عشرات الآلاف حول العالم يحيون الذكرى الـ 63 للنكبة

رام الله -العهد - (فضل عطاونة): احيا عشرات الآلاف من الفلسطينيين ومناصري القضية الفلسطينية اليوم السبت، الذكرى الـ 63 للنكبة، بمسيرات واعتصامات جماهيرية حاشدة انطلقت في مواقع مختلفة من الارض الفلسطينية، وفي عدد من الدول العربية والاوروبية.

وطالب المشاركون في المسيرات المختلفة، بتطبيق قرارات الأمم المتحدة الخاصة بالقضية الفلسطينية، سيما قرار 194، وبالاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة، وبرفع الحصار عن قطاع غزة، واعربوا عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني في نضاله من اجل الحرية والاستقلال.

كما طالبوا المجتمع الدولي بتحمل كافة مسؤولياته القانونية والإنسانية إزاء الشعب الفلسطيني الذي أمضى 63 عاما في تلقي الوعود والقرارات الدولية التي تعجز الأمم المتحدة عن تطبيقها على دولة الاحتلال

ورفع المشاركون في المسيرات الاعلام الفلسطينية، ويافطات كتب عليها اسماء البلدات والقرى الفلسطينية المدرمرة، الى جانب الشعارات الداعية الى حق عودة اللاجئين، ورددوا هتافات مناصرة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.

ففي العاصمة البريطانية لندن، احيا أبناء الجاليات الفلسطينية والعربية إلى جانب المئات من المتضامنين البريطانيين، الذكرى الـ63 للنكبة، بمسيرة حاشدة شارك فيها السفير الفلسطيني مناويل حساسيان، وأعضاء في البرلمان البريطاني، وممثلين عن نقابات العمال والاتصالات، ورئيس منظمة التضامن مع فلسطين للتضامن، ومنظمة 'يهود' من اجل العدالة.

وقام ممثلون عن المسيرة بتسليم الحكومة البريطانية رسالة نقلت مطالب المشاركين فيها والتي تمثلت بالمطالبة بالاعتراف بدولة فلسطين في أيلول المقبل، ودعم اتفاق المصالحة الفلسطيني، وفرض مقاطعة إسرائيل ووقف معاملتها التفضيلية من قبل الاتحاد الأوروبي.

وفي العاصمة الايطالية روما، شارك آلاف من الإيطاليين والفلسطينيين والعرب اليوم السبت، في مسيرة تضامنية مع نضال الشعب الفلسطيني و حقه في تقرير مصيره.

وانطلقت المسيرة من ساحة لاريببلكا حيث حمل المشاركون فيها اللافتات والشعارت المطالبة بفك الحصار عن غزة وانهاء الاحتلال الاسرائيلي.

وردد المشاركون هتافات 'ضفة وغزة رمز العزة'، وفلسطين حرة'، 'وكلنا اريجوني'، ودعوا إلى توحيد الصفوف ودعم أسطول الحرية والاستمرار في العمل والضغط على الحكومات الاوروبية حتى فك الحصار عن القطاع.

وفي أبو ظبي أحيت اللجنة الاجتماعية الفلسطينية 'البيارة' الذكرى الـ 63 للنكبة الفلسطينية بطباعة وتوزيع آلاف الملصقات وكتيبات 'ليل الفلسطينيين الطويل' باللغتين العربية والانجليزية في عدة مراكز تجارية ومؤسسات تعليمية في دولة الإمارات خلال الأيام الماضية.

وقال عمار الكردي رئيس اللجنة، إن اللجنة تحرص سنويا على إحياء ذكرى النكبة لتذكر العالم أجمع أن مأساة الشعب الفلسطيني وعذاباته ابتدأت من تلك اللحظة، التي سمح بها العالم بقيام دولة إسرائيل على أنقاض وأراض شعب تم تهجيره قسرا منها، وتشتيته في كافة بقاع الأرض.

وعن الفعاليات التي نفذتها اللجنة، قال مجدي عطاري أمين سر اللجنة، إن الكتيّب أعد خصيصا للقارئ العام وللشباب الذين لا يمتلكون معلومات واسعة عن قضية فلسطين، وتم استخدام أحد 'البوسترات' الفائزة في جائزة العودة التي ينظمها مركز بديل سنويا كغلاف للكتاب، وتم إدراج أيقونة حنظلة في كافة الصفحات وهو الصديق الوفي للفنان الراحل ناجي العلي والذي أدار ظهره للعالم وينظر فقط باتجاه فلسطين، وكذلك تم عرض خارطة لفلسطين تشمل جميع المدن والقرى، حيث شهدت هذه الخارطة إقبالا كبيرا من فئة الشباب وتسابق بعضهم لإيجاد قريته ومدينته التي ينتمي إليها في فلسطين.

وفي طرابلس بلبنان، شارك عشرات الشبان في مهرجان حاشد نظمه إتحاد الشباب الوطني اللبناني، وحضره مصطفى حلوة ممثلا عن الوزير محمد الصفدي، ورفلي دياب ممثلا عن النائب سليمان فرنجية، ورئيس إتحاد الشباب الوطني في لبنان عبد الله نجم.

واستعرض مسؤول إتحاد الشباب الوطني في الشمال عبد الناصر المصري في كلمة ألقاها خلال المهرجان مراحل النكبة الفلسطينية، وما تعرض له شعبنا من ظلم وعدوان وإرهاب على مدار الـ63 عاما الماضية .

وقال 'حق اللاجئين بالعودة إلى أراضيهم وتعويضهم عما لحق بهم لم يحقق، في حين أن القرارات الدولية الصادرة ظلما ضد العرب تنفذ تحت الفصل السابع باستخدام كل التقنيات العسكرية والقوات التدميرية'.

بدوره، اعتبر مسؤول دائرة الشؤون الدينية في المؤتمر الشعبي اللبناني أسعد السحمراني أنه 'لا معنى لفلسطين بلا القدس ولا معنى للعروبة بلا القدس وفلسطين'.

وفي العاصمة المصرية القاهرة، دعا حزب جبهة التحرير القومية في مصر( تحت التأسيس) المواطنين المصريين للمشاركة غدا الأحد في تظاهرة مليونية أمام سفارة إسرائيل في القاهرة بعد صلاة الظهر لإحياء ذكرى النكبة.

وقالت الجبهة في بيان لها ندعو للجميع للمشاركة في المسيرة للتأكيد على الحق الفلسطيني وإدانة 'استيلاء الكيان الصهيوني على فلسطين' بوعد ممن لا يملك منحه لمن لا يستحق'.

الى ذلك، انطلقت في العديد من المدن الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة وداخل اراضي العام 48 مسيرات مماثلة احياء للذكرى 63 للنكبة.

وشارك العشرات من المواطنين من القدس والداخل بمسيرة خاصة بذكرى نكبة الشعب الفلسطيني انطلقت من باحة باب العمود، أحد أشهر بوابات القدس القديمة، واخترقت شارعي السلطان سليمان وصلاح الدين وصولا إلى المنازل التي يتهددها خطر الإخلاء بحي الشيخ جراح وسط القدس المحتلة.

ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية ولافتات بلغات مختلفة تدعو لإنهاء الاحتلال وتؤكد التمسك بحق العودة للاجئين.

وفي مدينتي يافا والناصرة تظاهر الآلاف من المواطنين اليوم السبت، لمناسبة ذكرى النكبة مطالبين بحق العودة، وهتفوا 'لن نترك يافا ولنا حق العودة إلى قرانا'.

وكان قد وصل إلى يافا المئات من فلسطينيي عام 48 وهم يرفعون الإعلام الفلسطينية، وحاول عدد من اليهود الاعتداء عليهم إلا أنهم تصدوا لهم وطردوهم من المنطقة.

وهتف المشاركون في المسيرة 'من يافا إلى بيروت شعب واحد ما بموت' ونددوا بسياسة الحكومة الإسرائيلية اتجاه العرب واتهموها بالعنصرية والفاشية اليمينية.

وفي مدينة الناصرة، انطلقت مظاهرة مماثلة رفع المشاركون فيها شعارات مطالبة بحق العودة.

وتظاهر عشرات الفنانين، اليوم السبت، في مدينة غزة ضمن فعاليات إحياء ذكرى النكبة، مشددين على أن حق العودة مقدس لا يسقط بالتقادم.

وانطلق الفنانون في مسيرة نظمها 'الاتحاد العام للفنانين الفلسطينيين'، و'رابطة الفنانين الفلسطينيين' تحت عنوان “وحدة الفنانين لعودة فلسطين”، من مقر الرابطة إلى ميدان الجندي المجهول وسط مدينة غزة، رافعين الأعلام الفلسطينية ولافتات كتب عليها “وحدة الوطن والشعب والهوية أساس حق العودة”، و”الوحدة يا أبطال الوحدة “.

وقدم الفنانون مشهدا تمثيليا لرجل عجوز بلباس تقليدي بصحبة زوجته وهو يحمل مفتاح منزله الذي هجر منه قسرا كان يحاول عبور حاجز إسرائيلي ليعود إلى المنزل، فيما قام الجنود بالاعتداء عليه وطرحوه أرضا ما أثار غضب الشارع الذي أكد على حق العودة.

كما قدم الفنانون عروضا للأغاني والرقصات الفولكلورية التي تعبر عن التراث الفلسطيني الذي تحاول إسرائيل سرقته ونسبه لها.


وشارك في تظاهرة الفنانين 70 متضامنا ايطاليا كانوا قد وصلوا إلى قطاع غزة عبر معبر رفح قادمين من مصر أول أمس الخميس، رفعوا الأعلام الفلسطينية وعلما كبيرا بطول 8 أمتار، وهتفوا ' الحرية لفلسطين'.