واشنطن تفرض عقوبات على طرابلس وتعلّق عمل سفارتها

فتح ميديا-واشنطن-وكالات- أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني ان حكومة الولايات المتحدة ستفرض عقوبات على ليبيا، لافتا إلى أن واشنطن علّقت عمل سفارتها في طرابلس بسبب انعدام الامن في المدينة الأخيرة، وعدم القدرة على ضمان سلامة دبلوماسييها.

من جهته أعلن المتحدث باسم الخارجية الاميركية فيليب كراولي ان واشنطن سحبت بطريقة "مؤقتة" طاقمها الدبلوماسي "بسبب ظروف الامن السائدة في ليبيا وبسبب عجزنا عن ضمان امن افراد طاقمنا الديبلوماسي في البلاد وسلامته بصورة كاملة".

الى ذلك، قال جاي كارني إن الولايات المتحدة ستستخدم طاقة استخباراتها القصوى لمراقبة نظام معمّر القذافي وجمع أدلة حول أي جرائم بشعة ارتكبت في حق الشعب الليبي، لافتا إلى أن شرعية القذافي "أصبحت صفرًا في عيون شعبه".

كما اكد كارني ان الولايات المتحدة قررت "المضي قدما" مع شركائها الدوليين لفرض عقوبات على النظام الليبي. واضاف ان واشنطن تعمل بما يؤدي الى قطع اي مساعدة عسكرية يمكن ان تستفيد منها ليبيا وابلاغ المؤسسات المالية لمراقبة تحركات مالية محتملة مصدرها ليبيا.

الى ذلك، قال كارني إن الولايات المتحدة لن تستبعد اي خيارات من على الطاولة في ما يتعلق بردها على العنف في ليبيا بما في ذلك تحرك عسكري اميركي محتمل.

ويوم الخميس، وصف الرئيس الأميركي باراك أوباما ما يحدث في المنطقة بـ"تغيير تقوده الشعوب"، ولا علاقة لأميركا به، مطالباً السلطات الليبية بوقف العنف وإيصال المساعدات للمحتاجين.

ودعا الرئيس الأميركي إلى محاسبة ليبيا إذا لم تف بمسؤوليتها تجاه شعبها، فيما عبّر عن تعازيه للضحايا الذين سقطوا.

وشدد أوباما على أن فريقاً للأمن القومي يتابع الأوضاع والتطورات الليبية على مدار الساعة، وكلف كلينتون بالتوجه لجنيف الاثنين لحضور اجتماع مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.

وأكد الرئيس الأميركي أنه يدرس مع دول العالم كل الإجراءات التي يمكن اتخاذها، حيث تدرس الولايات المتحدة مجموعة من الخيارات بشأن ليبيا، مضيفاً أن بلاده تدين بقوة استخدام العنف في ليبيا، وقال "لا يمكن القبول بالعنف الذي يتعرض له الشعب الليبي".

وأضاف أن المعاناة وإراقة الدماء غير مقبولين، وينتهكان الأعراف الدولية، مشدداً على ضرورة أن يتحدث العالم بصوت واحد تجاه ليبيا.

الناتو يعقد اجتماعا خاصا بليبيا
على صعيد متصل، إجتمع مجلس حلف شمال الأطلسي صانع السياسة الرئيسة داخل منظمة حلف شمال الأطلسي "الناتو" في بروكسل بعد ظهر اليوم على مستوى السفراء "لمناقشة الوضع الخطر في ليبيا".

وقال الأمين العام للحلف، الذي يضم 28 عضوًا اندرس فوغ راسموسن في بيان مقتضب، ان المجلس ناقش خلال الاجتماع "مسالة سلامة وأمن الآلاف الاشخاص، بمن فيهم مواطنون من دول حلف شمال الاطلسي" يقيمون في ليبيا.

واضاف راسموسن "ان مجلس حلف شمال الأطلسي سيستمر في مراقبة الوضع عن كثب بالتنسيق مع المنظمات الدولية الأخرى، وسوف يواصل التشاور من أجل أن نكون مستعدين لمواجهة اي احتمال".

مشروع قرار أممي يتحدث عن جرائم ضد الانسانية في ليبيا

هذا وأنهى مجلس الامن الدولي مشاوراته حول ليبيا على ان يستأنفها السبت عند الساعة 11:00 (16:00 ت غ)، بحسب مسؤول في الامم المتحدة. وأفاد دبلوماسيون ان مشروع قرار عن مجلس الامن الدولي أعدّه الغربيون يحذر معمّر القذافي من امكان اعتبار اعمال العنف في ليبيا جرائم ضد الانسانية. وأشار هؤلاء الدبلوماسيون الى ان مشروع القرار هذا يتحدث أيضًا عن عقوبات مثل فرض حظر على الاسلحة وعلى سفر القذافي وتجميد ارصدته.

ويضيف مشروع القرار ايضا ان المحكمة الجنائية الدولية عليها ان تحقق في اعمال العنف في ليبيا. وقال دبلوماسي طلب عدم كشف اسمه ان "القرار يقول ان اعمال العنف قد تمثل جرائم ضد الانسانية".

كي مون يحذر: "خسارة الوقت تعني خسارة أرواح بشرية"

بدوره، إعتبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الجمعة ان على مجلس الامن الدولي ان يتخذ اجراءات "حازمة" بشان ليبيا.

وقال بان كي مون امام المجلس بعدما تطرق الى فرض حصار على الاسلحة وعلى سفر العقيد معمّر القذافي وتجميد اصوله "لقد حان الوقت لان يدرس مجلس الامن اجراءات حازمة". واكد كي مون أنه "ينبغي ان يتوقف العنف". واضاف "من يسفكون دم الابرياء بفظاعة يجب معاقبتهم"، متحدثًا عن الف قتيل.

وأوضح الامين العام للامم المتحدة ايضا للدول الخمس عشرة الاعضاء في المجلس الذين يدرسون تبني عقوبات ضد نظام القذافي "أن خسارة الوقت تعني خسارة ارواح بشرية".

وصول سفينة على متنها أميركيين الى مالطا

ومساء الجمعة، وصلت السفينة التي استاجرتها الولايات المتحدة وعلى متنها اكثر من 300 من الهاربين من اعمال العنف في ليبيا، مساء الجمعة الى مرفأ فاليتا عاصمة جزيرة مالطا.

وبحسب متحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية، فان اكثر من نصف ركاب السفينة ماريا دولوريس هم من الجنسية الاميركية، وبينهم 35 دبلوماسيا وافراد عائلاتهم. وتأخر إبحار السفينة من طرابلس بسبب سوء الاحوال الجوية.

ووصلت سيارتا اسعاف وفريق طبي الى الرصيف بينما كانت السفينة راسية. وتم تجهيز مستشفى فاليتا تحسبا لوجود مرضى او مصابين بين الركاب.

ومن المتوقع ان تصل سفينة اخرى على متنها مئات الاشخاص نحو الساعة 22:00 ت غ. واعلن موظف في شركة فيرتو فيريز المالكة للسفينة ان "شركة خاصة لديها مصالح في ليبيا" استاجرت السفينة.

ويتوقع ان تصل السفينة "اتش ام اس كامبرلند" التابعة للبحرية الملكية البريطانية، وعلى متنها 207 اشخاص، نحو الساعة 00:00 ت غ من بنغازي، على بعد الف كلم من شرق طرابلس، التي سيطرت عليها المعارضة، وتشكل معقلاً للانتفاضة المناهضة لنظام معمّر القذافي.

وقالت وكالة انباء الصين الجديدة ان سفينة على متنها اكثر من الفي مواطن صيني، تم اجلاؤهم من بنغازي، يتوقع وصولها السبت أيضًا.