حنظلة بن أبي عامر
+7
لحظة وفاء
الجنرال
فتحاوي حتى النخاع
لهيب المقاومة
ابو احمد
بشير العقاد
انسام
11 مشترك
حنظلة بن أبي عامر
الأربعاء يونيو 03, 2009 1:22 pm
غسيل الملائكة
الحياة الدنيا كلها أيام قليلة , ولحظات معدودة , تمضي سريعة لا يشعر المرء بها ,
وحالها بالنسبة للآخرة كما قال الله – عز وجل – ( وما الحياة الدنيا في الأخرة إلا
متع [26] ), وقوله ( ذلك متع الحياة الدنيا والله عنده حسن المئاب [14] ) , وقوله :
( أرضيتم بالحيوة الدنيا من الأخرة إلا قليل [38] ) .
وقرر سبحانه ذلك فيما حكاه عن ذلك العبد الصالح عندما توجه إلى بالنصح والموعظة ,فقال : (يقوم إنما الحيوة
الدنيا متع وإن الأخرة هي دار القرار [39] ) , وقال سبحانه : ( وما هذه الحيوة
الدنيا إلا لهو ولعب وإن الدار الأخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون [64] ) .
نعم تلك هي الحياة الدنيا في عمومها , إنها ليست إلا لهوًا ولعبًا , حين لا
يُنظر فيها إلى الآخرة حين تكون في الغاية العليا للناس . حين يصبح المتاع فيها هو
الغاية من الحياة , فأما الحياة الآخرة فهي الحيوان , أي هي الحياة الدائمة ُالتي
لا زوال لها ولا انقضاء , بل هي مستمرة أبد الآباد , ولو كان الناس يعلمون ذلك لآثروا ما يبقى على ما يفنى .
والناس في هذه الحياة ما بين شقي ٍّ , قد أشقى نفسه , فاتبع هواه , وانشغل بدنياه , ونسي آخرته وفرط في جنب الله , فيا ليت شعري
ما حال هذا في الآخرة ؟ قال تعالى : ( ومن أعرض عن ذكري فأن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة
أعمى [124] قال ربي لما حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا [125] قال كذالك أتتك ءايتنا
فنسيتها وكذالك اليوم تنسى [126] وكذالك نجزى من أسرف ولم يؤمن يئايت ربه ولعذاب
الأخرة أشد وأبقى [127] ) .
نعم الناس في هذه الحياة ما بين هذا شقي الخاسر , وذلك السعيد المنتصر على هواه , المتبع للحق والنور , لقد استضاء قلبه بطاعة مولاه
, واطمأنت نفسه بذكر الله , واستقرت حقيقة الدنيا والآخرةِ في نفسه , وعمرت قلبه , واختلطت بدمه , وجرت في عروقه , ولم تَعُد كلمة يقولها بلسانه فقط , بل صارت عملا
ًنفّذه بصموده وتضحياته .وتلك هي السعادة الحقيقية – يا مسلمون – حياة البذل
والتضحية , حياة الجهاد والدعوة , حياة الصبر . الحياةُ التي لا يُرى فيها المسلم إلا صادقاً مخلصًا , وخاشعًا منيبًا , ومناضلاً باسلاً , يؤثر ما عند الله , ولو
كان ذلك على حساب فَقد اللذة والمُتعة , ولو كان ذلك كذلك على حساب نزيف الدم , وتعدد الجراح والآلام .
وتلك هي حياة الصحابي الجليل , والشهيد الكبير , حنظلة
بن أبي عامر – رضي الله عنه – أبوه أبو عامر , عمرو بنُ صَيفِيّ بن ِزيد بن أمية بن ضُبَيعة , ويقال إن اسم أبي عامر : عبدُ عمرو بنُ صيفي بن زيد بن أمية , وينتهي
نسبه إلى عوف بن مالك الأوس بن حارثة الأنصاري الأوسي .ابن أُبي بن سلول قد
حسدا رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما مَنَّ الله به عليه , فأما عبد الله بن أُبي فأضمر النفاق , وأما أبو عامر فخرج إلى مكة , ثم قدم مع قريش يوم أحد محارباً
, فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم الفاسق . أخرج ذلك ابن إسحاقَ و الواقديُّ , وابن سعد , لكن رواياتِهم وردت من طرق لا تخلو من مقال .
ولمّا رأى حنظلة – رضي الله عنه – ما عليه أبوه من الكفر والعناد , آلمه ذلك أشد الألم , فتبرأ من أخلاق
أبيه الشائنة , وأفعاله القبيحة , وهمَّ أن يقتله , فنهاه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك , أخرج ابن شاهين بإسناد حسن إلى هشام بن عروة عن أبيه
,قال : ( استأذن حنظلة بنُ أبي عامر , وعبد الله بنِ أبيّ سلول في قتل أبويهما , فنهاهما عن ذلك ))
.
وقد كان من حال أبيه أبي عامر أنه لما فتحت مكة هرب إلى بلاد الروم , وأقام عند هِرَقْلَ حتى مات كافرًا سنة تسع , وقيل سنة عشر , وكان معه كنانة بنُ عبدِ
يالِيْل , وعلقمة بنُ عُلاثَة , فاختصما في ميراثه إلى هرقل , فدفعه إلى كنانة , وقال لعلقمة : هما من أهل المدر , وأنت من أهل الوبر . تلك هي حال أبي حنظلة . أما
حنظلة نفسه فقد رأى الحق , والنور الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ ولذلك أسلم , فحسُن إسلامه , وأقبل على الله – تعالى – بخشوع وانكسار , وترك حياة
الجاهلية , وما فيها من وثنية وضياع , وأنهى قصة الصراع المحتدم في نفسه , يبن فطرته التي تفتحت للحق , ورأت فيه روحها , وأملها , ومصيرها , وطمأنينتها . نعم بين
هذه الفطرة , وتلك الجاهلية الصاخبة المتناقضة الهابطة التي تخيم على المجتمع . لقد دخل النور في قلبه , فأضاء له الظلمات . إنها نعمة جديدة , ورضى شامل , ورحمة واسعة
, وإنسانية حقة , وحياة كريمة طافحة بالخير . كل ذلك أطيب من فاكهة الجاهلية المحرمة , وألذ من نعيم الضلالة الظالمة . ومن أجل ذلك خلع حنظلة – رضي الله عنه –
على عتبة الإسلام كل جاهلية .ثم تزوج حنظلة , وكانت أول ليلة له . وكان هو نائم مع زوجته يناديه المؤمنون هي إلى الجهاد , ثم لبس لباس الحرب ثم ودع زوجته .
وتهيأ حنظلةُ للمهمة الكبرى , وحفظ اللهُ , - تعالى – به وبأصحابه المِلةَ من أهواء الزائغين , وزحوف المناوئين , وحَفِظَ حنظلةُ اللهَ – تعالى – فحفظه اللهُ ,
ولجأ إلى الله – تعالى – فأكرمه, وسدد خطاه .وتأتي الساعة الحاسمة , ويخرج المؤمنون إلى لقاء المشركين في أحد , ويُبتلى المؤمنون ابتلاء شديدًا , ويسقط عدد
كبير منهم شهداء , وييسر الله – تعالى – أن يكون حنظلة واحدًا من هؤلاء الشهداء , وتحصل له كرامة لن تُنسى مهما طال الزمان .
أخرج ابن إسحاق , والبيهقي , والحاكم في المستدرك , في كتاب معرفة الصحابة عن يحيى بن عبَّاد بنِ عبد الله , عن أبيه عن
جده ,- رضي الله عنه – قال : سمعت رسول الله صلى عليه وسلم يقول عندما قتل حنظلة بن
أبي عامر , بعد أن التقى هو وأبو سفيان بنُ الحارث حين علاه شداد بن الأسود بالسيف
, فقتله , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن صاحبكم تغسله الملائكة ) ,
فسألوا صاحبته , فقالت : (إنه خرج لما سمع الهائعة ,وهو جنب ) , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لذلك غسلته الملائكة )
, وقال الإمام أبو عبد اللهِ الحاكم بعد أن أورد هذا الحديث : هذا حديث صحيح على شرط مسلم , ولم يخرجاه , وسكت عنه الذهبي
في التلخيص , وقال الشيخ الألباني : ( وإنما هو حسن فقط , لأن ابن إسحاق إنما أخرج له مسلم في المتابعات . قال : وله شاهد أخرجه ابن عساكر , عن عبد الوهاب بن عطاءٍ ,
قال , حدثنا سعيد بن أبي عَرُوبَة , عن قتادة , عن أنس ابن مالك , قال : افتخر
الحيان من الأوس والخزرج , فقال الأوس : منا غسيل الملائكة , حنظلة بن الراهب ..) الحديث , قال ابن عساكر : هذا حديث حسن صحيح .
وهكذا يمضي حنظلة الشهيد إلى الله – عز وجل – مؤثرًا ما عند الله من النعيم المقيم والسعادة الأبدية , وتَرَكَ الزوجة
التي لم تدم الصلة بينه وبينها إلا ليلةً واحدة , امتثال واستجابة لأمر الله الذي
يقول : (( انفروا خفاقاً وثقالاً وجهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون [41] )) .
وكان من آثار تلك الاستجابة , وذلك الانقياد أن يُقتل شهيدًا في سبيل اللهِ أولاً , وأن ينال شرف تغسيل الملائكة له ثانياً , وكفى
بذلك شرفاً وفخراً .ودلت قصته – رضي الله عنه – على إثبات كرامات الأولياء التي
يؤيد الله – تعالى – بها عباده المخلصين الصادقين , ودلت كذالك على وجود الملائكة ,
وأنهم خلق من مخلوقات الله الأحياء العقلاء , كما دلت على ذلك نصوص الكتاب والسنةِ
الصحيحةِ الأخرى , وهي ردٌّ صريح على الملاحدة المتفلسفة الذين أنكروا وجود
الملائكة , وزعموا أن جبريل – عليه السلام – خيال في نفس النبي صلى الله عليه وسلم
, واستندوا في إنكارهم للملائكة , وأن كل واحد منهم جوهر قائم بنفسه , استندوا إلى
شُبْهَةٍ رد عليهما أئمة الإسلام , ابن تيمية في كتابه : ( الفرقان بين أولياء
الرحمن وأولياء الشيطان ) , والإمام ابن قيم الجوزية في كتابهِ : (( الروح ))
:386415:
- بشير العقادصقر متميز
- عدد المشاركات : 423
العمر : 42
أوسمة التميز :
تاريخ التسجيل : 01/06/2009
رد: حنظلة بن أبي عامر
الخميس يونيو 04, 2009 11:45 am
نسال الله ان يحشرنا معهم
وجزاك الله خيرا
وجزاك الله خيرا
رد: حنظلة بن أبي عامر
السبت يونيو 13, 2009 2:54 am
الله يبارك فيك
ويجزيك خيرا
هؤلاء هم صحابة رسول الله وهم خير الناس على الاطلاق بعد الرسل والانبياء
فما احوجنا اليوم ان نسير على دربهم ويكونوا قدوة لنا
ويجزيك خيرا
هؤلاء هم صحابة رسول الله وهم خير الناس على الاطلاق بعد الرسل والانبياء
فما احوجنا اليوم ان نسير على دربهم ويكونوا قدوة لنا
رد: حنظلة بن أبي عامر
الأربعاء أغسطس 05, 2009 10:07 am
وجزاك الله كل خير
وجعلة فى ميزان حسناتك
وتقبل تحياتى ومرورى الغالى
وجعلة فى ميزان حسناتك
وتقبل تحياتى ومرورى الغالى
- لحظة وفاءصقر ماسي
- عدد المشاركات : 1640
العمر : 42
أوسمة التميز :
تاريخ التسجيل : 10/01/2009
رد: حنظلة بن أبي عامر
الثلاثاء سبتمبر 22, 2009 2:41 pm
- لؤلؤة القلوبصقر ماسي
- عدد المشاركات : 7773
العمر : 29
أوسمة التميز :
تاريخ التسجيل : 26/05/2009
رسالتي : ليًسٌٍُ غٌَرٍوٍرٍآً أوٍٍ كُبٌٍــرٍيًآء
بٌٍٍل شٌٍُمٌٍَوٍخٍُآ بٌٍآٍلذَآتًُ َفٍأنٍآ شٌٍُآمٌٍَخٍُهُ بٌٍأخٍٍُلآًقٌٍيً وًٍقٌٍيًمٌٍَيً
ٍليًسٌٍُ َفًٍقٌٍطٌٍُ بٌٍجًُمٌٍَآٍليً وٍنٍعُوٍمٌٍَتًُيً بٌٍٍل أنٍآ هُكُذَآ وٍسٌٍُأضٍٍُِل هُكُذَآ
مٌٍَآ أجًُمٌٍٍَل أنٍ أكُوٍنٍ أنٍآ .. ٍلآ أنٍآ أكُوٍنٍ غٌَيًــرٍيً ..!
رد: حنظلة بن أبي عامر
الثلاثاء مارس 09, 2010 8:28 am
- eslamصقر مشارك
- عدد المشاركات : 26
العمر : 40
تاريخ التسجيل : 20/12/2009
رد: حنظلة بن أبي عامر
الخميس أغسطس 26, 2010 12:17 pm
- الصقرالمقنعالصقرالمقنع
- عدد المشاركات : 7031
العمر : 39
أوسمة التميز :
تاريخ التسجيل : 14/12/2008
رد: حنظلة بن أبي عامر
الخميس أغسطس 26, 2010 7:16 pm
سلمت يا اخي علي التقديم
الجيد جزاك الله خيرا
الجيد جزاك الله خيرا
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى