ثورة مصر كشفت الانقسام بين صقور أمريكا وإسرائيل

القاهرة – العهد - على مدار سنوات، وُجهت إلى المحافظين الجدد فى الولايات المتحدة، اتهامات بتأييد ومساندة إسرائيل وتحديدا حزب الليكود اليمينى الذى ينتمى إليه رئيس الحكومة الإسرائيلى بنيامين نتانياهو، غير أن الأحداث الأخيرة التى شهدتها مصر، كما تقول مجلة 'نيو ريباببلك' الأمريكية قد كشفت عن الانقسام الحاد بين المحافظين الجدد وبين النخبة الإسرائيلية.



وأضافت المجلة: بينما شعر المحافظون الأمريكيون بالنشوة لسقوط الرئيس حسنى مبارك، وتزايد احتمالات وجود ديمقراطية فى مصر، فإن نظراءهم الإسرائيليين كانوا فى أحسن الأحوال يشعرون بالقلق.



يقول مارتن كرامر، الباحث بمركز شاليم الإسرائيلى فى القدس إن دعم الديمقراطية هو جزء من الشفرة الوراثية للأمريكيين، فى حين أن الإسرائيليين على الجانب الآخر يفضلون الوضع الراهن.



وتوضح المجلة أن الضغط على الحكومات الفاسدة والمتصلبة فى الشرق الأوسط من أجل التحرر هو المحك الأساسى لمشروع السياسة الخارجية للمحافظين الجدد فى الولايات المتحدة، كما تجسد فى استراتيجية الأمن القومى التى وضعها الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش عام 2002 وتجلت مع الحرب على العراق.



وبالنسبة لمصر، كان روبرت كاجان المفكر المنتمى للمحافظين الجدد أكثر المنتقدين لنظام مبارك، وأسس ما يسمى بمجموعة العمل التى تضم عددا من المراكز البحثية الأمريكية والتى أصدرت تقارير وبيانات تطالب بالضغط على النظام المصرى للإصلاح، وكما يقول كرامر، فإن نزع الشرعية عن مبارك بدأ من المحافظين الجدد.



ولذلك لم يستغرق المحافظون الجدد وقتاً طويلاً فى إعلان تأييدهم للمتظاهرين فور اندلاع الاحتجاجات فى مصر، واعتبروها انتصاراً لوجهة نظرهم، فهم يعتقدون أن احتجاجات مصر أظهرت أن جورج بوش كان على حق بشأن نشر الحرية فى العالم العربى، فى حين أن الكثير من الإسرائيليين يعتقدون أن الحديث عن الديمقراطية والليبرالية فى مصر، وكذلك فى بقية أنحاء العالم العربى يسوده التفاؤل.



وفى مؤتمر عقد هذا الشهر فى مدينة هرتزيليا الإسرائيلية، وهو اجتماع سنوى يضم مسئولى مؤسسة الدفاع الإسرائيلية وخبراء أمنيين من جميع أنحاء العالم، قال كثير من الإسرائيليين إن الإطاحة بمبارك هى خسارة لحليف مهم، فرغم كونه مستبدا، إلا أنه على الأقل حافظ على معاهدة السلام طوال 30 عاما على الأقل، وحجم الإخوان المسلمين. والآن فإن الإسرائيليين يشعرون بالقلق من احتمال صعود الإخوان والتهديد بوصولهم إلى الحكم واحتمال إلغائهم للمعاهدة.