المادة 45 ومادة الإنقلاب
الخميس يونيو 23, 2011 4:36 pm
رام الله - العهد - كتب : د. جمال نزال ( عضو المجلس الثوري لحركة فتح )
هل يجوز لرجلين أن يتفقا بحضور المحامي على ما يخالف القانون؟ هل يجوز لرجل وامرأة أن يتفقا بحضور المأذون على ما يخالف الشريعة الإسلامية؟ هل يجوز لفصيلين أن يتوافقا بغياب الفصائل الأخرى أو حضورها على تجاوز القانون الاساسي؟ هل يجوز لفصيل أن يطالب الآخر بالتنازل عن إحقاق فقرة ما من القانون الأساسي؟ هل يجوز لحماس أن تطالب الرئيس بالتنازل عن حقه المنصوص عليه حرفيا في المادة 45؟ هل يجوز لفتح أن تساند حماس في مطلبها غير القانوني هذا؟
كلمة 'لا' هي القاسم المشترك بين الأسئلة المطروحة إعلاه. ما المادة 45؟؟ ما الكلمة الأولى فيها؟ وكم عدد حروفها وما لونها؟
تقول المادة 45 من القانون الأساسي: ' يختار رئيس السلطة الوطنية رئيس الوزراء ويكلفه بتشكيل حكومته وله أن يقيله أويقبل استقالته'.
استنادا إلى هذا الحق ا لدستوري يقول الرئيس: لا أريد ناصر الشاعر ولا أريد نبيل أبو ردينة رئيسا للحكومة. أريد سلام فياض.
إستنادا إلى مادة الإنقلاب ومبدا الباطل قانونيا تقول حماس: لا حق للرئيس في اختيار رئيس الوزراء!
طيب وماذا عن القانون؟؟
حماس تعرف القانون. لكنه لا يهمها. ما يهمها هو ما تريد. وما تريد هو التالي. حماس تريد الحصار. لأنها لن تتأثر منه. هي تريد حصارا يسقط الضفة في يدها سقوط التفاحة اليانعة. هكذا سقطت غزة. الوصفة: إقطع الأرزاق. وفر كرت جوال وبقجة للمعوزين. تحصل على ثغرات اجتماعية تتحول إلى تغرات أمنية تنهار على أساسها المؤسسة الأمنية وتصبحون بخير.
فتح في تهدئة إعلامية من طرف واحد وحماس تخلع يمينا وشمالا.
لفت انتبهاي أن متحدثي حماس أسقطوا ألقابنا المفخمة من ألفاظهم فأصبح كبارنا على ألسنتهم بلا ألقاب!
لو ترك الأمر لحماس لكلفنا هنية برئاسة الوزراء. أنا أحب هنية ولكن غزة تحت حكمة غرقت بالبطالة بما يصل إلى 45% من القوى العاملة. هذه النسبة المئوية من الأيدي العاطلة عن العمل تعادل رقم المادة التي تتحدث عن حق الرئيس في طرد هنية من وظيفته بسبب الفشل في أداء المهمة والإنخراط في انقلاب قتل ناس.
نحن في تهدئة إعلامية وهم يقدحون ويخلعون ويرفسون ويرفشون ويزبدون ويهبدون وألسنتهم تلفح الهواء كالسوط المنفلت. الرئيس أبو مازن أصبح 'عباس' والأخ الرئيس بات رئيس السلطة! وفتح خاضعة للإملاءات الخارجيةَ! قاموس جديد بين ليلة وضحاها عند أول منعطف تختلف فيه الرؤى. يعجبني في حماس أنها تستخدم الإعلام كهامش ضغط تفاوضي ونحن ملتزمون. دائما ملتزمون. صابرون. مسؤلون. وهم يصرحون. ويصولون. ويجولون. ويقولون.
نريد المصالحة. ولكن علينا أن نعرف ما تريد حماس وما لا نريد نحن. ذلك ما يطمئني في قول الرئيس أريد من اريد.
أمام مفاوض كحماس أخطو في نفسي خطوة صوب الأنا وأقول: لدي كل شيئ وعند حماس صفر كبير. قليل من الحشمة يا حمدان!
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى