متى تنتهي هذه المأساة؟!
الثلاثاء أبريل 12, 2011 10:23 am
الكاتب: صالح القلاب
بدأت الهجمات الدموية الأخيرة التي شنها الإسرائيليون، وأسفرت عن تسعة عشر قتيلاً معظمهم من المدنيين الأبرياء وعشرات الجرحى، بتحرشٍ من قبل بعض التنظيمات، التي تريد إثبات وجودها وتبحث عن الأضواء في هذه الفترة للحفاظ على صلتها بأولياء نعمتها، ويبدو أنها ما كانت تتوقع أن يكون الإسرائيليون بانتظار مثل هذا الاستدراج ليردوا بهذه الطريقة الوحشية التي جعلت «حماس» تدب الصوت وتستجدي العودة إلى الهدوء والى التمسك بالهدنة السابقة استجداءً وكأنها نسيت أنها عندما قامت بانقلابها كان مبررها أن السلطة الوطنية تخلت عن المقاومة والكفاح المسلح وأنها باتت تتعامل مع مطلقي الصواريخ (الكرتونية) بالقمع وبالقوة.
كان الواضح أن هدف هذا «التحرش»، الذي قامت به بعض التنظيمات الصغيرة واضطرت «حماس» لركوب موجته ظنَّاً منها أن الرد الإسرائيلي لن يكون بكل هذه القسوة والعنف، هو اجتذاب الأضواء وإبعادها عن الأحداث الدامية المتصاعدة في بعض الدول العربية وكانت تقديرات هؤلاء وتقديرات «الممانعين» الذين دفعوهم إلى هذه المغامرة المكلفة أن رد الإسرائيليين لن يكون بكل هذا العنف وأن «حماس» التي ركبت الموجة بإطلاق بعض صواريخ «غراد» لن تبادر وبهذه السرعة إلى طلب النجدة من بعض الدول العربية وبعض الدول الصديقة وضمان وقف لإطلاق النار والعودة إلى الانضباط الصارم بالهدنة السابقة.
في كل الأحوال وبغض النظر عما إذا كانت هذه «المناورة» المكلفة قد حققت مبتغاها أم لا فإنه لا بد من التساؤل عن الأسباب التي تحول دون إنهاء هذا الانقسام الفلسطيني المخزي فعلاً وغير المبرر والذي ثبت أنه جاء سواء كخطأ أو كمؤامرة ليعطي مصداقية للحجة الإسرائيلية القائلة للعالم الذي يمارس عليهم ضغوطاً فعلية وحقيقية لإفساح الطريق أمام انطلاق عملية السلام :إننا لا نجد الطرف الفلسطيني الذي نفاوضه في ظل وجود قيادتين ودولتين فلسطينيتين واحدة في رام الله والأخرى في غزة.
لماذا لم تستجب «حماس» لمبادرة الرئيس محمود عباس وإعلانه عن استعداده للذهاب إلى غزة لإنهاء الانشقاق فوراً وبدون العودة إلى الملفات القديمة حتى وان كان هذا مجرد مناورة..؟ لماذا كان رد حركة المقاومة الإسلامية بالقول إنها لا تستطيع توفير أمن (أبو مازن) وحمايته هذا مع انه ثبت خلال سنوات حكمها بأنها حركة مخابراتية واستخباراتية بجدارة وأنها تجاوزت بقمعها المنهجي أسوأ الأنظمة الاستبدادية العربية...؟!
فهل أن «حماس» ردَّت على مبادرة الرئيس الفلسطيني بهذا الرد لأنها تنتظر ما ستسفر عنه الأوضاع في مصر وعلى أمل أن يحقق «الإخوان» المصريون الذين هم مرجعيتها السياسية من خلال التنظيم العالمي انجازات في التأثير على مراكز القرار في التركيبة المصرية الجديدة أم أن الضوء الأحمر جاء من طهران بأنه لا مصالحة فلسطينية وأن وظيفة الانقسام لم تنته بعد وان مستجدات الوضع العربي تتطلب الإبقاء على هذا الانقسام...؟!
وحقيقة أن هذا محزن جداً فالشعب الفلسطيني إن لم يتوحد الآن ويأخذ موقعه على خريطة مستجدات المنطقة العربية فمتى سيتوحد يا ترى..؟.. إنه كان متوقعاً أن يكون هذا الشعب، الذي وقع عليه ظلم لم يقع على أيَّ شعبٍ آخر، في طليعة هذه الثورة الشبابية العربية وأن يكون السباق في تحطيم أصنامه وأن يفرض نفسه على غزة والضفة الغربية بالقوة... فإلى متى ستبقى هذه القضية المقدسة مادة للبيع والشراء في أسواق النخاسة السياسية والى متى يبقى الفلسطينيون بعضهم مناذرة وبعضهم غساسنة وبعضهم قيس وبعضهم الآخر يمن .. إلى متى ستستمر هذه المهزلة ويبقى شعب فلسطين يستنزف ويذبح باسم «ممانعة» وهمية كاذبة وباسم «فسطاط» مقاوم لا وجود له إلا في تصريحات القادة الذين لا يقدمون لشعوبهم إلا الأوهام؟!
- الصقرالمقنعالصقرالمقنع
- عدد المشاركات : 7031
العمر : 39
أوسمة التميز :
تاريخ التسجيل : 14/12/2008
رد: متى تنتهي هذه المأساة؟!
الخميس أبريل 14, 2011 12:25 am
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى