداه بالنبوه كان إذا خرج لحاجته أعبد حتى تحسر عنه البيوت ، ويفضي إلى شعاب مكة وبطون أوديتها ، فلا يمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بحجر ولا شحر إلا قال السلام عليك يارسول الله ، قال ، فيلتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم حوله وعن يمنية وشماله وخلفه فلا يرى إلا الشجر والحجارة ، فمكث رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك يرى ويسمع ، ما شاء الله أن يمكث ، ثم جاءه جبريل عليه السلام بما جاءه من كرامة الله وهو بحراء في شهر رمضان.
ابتداء نزول جبريل عليه السلام
قال ابن اسحاق : وحدثني وهب بن كيسان ، ومولى آل الزبير ، قال: سمعت عبد الله بن الزبير وهو يقول لعبيد بن عمير بن قتادة الليثي : حدثنا يا عبيد كيف كان يدء ما ابتدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من النبوة حين جاءه جبريل عليه السلام ، قال: فقال : فقال عبيد ، وانا حاضر يحدث عبد الله بن الزبير ومن عنده من الناس : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في حراء من كل سنة شهرا ، وكان ذلك مما تحنث به قريش في الجاهلية والتحنث : التبرر.
قال ابن اسحاق : وقال ابو طالب:
وثور ومن أرسى ثبيرا مكانه
وراق ليرقى في حراء ونازل
بحث لغوي لابن هشام في معني التحنث:
قال ابن هشام : تقول العرب : التحنث والتحنف ، يريدون الحنيفية ، فيبدلون الفاء من الثناء ، كما قالوا : جدث وجدف ، يريدون : القبر ،قال رؤبة بن العجاج :
لو كان أحجاري مع الأجداف
يريد الأجداث ، وهذا البيت في أرجوزة له، وبيت أبي طالب في قصيدة له سأذكرها إن شاء الله في موضعها .
قال ابن هشام : وحدثني ابو عبيدة أن العرب تقول:فم ، في موضع ثم ، يبدلون الفاء من الثاء .
قال ابن اسحاق : وحدثني وهبس بن كيسان قال : قال عبيد : فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور ذلك الشهر من كل سنة يطعم من جاءه من المساكين ، فإذا قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم جواره من شهره ذلك ، كان أول ما يبدأ به ، إذا انصرف من جواره ، الكعبة ، قبل أن يدخل بيته، فيطوف بها سبعا أو ما شاء الله من ذلك ، ثم يرجع الي بيته ، حتى اذا كان الشهر الذي أراد الله تعالى به فيه ما أراد من كرامته من السنة التي بعثه الله تعالى فيها ، وذلك الشهر (شهر) رمضان ، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم الي حراء ، كما كان يخرج لجواره ، ومعه أهله ، حتى اذا كانت الليلة التي أكرمه الله فيها برسالته ، ورحم العباد بها ، جاءه جبريل عليه السلام بأمر الله تعلى ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فجاءني جبريل ، وأنا نائم ، بنمط من ديباج فيه كتاب ، فقال : اقرأ ، قال : قلت : ما أقرأ ، قال : فغتني به حتى طننت أنه الموت ، ثم أرسلني فقال: أقرأ ، قال : قلت : ما أقرأ ، قال فغتني به حتى ظننت أنه الموت ، ثم أرسلني فقال : أقرأ ، قال : قلت : ماذا أقرأ ؟ قال: فغتني به حتى ظننت أنه الموت ، ثم ارسلني ، فقال : أقرأ ، قال: فقلت : ماذا أقرأ ؟ ما اقول ذلك إلا افتداء منه أن يعود لي بمثل ما صنع بي فقال : ( أقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق* أقرأ وربك الأكرم* الذي علم بالقلم * علم الأنسان مالم يعلم * ) [ العلق: 1-5] قال : فقرأتها ثم انتهى فانصرف عني وهببت من نومي فكانما في قلبي كتابا . قال : فخرجت حتى اذا كنت في وسط من الجبال سمعت صوتا من السماء يقول : يا محمد ، انت رسول الله وأنا جبريل ، قال : فرفعت رأسي إلى السماء انظر ، فإذا جبريل في صورة رجل صاف قدمه في أفق السماء ، يقول : يا محمد ، انت رسول الله ، وأنا جبريل ، قال فوقفت انظر إليه ، فما أتقدم وما أتأخر ، وجعلت اصرف وجهي عنه في آفاق السماء ، قال : فلا أنظر في ناحية منها إلا رأيته كذلك ، فما زلت واقفا ما اتقدم أمامي وما أرجع ورائي ، حتى بعثت خديجة رسلها في طلبي فبلغوا أعلى مكة ورجعوا إليها وأنا واقف في مكاني ذلك ، ثم انصرف عني .
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقص على خديجة ما كان من أمر جبريل معه
وانصرفت راجعا الي أهلي ، حتى أتيت خديجة ، فجلست الي فخذها مضيفا إليها : فقالت : يا ابا القاسم ،اين كنت ؟ فوالله لقد بعثت رسلي في طلبك حتى بلغوا مكة ورجعوا لي ، ثم حدثتها بالذي رأيت ، فقالت ، ابشر يا ابن عم واثبت ، فوالذي نفس خديجة بيده إني لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة .
خديجة بين يدي ورقة تحدثه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
ثم قامت فجمعت عليها ثيابها ، ثم انطلقت الي ورقة بن نوفل بن اسد بن عبد العزى بن قضي وهو ابن عمها ، وكان ورقة قد تنصر ، وقرأ الكتب ،وسمع من أهل التوراة والإنجيل فاخبرته بما اخبرها به رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رأى وسمع ، فقال ورقه بن نوفل : قدوس قدوس ، ,والذي نفس ورقه بيده ، لئن كنت صدقتني يا خديجة لقد جاءه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى ،وإنه لنبي هذه الأمة ، فقولي له فليثبت ، فرجعت خديجة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبرته بقول ورقة بن نوفل ، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم جواره وانصرف صنع كما كان يصنع : بدأ بالكعبة فطاف بها ، فلقيه ورقة بن نوفل وهو يطوف بالكعبة فقال : يا ابن اخي ، اخبرني بما رأيت وسمعت ، فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له ورقة : والذي نفسي بيده أنك لنبي هذه الأمة ، ,لقد جاءك الناموس الأكبر الذي جاء موسى ولكتذبنه ولتؤذيه ولتخرجنه ولتقاتلنه ، ولئن أنا أدركت ذلك اليوم لأنصرن الله نصرا بعلمه ، ثم أدنى رأسه منه فقبل يا فوخه ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم الي منزله .
امتحان خديجة برهان الوحي
قال ابن اسحاق : وحدثني اسماعيل بن ابي حكيم مولى آل الزبير : أنه حدث عن خديجة رضي الله عنها أنها قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أي ابن عم ، اتستطيع أن تخبرني بصاحبك هذا الذي يأتيك أذا جاءك ؟ قال : نعم فقالت: فإذا جاءك فأخبرني به ، فجاءه جبريل عليه السلام كما كان يصنع ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لخديجة " يا خديجة ، هذا جبريل قد جاءني " قالت : قم يا ابن عم فاجلس على فخذي اليسرى ، قال : فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس عليها ، قالت : هل تراه ؟ قال : نعم قالت : فتحول فاجلس على فخذي اليمني ، قالت : فتحول رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس على فخذها اليمني ، فقالت : هل تراه ؟ قال : نعم ، قالت : فتحول فاجلس في حجري ، قالت : فتحول رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس في حجرها ، قالت : هل تراه ؟ قال : نعم قال : فتحسرت وألقت خمارها ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في حجرها ، ثم قالت له : هل تراه ؟ قال : لا قالت : يا ابن عمي اثبت وابشر ، فوالله إنه لملك وما هذا بشيطان.
قال ابن اسحاق : وقد حدثت عبد الله بن حسن هذا الحديث فقال: قد سمعت أمي فاطمة بنت حسين تحدث بهذا الحديث عن خديجة ، إلا أني سمعتها تقول : ادخلت رسول الله صلى الله عليه وسلم بينها وبين درعها ، فذهب عند ذلك جبريل ، فقالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إن هذا لملك وما هو بشيطان .
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى