في غزة... أطفال يلهون في المخيمات الصيفية .. وآخرون يبيعون على أبوابها بحسرة
الجمعة يونيو 24, 2011 1:48 pm
غزة – العهد - لم يصمد الطفل إبراهيم الذي يبيع السكاكر والحلوى كثيراً أمام حركات وألعاب مئات الأطفال المنتسبين إلى أحد المخيمات الصيفية المقامة على أرض حديقة إسعاد الطفولة الملاصقة لمتنزه بلدية غزة وسط حي الرمال.
ووضع الطفل صندوق السكاكر أرضاً وراح يتابع بشغف الأطفال اللاهين من خلف قضبان حديدية تحيط بالحديقة الملاصقة لمركز القطان للطفل.
وعكس غرق إبراهيم في التأمل والتفكير والنظر العميق إلى الأطفال من خارج الحديقة حالة الضيق والهوان التي يعيشها، وبدا أقل اكتراثاً بالبيع وأخذ يوزع نظراته باتجاه الأطفال الذين يلهون ويلعبون ويمرحون في جو لم يعتد عليه ولم يعشه طيلة طفولته.
ولم تفلح محاولات نظيره الطفل البائع عبد الله الذي لم تكن له به صلة قرابة في إقناع إبراهيم بمغادرة المكان والتوجه إلى مفترق ضبيط المجاور للحديقة لاستكمال بيع ما لديهم، وأصر إبراهيم الذي صرخ في وجه عبد الله طالباً منه تركه ومغادرة المكان على متابعة الألعاب كنوع من المتعة والانسجام عوضاً عن قيامه بذلك.
وقال إبراهيم الذي أصيب بنوبة غضب بعد تدخل عبد الله: إنه يريد أن يعيش لحظات بعيدة عن البيع وهمه ومخاطره.
وبينما أعرب إبراهيم الذي يبلغ من العمر 12 عاماً عن إعجابه بفكرة المخيمات الصيفية وما يميزها بالنسبة للأطفال أظهر حزنه الشديد لعدم انضمامه أو التحاقه بأي من المخيمات الصيفية، كونه أقلع عن الدراسة منذ ثلاثة أعوام.
وأبدى إبراهيم الذي يلبس ملابس بالية إعجابه بالحديقة وما تتضمنه من ألعاب ومناظر جميلة تسعد الأطفال، معرباً عن رغبته الشديدة في خوض التجربة.
وقال: إنه اعتاد القدوم إلى المفترقات الرئيسة في مدينة غزة خاصة حي الرمال للبيع بهدف مساعدة والده في إعالة أسرته.
وفي لحظات متفرقة اندمج إبراهيم مع الأطفال الذين دخلوا في سباق لتخطي بعض الحواجز المنصوبة داخل الحديقة، وأخذ يشجع بعض الأطفال بالهتاف والتصفيق لهم.
لكن عبد الله لم يتركه لحاله، وأخذ يذكره بحجم البضاعة التي يتوجب عليه أن يبيعها، ثم ألح عليه بأن يترك المكان ويتوجها إلى المفترق لاستغلال حالة الازدحام التي يشهدها، إلى أن اقتنع إبراهيم بمغادرة المكان، لكنه لم يكف عن الالتفات إلى الخلف بنظرات مفعمة بالحزن والحسرة، شارداً حتى كاد أن يتعثر بحجر متوسط الحجم يستخدمه رواد المخيم لإسناد إطارات سياراتهم.
وقبل أن يغادر المكان أكد عبد الله أن حزنه لعدم انضمامه للمخيم يفوق حزن إبراهيم، لكن حجم المسؤولية الملقاة عليه يتطلب أن يحافظ على عمله الذي امتهنه منذ سنوات.
وقال: إن ثمة من يحاسبه ويعنفه إذا لم يؤد المهمة الملقاة عليه، في إشارة منه إلى ولي أمره.
وأعرب عبد الله (13 عاماً) عن أمله في أن يعوض هذه السنين التي يعيشها بسنوات أفضل بعد أن تتحسن ظروف وأوضاع والده الاقتصادية والمادية.
وقال وقد بدا أكثر تماسكاً من إبراهيم: إنه يشاهد الكثير من المشاهد التي تثير حفيظته وحزنه وتستفزه خلال رحلة عمله الخطرة جداً، منوها إلى أن المخيمات الصيفية جزء بسيط من هذه المشاهد التي تتكرر يومياً.
وتنشط عشرات من المؤسسات الدولية والمحلية والحكومية وبعض الحركات والأحزاب في الإجازة المدرسية الصيفية التي تمتد لثلاثة أشهر في استقطاب الطلاب والأطفال للانضمام إلى مخيماتها الصيفية لتحقيق بعض الأهداف الخاصة بها.
ويحذر الطبيب النفسي سمير زقوت من خطورة تعرض هؤلاء الأطفال لمشاكل وأزمات نفسية وجسدية خطيرة مستقبلاً، بالإضافة إلى سماع الشتائم والسباب، داعياً الآباء إلى تأهيل أبنائهم ومراقبتهم.
رد: في غزة... أطفال يلهون في المخيمات الصيفية .. وآخرون يبيعون على أبوابها بحسرة
الجمعة يونيو 24, 2011 11:22 pm
رد: في غزة... أطفال يلهون في المخيمات الصيفية .. وآخرون يبيعون على أبوابها بحسرة
الإثنين يونيو 27, 2011 10:59 pm
- د. الأغا من لديه ملاحظة على المخيمات الصيفية التابعة للأونروا عليه التوجه للأونروا
- 1100 فلسطيني من أبناء المخيمات قضوا في سوريا
- قادة اسرائيليون يلمحون لهجوم على غزة وآخرون يحثون على العودة للمفاوضات
- فلسطينيون عالقون بمعبر رفح ومطار القاهرة وآخرون ينضمون للجان الشعبية
- إصابة ثلاثة أطفال بانفجار جسم مشبوه غرب مدينة رفح
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى