الإمارات تخلط أوراق طهران
الثلاثاء مارس 03, 2009 7:37 am
وضعت خطة تُنهي قلق الخليجيين من إغلاق مضيق هرمز
الإمارات تخلط أوراق طهران وتسحب منها "خيار شمشون"
دبي - حيان نيوف
تتابع دولة الإمارات العربية المتحدة تنفيذ خطتها الاستراتيجية التي شرعت فيها الشهر الماضي عبر قيام كل من إماراتي ابوظبي التي تملك احتياطات نفطية ضخمة والفجيرة الواقعة على خليج عُمان بإنشاء مرفأ سيتيح تصدير حتى 70% من الخام الذي تنتجه الاولى من دون المرور بمضيق هرمز الاستراتيجي، وهذا ما اعتبرته وسائل إعلام "صفعة ضمنية" للتهديدات الإيرانية المستمرة بإغلاق مضيق هرمز، حيث يمكن ان يتحول الى منفذ حيوي لتصدير النفط لبقية دول المنطقة إذا تم مدّ أنابيب التصدير إليه في المستقبل.
ولم تنقطع إيران خلال الأشهر الماضية عن تقديم تنقلات وتغييرات عسكرية بارزة ترتبط بمنطقة الخليج وتهدد بإغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي، والولايات المتحدة تحشد حاملات الطائرات في المنطقة، ومن المؤكد أن زجّ حاملات الطائرات في المنطقة ليس نزهة يقوم بها رعاة البقر في تكساس، وإنما جزء من تطورات شهدتها منطقة الخليج خلال الفترة الماضية، والتي تنذر بحرب قادمة وقودها المنشآت النووية الإيرانية، وأما آثارها فتمتد من مضيق هرمز الصغير لتهز كل العالم، وهو المضيق الذي يمر من خلاله 40% من نفط العالم.
ويرى خبراء عسكريون في المنطقة، تحدثوا لـ"العربية.نت" أن إقدام إيران على إغلاق مضيق هرمز سيكون آخر ما تلجأ إليه لأنه "خيار شمشون" الصعب ونتائجه كارثية على إيران قبل غيرها، وأن التصعيد الحالي سيقود إلى الحرب عن سبق إصرار وتصميم أو بنتيجة حادث يتطور إلى نزاع.
صفعة "نفطية"
وكانت صحيفة "إميرايتس بزنس 24-7" نقلت عن مدير عام مرفأ الفجيرة موسى مراد ان "اعمال انشاء مرفأ التصدير تسير قدماً"، مشيراً الى ان المرفأ عندما تنتهي اعمال انشائه سيكون قادراً على تصدير حتى 70% من صادرات امارة ابوظبي النفطية، اي حتى 1.8 مليون برميل من الخام يومياً.
وتنتهي اعمال هذه المرحلة الاولى في يونيو/حزيران 2010، ويتم تنفيذ باقي المراحل بحسب حاجة المشروع. وذكر مراد ان المرفأ سيكون قادراً على استقبال ناقلات النفط العملاقة، وأن النفط الخام سيصل الى الفجيرة عبر انبوب ويخزن في خزانات قرب المرفأ.
وسيتيح هذا المرفأ تصدير هذه الكميات الكبيرة من الخام دون المرور بمضيق هرمز الاستراتيجي الذي يمر عبره حالياً 40% من النفط العالمي والذي يبلغ طوله سبعة كيلومترات، وتسيطر عليه من الشمال ايران ومن الجنوب سلطنة عُمان، وهو المدخل الملاحي الوحيد الى الخليج.
وقال رئيس مركز الخليج للأبحاث عبدالعزيز بن عثمان بن صقر لـ"العربية.نت" إن هذا المرفأ جاء كردة فعل على تهديدات إيران بإغلاق مضيق هرمز.
وأوضح أنه بصرف النظر عما ذكرته التقارير الصحافية من "صفعة ضمنية" لإيران، فإن المرفأ "جاء بسبب تهديدات إيران بإغلاق مضيق هرمز والبحث عن ملاذ آخر، والملاذ كان إما عبر عُمان من حقل الشيبة السعودي أو عبر الفجيرة والاسهل هو عبر الفجيرة".
وقال الباحث بن صقر إن هذه الخطوة مهمة جداً، وسبق أن تم الحديث عنها في منذ سنوات، ولها فوائد عديدة منها: توفير يوم ونصف اليوم من دخول الباخرة وخروجها من مضيق هرمز إلى الموانئ في جبل علي وأبوظبي، وتخفيض تكلفة التأمين لأنه خارج منطقة هرمز، وإذا أصبح المرفأ كبيراً قد تقوم السعودية والعراق ودول خليجية أخرى باستخدام هذ الخط.
إغلاق هرمز.. خيار شمشون
وتعد أبرز تصريحات إيرانية بخصوص مضيق هرمز هي تلك التي أطلقها يحيى رحيم صفوي المستشار العسكري الكبير للزعيم الايراني الأعلى علي خامنئي من أنه في حالة اندلاع حرب سيتم إغلاق مضيق هرمز عند الطرف الجنوبي للخليج والذي يمر منه نحو 40% من صادرات النفط في العالم، فيما تعهدت الولايات المتحدة التي يتمركز اسطولها الخامس في البحرين بإبقاء الممرات البحرية مفتوحة.
والسؤال الذي يشغل المراقبين الآن: هل فعلاً إيران قادرة على إغلاق مضيق هرمز؟
يقول الخبير في الشؤون العسكرية مدير عام مركز الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري مدير مكتب مجلة "ديفنس نيوز" الدولية في الشرق الأوسط رياض قهوجي في حديث لـ"العربية.نت" إن إغلاق هرمز هو بمثابة "خيار شمشون" لإيران لأنها ستؤذي نفسها وغيرها ولن تقدم على هذه الخطوة إلا إذا تعرضت لأذى كبير يدفعها للقيام بهذا العمل البائس.
ويشير قهوجي إلى أن إيران يمكنها عسكرياً أن تغلق المضيق، لكنها لن تتحمل تبعات الاغلاق لأن ذلك يقودها لمواجهة عسكرية مع العالم أجمع لأن كل دولة عندها مصالح وتستورد طاقة من الخليج.
ومن الناحية العسكري يرى قهوجي أن الأمريكيين سوف يستعدون لفتح المضيق إذا تم إغلاقه، وذلك من خلال حرب شرسة وتدمير منشآت البحرية الإيرانية والحرس الثوري وأي منشآة تهدد المسالك البحرية، وسيحصل احتلال للجزر الإيرانية التي يمكن أن تهدد ملاحة الخليج، وبالتالي حرق منطقة المضيق أو احتلالها.
وفي طهران، تحدثت "العربية.نت" إلى مستشار مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية الدكتور ماشاء الله شمس الواعظين الذي قال إنه لا يوجد أحد في إيران يأخذ فرضية توجيه ضربات عسكرية للمنشآت على محمل الجد، لأن أمريكا واسرائيل تعتقدان أن حرباً مفتوحة ضد إيران ستؤدي إلى تواصل جغرافي بين بؤر التوتر في الشرق الأوسط من شمال أفغانستان إلى غزة وبالتالي نشوء أزمة لا يمكن أن تديرها الولايات المتحدة.
وأكد الخبير الإيراني أن جيش بلاده سوف يقدم على إغلاق هرمز واستخدام أي قوة متاحة في حال تعرضت لهجوم، وسيكون الرد متناسباً مع طبيعة الهجوم.
ماذا الحرس الثوري في الخليج؟
وسألت "العربية.نت" الخبير الإيراني ماشاء الله شمس الواعظين عن رأيه في خفايا قرار بلاده تكليف الحرس الثوري بحماية أمن الخليج، فأرجع ذلك إلى أربعة دوافع من قبل النظام الإيراني: الأول توحيد صفوف القوات المسلحة التي توكل إليها مهام مياه الخليج من القوى البحرية إلى جانب الحرس الثوري، والثاني أن الحرس الثوري شبيه بقوة التدخل السريع الأمريكي التي شكلها الرئيس الأمريكي جيمي كارتر بعد أزمة الرهائن في السفارة الأمريكية بطهران عام 1979، ونظراً لولائه للنظام السياسي والتدريبات العسكرية التي يشهدها الحرس، والثالث قوة الدفع الايديولوجي التي يتسم بها الحرس والتي تعطيه بعض المهام الخاصة للدفاع عن منطقة حساسة مثل هرمز والمياه الاقليمية لإيران في الخليج.
أما العامل الرابع - وهو الأهم وفق الخبير الإيراني - فهو لتوجيه رسالة إلى جهتين الأولى أمريكا واسرائيل، وتتضمن تحذيراً واضحاً بأن محاولتهما لوضع الحرس الثوري على لوائح المنظمات الإرهابية خطوة غير صحيحة، فهو قوة نظامية وتوكل إليه مهام الدفاع عن المياه الاقليمية لإيران، وأخرى إلى دول الخليج مفادها أن إيران لن تتردد في استخدام القوة ضد أي دولة تتم منها عملية ضرب المنشآت النووية الإيرانية انطلاقاً من القواعد التي توجد فيها.
الإمارات تخلط أوراق طهران وتسحب منها "خيار شمشون"
دبي - حيان نيوف
تتابع دولة الإمارات العربية المتحدة تنفيذ خطتها الاستراتيجية التي شرعت فيها الشهر الماضي عبر قيام كل من إماراتي ابوظبي التي تملك احتياطات نفطية ضخمة والفجيرة الواقعة على خليج عُمان بإنشاء مرفأ سيتيح تصدير حتى 70% من الخام الذي تنتجه الاولى من دون المرور بمضيق هرمز الاستراتيجي، وهذا ما اعتبرته وسائل إعلام "صفعة ضمنية" للتهديدات الإيرانية المستمرة بإغلاق مضيق هرمز، حيث يمكن ان يتحول الى منفذ حيوي لتصدير النفط لبقية دول المنطقة إذا تم مدّ أنابيب التصدير إليه في المستقبل.
ولم تنقطع إيران خلال الأشهر الماضية عن تقديم تنقلات وتغييرات عسكرية بارزة ترتبط بمنطقة الخليج وتهدد بإغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي، والولايات المتحدة تحشد حاملات الطائرات في المنطقة، ومن المؤكد أن زجّ حاملات الطائرات في المنطقة ليس نزهة يقوم بها رعاة البقر في تكساس، وإنما جزء من تطورات شهدتها منطقة الخليج خلال الفترة الماضية، والتي تنذر بحرب قادمة وقودها المنشآت النووية الإيرانية، وأما آثارها فتمتد من مضيق هرمز الصغير لتهز كل العالم، وهو المضيق الذي يمر من خلاله 40% من نفط العالم.
ويرى خبراء عسكريون في المنطقة، تحدثوا لـ"العربية.نت" أن إقدام إيران على إغلاق مضيق هرمز سيكون آخر ما تلجأ إليه لأنه "خيار شمشون" الصعب ونتائجه كارثية على إيران قبل غيرها، وأن التصعيد الحالي سيقود إلى الحرب عن سبق إصرار وتصميم أو بنتيجة حادث يتطور إلى نزاع.
صفعة "نفطية"
وكانت صحيفة "إميرايتس بزنس 24-7" نقلت عن مدير عام مرفأ الفجيرة موسى مراد ان "اعمال انشاء مرفأ التصدير تسير قدماً"، مشيراً الى ان المرفأ عندما تنتهي اعمال انشائه سيكون قادراً على تصدير حتى 70% من صادرات امارة ابوظبي النفطية، اي حتى 1.8 مليون برميل من الخام يومياً.
وتنتهي اعمال هذه المرحلة الاولى في يونيو/حزيران 2010، ويتم تنفيذ باقي المراحل بحسب حاجة المشروع. وذكر مراد ان المرفأ سيكون قادراً على استقبال ناقلات النفط العملاقة، وأن النفط الخام سيصل الى الفجيرة عبر انبوب ويخزن في خزانات قرب المرفأ.
وسيتيح هذا المرفأ تصدير هذه الكميات الكبيرة من الخام دون المرور بمضيق هرمز الاستراتيجي الذي يمر عبره حالياً 40% من النفط العالمي والذي يبلغ طوله سبعة كيلومترات، وتسيطر عليه من الشمال ايران ومن الجنوب سلطنة عُمان، وهو المدخل الملاحي الوحيد الى الخليج.
وقال رئيس مركز الخليج للأبحاث عبدالعزيز بن عثمان بن صقر لـ"العربية.نت" إن هذا المرفأ جاء كردة فعل على تهديدات إيران بإغلاق مضيق هرمز.
وأوضح أنه بصرف النظر عما ذكرته التقارير الصحافية من "صفعة ضمنية" لإيران، فإن المرفأ "جاء بسبب تهديدات إيران بإغلاق مضيق هرمز والبحث عن ملاذ آخر، والملاذ كان إما عبر عُمان من حقل الشيبة السعودي أو عبر الفجيرة والاسهل هو عبر الفجيرة".
وقال الباحث بن صقر إن هذه الخطوة مهمة جداً، وسبق أن تم الحديث عنها في منذ سنوات، ولها فوائد عديدة منها: توفير يوم ونصف اليوم من دخول الباخرة وخروجها من مضيق هرمز إلى الموانئ في جبل علي وأبوظبي، وتخفيض تكلفة التأمين لأنه خارج منطقة هرمز، وإذا أصبح المرفأ كبيراً قد تقوم السعودية والعراق ودول خليجية أخرى باستخدام هذ الخط.
إغلاق هرمز.. خيار شمشون
وتعد أبرز تصريحات إيرانية بخصوص مضيق هرمز هي تلك التي أطلقها يحيى رحيم صفوي المستشار العسكري الكبير للزعيم الايراني الأعلى علي خامنئي من أنه في حالة اندلاع حرب سيتم إغلاق مضيق هرمز عند الطرف الجنوبي للخليج والذي يمر منه نحو 40% من صادرات النفط في العالم، فيما تعهدت الولايات المتحدة التي يتمركز اسطولها الخامس في البحرين بإبقاء الممرات البحرية مفتوحة.
والسؤال الذي يشغل المراقبين الآن: هل فعلاً إيران قادرة على إغلاق مضيق هرمز؟
يقول الخبير في الشؤون العسكرية مدير عام مركز الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري مدير مكتب مجلة "ديفنس نيوز" الدولية في الشرق الأوسط رياض قهوجي في حديث لـ"العربية.نت" إن إغلاق هرمز هو بمثابة "خيار شمشون" لإيران لأنها ستؤذي نفسها وغيرها ولن تقدم على هذه الخطوة إلا إذا تعرضت لأذى كبير يدفعها للقيام بهذا العمل البائس.
ويشير قهوجي إلى أن إيران يمكنها عسكرياً أن تغلق المضيق، لكنها لن تتحمل تبعات الاغلاق لأن ذلك يقودها لمواجهة عسكرية مع العالم أجمع لأن كل دولة عندها مصالح وتستورد طاقة من الخليج.
ومن الناحية العسكري يرى قهوجي أن الأمريكيين سوف يستعدون لفتح المضيق إذا تم إغلاقه، وذلك من خلال حرب شرسة وتدمير منشآت البحرية الإيرانية والحرس الثوري وأي منشآة تهدد المسالك البحرية، وسيحصل احتلال للجزر الإيرانية التي يمكن أن تهدد ملاحة الخليج، وبالتالي حرق منطقة المضيق أو احتلالها.
وفي طهران، تحدثت "العربية.نت" إلى مستشار مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية الدكتور ماشاء الله شمس الواعظين الذي قال إنه لا يوجد أحد في إيران يأخذ فرضية توجيه ضربات عسكرية للمنشآت على محمل الجد، لأن أمريكا واسرائيل تعتقدان أن حرباً مفتوحة ضد إيران ستؤدي إلى تواصل جغرافي بين بؤر التوتر في الشرق الأوسط من شمال أفغانستان إلى غزة وبالتالي نشوء أزمة لا يمكن أن تديرها الولايات المتحدة.
وأكد الخبير الإيراني أن جيش بلاده سوف يقدم على إغلاق هرمز واستخدام أي قوة متاحة في حال تعرضت لهجوم، وسيكون الرد متناسباً مع طبيعة الهجوم.
ماذا الحرس الثوري في الخليج؟
وسألت "العربية.نت" الخبير الإيراني ماشاء الله شمس الواعظين عن رأيه في خفايا قرار بلاده تكليف الحرس الثوري بحماية أمن الخليج، فأرجع ذلك إلى أربعة دوافع من قبل النظام الإيراني: الأول توحيد صفوف القوات المسلحة التي توكل إليها مهام مياه الخليج من القوى البحرية إلى جانب الحرس الثوري، والثاني أن الحرس الثوري شبيه بقوة التدخل السريع الأمريكي التي شكلها الرئيس الأمريكي جيمي كارتر بعد أزمة الرهائن في السفارة الأمريكية بطهران عام 1979، ونظراً لولائه للنظام السياسي والتدريبات العسكرية التي يشهدها الحرس، والثالث قوة الدفع الايديولوجي التي يتسم بها الحرس والتي تعطيه بعض المهام الخاصة للدفاع عن منطقة حساسة مثل هرمز والمياه الاقليمية لإيران في الخليج.
أما العامل الرابع - وهو الأهم وفق الخبير الإيراني - فهو لتوجيه رسالة إلى جهتين الأولى أمريكا واسرائيل، وتتضمن تحذيراً واضحاً بأن محاولتهما لوضع الحرس الثوري على لوائح المنظمات الإرهابية خطوة غير صحيحة، فهو قوة نظامية وتوكل إليه مهام الدفاع عن المياه الاقليمية لإيران، وأخرى إلى دول الخليج مفادها أن إيران لن تتردد في استخدام القوة ضد أي دولة تتم منها عملية ضرب المنشآت النووية الإيرانية انطلاقاً من القواعد التي توجد فيها.
- الصقرالمقنعالصقرالمقنع
- عدد المشاركات : 7031
العمر : 39
أوسمة التميز :
تاريخ التسجيل : 14/12/2008
رد: الإمارات تخلط أوراق طهران
السبت يوليو 18, 2009 11:10 am
الله يعطيك العافية
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى