حتى لا تكون ثورات قطرية بامتياز
الإثنين أبريل 25, 2011 9:17 pm
القاهرة - العهد - كتب إبراهيم أبو النجا - عندما اندلعت الثورة الفلسطينية المعاصرة وعت طبيعة الصراع العربي الفلسطيني من جهة وإسرائيل وكل من يقف في خندقها من جهة أخرى، ولأن إدراكها هذا جنبها الانتقادات كافة التي كانت تنتظرها سواء من أحزاب حاكمة أو تنظيمات سياسية قطرية وقومية وذات امتداد عالمي .
وهذا ما دعاها إلى أن تطلق المنطلق التالي : إنها ثورة فلسطينية الوجه .. عربية العمق .. عالمية الامتداد.. قومية الأهداف.
أخضعت القوى كافة سواء كانت في الحكم أم المعارضة ، هذه المقولة لمحاكمة عقلية .. فلم تجد لها ثغرة تدخل من خلالها لتطعن وتشكك في الثورة سوى أنها تورط الأمة وتجر حكامها لحرب ليس بمقدورهم مواجهتها.
ورغم هذا التشكيك وما ترافق معه من مضايقات وملاحقات وكيل سيل التهم للقيادات الوطنية .. إلاّ أن هزيمة الأنظمة السابقة واللاحقة أثبتت صدقية الثورة ، وأوقعت الأنظمة في مآزق لا تستطيع حتى الدفاع عن نفسها ، بعد أن أشبعت الكون شعارات نارية تحريرية من اجل فلسطين ، وسخرت وسائل إعلامها كافة ، وبنت نظرياتها الأمنية القمعية على قاعدة .. الإعداد لمعركة الوجود وليست لمعركة الحدود، لأن الحدود ليست هدفا بل الهدف أكبر من ذلك بكثير.
إن هذا الجيل يتذكر كم من قائد نصب نفسه الحريص الأوحد على قضية الشعب الفلسطيني سواء جاء على ظهر دبابة أو عبر مايسمى بالانتخابات المهزلة ذات النتيجة المسبقة 99.99% ، وتحت هذا الشعار كان الخناق يضيق على الفلسطينيين ،وكان الغزو العقلي للمواطن العربي الذي كان ينام ويصحو على شعارات من اجل تحرير فلسطين وإعادة الشعب الفلسطيني إلى أرضه بعد زوال هذا الكيان واقتلاعه من جذوره.
حملنا كفلسطينيين كل ما تعرضت له شعوبنا العربية من تقشف وتكميم أفواه وسلب للحريات وانعدام للوزن وإلغاء للعقل والفكر لأن القيادة فقط هي صاحبة الرؤيا غير القابلة للانتقاد أو لمجرد النقاش .
وحتى لا نسهب في سرد المراحل والمحطات والتجارب المرة والمريرة لكننا كنا نعى النتيجة التي وصلت إليها الشعوب العربية التي أوصلها حكامها إلى الحقد على الإنسان الفلسطيني لأنه سبب لكل ما تعرض ويتعرض له ، وأصبح لسان حال كل شعب من شعوب امتنا .. دعونا وشأننا وعلى الفلسطينيين أن يقلعوا شوكهم بأيديهم.
عاش الشباب الفلسطيني المتناثر عبر العالم وخاصة العربي حالة من النكد ذي العيار الثقيل ،وكأنه حامل وفاعل ومقترف الخطيئة.
لم نكن نريد الدخول في معارك وصراع مع الذين يمضغون الشعارات لأن صراعنا الحقيقي مع الإسرائيليين مغتصبي أرضنا .
ولكننا لم نيأس يوما او نفقد الأمل بل اكدنا دائما قولا وفعلا ان القضية الفلسطينية هى قضية العرب المركزية ،ولئن اصبح شعارا تردده وسائل الإعلام كافة واعتمد فى الأروقة كافة ،إلاّ انه غير قابل للترجمة والممارسة والسلوك اليومى .
ماذا كان علينا فعله كفلسطينيين ؟
لقد كظمنا غيظنا .. وصبرنا على جور أبناء جلدتنا.. وشعارنا ان الشعوب هى النصير للثورة..وان الأجيال القادمة ستفيق من غفلتها، وستنظر إلى من حولها من شعوب الأرض وتضطلع بدورها معلنة .. ان فجر الأمة بزغ من جديد ،وأنه حان الوقت للإنعتاق والخلاص.
بدأت انتفاضة وثورة الشباب التى فجرها وكان وقودها الشاب التونسى 'البوعزيزى' والتى توجت بانتصار الإصرار على الحرية ،وانطلقت شعلة الثورة من تونس ليلتقفها الشباب الثائر فى اكثر من قطر عربى .. وما زالت متقدة غير قابلة للإنطفاء.
اوجد الثوار المناضلون دولهم على خارطة العالم الذى اضطر إلى القول سنقوم بتدريسها فى معاهدنا لأنها غير مسبوقة ولاننا ثوار فنحن مقتنعون بأن النصر حليف الثوار ..وهاهى تكتمل حلقات الإنتصار وتنتشر البشائر انتشار النار فى الهشيم ،وهذا فأل خير على الأمة.
ولكن لا بد من همسة عتاب لهؤلاء الثوار الأبطال :
أين المنطلقات القومية؟ اين الشعارات التى تضفى على حركتكم شمولية النظرة.. لا قطريتها؟
فحتى لا تطبع بهذا الطابع القطري ..سارعوا إلى توحيد تبنى الفكر القومي ..وتبادلوا الرؤى التي بها تردون على سياسة الفوضى الخلاقة ،وعلى سياسة سايكس بيكو.. امريكو الجديدة التي رسمت لأمتكم وشعوبكم وبلادكم.
ونحن على يقين من نجاحكم أيها الثوار الأبطال ابناء الأمة المجيدة وسيلتحم بكم أبناء أمتكم لتكتمل اهدافكم ولتتحقق احلامكم على ثرى الوطن العربى الكبير لتصبح الثورة والإنتفاضة قومية وليست قطرية .
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى