رسالة أسير فلسطيني لعائلة شاليط
الإثنين مايو 23, 2011 11:19 pm
غزة-فراس برس: اكد أحد الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي أن الأسرى يعيشون واقعًا صعبًا بفعل الممارسات الإسرائيلية بحقهم، لنيل من إرادتهم وصمودهم.
وقال الأسير الذي لم يكشف عن اسمه في رسالته التي وجهها إلى عائلة الجندي الإسرائيلي الأسير لدى (حماس) بغزة جلعاد شاليط والتي سربت من سجون الاحتلال وتلقت "صفا" نسخه عنها "أتحدث لكم بلسان ابنكم جلعاد ليس لأني افتخر به أو أحب أن أكون بمقام ابنكم لا سمح الله، فأنا أريد أن أتحدث بلسانه لتعلموا ماذا عليكم أن تفعلوا لأجله ولتغيروا وسائلكم في الضغط على حكومتكم من أجل إطلاق سراحه".
وأشار إلى أن حكومة نتنياهو المتطرفة فشلت كما سابقاتها في إطلاق سراح جلعاد، بفضل ممارساتها ضد الشعب الفلسطيني، وإصرارها على عدم خروج الأسرى من سجونها.
وتظهر الرسالة مدى تهكم الأسرى بمطالب عائلة شاليط والحكومة الإسرائيلية الغير عادلة، وخاصة فيما يتعلق بعدم إذعانها إلى مطالب فصائل المقاومة الفلسطينية من أجل إطلاق سراح جلعاد، وقلقها على جنديًا فيما يقبع الآلاف من الأسرى في السجون، تحت وطأة عنجهية الاحتلال للنيل من كرامتهم وعدم تحقيق مطالبهم العادلة.
وفيما يلي نص رسالة الأسير إلى عائلة شاليط:
فيا نوعام شاليط أنا غاضب عليك بل ساخط على أقوالك لأنك لم تفهم الدرس بعد، تريد للشعب الفلسطيني أن يموت من الجوع، وتريد للأطفال الفلسطينيين الصغار أن يناموا وهم يصرخون جوعا، وأن يذهبوا إلى مدارسهم بملابس بالية وممزقة، تريد من كل أب أن يتجرع الألم وهو يفكر لساعات طويلة قبل النوم كيف يعود غدا إلى بيته دون أن يحضر لأطفاله الصغار ما وعدهم به من طعام، أو ألعاب، أو كتب المدرسة التي من دونها لن يستطيع أن يكمل دراسته.
أعلم يا نوعام علم اليقين أن ذلك لا يعنيكم، فلتتوقف حياة كل فلسطيني بل وليذهبوا إلى الجحيم، المهم عودة جلعاد إلى أحضان أمه.
يا دعاة الإنسانية هذه إنسانيتكم المقيتة التي نراها بأم أعيننا، كم أسير فلسطيني بحاجة إلى حضن أمه، وكم طفل فلسطين يرزح في سجونكم.. وكم مولود أنجبته أمه وهي مكبلة في سجونكم، الرحمة بعيدة عن قلوبكم بـُعد السماء عن الأرض.
يا من تريدون قتل الشعب الفلسطيني برمته أطفالاً ونساءً وشيوخاً وحتى الشجر لم يسلم منكم؛ حماس كانت أخلاقية في محاولاتها لإعادة أسراها لذلك لم تقم بخطف ابنك وهو في فراشه يستمع قصة من جدته، إنما خطف من هو داخل دبابة مدججة بالسلاح متجهة إلى غزة لقتل أحلام الصغار ولتحرق ماضي الكبار.كانت متجهة إلى مخيمات اللجوء في غزة لتقتل كل من ينادي بحقه للعودة إلى بلاده التي جئتم انتم من فرنسا لتسكنوها مكانهم.
أيضا كل هذا لا يهمني كثيرا لكن الأمر المهم في نظري هو ماذا عليكم أن تفعلوا لتعيدوا ابنكم المخطوف بدل من أن تقتلوا الشعب الفلسطيني؟
أريد أن أقول لكم صراعكم ليس مع حماس وليس مع الشعب الفلسطيني؛ فهؤلاء دفعوا ثمنا كبيراً بعد خطف جلعاد ولم يتنازلوا فهم أقوياء، انتم صراعكم مع رئيس حكومتكم و الوزراء المتشددين.
أنا أسير من داخل سجونكم المليئة بالأسرى ويمكن أن تقول نحن –الأسرى- الوحيدون الذين نستطيع الشعور بما يشعر به ابنك، ونعرف ماذا يفكر به جلعاد، ويمكن أن أتحدث لكم بلسان ابنكم جلعاد ليس لأني افتخر به أو أحب أن أكون بمقام ابنكم لا سمح الله.
أنا أريد أن أتحدث بلسانه فقط لتعلموا ماذا عليكم أن تفعلوا لأجله وفقط لتغيروا وسائلكم في الضغط على حكومتكم، فلو كنت مكان جلعاد سأكون متضايقاً جداً لأن جلعاد كان يظن انه لن يمر على أسره سنة واحدة وسيعود بعدها لأحضان عائلته.
جلعاد كان يقول لنفسه الحمد الله. أن عائلتي جيدة وتحبني. عندي أب وأم .. أقوياء سوف يعملون المستحيل لأجلي ومن أجل أن أعود إلى البيت، وحكومتي أيضا قوية وتقدرني وتحترمني لأني جندي وكنت "احمي الحدود" هذا ما كان يقوله جلعاد في الماضي.
إما الآن سيد نوعام وابيبا .. ابنكم متفاجئ ومصاب بخيبة أمل لأنه بقلب مجروح مكسور متأثر من موقف حكومته ولم يبق له أمل إلا انتم.. لان جلعاد فقط يتذكركم يبكي يصرخ من أعماق قلبه.. اعملوا المستحيل وأعيدوني إلى بيتي أنا مشتاق كثيراً لأحضانكم لأتحدث معكم.
هو الآن تماما في كابوس يصرخ ويصرخ ويبكي... وينادي من أعماقه بالألم ولا احد يسمعه حتى انتم أبواه لا تسمعانه وربما فقط نحن الأسرى من نستطيع أن نسمع صوت ابنكم لذلك أنا كتبت لكم لأننا نريد منكم أن تعلموا كل شيء لأجله لا نريد منكم أن تسيروا أمام الكاميرات وتقولوا نحن والدا جلعاد.
نريد منكم أن تخوضوا صراعا بنفس طويل احشدوا المحبين اخرجوا إلى الشوارع اضغطوا على الحكومة، اجلسوا في ضيفتكم انتم وباقي العائلة وأعلنوا من اجل جلعاد الغالي إضرابا مفتوحا عن الطعام دون أن تجوعوا أطفال الشعب الفلسطيني، جوعوا أنفسكم لأجل ابنكم أعلنوا لحكومتكم إضرابا عن الطعام حتى الموت أو يعود جلعاد.. وأدعو المحبين للانضمام إليكم وأنا متأكد أن هذه وسيلة ناجحة.
نحن الأسرى عندما كنا نضرب عن الطعام كنا نحقق مطالبنا، فما بالكم انتم والعالم كله ينظر إليكم.
وختاما إذا أردتم ابنكم عليكم أن تدفعوا الثمن بأنفسكم وجلعاد الآن.. الآن ..الآن يقول أبي أمي ساعدوني.
بقلم أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية
- الصقرالمقنعالصقرالمقنع
- عدد المشاركات : 7031
العمر : 39
أوسمة التميز :
تاريخ التسجيل : 14/12/2008
رد: رسالة أسير فلسطيني لعائلة شاليط
الأربعاء مايو 25, 2011 12:54 pm
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى