قصة وعبرة
الثلاثاء فبراير 17, 2009 1:53 am
هذه قصة قرأتها فأعجبتني يقول راوي القصة :
زميل لي في الحي الذي نسكنه كان لا يصلي إلا إذا كان معي خجلاً مني وليس خوفاً من الله سبحانه وتعالى وإذا كان في البيت صلى متى شاء ، حياته كانت نوماً في النهار وسهراً في الليل على الأفلام والحرام ، وفي أحد الأيام كان سهراناً على مطربته المفضلة التي كان لا ينام إلا بعد سماعها يقول: إنني عندما أغمضت عيني فإذا بصوت يملأ المكان إنه صوت الأذان فأحسست أن الأذان طويل جداً فانفلت لساني وقلت (ليس وقت هذا الإزعاج) وليت لساني لم ينفلت لأنني دفعت ثمن تلك الكلمات ، اجل لقد كان ثمنها غالياً جداً يقول: سمعت بعد ذلك طنيناً خفيفاً في أذني فلم أعبأ به ونمت ولم أصلي ، يقول: عندما استيقظت نزلت إلى أهلي فوجدتهم يتكلمون ولكن لا أسمع ماذا يقولون! فقلت لهم: لماذا لا ترفعون أصواتكم فيقول: لا أعلم أن الأمر قد قضي في السماء بأن أسلب السمع وأني لن أسمع كلمة بعد ذلك الأذان .
جاءني هذا الزميل بعدها بشكل مختلف ومعه أوراق يخرجها لي .ثم أعطاني تقريراً يفيد بأنه قد فقد حاسة السمع تماماً وأنه ليس هناك أي أمل في السمع إلا أن يشاء الله بإجراء عملية زراعة قوقعة في الأذن اليمنى فقط وهذه العملية تكلف مائة ألف ريال .
حكي لي معاناته خلال سنتين يقول: والله جميع الأصدقاء تركوني! كنت أخطط للسفر معهم وقضاء الأوقات معاً ولكن تركوني جميعاً فأصبحت جالساً في البيت لوحدي ، فشعرت وقتها بضيق لا يعلمه إلا الله وحزن شديد لدرجة أنني فكرت أن انتحر. يقول: تصدق أنني تمنيت أنني مولود أصم! على الأقل يكون لدي أصدقاء أفهمهم ويفهموني بالإشارة ، علمت يقيناً أن الله عظيم وأنه سمعني يوم أن لم يسمعني أحد .
وهذه القصة مليئة بالعبر والفوائد ومنها:
-أن نعم الله تعالي علينا كثيرة ومعظمنا لا يشعر بها إلا إذا فقدها قال تعالي ( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار ) " إبراهيم : 34".
- النعم دائما تحتاج إلي شكر المنعم قال تعالي (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) "إبراهيم:7" ، ومن تمام شكر النعمة هو أن نستخدمها فيما احل الله لنا وارتضاه ونبعدها عن كل ما نهي الله عنه.
- المصائب تحتاج إلي صبر واحتساب للأجر فقد تكون هذه المصيبة منحة من الله لك حتي تعود إلي ربك والي دينك وتبتعد عن طريق الهلاك والدمار ، فكثير منا إذا إصابته مصيبة كان حاله السخط وعدم الرضا وصدق الله إذ يقول " ( إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا) "المعارج: 19-20-21".
- المصائب والمحن التي قد تصيب الإنسان إنما هي بما كسبت يديه كما حصل مع صاحب هذه القصة قال تعالى: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير)"الشورى :30" ، فلنعد الي الله ونعلنها من الآن توبة صادقة من كل الذنوب والخطايا.
- يجب على الإنسان أن يبتعد عن أصحاب السوء انظر إلي أصحاب صاحب هذه القصة فقد تركوه وابتعدوا عنه وهو في أمس الحاجة لهم لأنهم أصحاب سوء ومصلحة وكانت تجمعهم فقط المعصية وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم إذ يقول "مثل الجليس الصالح كمثل صاحب المسك إن لم يصبك منه شيء أصابك من ريحه ومثل جليس السوء كمثل صاحب الكير إن لم يصبك من سواده أصابك من دخانه "أخرجه البخاري ومسلم " حديث صحيح".
فابحث أخي قبل فوات الأوان في صداقاتك وانظر على ماذا تقوم؟ فإن كانت في العون على طاعة الله واجتناب ما حرم سبحانه فنعم الصداقة التي تقودك إلى الجنان ، وإن كانت تلك الصداقات تزين لك المعصية وتثقل عليك الطاعة فبئست الصداقة التي تقودك إلى النار وغضب الجبار ، فإني والله اخشي أن يكون حالك كما قال سبحانه (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا) "الفرقان :27".
زميل لي في الحي الذي نسكنه كان لا يصلي إلا إذا كان معي خجلاً مني وليس خوفاً من الله سبحانه وتعالى وإذا كان في البيت صلى متى شاء ، حياته كانت نوماً في النهار وسهراً في الليل على الأفلام والحرام ، وفي أحد الأيام كان سهراناً على مطربته المفضلة التي كان لا ينام إلا بعد سماعها يقول: إنني عندما أغمضت عيني فإذا بصوت يملأ المكان إنه صوت الأذان فأحسست أن الأذان طويل جداً فانفلت لساني وقلت (ليس وقت هذا الإزعاج) وليت لساني لم ينفلت لأنني دفعت ثمن تلك الكلمات ، اجل لقد كان ثمنها غالياً جداً يقول: سمعت بعد ذلك طنيناً خفيفاً في أذني فلم أعبأ به ونمت ولم أصلي ، يقول: عندما استيقظت نزلت إلى أهلي فوجدتهم يتكلمون ولكن لا أسمع ماذا يقولون! فقلت لهم: لماذا لا ترفعون أصواتكم فيقول: لا أعلم أن الأمر قد قضي في السماء بأن أسلب السمع وأني لن أسمع كلمة بعد ذلك الأذان .
جاءني هذا الزميل بعدها بشكل مختلف ومعه أوراق يخرجها لي .ثم أعطاني تقريراً يفيد بأنه قد فقد حاسة السمع تماماً وأنه ليس هناك أي أمل في السمع إلا أن يشاء الله بإجراء عملية زراعة قوقعة في الأذن اليمنى فقط وهذه العملية تكلف مائة ألف ريال .
حكي لي معاناته خلال سنتين يقول: والله جميع الأصدقاء تركوني! كنت أخطط للسفر معهم وقضاء الأوقات معاً ولكن تركوني جميعاً فأصبحت جالساً في البيت لوحدي ، فشعرت وقتها بضيق لا يعلمه إلا الله وحزن شديد لدرجة أنني فكرت أن انتحر. يقول: تصدق أنني تمنيت أنني مولود أصم! على الأقل يكون لدي أصدقاء أفهمهم ويفهموني بالإشارة ، علمت يقيناً أن الله عظيم وأنه سمعني يوم أن لم يسمعني أحد .
وهذه القصة مليئة بالعبر والفوائد ومنها:
-أن نعم الله تعالي علينا كثيرة ومعظمنا لا يشعر بها إلا إذا فقدها قال تعالي ( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار ) " إبراهيم : 34".
- النعم دائما تحتاج إلي شكر المنعم قال تعالي (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) "إبراهيم:7" ، ومن تمام شكر النعمة هو أن نستخدمها فيما احل الله لنا وارتضاه ونبعدها عن كل ما نهي الله عنه.
- المصائب تحتاج إلي صبر واحتساب للأجر فقد تكون هذه المصيبة منحة من الله لك حتي تعود إلي ربك والي دينك وتبتعد عن طريق الهلاك والدمار ، فكثير منا إذا إصابته مصيبة كان حاله السخط وعدم الرضا وصدق الله إذ يقول " ( إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا) "المعارج: 19-20-21".
- المصائب والمحن التي قد تصيب الإنسان إنما هي بما كسبت يديه كما حصل مع صاحب هذه القصة قال تعالى: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير)"الشورى :30" ، فلنعد الي الله ونعلنها من الآن توبة صادقة من كل الذنوب والخطايا.
- يجب على الإنسان أن يبتعد عن أصحاب السوء انظر إلي أصحاب صاحب هذه القصة فقد تركوه وابتعدوا عنه وهو في أمس الحاجة لهم لأنهم أصحاب سوء ومصلحة وكانت تجمعهم فقط المعصية وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم إذ يقول "مثل الجليس الصالح كمثل صاحب المسك إن لم يصبك منه شيء أصابك من ريحه ومثل جليس السوء كمثل صاحب الكير إن لم يصبك من سواده أصابك من دخانه "أخرجه البخاري ومسلم " حديث صحيح".
فابحث أخي قبل فوات الأوان في صداقاتك وانظر على ماذا تقوم؟ فإن كانت في العون على طاعة الله واجتناب ما حرم سبحانه فنعم الصداقة التي تقودك إلى الجنان ، وإن كانت تلك الصداقات تزين لك المعصية وتثقل عليك الطاعة فبئست الصداقة التي تقودك إلى النار وغضب الجبار ، فإني والله اخشي أن يكون حالك كما قال سبحانه (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا) "الفرقان :27".
رد: قصة وعبرة
الجمعة فبراير 20, 2009 3:37 am
مشكووووووور اخى على هذا الجهد الرائع
وبارك الله فيك على الموضوع القيم
ايا عبدُ َ كم يراك الله عاصيا ...... حريصاً على الدنيا وللموت ناسيا
أنسيت لقاء الله واللحد والثرى ...... ويوماً عبوساً تشيب فيه النواصيا
لو ان للمرء ثوباً من التقى ...... تجرد عرياناً ولو كان كاسيا
وبارك الله فيك على الموضوع القيم
ايا عبدُ َ كم يراك الله عاصيا ...... حريصاً على الدنيا وللموت ناسيا
أنسيت لقاء الله واللحد والثرى ...... ويوماً عبوساً تشيب فيه النواصيا
لو ان للمرء ثوباً من التقى ...... تجرد عرياناً ولو كان كاسيا
- لحظة وفاءصقر ماسي
- عدد المشاركات : 1640
العمر : 42
أوسمة التميز :
تاريخ التسجيل : 10/01/2009
رد: قصة وعبرة
الإثنين مارس 16, 2009 5:43 am
اللهم أنت ربي .. لا إله إلا أنت ... خلقتني وأنا عبدك ... وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت .. أعوذ بك من شر ما صنعت ... أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي ... فاغفر لي ... فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ...
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى