اصحاب الأقنعة
الأربعاء أبريل 15, 2009 3:29 pm
كثيرون هم الذين يمشون بيننا وهم يضعون أقنعة باهية يخفون خلفها نفوسا معتلّة بالية. إنهم يبهرونك بقدرتهم على التمثيل، وبمهارتهم في إخفاء وجوههم الحقيقية التي تقبع تحت تلك الأقنعة باهرة الجمال.
كيف يرضى أحدنا بأن يقدم نفسه للآخرين بشكل مختلف عن حقيقته وجوهر روحه؟ وهل من السهل على الناس أن يظهروا في كل موقف بشكل مختلف، وأن يتلونوا تلوّن الحرباء بحسب ما تقتضيه المواقف؟
كيف يرضى أحدنا بأن يقدم نفسه للآخرين بشكل مختلف عن حقيقته وجوهر روحه؟ وهل من السهل على الناس أن يظهروا في كل موقف بشكل مختلف، وأن يتلونوا تلوّن الحرباء بحسب ما تقتضيه المواقف؟
وإذا كان هناك شخص يخجل من الظهور أمام الآخرين بشخصيته الحقيقية، التي قد تكون جشعة، أو قاسية، أو متسلطة، أو غير ذلك من الصفات السلبية، فلماذا يحرص على إخفائها عن الناس ويرضى بإبقائها في نفسه؟ ولماذا لا ينهض بمهمة تغيير الصفات السلبية أو تلك التي يخجل من إظهارها أمام الآخرين، ولا يسعى لتعديل سلوكه الذي يشعره بالخزي والخجل، بحيث يصبح السلوك المستعار من خلال القناع هو سلوكه الطبيعي دون العودة بعد انتهاء المواقف أمام الآخرين إلى سابق طبعه وعادته؟
لا شك في أن خجل هؤلاء من كشف حقيقتهم البعيدة عن جوهر البشرية هو الذي يدفعهم للتستر خلف الأقنعة، هذا هو السبب العام المشترك بين جميع المواقف التي يرتدي فيها شخص ما قناعا، مهما اختلفت التفاصيل من موقف لآخر. لذلك يسعى كل واحد من هؤلاء سعيا شكليا لتجميل نفسه غاضًّا طرفه عن قبحه الداخلي؛ فالمهم عنده هو أن يظهر أمام الآخرين بالشكل الذي يعجبهم ويرضيهم، دون قناعة منه بضرورة أن يكون كذلك قلبا وقالبا، لذلك يسعى سعيا حثيثا للوصول إلى هذه الغاية وينشغل بها كي يصل من خلالها لأهدافه، ولا يهتم إطلاقًا بتنقية ذاته وتهذيبها وتجميلها.
ويتفاوت الناس في قدرتهم على كشف زيف الوجوه المحيطة بهم والتي تخفي وراءها نفسيات مريضة، ومعظم الناس يقع ضحية بسبب الطيبة الزائدة والتي في كثير من الاحيان تتحول الي سذاجة ، فكثيرون منا لن يستطيعوا مهما تقدموا في العمر ومهما التقوا بأشخاص وصُدموا بهم أن يحملوا النظارة السوداء وينظروا للعالم من خلالها، لأنهم سيشعرون أنهم سيصبحون مثل أولئك أصحاب الأقنعة بعد حين.
إن هذه الفئة من الناس- اصحاب الاقنعة- مريضة وغير سوية، ولابد من وجود أسباب تدفعها لأن تكون كذلك، ولا يبدو لي أنها تدرك ما تقوم به، أو ربما لا يدرك عدد ممن يقوم بارتداء الأقنعة أنه يقوم بذلك بالفعل، وهذا يتطلب من الناس دوام النصح والتنبيه، بحسب درجات العلاقة التي تربطهم ببعضهم.
لا شك في أن خجل هؤلاء من كشف حقيقتهم البعيدة عن جوهر البشرية هو الذي يدفعهم للتستر خلف الأقنعة، هذا هو السبب العام المشترك بين جميع المواقف التي يرتدي فيها شخص ما قناعا، مهما اختلفت التفاصيل من موقف لآخر. لذلك يسعى كل واحد من هؤلاء سعيا شكليا لتجميل نفسه غاضًّا طرفه عن قبحه الداخلي؛ فالمهم عنده هو أن يظهر أمام الآخرين بالشكل الذي يعجبهم ويرضيهم، دون قناعة منه بضرورة أن يكون كذلك قلبا وقالبا، لذلك يسعى سعيا حثيثا للوصول إلى هذه الغاية وينشغل بها كي يصل من خلالها لأهدافه، ولا يهتم إطلاقًا بتنقية ذاته وتهذيبها وتجميلها.
ويتفاوت الناس في قدرتهم على كشف زيف الوجوه المحيطة بهم والتي تخفي وراءها نفسيات مريضة، ومعظم الناس يقع ضحية بسبب الطيبة الزائدة والتي في كثير من الاحيان تتحول الي سذاجة ، فكثيرون منا لن يستطيعوا مهما تقدموا في العمر ومهما التقوا بأشخاص وصُدموا بهم أن يحملوا النظارة السوداء وينظروا للعالم من خلالها، لأنهم سيشعرون أنهم سيصبحون مثل أولئك أصحاب الأقنعة بعد حين.
إن هذه الفئة من الناس- اصحاب الاقنعة- مريضة وغير سوية، ولابد من وجود أسباب تدفعها لأن تكون كذلك، ولا يبدو لي أنها تدرك ما تقوم به، أو ربما لا يدرك عدد ممن يقوم بارتداء الأقنعة أنه يقوم بذلك بالفعل، وهذا يتطلب من الناس دوام النصح والتنبيه، بحسب درجات العلاقة التي تربطهم ببعضهم.
أما البقية ممن يدركون ويعرفون بل ويخططون لأن يمارسوا هذا الفعل المشين في حق الآخرين، لأهداف وغايات محددة يضعونها نصب أعينهم، فإنهم مرضى لا أمل من شفائهم، لأنهم يعرفون حقيقة ما يفعلونه، ويقومون به مع سبق الإصرار والترصد، ويخدعون الآخرين عن علم ومعرفة واختيار لهذه الوسيلة دون غيرها للوصول إلى هدفهم، ربما لأنها الأسهل، وربما لأنها أكثر إمتاعا بالنسبة لهم!
ومثل هؤلاء البشر الذين هم أبعد ما يكونون عن صفات البشرية لا يجدون بأسا في ممارسة حياتهم بشكل طبيعي، تتخلله مواقف الخداع والزيف والضحك على الآخرين دون أدنى إحساس بتأنيب الضمير تجاههم، لأنهم استمرأوا أفعالهم المشينة، ويشعرون أنها جزء منهم. وفي المقابل لا يدرك الآخرون هذا الزيف إلا إن تهيأ لهم موقف قد يكون صادما وموجعا، لكنه مهم في التعرف إلى حقيقة من يتعاملون معه، ولا يوجد أفضل من المواقف كي تضع الناس على المحك لتختبر صدقهم من زيفهم، فهي التي تكشفهم، وهي التي تظهر معادنهم وما يختبئ خلف الأقنعة الزاهية من صدأ القلوب والنفوس.
تبدو الأقنعة ـ في نظري ـ أشبه بالسلم الذي يصعد به الإنسان نحو هدفه، فهو يدوس على إنسانيته، وأحيانا على قيمه ومبادئه، كما يدوس على درجات السلم كي يصعد ويصل لغايته.
والذي يرضى بأن يظهر بوجه غير وجهه لا يمكن أن يُؤْمَن على شيء أبدا، لأنه لم يصن نفسه ولم يحافظ عليها كما هي، ولم يحسن تقديمها للآخرين، وارتضى أن يقدم بديلا عنها وجها يمكن أن يُسَوِّقه لديهم، كي يصل إلى ما يريده منهم فقط، ثم يلقي بهذا البديل في أقرب سلة مهملات..
ومثل هؤلاء البشر الذين هم أبعد ما يكونون عن صفات البشرية لا يجدون بأسا في ممارسة حياتهم بشكل طبيعي، تتخلله مواقف الخداع والزيف والضحك على الآخرين دون أدنى إحساس بتأنيب الضمير تجاههم، لأنهم استمرأوا أفعالهم المشينة، ويشعرون أنها جزء منهم. وفي المقابل لا يدرك الآخرون هذا الزيف إلا إن تهيأ لهم موقف قد يكون صادما وموجعا، لكنه مهم في التعرف إلى حقيقة من يتعاملون معه، ولا يوجد أفضل من المواقف كي تضع الناس على المحك لتختبر صدقهم من زيفهم، فهي التي تكشفهم، وهي التي تظهر معادنهم وما يختبئ خلف الأقنعة الزاهية من صدأ القلوب والنفوس.
تبدو الأقنعة ـ في نظري ـ أشبه بالسلم الذي يصعد به الإنسان نحو هدفه، فهو يدوس على إنسانيته، وأحيانا على قيمه ومبادئه، كما يدوس على درجات السلم كي يصعد ويصل لغايته.
والذي يرضى بأن يظهر بوجه غير وجهه لا يمكن أن يُؤْمَن على شيء أبدا، لأنه لم يصن نفسه ولم يحافظ عليها كما هي، ولم يحسن تقديمها للآخرين، وارتضى أن يقدم بديلا عنها وجها يمكن أن يُسَوِّقه لديهم، كي يصل إلى ما يريده منهم فقط، ثم يلقي بهذا البديل في أقرب سلة مهملات..
رد: اصحاب الأقنعة
الأربعاء أبريل 15, 2009 7:52 pm
موضوع جميل
من منا لم ينخدع يوما ما
وارى ان من يحب الخداع او النفاق فهو ايضا لا يحب ان
يصدق معه الآخرون لا تقف الدنيا على فرد او اكثر
نعم يؤلمنا الخداع ولكنه في رأيي لا يجب ان يتسبب في هز ثقتنا بأنفسنا او بباقي من نعرفهم
فلنمضي في حياتنا ونساعد من يحتاج الينا
ولنترك الباقي على الله عز وجل فهو سبحانه المطلع
على خفايا النفوس
من منا لم ينخدع يوما ما
وارى ان من يحب الخداع او النفاق فهو ايضا لا يحب ان
يصدق معه الآخرون لا تقف الدنيا على فرد او اكثر
نعم يؤلمنا الخداع ولكنه في رأيي لا يجب ان يتسبب في هز ثقتنا بأنفسنا او بباقي من نعرفهم
فلنمضي في حياتنا ونساعد من يحتاج الينا
ولنترك الباقي على الله عز وجل فهو سبحانه المطلع
على خفايا النفوس
- الصقرالمقنعالصقرالمقنع
- عدد المشاركات : 7031
العمر : 39
أوسمة التميز :
تاريخ التسجيل : 14/12/2008
رد: اصحاب الأقنعة
الأربعاء أبريل 15, 2009 10:04 pm
كم شخص يكون علي طبيعتة امام الاخرين
هذا سؤال ولكن المهم ان تكون انت واثق
من نفسك امام الاخرين ولا تكون متردد
ولا مهتز الشخصيه ومشتت الافكار
ولكل شخص اسرار يحتفظ بها عن الاخرين
وعلينا ان نحترم هذا المبدا
تقبل مروري لروبما ان يكون ردي يختلف
عن الاخرين ولكن كل شخص له
وجهة نظر. لكل شخص وجهة نظرهـ الخاصه
يستطيع سردها ومناقشتها كانت صحيحه ام خاطئه
البعض منا يكابر وقد يقتنع بوجهة نظر الطرف الاخير
هذا سؤال ولكن المهم ان تكون انت واثق
من نفسك امام الاخرين ولا تكون متردد
ولا مهتز الشخصيه ومشتت الافكار
ولكل شخص اسرار يحتفظ بها عن الاخرين
وعلينا ان نحترم هذا المبدا
تقبل مروري لروبما ان يكون ردي يختلف
عن الاخرين ولكن كل شخص له
وجهة نظر. لكل شخص وجهة نظرهـ الخاصه
يستطيع سردها ومناقشتها كانت صحيحه ام خاطئه
البعض منا يكابر وقد يقتنع بوجهة نظر الطرف الاخير
- لحظة وفاءصقر ماسي
- عدد المشاركات : 1640
العمر : 42
أوسمة التميز :
تاريخ التسجيل : 10/01/2009
رد: اصحاب الأقنعة
الخميس أبريل 16, 2009 12:08 pm
تعلمت الكثير .. وما زلت أتعلم ..لكنني لم استوعب أولئك اللذين يحملون وجهين مختلفين في آن واحد... فتجده ساعة في عباءة ناسك عابد يعجبك قوله وفعله ... وما يلبث أن تراه في ساحة المجون والفسق يؤلمك تصرفه ونهجه... يتلون حسب الموقف...ووفق المكان ورواده... ومع هذا إن سألت عنه النساك والعباد أشادوا به ورفعوه في منزلة رفيعة ... وإن سألت عنه الفساق والزنادقة وجدتهم يمجدونه ويعتبرونه زعيمهم وقائدهم وملهمهم...
سؤالي : لماذا هذا التلون العجيب ؟ وهل يعي أنه يلعب على الحبلين ؟ ثم ألا يُدرك أن الناس تراه بوجهيه ؟؟ وهل متطلبات الحياة المعاصرة تطلب منه هذا ؟
في الضفة الأخرى من تعارفي بالناس، وجدت الصورة الحقيقة والوجه الواحد لمن تعرفت عليه، ومهما تنوعت الاختلافات بيننا يبقى بوجهه الحقيقي، مما ولد عني الاحترام التام لهذا الفرد والتقدير الدائم بصرف النظر عن توافق أو اختلاف بيننا ..يكفيني أنه لم يتلون أو يلبس قناعاً يخفي خلفه حقيقته.
سؤالي : لماذا هذا التلون العجيب ؟ وهل يعي أنه يلعب على الحبلين ؟ ثم ألا يُدرك أن الناس تراه بوجهيه ؟؟ وهل متطلبات الحياة المعاصرة تطلب منه هذا ؟
في الضفة الأخرى من تعارفي بالناس، وجدت الصورة الحقيقة والوجه الواحد لمن تعرفت عليه، ومهما تنوعت الاختلافات بيننا يبقى بوجهه الحقيقي، مما ولد عني الاحترام التام لهذا الفرد والتقدير الدائم بصرف النظر عن توافق أو اختلاف بيننا ..يكفيني أنه لم يتلون أو يلبس قناعاً يخفي خلفه حقيقته.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى