محلل أميركي يعتبر اتفاق المصالحة الفلسطينية في مصلحة الجميع بما في ذلك اسرائيل والولايات المتحد
الخميس مايو 12, 2011 10:04 pm
واشنطن - العهد - علق المحلل الأميركي ستيفن والت على المصالحة الفلسطينية في مقال نشرته الخميس مجلة 'فورين بوليسي' على موقعها في الانترنت يعتبر فيه المصالحة بين حركتي 'فتح' و'حماس' لمصلحة الفلسطينيين انفسهم وكذلك لمصلحة كل من اسرائيل اذا كانت تنشد الامن وليس التوسع، والولايات المتحدة اذا كانت تريد علاقات جيدة مع العالمين العربي والاسلامي وتركيز جهودها على مناطق اخرى من العالم غير الشرق الاوسط الذي يشغل انتباهها.
وهنا نص المقال: 'كنت غارقا في واجبات نهاية الفصل الدراسي وبعض الشؤون الادارية، بحيث لم أنشر شيئا منذ الأسبوع الماضي. ولحسن الحظ أمامك الانترنت كله كوليمة للتغذي عليها، ولذلك فإنني أشك في أن اي شخص يمكن أن يعاني من الانقطاع عن مصادر الأخبار.
وبالنظر الى كل الأمور الاخرى التي ظلت تتوالى اخيراً- هيه، هل سمعت أننا قتلنا بن لادن؟- فأنني لم أكتب ايضاً أي شيء عن اتفاق الوحدة بين 'فتح' و'حماس' الذي أعلن قبل أكثر من أسبوع. دخل عدد من المراسلين على الخط الإلكتروني وسألوني عن رأيي فيه، وها أنا ألبي طلبهم.
النقطة الولى والأكثر وضوحا والتي يتوجب تذكرها هي أن الاتفاق هش للغاية.
هناك قدر كبير من الدماء المسفوكة بين الفصيلين الفلسطينيين الكبيرين، وهي ناتجة عن خلافات عقائدية واستراتيجية ولكن ايضا عن كثير من العنف السابق بين الحركتين.
شنت 'فتح' حملة قاسية على 'حماس' خلال التسعينات، في محاولة لتثبت لإسرائيل والولايات المتحدة أنها جادة في السيطرة على الإرهاب- وخاضت الحركتان حربا أهلية قصيرة في غزة عام 2007. وساعدت 'القيادة' الأميركية العاجزة في التسبب بالحرب: اذ لم ترفض الولايات المتحدة فقط نتائج الانتخابات الفلسطينية لعام2006 لأننا صدمنا من فوز 'حماس' فيها، ولكن عندما حاولنا كذلك تسليح 'فتح' وتشجيعها على مهاجمة 'حماس'، أدى هذا بالأخيرة إلى القيام بعملية استباقية أسفرت عن طرد كوادر 'فتح' الاقل فاعلية من القطاع. وبكلمات اخرى، فالولايات المتحدة ساعدت في إثارة حرب اهلية صغيرة، ثم انهزم الطرف الذي ساندناه. وحسنا فعلنا!.
وسارع الذين يعارضون إقامة الدولة الفلسطينية بالطبع الى استنكار اتفاق الوحدة الأخير، وأعلنوا أن المرء لا يمكن أن يتفاوض طبعا مع 'منظمة إرهابية'. ولم افهم مطلقا هذا الموقف، نظرا لأن حكومات كثيرة حالية كانت اصولها من منظمات استخدمت أساليب إرهابية في إطار نضالها للحصول على استقلالها الوطني، وكثير من قادة الإرهاب (بمن فيهم قادة الجيش الجمهوري الإيرلندي السابقون، وياسر عرفات، وإسحق شامير، ومناحيم بيغن) تم الترحيب بهم في البيت الأبيض. ودعمت الحكومة الأميركية منظماتها 'الإرهابية' الخاصة في مناسبات معينة، ويعرب عدد من الزعماء الاميركيين الآن علنا عن املهم بأن يشجع قتل بن لادن حركة طالبان – التي تعتمد أيضا على الإرهاب- في الحضور إلى الطاولة والتصرف بجدية لإنهاء الحرب في أفغانستان. والنقطة الواضحة هي أن الدول تتفاوض أحيانا مع منظمات تستخدم أساليب إرهابية، إذا كانت معنية بشكل جاد في إنهاء صراع ما ولديها سبب كاف للاعتقاد بأن المنظمة 'الإرهابية' معنية ايضا. وليس منطقيا التفاوض مع بن لادن او 'القاعدة'، كما هو واضح، لكن ذلك قد يكون ممكنا مع 'حماس'.
وتقول اسرائيل والولايات المتحدة الآن إنها لن تتفاوض مع 'حماس' لأنها ترفض الاعتراف بحق اسرائيل في الوجود، ولأن ميثاقها يتضمن بنودا بغيضة وغريبة جدا، بما في ذلك تأييد لكتاب مزيف من عهد قيصر روسيا، هو 'بروتوكولات حكماء صهيون'. وهنا أجد من الصعب علي ان أفهم تردد 'حماس' في التخلي عن مواقف بلاغية لا تخدم أي هدف إيجابي وليس من شأنها الا ان تسهل على خصومها تصوير الحركة على أنها غير منطقية. وأستطيع أن أرى السبب في انهم قد يتراجعون عن الاعتراف الرسمي- فهو واحد من آخر أوراقهم التي يمكنهم ان يلعبوها، وقرار 'فتح' الاعتراف بإسرائيل أواخر الثمانينات لم يمنع التوسع الاستيطاني الاسرائيلي، ولم يسفر عن إقامة دولة فلسطينية. لكن 'حماس' يمكن أن تدفع بقضيتها نحو الامام بقوة إذا أوضحت أكثر أنها قد تكون راغبة في الاعتراف بإسرائيل، شريطة أن تنسحب إلى حدود 1967 وتسمح بقيام دولة فلسطينية. ولمح بعض قادة 'حماس' إلى التحرك وفقا لهذا التوجه، لكن التقليل من خجلهم من هذا الموضوع سيضع حكومة نتنياهو في موقف سياسي صعب للغاية، وخصوصا في الوقت الحاضر.
ورغم هذه التحفظات، فإنني على اي حال أعتقد ان اتفاق الوحدة في الحقيقة هو في مصلحة الجميع. وبالتاكيد فهو في مصلحة الفلسطينيين، لانهم ضعفاء بالفعل ومنكشفون والانقسامات الداخلية تجعل وضعهم اسوأ. ونظرا لتوزن القوى الحالي والوضع الدولي على نطاق أوسع، فالعنف ليس أفضل تكتيك للفلسطينيين، بينما المقاومة المدنية، والإعلام الدولي والمقاربة الدبلوماسية هي الافضل. وقد اعتقدت دائما أن أفضل وسيلة إما لتهميش 'حماس' أو إجبارها على التخفيف من مواقفها هو انجاز تقدم حقيقي في إنهاء الاحتلال وإقامة دولة مستقلة، وهو ما سيجعل النداءات المطالبة بالمقاومة المستمرة تقع على آذان صماء.
ان المصالحة والوحدة الفلسطينية جيدة لاسرائيل ايضاً في نهاية الامر، اذا افترضنا ان اسرائيل تريد السلام اكثر من الارض. وكانت الانقسامات مفيدة جداً لاسرائيل خلال طور الصهيونية التوسعي لانها جعلت من الممكن اقامة الدولة وتوطيدها. ولكن اذا ارادت اسرائيل السلام، فانها تحتاج الى جار فلسطيني غير منهك بالانقسامات الداخلية: من الذي يمكن ان يرغب في العيش بجانب دولة فاشلة؟ والواقع، في هذه المرحلة من تاريخ اسرائيل، ان امنها سيتعزز بوجود حكومة فلسطينية مستقرة، وآمنة، وشرعية قادرة على حفظ النظام في اراضيها وعلى رعاية التنمية الاقتصادية والتعامل، عندما تدعو الضرورة، مع أي رافضين متشددين قد يكونون ما زالوا موجودين. ( الامر نفسه ينطبق على اسرائيل ايضاً: اذا تم التوصل ابداً الى اتفاق سلام، فلا بد لها ان تكون قادرة على السيطرة على يمينييها المتطرفين، وهذا لن يكون نزهةً ايضاً). ومن المفارقات ان اسرائيل تحتاج الى حكومة فلسطينية فعالة بمقدار حاجة الفلسطينيين اليها، وكان هذا سيبقى امراً يصعب تحقيقه ما دام الانقسام بين 'فتح' و'حماس' مستمراً.
اخيراً، يشكل اتفاق الوحدة فرصة كامنة للولايات المتحدة ايضاً اذا ساعد في كسر الجمود الحالي وادى الى تحرك جديد نحو اتفاق على الوضع النهائي. وكما يعلم الجميع (لكن بعض الناس لا يريدون الاقرار بذلك) ، يشكل استمرار الصراع الفلسطيني-الاسرائيلي الهاءً كبيراً للولايات المتحدة ورافداً كبيراً للمشاعر المعادية لاميركا، في اللحظة التي تحتاج فيها الولايات المتحدة الى تحويل انظارها نحو آسيا والى تحسين علاقاتها بالعالمين العربي والاسلامي. لذا فان الجانب المثالي عندي يود ان يصدق ان هذا الاتفاق سيصمد، وانه يمكن استخدامه لتحريك عملية دبلوماسية جديدة (يحتمل ان تتضمن التحرك الى ما وراء الاستئثار الحالي للولايات المتحدة بهذه القضية).
لكن من المؤسف ان الجانب الواقعي عندي يشك في ان الاتفاق سيدوم. وحتى الآن لم يفقد احد مالاً بافتراضه ان الامور ستسوء في ذلك الجزء من العالم، او ان فرصاً جديدة ستضيع.
- الصقرالمقنعالصقرالمقنع
- عدد المشاركات : 7031
العمر : 39
أوسمة التميز :
تاريخ التسجيل : 14/12/2008
رد: محلل أميركي يعتبر اتفاق المصالحة الفلسطينية في مصلحة الجميع بما في ذلك اسرائيل والولايات المتحد
الجمعة مايو 13, 2011 1:29 am
مشكور علي متابعة الاخبار
الله يعطيك العافية
رد: محلل أميركي يعتبر اتفاق المصالحة الفلسطينية في مصلحة الجميع بما في ذلك اسرائيل والولايات المتحد
السبت مايو 14, 2011 1:33 pm
رد: محلل أميركي يعتبر اتفاق المصالحة الفلسطينية في مصلحة الجميع بما في ذلك اسرائيل والولايات المتحد
السبت مايو 21, 2011 6:03 pm
- توتر حاد بعد توقيع اتفاق المصالحة بين فتح وحماس باراك يعترف بفشل المخابرات الإسرائيلية فى توقع المصالحة
- دبلوماسي أميركي: المؤسسات الفلسطينية جاهزة لإعلان قيام الدولة العام الحالي
- البيت الأبيض يسعى لمعلومات بشأن اتفاق المصالحة الفلسطينية
- الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامى يحضر حفل توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية
- دحلان: حماس تريد اتفاق المصالحة في «قم» وليس القاهرة وفي غزة يريدون المصالحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى