كاتب إسرائيلي يدعو إلى التخلص من الصهيونية وإنهاء الاحتلال
السبت يونيو 04, 2011 2:15 pm
غزة –العهد- نشرت صحيفة 'هآرتس' الإسرائيلية، قبل يومين من الذكرى السنوية لحرب حزيران 1967 التوسعية الإسرائيلية مقالاً للكاتب اسحق لاور يدعو فيه الإسرائيليين إلى التخلص من الصهيونية والانسحاب من الضفة الغربية وفي ما يأتي نص المقال:
'السنة الـ45 للاحتلال تبدأ الآن. وعمق التورط، الذي لا فكاك منه في ما يبدو إلا بسفك للدماء، كبير مثله مثل طاعة طبقة المثقفين: ففي الوقت الذي كانت الحركة الاستعمارية الغربية تنهار فيه إلى غير رجعة، وجدت طبقة المثقفين المحليين سبيلاً للتعاون مع ادعاءات حكومات إسرائيل، تاركةً إيانا اليوم أمام تحالف يميني حاكم ومعارضة يمينية أيضا.
قلة من الناس فهمت في ذلك الحين أن البقاء في الأراضي (المحتلة) بأي شكل سيثير الرغبة في السيطرة. كان الأذكياء هم بنحاس لافون في الساعات الأخيرة لفصاحته، واسحق بن اهارون للحظة عابرة، ويشهاياهو ليبوفيتش.
وكانت هناك بالطبع حفنة من الأحزاب السياسية – الحزب الشيوعي (راكاح)، واليسار الإسرائيلي الجديد وماتزبين. ولكن في وسط الخريطة السياسية اقتصر أولئك الذين قالوا بضرورة الانسحاب من كل الأراضي (المحتلة) على البروفيسور جيكوب تالمون، والبروفيسور يهوشوا بار هليل، والكاتب اموس عوز وبضعة أشخاص آخرين. أما الغالبية الكبيرة من المثقفين فقد ساروا وراء الجنرالات والساسة. هذا ما هو عليه الحال: المثقفون يعملون على تعزيز حجج الحكومة. قلة منهم يجرؤون على معارضتها.
كقانون، لا تلعب الحجج دوراً مركزياً في السياسة. إن أهميتها تقتصر على مساعدة الحكومة في زرع نفسها في لغة مواطنيها. فعلى سبيل المثال، كان الادعاء بان إسرائيل واجهت خطراً وجودياً في حرب 1967 كان كذبة دعائية. وكان من الممكن حل الوضع المعقد الذي سببه الرئيس لمصري جمال عبد الناصر، ولكن إسرائيل والولايات المتحدة قررتا استغلال الخطأ المصري.
اليوم، يمكن مناقشة هذه اللامور في حلقات دراسية أكاديمية. لكن النقاش السياسي، بمساعدة طبقة المثقفين في تلك الفترة، معفى من الأسئلة – حتى من تلك المتعلقة بآلاف القبور من حرب عيد الغفران في تشرين الأول أكتوبر 1973.
والأكثر من هذا أن الساسة والمثقفين ادعوا أن إسرائيل، كـ'ضحية للعدوان'، كان لها الحق في تغيير حدودها. ولكن المعتدي الأساسي في تلك الرواية كانت مصر، واستعادت كل أراضيها، حتى آخر حبة رمل، بموجب معاهدة السلام التي أعقبت حرب 1973. ووضعت الحجة القانونية على الرف.
وكانت هناك أيضا حجج عسكرية عن 'الحدود الإستراتيجية' وكانت تلك مجرد هراء أيضا: ولم يؤمن بها في الواقع أي جنرال في الجيش الإسرائيلي من هيئة الأركان أو من جاؤوا بعدهم لأن حرب يوم الغفران (في 1973) وجهت لإسرائيل لطمة شديدة بالرغم من 'حدود يمكن الدفاع عنها'. وهذه الحقيقة تنطبق على مرتفعات الجولان إلى يومنا هذا.
لذا تبقى عندنا الضفة الغربية حيث يواصل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قيادتنا نحو منطق كزدوج: هذه ارض أجدادنا، وأيضا، 'حماس' ستهاجم مطار بن غوريون. ليست هناك صلة بين هاتين الحجتين. وكقاعدة، تستخدم الحجج المزدوجة كسند من كل منهما للتغطية على ضعف الحجة الأخرى لكن مزيج الإستراتيجية بالمثالية الدينية يفسر ما تملكه السياسة الإسرائيلية من قوة لتخدير أتباعها.
إن 'ارض إسرائيل' ما هي سوى وهم. والانسحاب من 'أجزاء منها' يقدم كـ'امتياز' حتى من جانب أنصار هذه الخطوة. لكن التنازل الوحيد الذي كنا بحاجة إلى تقديمه، حتى في 1967، كان التخلي عن الادعاء الديني بأن هذه بلادنا، حسب الكتاب المقدس، وبناء على ذلك فإن لنا حقا فيها. ومقارنة بهذا الادعاء فإن الصرب، بسيطرة هاجس معركة كوسوفو في العام 1389 عليهم، يبدون أناسا علمانيين عقلانيين. إن الحياة ليست بحاجة إلى 'حقوق أجداد'. إذ أن معظمنا ولد هنا. وهذا أمر لا علاقة له بالكتاب المقدس الذي هو في معظمه كتاب جيد جيدا. وليس لذلك صلة بصلوات المتدينين. ونحن لا نحتاج إلى دين، سواء كقائمة أطباق في مطعم أو كتحليل استراتيجي.
لو كان لدى جماهير الإسرائيليين الفطنة لقول ذلك صباح اليوم التالي للاحتلال بدلا من أن يختاروا، بمساعدة كل الأساتذة الجامعيين والشعراء والكتاب، (اكتشاف بلدنا غير المقسم) لكنا في وضع مختلف اليوم.إن التحرر من الصهيونية ليس كلمة قذرة. وعلى أي حال فإن ما يكمن وراء الصهيونية هذه الأيام هو مصالح مرتبطة بالمياه، والعقارات، والعلاقات الإستراتيجية مع الولايات المتحدة وجيش ضخم يتعطش لتبرير وجوده.إذا كان آباؤنا قد اخطئوا في استخدام أسطورة، فيجب أن نفترق عنها من اجل أبنائنا وبناتنا. وما علينا أن نغادر هذا المكان أو نتخلى عن حياتنا. ولكن، من اجلهم علينا، أن نتخلص من الصهيونية.
- رئيس الوزراء د. محمد اشتية يدعو روسيا للضغط على دولة الاحتلال الاسرائيلي لوقف الاقتطاع من أموال المقاصة
- الرئيس محمود عباس يدعو إلى عقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن لبحث الوضع في القدس ويحمل حكومة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عما يجري في المدينة المقدسة
- أسباب قسوة القلب وكيفية التخلص منها
- 7 مفاهيم عن وباء كورونا عليك التخلص منها فوراً
- المقاومة الفلسطينية تطلق عشرات الصواريخ على المدن والمستوطنات الصهيونية
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى