طالبن بتطبيق القرار الأممي 1325 الخاص بحماية المرأة الفلسطينية نساء فلسطين في يومهن: دعوات لإنهاء الاحتلال والانقسام وتمكينهم بالمجتمع

رام الله -العهد - يحتفل العالم أجمع اليوم الثلاثاء الثامن من آذار، بيوم المرأة العالمي، الذي كرسه المجتمع الدولي لدعم النساء والتأكيد على أهمية أن يتمتعن بحقوقهن المكفولة بموجب القوانين والمعايير الدولية ذات الصلة، والتذكير بدور المرأة باعتبارها شريك أساسي للرجل في إحداث التغيير الحقيقي على مر العصور.

المرأة الفلسطينية كباقي نساء العالم تحيي الثامن من آذار 'يوم المرأة العالمي'، وهي تواصل نضالها الدؤوب من أجل الحرية والخلاص الوطني من الاحتلال، وبناء مجتمع ديمقراطي تسوده قيم العدالة الاجتماعية والمساواة.

النساء الفلسطينيات في الوطن وبمختلف أماكن اللجوء والشتات ساهمن بفعالية في النضال الوطني ضد الاحتلال وفي مجابهة مشاريعه الاستيطانية وكافة مخططاته العدوانية التي تهدف للالتفاف على حقوقنا الوطنية في حق العودة وتقرير المصير، وتجسيد الاستقلال الوطني، وإقامة الدولة المستقلة على حدود الرابع من حزيران 67 وعاصمتها القدس.

تمر هذه المناسبة في عامنا هذا؛ في الوقت الذي تناضل به المرأة الفلسطينية لإنهاء الانقسام، تحت شعار: 'الشعب يريد إنهاء الانقسام، الشعب يريد إنهاء الاحتلال'، من أجل توحيد شعبنا في مواجهة المشاريع الاستعمارية الاستيطانية التي تستهدف كل ما هو فلسطيني.

وفي مدينة القدس، انطلقت في العديد من الأماكن بمدينة القدس المحتلة فعاليات ومسيرات جماهيرية نسوية حاشدة لمناسبة يوم المرأة العالمي، بشعارات موحدة عنوانها 'لا للانقسام، لا للاحتلال' وبرفع الأعلام الفلسطينية،

وانطلقت أولى الفعاليات من معبر قلنديا العسكري شمال القدس المحتلة، حيث تجمعت اللجان النسوية ولجان المرأة من كل أحياء ومناطق القدس تلبية لدعوة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية فرع القدس والائتلاف الأهلي من أجل القدس.

ورفعت المشاركات لافتات بعدة لغات تندد بالاحتلال، وتدعو لإنهاء الانقسام وإنهاء الاحتلال كما رفعت النسوة الأعلام الفلسطينية ورددن هتافات وطنية متعددة قبل أن يتوجهن إلى وسط مدينة القدس المحتلة، والاعتصام على درجات باحة باب العامود قرب أسوار المدينة المقدسة.

وشاركت في الاعتصام مجموعة كبيرة من الشخصيات النسائية المقدسية الاعتبارية والعديد من المؤسسات واللجان النسوية العاملة في المدينة المقدسة، تقدمتهن وزيرة شؤون المرأة ربيحة ذياب وأركان الوزارة.

وقالت ذياب : إن المسيرة والتظاهرة النسوية على معبر قلنديا تحمل العديد من الرسائل، أولها الدعوة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي يسعى لاقتلاع الشعب الفلسطيني من مدينة القدس ويسعى لتهويد المدينة وطرد سكانها، كما أنها تحمل رسالة تدعو للوحدة وإنهاء الانقسام الفلسطيني فورا.

وقالت، إن النساء في كافة أنحاء العالم يحتفلن بيوم المرأة العالمي، لكن المرأة الفلسطينية تحتفل على طريقتها الخاصة، حيث قرر اتحاد المرأة العام والمؤسسات تنظيم المسيرة والتظاهرة على المعبر لنقول للعالم 'ها هو آخر احتلال في العالم وعليكم أن تنهوه'.

واستكملت المشاركات فعالياتهن بالتوجه إلى خيمة الاعتصام بحي البستان ببلدة سلوان جنوب الأقصى المبارك، ونظمن مؤتمرا صحفيا عبرت فيه نساء القدس عن تضامنهن مع نساء وأطفال وأهالي سلوان أمام الهجمة الشرسة المستمرة والمتواصلة من قبل الاحتلال الإسرائيلي منذ عدة شهور.

واستنكرت المتحدثات الاعتداء على النساء والأطفال وطالبن المجتمع الدولي بالخروج عن صمته وتحريك مؤسساته الدولية لممارسة دورها في حماية السكان ووضع حد لاعتداءات الاحتلال ومستوطنيه.

من جهة ثانية، نظمت مؤسسة المقدسي لتنمية المجتمع حفلا خاصا لمناسبة يوم المرأة العالمي بمقرها ببلدة الرام شمال القدس المحتلة، بحضور ومشاركة عدد من ممثلي وزارة شؤون المرأة، ومحافظة القدس، وممثلين عن الاتحاد الأوروبي، ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (OCHA)، وبعض الشخصيات الاعتبارية.

وكرّمت المؤسسة في الحفل، عددا من نساء القدس لدورهن في خدمة قضايا المرأة والقدس، وذلك تتويجا لجهود المقدسي في مساندة المرأة المقدسية قانونيا ونفسيا.

وتخلل الحفل عرض لقصص واقعية لمجموعة من النساء المتضررات من سياسة الهدم والتهجير في مدينة القدس، بالإضافة إلى تقديم إضاءة على وضع الأسيرات المقدسيات في سجون الاحتلال ودور المقدسي في مساعدتهن قانونيا ونفسيا.

إلى ذلك، ينظم برلمان الشباب الفلسطيني- لجنة المرأة في القدس، ورشة عمل بعنوان: 'المرأة والإعلام' تشرف عليها الشابة مروة حلواني وذلك في مقر مؤسسة الرؤيا في القدس المحتلة.

من جانبها، أصدرت دائرة المرأة بمركز المنتدى الثقافي في القدس بيانا بهذه المناسبة، أكدت فيه 'أن يوم المرأة العالمي يأتي هذا العام، والمرأة الفلسطينية على أرض الوطن تحت الاحتلال؛ ترفع رايات التحرر الوطني بيد؛ ورايات المساواة والتحرر الاجتماعي باليد الأخرى، وبرنامج التحرر الوطني وتقرير المصير والدولة المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس على الأرض المحتلة عام 1967، وحق العودة؛ وبرنامج المساواة في الحقوق الديمقراطية الاجتماعية، والعدالة والمساواة والكرامة والمشاركة الكاملة للمرأة الفلسطينية'.

وفي جنين، أحيا الاتحاد العام للمرأة والأطر النسوية في محافظة جنين، يوم المرأة العالمي، بتنظيم مسيرة نسائية حاشدة وسط المدينة.

ورفعت في المسيرة عدة شعارات من أبرزها، 'لا للاحتلال..لا للانقسام'، و'نعم لحق العودة وتقرير المصير..نعم للدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس'، و'دولة ديمقراطية..عدالة اجتماعية..مساواة'.

وانطلقت المسيرة، من أمام مقر الاتحاد العام للمرأة في المدينة، ورفعت المشاركات فيها، الأعلام الفلسطينية، ويافطات تدعو لاستعادة الوحدة الوطنية، وإنهاء الانقسام الداخلي، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وإنصاف المرأة.

وفي غضون ذلك، شارك المئات في بيت لحم، في المسيرة الجماهيرية بمناسبة يوم المرأة العالمي الذي يصادف في الثامن من آذار من كل عام.

ودعت نساء بيت لحم إلى العمل الجاد من قبل القيادة الفلسطينية وقيادات فصائل العمل الوطني لإنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية.

وأكدت شعارات النساء اللواتي رددن هتافات وطنية مناهضة للاحتلال والاستيطان، حرص النساء على مواصلة النضال والمقاومة وتعزيز الوحدة الوطنية ليؤكدن مرة تلو الأخرى أن المرأة الفلسطينية كانت وما زالت مدرسة النضال الوطني الحر وحاضنته، حيث طالبت النساء في المسيرة لتعزيز الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام .

ونددت بالفيتو الأميركي والاستيطان الإسرائيلي وجرائم الاحتلال الفلسطينية.

وأكد المحافظ حمايل الدور المهم والكبير الذي تلعبه النساء في مختلف المجتمعات، مشيرا إلى الخصوصية الوطنية التي تلعبها نساء فلسطين خصوصا وأن المرأة في فلسطين هي أم الشهيد وأخت الأسير وابنة الجريح، إلى جانب وجود مئات الشهيدات والأسيرات والجريحات على طول سنوات النضال والمقاومة التي شهدتها الثورة الفلسطينية.

وفي الشطر الثاني للوطن، نظم الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية والمؤسسات النسوية الأهلية في مدينة غزة، اليوم الثلاثاء، مسيرة مركزية نسوية لمناسبة الثامن من آذار، يوم المرأة العالمي.

وانطلقت المسيرة، التي شاركت فيها مئات النسوة من أمام مركز رشاد الشوا الثقافي في حي الرمال غرب مدينة غزة، وصولا إلى ساحة الجندي المجهول في الحي ذاته.

ورفعت المشاركات في المسيرة العلم الفلسطيني فقط، إلى جانب شعارات نادت بالوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام، وإنصاف المرأة وإعطائها حقوقها ومنها المساواة في صنع القرار.

الاتحاد العام للمرأة، والمؤسسات والمراكز والجمعيات النسوية، والقوى والفصائل، ومؤسسات المجتمع المدني، أحيت اليوم الثلاثاء، فعاليات الثامن من آذار، بالتأكيد على وحدة شعبنا في الوطن والشتات في مواجهة الاحتلال وممارسته القمعية، والعمل على تعزيز صمود أبناء شعبنا، وتكريس وتفعيل المقاومة الشعبية ضد الاحتلال.

وشدد الاتحاد العام للمرأة في بيان صحفي، على ضرورة الإسراع باستعادة وحدتنا الوطنية باعتبارها درعنا القوي في مواجهة العدوان ومن اجل مواصلة النضال الوطني والمقاومة لتحرير أرضنا وإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية رائدة نضالنا الوطني، الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا في كافة أماكن تواجده.

وثمن الاتحاد موقف الرئيس والقيادة الفلسطينية لرفضها الضغوط الأميركية بهدف ثنيها عن الذهاب لمجلس الأمن الدولي لإدانة الاستيطان الإسرائيلي، معتبرا استخدام واشنطن 'الفيتو' ضد مشروع القرار خرقا خطيرا للأسس ومرجعيات الشرعية الدولية، وتناقضا صارخا بين المواقف الأميركية المعلنة حول عدم مشروعية الاستيطان الإسرائيلي، وبين الخطوات التي تتخذها بما يحول دون وقف السياسة الإسرائيلية الاستيطانية والتي تمثل انحيازا سافرا للاحتلال.

ودعا مجلس الأمن، والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان الدولية إلى العمل الجاد والفوري لرفع الحصار الظالم عن أهلنا في قطاع غزة واعتباره جريمة ضد الإنسانية، والضغط على إسرائيل للإفراج الفوري عن جميع الأسيرات والأسرى في سجون الاحتلال.

ودعا الاتحاد العام للمرأة إلى ضرورة تعزيز دور الاتحاد العام وتأطير نساء فلسطين في اطر الاتحاد وهيئاته المختلفة في النضال الوطني والاجتماعي، ومواصلة العمل في الأطر الوطنية لتحديث القوانين والأنظمة الخاصة بالمرأة والأسرة والمكانة الاجتماعية للمرأة ووضع اتفاقية 'سيداو' موضع التطبيق على الصعيد الوطني.

وحيا الدول التي سارعت للاعتراف بالدول الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، والنساء العربيات المناضلات من اجل حقوق شعوبهن المشروعة في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، ونساء العالم المناضلات من اجل حقوقهن المتساوية وضد كافة أشكال التمييز والاضطهاد في العالم.

واستذكرت حركة الشبيبة الطلابية الذكريات البطولية التي سطرها أبناء شعبنا في شهر آذار، ففي 11 آذار انتصرت الأسطورة الشهيدة دلال المغربي لفلسطين ورفعت علم فلسطين فوق أرضنا المغتصبة، وفي 21 من ذات الشهر قهر ثلة من فدائيي فتح أسطورة الجيش الذي لا يقهر في معركة الكرامة، وفي 30 آذار كانت هبة شعبنا في الجليل الصامد ضد سياسات المحتل.

وطالبت الشبيبة بإنصاف المرأة الفلسطينية ومساواتها بالرجل بشكل فعلي، وإنهاء كافة أشكال التمييز ضدها وإعطاءها دورا اكبر في صناعة القرار وفي تقلد المواقع المتقدمة والتنموية بشكل يتوافق مع مشاركتها في المؤسسات التنموية ولا سيما مؤسسات التعليم العالي التي تشكل المرأة في معظمها أكثر من النصف.

الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أشادت بنضال المرأة الفلسطينية في مختلف مراحل النضال الوطني، وشددت على مواصلة المسيرة النضالية للمرأة الفلسطينية حتى تحقيق الحريات الديمقراطية للمرأة، والمزيد من استنهاض دورها لتأخذ مكانتها وحقوقها، بتطوير كافة الأنظمة والقوانين الخاصة بالمرأة والأسرة وتعزيز دورها.

ودعت كافة فصائل العمل الوطني إلى الشروع في حوار وطني شامل لإنهاء الانقسام في الساحة الفلسطينية، لتشكيل جبهة مقاومة متحدة، والعودة إلى الشعب والشراكة السياسية الكاملة التي من شأنها أن تبني نضالاً موحداً مسنوداً بإرادة الشعب لدحر الاحتلال والاستيطان وصولاً إلى تحقيق أهدافه بالعودة وتقرير المصير، وإقامة دولته المستقلة بحدود الرابع من حزيران/ يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

إلى ذلك، كرمت دائرة العلاقات العامة والإعلام لقوات الأمن الوطني، وبالتنسيق مع محافظة رام الله والبيرة، المرأة العاملة في المؤسسة الأمنية.

وفي السياق ذاته، كرّمت محافظ رام الله والبيرة د.ليلى غنام، اليوم الثلاثاء، النساء العاملات في مجمع رام الله الطبي والشرطة، لمناسبة يوم المرأة العالمي، وتقديرا لجهودهن في بناء مؤسسات الوطن.

وأثنت غنام على دور المرأة الفلسطينية التي أثبتت أنها مفتاح النجاح في كافة المؤسسات، وأشادت بالموظفات اللواتي تواجدن على رأس عملهن رغم إقرار الإجازة مدفوعة الأجر.

بدوره، أكد مدير شرطة محافظة رام الله والبيرة المقدم حقوقي عبد اللطيف القدومي أن كادر الشرطة النسوي يعتبر من أسس وأركان عمل الشرطة، مشيرا إلى الإخلاص والتفاني في العمل عند المرأة الفلسطينية.

المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، دعا المجتمع الدولي إلى العمل الجدي على وضع حد للحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة لما يخلفه هذا الحصار من تبعات قاسية على حياة المدنيين كافة، والنساء خاصة.

وطالب المركز بضرورة العمل فورا على إنهاء الانقسام وتوحيد الجهود بما يدفع تجاه النهوض بالمجتمع الفلسطيني، ويدعم حقوق النساء الفلسطينيات.


وشدد على ضرورة أن تعمل كافة الأطراف ذات الصلة على المحافظة على النجاحات والمكتسبات التي حققتها المرأة الفلسطينية طيلة أعوام من السعي الدؤوب للمشاركة في عملية بناء المجتمع وتقلد مواقع ريادية فيه.