من المعارك التاريخية
الأحد فبراير 01, 2009 12:24 am
معركة قوص أوه 'كوسوفو الأولى'
الزمان/ 15 شعبان - 791هـ
المكان/ سهل كوسوفو – البلقان – وسط أوروبا
الموضوع/ العثمانيون بقيادة مراد الأول ينتصرون على الصرب انتصاراً مدوياً .
الأحداث/
عندما أعلن الرئيس الصليبي الحاقد سلوبدان ميلوسوفيتش الصربي عن قيام دولة صربيا الكبرى في سنة 1989م بعد أن ضم إقليم كسوفا المسلم لحدود دولته الصليبية قال في خطبته الشهيرة التي قالها بهذه المناسبة : 'أستطيع أن أقول وبكل فخر الآن وبعد ستمائة سنة أن حرب كسوفا قد انتهت' ولم يفطن المسلمون لمعنى تلك المقولة لغفلتهم عن تاريخ أمتهم التليد وأيضاً غفلتهم وللأسف الشديد عن البعد الديني في طبيعة الصراع بين المسلمين وغيرهم , فأعداء الإسلام على اختلاف رايتهم وعداوتهم فيما بينهم إلا أن الأمر إذا تعلق بالإسلام فلابد من التوحد عليه , وكتاب التاريخ به العديد من الصفحات الدالة على ذلك الأمر منها صفحتنا هذه .
عندما تولى السلطان مراد الأول أمر الدولة العثمانية سنة 761هـ عمل على توسيع رقعة الدولة العثمانية سواء من جهة الأناضول أم من جهة أوروبا ورأى أن يبدأ بالأناضول قبل أوروبا لأنها أقرب وظل يعمل على توحيد الأناضول ودخل في صراع طويل مع أمراء الأناضول استمر حتى سنة 782هـ استخدم خلالها مراد الأول الطرق السلمية مثل مصاهرة الأمراء والتزوج ببناته وكان هدف مراد الأول من هذه المحاولات توحيد المسلمين لمنازلة أعداء الإسلام , ولما استقرت الأمور على الجبهة الداخلية التفت مراد الأول إلى أوروبا ففتح أولاً مدينة أدرنه وجعلها عاصمته لتكون نقطة التحرك والجهاد في أوروبا وظلت أدرنه هذه عاصمة للعثمانيين حتى فتحوا القسطنطينية سنة 857هـ , ثم قام مراد بعد ذلك بفتح مدينة فليبه 'جنوبي بلغاريا اليوم' وكل جمينا ووردار وبذلك صارت القسطنطينية محاطة بالعثمانيين من كل جهة في أوروبا .
خاف أمراء أوروبا الذي يجاورون العثمانيين من المد العثماني فكتبوا إلى البابا يستنجدونه وذهب إمبراطور القسطنطينية إلى البابا وركع أمامه وقبل يديه ورجليه وطلب منه الدعم ضد المسلمين على الرغم من أن هذا أرثوذكسي والبابا كاثوليكي وبينهما عداوة شديدة واختلفا وبغضاء ولكنهما ضد الإسلام يتحدون . وافق البابا على نصرة الإمبراطور بغضاً في الإسلام وليس حباً للإمبراطور , وأرسل البابا لملوك أوروبا يطلب منهم الاستعداد لشن حرب صليبية جديدة لوقف المد الإسلامي في قلب أوروبا وكأن الباب قد نكأ جرحاً غائراً لم يندمل أبداً فلم ينتظر ملك الصرب 'أوروك الخامس' دعم البابا وانطلق تجاه مدينة أدرنه هو وأمراء البوسنة والأفلاق 'جنوبي رومانيا' ومعه أعداد من فرسان المجر المرتزقة الذين رحبوا بالإغارة على المسلمين وهجم الصليبيون مستغلين انشغال السلطان ببعض حروبه في الأناضول ولكن الحامية العثمانية في أوروبا اصطدمت بهم عند نهر مارتيزا الذي يمر بأدرنة وهزمتهم هزيمة منكرة فولوا الأدبار .
اتفق ملك الصرب 'أوروك الخامس' واسمه لازار مع أمير البلغار 'سيسمان' على عمل حلف صليبي يكون قاعدة هجومية على العثمانيين في أوروبا وبدءوا عدوانهم برفض دفع الجزية المقررة عليهم سنوياً من هزيمتهم السابقة فاندفعت إليهم الجيوش العثمانية ففتحت بعض المدن الصربية في جنوبي يوغوسلافيا اليوم وتمكنت الجيوش من فتح مدينة صوفيا عام 784هـ بعد حصار دام ثلاث سنوات وتم فتح مدينة سالوتيك المقدونية والتي تقع الآن في اليونان , وقوي أمر السلطان مراد جداً وعظم شأن الإسلام والمسلمين في عهده وذل الصليبيون جداً حتى أن السلطان مراد الأول أرسل لإمبراطور بيزنطة يوحنا ليقتل ولده أندروبيكوس لأنه تحالف مع ساوجي ابن مراد الأول وأعلنا التمرد , فلم يكن بوسع يوحنا إلا أن نفذ أمر مراد الأول وقتل ولده أندروبيكوس مما يوضح مدى قوة ونفوذ الإسلام وقتها .
كان الصرب دائماً على مر العصور أهل غدر وخيانة وتربص بالمسلمين فلقد استغل الصرب انشغال المسلمين بمحاربة بعض المتمردين بالأناضول وهجموا على الدولة العثمانية واستطاعوا أن يحققوا بعض الانتصارات جنوب الصرب مما أغرى بعض الصليبيين مثل أمير البلغار سيسمان للهجوم على الدولة العثمانية ولكن السلطان مراد تدارك الأمر سريعاً وتحرك بجيوشه وصدم أمير البلغار ففر الصليبي إلى الشمال واعتصم في مدينة نيكوبلي في شمال بلغاريا ونظم صفوفه وجمع ما بقي من جيوشه وهجم على القوات العثمانية فهزم شر هزيمة ووقع أسيراً ولكن السلطان أحسن إليه وعفا عنه وأبقاه أميراً على نصف بلاده وضم النصف الآخر للدولة العثمانية ولما علم ملك الصرب الجبان ما لحق بسيسمان انسحب بجيوشه إلى الغرب فاراً من الطوفان العثماني ولكن الجيوش العثمانية أدركته عند سهل قوص أوه 'كوسوفو' ودارت رحى حرب هائلة وكان القتال فيها سجالاً حتى انحاز صهر الملك الصربي لازار وكان شديد البغض له ويطمع في الملك من بعده انحاز إلى العثمانيين وشق صف الصليبيين فأدى هذا لهزيمة الملك الصليبي لازار وأسره المسلمون وقتلوه جزاءاً لخيانته وأفاعيله الدنيئة بأسارى المسلمين , وبينما يتفقد السلطان مراد الأول أرض المعركة وهو سائر بين قتلى الصرب قام إليه جندي صربي خنزير من بين الجثث وطعنه بخنجره فصرعه في الحال وقتل الجنود العثمانيون الصربي على الفور ولكن بعد فوات الأوان فلقد كانت الطعنة غادرة قاتلة فمات رحمه الله من فوره .
ومما يذكر في هذه المعركة دعاء مراد الأول في الليلة التي سبقت يوم المعركة 'يا إلهي إنني أقسم بعزتك وجلالك أنني لا أبتغي من جهادي هذه الدنيا الفانية ولكني أبتغي رضاك ولا شئ غير رضاك , يا إلهي قد شرفتني بأن هديتني إلى طريق الجهاد في سبيلك فزدني تشريفاً بالموت في سبيلك' . وكانت هذه المعركة هي أشهر معارك العثمانيين في تاريخ أوروبا وأساس العداوة الدائمة بين الأرثوذكس عموماً والصرب خصوصاً مع المسلمين كما ظهر جلياً من حرب البوسنة في التسعينات .
الزمان/ 15 شعبان - 791هـ
المكان/ سهل كوسوفو – البلقان – وسط أوروبا
الموضوع/ العثمانيون بقيادة مراد الأول ينتصرون على الصرب انتصاراً مدوياً .
الأحداث/
عندما أعلن الرئيس الصليبي الحاقد سلوبدان ميلوسوفيتش الصربي عن قيام دولة صربيا الكبرى في سنة 1989م بعد أن ضم إقليم كسوفا المسلم لحدود دولته الصليبية قال في خطبته الشهيرة التي قالها بهذه المناسبة : 'أستطيع أن أقول وبكل فخر الآن وبعد ستمائة سنة أن حرب كسوفا قد انتهت' ولم يفطن المسلمون لمعنى تلك المقولة لغفلتهم عن تاريخ أمتهم التليد وأيضاً غفلتهم وللأسف الشديد عن البعد الديني في طبيعة الصراع بين المسلمين وغيرهم , فأعداء الإسلام على اختلاف رايتهم وعداوتهم فيما بينهم إلا أن الأمر إذا تعلق بالإسلام فلابد من التوحد عليه , وكتاب التاريخ به العديد من الصفحات الدالة على ذلك الأمر منها صفحتنا هذه .
عندما تولى السلطان مراد الأول أمر الدولة العثمانية سنة 761هـ عمل على توسيع رقعة الدولة العثمانية سواء من جهة الأناضول أم من جهة أوروبا ورأى أن يبدأ بالأناضول قبل أوروبا لأنها أقرب وظل يعمل على توحيد الأناضول ودخل في صراع طويل مع أمراء الأناضول استمر حتى سنة 782هـ استخدم خلالها مراد الأول الطرق السلمية مثل مصاهرة الأمراء والتزوج ببناته وكان هدف مراد الأول من هذه المحاولات توحيد المسلمين لمنازلة أعداء الإسلام , ولما استقرت الأمور على الجبهة الداخلية التفت مراد الأول إلى أوروبا ففتح أولاً مدينة أدرنه وجعلها عاصمته لتكون نقطة التحرك والجهاد في أوروبا وظلت أدرنه هذه عاصمة للعثمانيين حتى فتحوا القسطنطينية سنة 857هـ , ثم قام مراد بعد ذلك بفتح مدينة فليبه 'جنوبي بلغاريا اليوم' وكل جمينا ووردار وبذلك صارت القسطنطينية محاطة بالعثمانيين من كل جهة في أوروبا .
خاف أمراء أوروبا الذي يجاورون العثمانيين من المد العثماني فكتبوا إلى البابا يستنجدونه وذهب إمبراطور القسطنطينية إلى البابا وركع أمامه وقبل يديه ورجليه وطلب منه الدعم ضد المسلمين على الرغم من أن هذا أرثوذكسي والبابا كاثوليكي وبينهما عداوة شديدة واختلفا وبغضاء ولكنهما ضد الإسلام يتحدون . وافق البابا على نصرة الإمبراطور بغضاً في الإسلام وليس حباً للإمبراطور , وأرسل البابا لملوك أوروبا يطلب منهم الاستعداد لشن حرب صليبية جديدة لوقف المد الإسلامي في قلب أوروبا وكأن الباب قد نكأ جرحاً غائراً لم يندمل أبداً فلم ينتظر ملك الصرب 'أوروك الخامس' دعم البابا وانطلق تجاه مدينة أدرنه هو وأمراء البوسنة والأفلاق 'جنوبي رومانيا' ومعه أعداد من فرسان المجر المرتزقة الذين رحبوا بالإغارة على المسلمين وهجم الصليبيون مستغلين انشغال السلطان ببعض حروبه في الأناضول ولكن الحامية العثمانية في أوروبا اصطدمت بهم عند نهر مارتيزا الذي يمر بأدرنة وهزمتهم هزيمة منكرة فولوا الأدبار .
اتفق ملك الصرب 'أوروك الخامس' واسمه لازار مع أمير البلغار 'سيسمان' على عمل حلف صليبي يكون قاعدة هجومية على العثمانيين في أوروبا وبدءوا عدوانهم برفض دفع الجزية المقررة عليهم سنوياً من هزيمتهم السابقة فاندفعت إليهم الجيوش العثمانية ففتحت بعض المدن الصربية في جنوبي يوغوسلافيا اليوم وتمكنت الجيوش من فتح مدينة صوفيا عام 784هـ بعد حصار دام ثلاث سنوات وتم فتح مدينة سالوتيك المقدونية والتي تقع الآن في اليونان , وقوي أمر السلطان مراد جداً وعظم شأن الإسلام والمسلمين في عهده وذل الصليبيون جداً حتى أن السلطان مراد الأول أرسل لإمبراطور بيزنطة يوحنا ليقتل ولده أندروبيكوس لأنه تحالف مع ساوجي ابن مراد الأول وأعلنا التمرد , فلم يكن بوسع يوحنا إلا أن نفذ أمر مراد الأول وقتل ولده أندروبيكوس مما يوضح مدى قوة ونفوذ الإسلام وقتها .
كان الصرب دائماً على مر العصور أهل غدر وخيانة وتربص بالمسلمين فلقد استغل الصرب انشغال المسلمين بمحاربة بعض المتمردين بالأناضول وهجموا على الدولة العثمانية واستطاعوا أن يحققوا بعض الانتصارات جنوب الصرب مما أغرى بعض الصليبيين مثل أمير البلغار سيسمان للهجوم على الدولة العثمانية ولكن السلطان مراد تدارك الأمر سريعاً وتحرك بجيوشه وصدم أمير البلغار ففر الصليبي إلى الشمال واعتصم في مدينة نيكوبلي في شمال بلغاريا ونظم صفوفه وجمع ما بقي من جيوشه وهجم على القوات العثمانية فهزم شر هزيمة ووقع أسيراً ولكن السلطان أحسن إليه وعفا عنه وأبقاه أميراً على نصف بلاده وضم النصف الآخر للدولة العثمانية ولما علم ملك الصرب الجبان ما لحق بسيسمان انسحب بجيوشه إلى الغرب فاراً من الطوفان العثماني ولكن الجيوش العثمانية أدركته عند سهل قوص أوه 'كوسوفو' ودارت رحى حرب هائلة وكان القتال فيها سجالاً حتى انحاز صهر الملك الصربي لازار وكان شديد البغض له ويطمع في الملك من بعده انحاز إلى العثمانيين وشق صف الصليبيين فأدى هذا لهزيمة الملك الصليبي لازار وأسره المسلمون وقتلوه جزاءاً لخيانته وأفاعيله الدنيئة بأسارى المسلمين , وبينما يتفقد السلطان مراد الأول أرض المعركة وهو سائر بين قتلى الصرب قام إليه جندي صربي خنزير من بين الجثث وطعنه بخنجره فصرعه في الحال وقتل الجنود العثمانيون الصربي على الفور ولكن بعد فوات الأوان فلقد كانت الطعنة غادرة قاتلة فمات رحمه الله من فوره .
ومما يذكر في هذه المعركة دعاء مراد الأول في الليلة التي سبقت يوم المعركة 'يا إلهي إنني أقسم بعزتك وجلالك أنني لا أبتغي من جهادي هذه الدنيا الفانية ولكني أبتغي رضاك ولا شئ غير رضاك , يا إلهي قد شرفتني بأن هديتني إلى طريق الجهاد في سبيلك فزدني تشريفاً بالموت في سبيلك' . وكانت هذه المعركة هي أشهر معارك العثمانيين في تاريخ أوروبا وأساس العداوة الدائمة بين الأرثوذكس عموماً والصرب خصوصاً مع المسلمين كما ظهر جلياً من حرب البوسنة في التسعينات .
رد: من المعارك التاريخية
الثلاثاء فبراير 03, 2009 4:19 am
مشكووووووووووووووووور اخى على هذا الموضوع وبارك الله فيك
ويعطيك العافيه
ايا عبدُ َ كم يراك الله عاصيا ...... حريصاً على الدنيا وللموت ناسيا
أنسيت لقاء الله واللحد والثرى ...... ويوماً عبوساً تشيب فيه النواصيا
لو ان للمرء ثوباً من التقى ...... تجرد عرياناً ولو كان كاسيا
ويعطيك العافيه
ايا عبدُ َ كم يراك الله عاصيا ...... حريصاً على الدنيا وللموت ناسيا
أنسيت لقاء الله واللحد والثرى ...... ويوماً عبوساً تشيب فيه النواصيا
لو ان للمرء ثوباً من التقى ...... تجرد عرياناً ولو كان كاسيا
رد: من المعارك التاريخية
الثلاثاء فبراير 03, 2009 8:50 am
ملاحظة / الموضوع ليس مكانه القسم الاسلامي الا انه سيبقى حتى انشاء قسم يختص بالفتوحات والمعارك الاسلامية والقادة الفاتحين
بارك الله فيك على هذا الموضوع
- لحظة وفاءصقر ماسي
- عدد المشاركات : 1640
العمر : 42
أوسمة التميز :
تاريخ التسجيل : 10/01/2009
رد: من المعارك التاريخية
الخميس فبراير 26, 2009 12:38 pm
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى