الأسطل: الخروج على ولاة الأمر ليس من الإسلام ما لم يكن كفراً بواحاً لنا فيه من الله برهان
الجمعة يونيو 24, 2011 10:09 pm
غزة -العهد-قال فضيلة الشيخ ياسين الأسطل الرئيس العام للمجلس العلمي للدعوة السلفية بفلسطين في خطبة الجمعة بمسجد الحمد بخان يونس : إن الخروج على ولاة الأمر ليس من الإسلام، ولا خير فيه للأمة أبدا مهما كان، ما لم يكن كفراً بواحاً ، لنا فيه من الله برهان، كما ويجتمع أهل الحل والعقد على ذلك دون إراقة دماء ولا سفك دماء ولا تفريق للأمة ولا تعطيل لمقاصدها ولأعمالها ولا إدخال هؤلاء الظالمين المعتدين بين صفوف المسلمين.
وأردف فضيلته : لا يرضى الله ولا رسوله ولا يرضى المصلحون ولا العلماء ولا من يسعى لهداية الأمم إلى إدخال الظالمين بين المسلمين، لان الله سبحانه وتعالى يقول : (ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا) فاليوم أصبح للكافرين على المؤمنين السبيل والعذاب الوبيل ، يذيقون به المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ، فليس هذا من الإسلام أبداً وليس بهذا تنهض الأمم أبداً .
وأضاف فضيلته لو أننا ائتلفنا على كتاب الله وعلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى منهج السلف الصالحين، لا على منهج الشرق ولا على منهج الغرب بل على منهج السلف الصالحين ولا مانع أن نأخذ من الأمم من حولنا ما يتوافق مع ديننا، سواءً من أنظمتها أو من قوانينها وأحكامها الدنيوية التي تنظم شئون الدنيا ما يتوافق مع ديننا ، لكن أن ننجرف وراءها انجرافا ، وأن نختلف فيما بيننا اختلافاً ، وأن يهجم القوي على الضعيف، وأن يتولى من تولى فيفسد في الأرض، يقطع الأرحام ،ويقتل الأطفال، ويفرق الجماعات، فهذا ليس من الإسلام، فأخلاق المؤمنين دعوتهم إلى الله تعالى بالقول الحسن والكلمة الطيبة ، والقدوة الصالحة ، وعد النفس في الناس ، فليسوا خيراً منهم إلا بفضل الله على من يشاء بالتفضل لا بالادعاء، قال تعالى في سورة فصلت :{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33) وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35)} وأعظمُ أخلاق المؤمنين بعد توحيد الله الإحسانُ إلى الوالدين ، وكذلك إلى الأقربين والمساكين ، يقول تعالى في سورة الإسراء : { وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24) والأخلاقُ حَسَنُها وقَبِيْحُها مرآة ٌتعكسُ الصفاتِ الكامنة في النفوس البشرية ، ومن الأخلاق ما هو وَهْبيٌ مجبولٌ عليه الإنسانُ منذ النشأة الأولى ، ومن الأخلاق ما هو كَسْبِيٌ طارئٌ لأسبابٍ مختلفةٍ وأحوالٍ متعددة ، ومنها ما هو ثابتٌ على كل وقتٍ وآن ، ومنها ما هو مُتَغَيِّرٌ بتغير الأزمان ، ومن الأخلاق ما هو المحمودُ المقبول ، ومن الأخلاق ما هو المذموم المرذول ، وميزانُ القبحِ والحُسْنِ والقَبُولِ والرَّدِّ إنما يكون بما فيه تحقيقُ الفضيلة ، واجتنابُ الرذيلة ، وتوفيرُ الأمن بأداء الأمانة ، ونشرُ العدل بحكم العدالة ، ونَفْيُ الظلم باجتناب الخيانة ، وهذه كلها من مقاصد الإسلام وقواعد الإيمان ، تدور حولها الدلائلُ الشرعيةُ إجمالاً وتفصيلاً ، وتشير الدواوينُ والتأليفاتُ الفقهيةُ إليها تفريعاً وتأصيلاً ، ويُعْنَى بها الأئمةُ العلماءُ ، والمصلحون العظماء ، والقادة والمفكرون ، وأصحاب الرأي والعارفون ، كرَّ العصور ، وأبدَ الدهور ، لما لها من الأثر العظيم في بناء الأمم ، ومن الحافز الكريم في بعث الهِمَم ، فالأمم الأخلاقُ ما بقيت ، فإن ذهبت أخلاق أمةٍ ذهبت .
كما وبين فضيلته : كِرامُ الأخلاق هي أخلاق الكرام ، والمؤمنون هم أصلُ المكارم كُلِّها ، وينبوعُ الفضائل جُلِّها ، ولقد حفل القرآنُ الكريمُ والسُّنَّةُ المُطَهَّرةُ بأخلاق المؤمنين والإشارة إليها ، و الترغيب فيها والحثِّ دوماً عليها ، فأخلاق المؤمنين هي الأخلاقُ التي تحلى بها الرسل عليهم الصلاةُ والسلامُ والأنبياءُ ، وكذا العابدون الصالحون الأتقياءُ ، وهي المنهلُ العذبُ المورود ، والصراطُ المستقيمُ الممدود ، وهي الميزانُ الراجح ، والبرهانُ اللائح ، والعمل الصادقُ الواضح ، لا لبسَ ولا تلبيس ، ولا تكذيبَ ولا تدليس ، بل عبادةٌ لله وحده وتقديس ، تقوىً وإيمانٌ ، وأمنٌ وأمان ، وحصـنٌ وإحصان ، وتضحيةٌ وتَفَان ، وبذلٌ وعطاءٌ ، وصبرٌ ومصابرة ، ورغبةٌ فى الآخرة ، فما عند الله خيرٌ وأبقى ، ومرضاةُ الله أبرُّ وأتقى.
رد: الأسطل: الخروج على ولاة الأمر ليس من الإسلام ما لم يكن كفراً بواحاً لنا فيه من الله برهان
الجمعة يونيو 24, 2011 11:26 pm
- نجمصقر فعال
- عدد المشاركات : 119
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 31/05/2009
رد: الأسطل: الخروج على ولاة الأمر ليس من الإسلام ما لم يكن كفراً بواحاً لنا فيه من الله برهان
السبت يونيو 25, 2011 8:02 am
رد: الأسطل: الخروج على ولاة الأمر ليس من الإسلام ما لم يكن كفراً بواحاً لنا فيه من الله برهان
الإثنين يونيو 27, 2011 10:57 pm
- الشيخ ياسين الأسطل : إخواننا في حماس اتقوا الله فينا ارجعوا إلى الجماعة فالأحزاب تتساقط والأمة هي الباقية
- ما المراد بـ [ طاعة ولاة الأمر ] في الآية !
- حكم الخروج على الأنظمة العامة التي يضعها ولي الأمر
- وأهل السنة بحمد الله لا يرون الخروج على الحاكم المسلم
- الشيخ الأسطل : الشعب المصري شعبٌ عظيم ، ومن أراد مصر بسوء قصمه الله
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى