تمنى العودة لغزة.... فياض يكشف عن تفاصيل مبادرته لإقامة حكومة وحدة ويؤكد على أن وحدة الوطن يجب أن تسبق المصالحة
الأربعاء فبراير 23, 2011 12:35 am
رام الله – العهد - أكد رئيس الوزراء د. سلام فياض، أن وحدة الوطن يجب أن تسبق المصالحة، والمطلوب حاليا هو تحقيق الوحدة بين الضفة الغربية وقطاع غزة ومن ثم التحرك من أجل تحقيق المصالحة.
وكشف فياض، في لقاء مع صحافيين وكتّاب في مكتبه ليلة امس، تفاصيل مبادرة لإقامة حكومة وحدة وطنية في الضفة الغربية وقطاع غزة يكون برنامجها السياسي هو وثيقة الاسرى، أما امنياً فهو ترسيم المفهوم الامني القائم في الضفة الغربية وغزة حالياً، مشيراً الى أن موضوع رئيس هذه الحكومة سيكون مطروحاً للنقاش، ومشدداً على انه 'من المفضل ان نركز كمدخل على اعادة الوحدة للوطن، أما المصالحة الوطنية فتأتي كنتيجة وليس كشرط مسبق'.
وقال فياض 'المطروح هو اولاً، ترسيم المفهوم الامني الذي تعمل وفقه فعلياً حركة حماس في قطاع غزة، وهو ذات المفهوم الامني المعتمد رسمياً من قبل السلطة الفلسطينية والذي تمارس على اساسه السلطة في الضفة الغربية، وثانياً تشكيل حكومة وطنية من مهامها بالاضافة الى المهام الاعتيادية لها، والامن هو واحد منها، الاشراف على تنفيذ المفهوم الامني المتفق عليه من خلال الترتيبات المؤسسية القائمة وكما هي في قطاع غزة والضفة الغربية'.
واوضح انه 'كل قضية ذات طابع خلافي فإن المطلوب هو الاتفاق عليها لاحقاً، وبرنامج الحكومة هو وثيقة الاسرى المتفق عليها من قبل الجميع'. وقال 'بالتالي انا لا اطلب من 'حماس' تغيير شيء وانما ترسيم شيء قائم، فمثلاً لا نطلب منهم وقف الصواريخ لأنهم اصلاً توافقوا مع الفصائل على منع الصواريخ'، وقال 'اذا ما كان هناك تخوف في الموضوع الامني فإن الترتيبات الامنية تبقى كما هي.. تبقى المؤسسة الامنية في الضفة الغربية وقطاع غزة بدون تغيير'.
وشدد على ان 'الحديث ليس عن وحدة فدرالية وانما حكومة وحدة واحدة فهناك رئيس واحد للوزراء، وهناك وزير واحد للداخلية، وهكذا'. وقال 'لا اتحدث عن بقاء الوضع القائم كما هو في كل شيء فلن تكون هناك حكومة في غزة وحكومة في الضفة وانما حكومة واحدة تحكم في الضفة الغربية وفي قطاع غزة'. واضاف 'من المفترض ان يكون الامن تحت سيطرة السلطة ومؤسسة السلطة وهي المسؤولة عن القرار الأمني وعن تنفيذه'.
وأكد في هذا الصدد على ان 'الحديث هو عن حكومة واحدة تتحرك في الضفة الغربية وقطاع غزة بما يسمح بالكثير من الامور من بينها اعادة اعمار غزة وبالتالي يبدأ واقع جديد بالتشكل على الارض'. وقال 'اي شيء هناك خلاف بشأنه يتم تأجيله ويتفق عليه لاحقا'.
واضاف 'ما هو مطروح سيجعل كل طرف يشعر بأن التقدم باتجاه ما هو مطروح لن يكون اسوأ مما كان عليه قبل التقدم'، مشيراً الى ان 'الكل الفلسطيني سيجد نفسه في موقف افضل بأن يكون خطى خطوة باتجاه اعادة الوحدة للوطن على ان تأتي المصالحة لاحقا'.
وعن الاطار الزمني لهذه الحكومة قال 'تبدأ فوراً وتبقى الى الموعد الذي تتفق عليه الاطراف'، وعن رئيس الحكومة قال 'انا لم اقل انني رئيس الحكومة هذه وانما هو امر يتفق عليه ضمن الامور الاخرى'.
واعتبر فياض في هذا الصدد ان 'هناك وضعاً قائماً ومرشحاً للاستمرار الى ما شاء الله وبالنسبة لـ 'حماس' فانها تولي اهمية قصوى، في جملة اولوياتها، الحفاظ على الوضع في قطاع غزة من حيث سيطرتها على الوضع في قطاع غزة'، وقال 'هناك ثمن لا بد من دفعه اذا ما اريد اعادة الوحدة للوطن'، واضاف 'اذا بقيت الامور بهذه الطريقة فانها لن تحل'.
واكد على ان 'التفكير في اعادة الوحدة للوطن، كمفهوم، يختلف عن المصالحة الوطنية'. وقال 'اعتقد ان اعادة الوحدة يساعد ويؤدي الى المصالحة ولكنك تبدأ باعادة الوحدة واعتقد ان ذلك يشكل مناخاً اكثر بكثير للشعب الذي يريد ان ينجح في انهاء الانقسام لأن ينجح في مسعاه'.
واعتبر ان هناك فرصة كبيرة لنجاح حكومة الوحدة الوطنية التي يطرحها خلافاً لحكومة الوحدة الوطنية الاولى، وقال 'هذه الحكومة ستنجح لأن هناك اتفاقاً سياسياً على انجاحها، اما حكومة الوحدة الوطنية لم يكن هناك اتفاق سياسي على انجاحها، وبالتالي تم التنبؤ بسقوطها فكيف تنجح والامن كان يمارس بالطريقة التي كان يمارس فيها، اما هذا المفهوم فهو وليد اتفاق وهنا مكمن قوته وبالتالي فان مهمة تنفيذ الحكومة له ستكون سهلة جدا لأن هناك اتفاقاً سياسياً عليه'.
ودعا 'حماس' الى دراسة الفكرة جيداً وليس القول انها تحرجهم، مؤكداً على 'لست مخولا بحوار، لا كشخص ولا كحكومة ولا السلطة هي طرف بالحوار فالسلطة يجب ان تكون بيتاً للجميع'.
وعما اذا كان على استعداد للذهاب الى غزة لبحث الفكرة مع 'حماس'، قال 'الفكرة مطروحة بعيدا عن اي شيء له طابع استعراضي فانا احلم باليوم الذي اتمكن فيه من العودة الى غزة قبل اي محل اخر، وامر غير طبيعي ان لا يكون المرء قادراً على الذهاب الى غزة'. واضاف 'الفكرة مطروحة فهل هناك استعداد للقبول بها ام لا؟ اذا كان الجواب نعم فان الاطار المحاور يتوصل الى اتفاق'.
وعما اذا كان د. نبيل شعث، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، سيحمل هذا الاقتراح في زيارته المرتقبة الى غزة قال 'لقد تحدثت في هذا الموضوع مع الاخ نبيل شعث ولا ادري اذا كان هذا بالضبط ما سيطرحه ولكن تم التداول في الموضوع'.
نعم للتعددية السياسية ولا للتعددية الأمنية
وشدد على ان 'القصة ليست قصة خلاف في وجهات النظر السياسية، وانما قصة ان ليس هناك مفهوم امني متفق عليه'. وقال 'كنا نقول منذ اليوم الاول ان اهم شيء ان يكون هناك ثبات على مفهوم امني، اما موضوع الخلافات على وجهات النظر السياسية فهو مظهر من مظاهر التعددية، علينا ان نحسن ادارتها ولكن ليس ان نلغيها اما التعددية الامنية فهي خطأ ويجب ان يكون هناك مفهوم امني متفق عليه'.
وشدد على انه 'لن تكون هناك دولة فقط في الضفة الغربية وانما يجب ان تكون في الضفة الغربية وقطاع غزة'. وقال 'هذه هي السنة الرابعة للانقسام واذا لم نشعر بالحاحية الحالة واننا يجب ان نتحرك فلن نحل'.
ورداً على سؤال إن كان ما هو مطروح يعني الابقاء على القوة التنفيذية في غزة، قال د. فياض 'القوة التنفيذية كانت قائمة في ايام حكومة الوحدة الوطنية وقد أثرت انا شخصيا هذه النقطة في كل جلسات مجلس الوزراء ولكن تم القفز عن هذا الموضوع تحت عنوان ان هناك مصالحة وتهدئة النفوس وقد ثبت فيما بعد ان هذا الموضوع لا يمشي'.
وأكد على ان 'الوحدة لن تتحقق من تلقاء نفسها والانقسام لن ينتهي فقط باطلاق نداءات بإنهاء الانقسام وانما يجب ان تكون هناك آلية فكر معقول وعقلاني وموضوعي يحاول التعامل بصدق مع ما يبدو من صعوبات في ضوء التجربة المكتسبة'. وقال 'يجب ان يكون هناك تمييز بين مفهوم اعادة الوحدة للوطن من جهة ومفهوم المصالحة الوطنية من جهة اخرى فهذان فكران مختلفان فكرياً.. كل جولات الحوار التي تمت سابقاً تمت على خلفية محاولة تحقيق المصالحة الوطنية كشرط مسبق لأي شيء يتبعه فتعمل مصالحة قبل الحكومة ومن الواضح اننا لن نصل الى هذه النتيجة، وبالتالي افضل ان نركز كمدخل على اعادة الوحدة للوطن اما المصالحة الوطنية فتأتي كنتيجة وليس كشرط مسبق'.
الفيتو الاميركي
وبشأن الفيتو الاميركي على مشروع القرار الخاص بالاستيطان في مجلس الامن، قال 'الفيتو كان متوقعاً ولكنني انزعجت من قضيتين الاولى انه كان واضحا ان الادارة الاميركية كانت تتطلع لتغيير السلطة لموقفها كأهون الشرين والفيتو منهم.. هذا الاستهتار بالرغم من محاذيره الواضحة مزعج فاذا ما كنت تشخص وتقرر لوحدك ان اهون الشرين هو ان تضغط على السلطة لتغيير موقفها بغض النظر عما سيحدث للسلطة فان التفكير بهذه الطريقة مزعج.. انا اؤمن بالتعامل مع المجتمع الدولي وبالتعامل مع اسرائيل وغير اسرائيل من منطلق الثقة بالنفس وبندية'.
واضاف 'اما النقطة الثانية المسيئة فهي اننا اكدنا على ان المساعدات الاقتصادية لها افق سياسي، ولكن ولا مرة اخذنا مساعدات على حساب موقف، وهذا ايضا ليس تحت عنوان الجوع ولا الركوع، فشعبنا لن يجوع ولن يركع فمسؤوليتنا ان لا يجوع ويجب ان نبحث عن كل الطرق الممكنة'.
أعدكم أن المسح الأمني سيصبح جزءاً من الماضي
من جهة ثانية، فقد اعلن فياض انه فيما يخص المسح الأمني الذي تجريه الأجهزة الأمنية حول المواطنين، قال د. فياض 'المسح الامني سيصبح جزءا من الماضي، للاسف الموضوع له علاقة بالواقع عندنا، واعدكم ان هذا سيصبح جزءاً من الماضي بكافة اشكاله والوانه ومكوناته'.
عليكم أن تقاوموا نزعة الرقابة الذاتية
كما دعا الى مقاومة نزعة الرقابة الذاتية وقال 'اشعر منذ مدة، قبل رياح التغيير في المنطقة، انه صار هناك تحول بالطريقة التي تتعامل فيها قضايانا بشكل عام وكأن هناك درجة اعلى من الرقابة الذاتية التي شعرت انها بدأت تمارس'، واضاف 'ان من مسؤولية الحكومة ان تضمن مساحة عالية من الحريات وبالتالي عليكم مسؤولية ان تقاوموا هذه النزعة باتجاه الرقابة الذاتية الزائدة عن اللزوم فانا اؤمن تماما باطلاق الحريات بشكل مطلق'.
وعلى صعيد آخر فقد اشار الى ان التغيير الحكومي 'تم الحديث بشأنه منذ فترة واحيانا الامور تفرض نفسها'. وقال 'لا اريد ان ادعي ان الاوضاع في المنطقة لا علاقة لها بالتعجيل وانما الفكرة كفكرة كانت قائمة منذ زمن وبصراحة اصبحت واجبة التنفيذ'.
واعتبر ان 'ما يحصل في المنطقة امر طبيعي ومن الافضل لنا ان نتعود عليه وان نقبله.. هي ليست ثورة جياع وانما ثورة مواطن في المنطفة العربية باتجاه الحصول على حقوق المواطنة'. وقال 'مسألة ان يحدث تحول وتغير في المنطقة العربية كانت مسألة وقت ليس الا، وبصراحة فان من كان يفكر بأن شيئاً كهذا لن يحدث فانه يتجاهل حقيقة هامة وهي ان المواطن في الوطن العربي يعرف من خلال الحاسوب ما يعني مواطناً في بلد اخر'.
وشدد على ان 'من الخطأ ان نصور الامر وكأننا نخاف من هذا الامر'، وقال 'بصراحة لا يجب ان نخاف من التغيير ولا يجب ان يكون عندنا هذا الشعور اطلاقا، حتى لو كان الحدث الاساسي الذي يوجه عملنا يوميا هو الحفاظ على النظام فاننا نضر بجهدنا للمحافظة على النظام من خلال تصرف وكأننا خائفون من التغيير وهذا لا ينطبق فقط على فلسطين وانما ينطبق على اي بلد اخر في المنطقة العربية'. واضاف 'رياح التغيير التي تهب في المنطقة ستؤثر بكل المناطق بدرجات متفاوتة ربما في بعضها بطريقة دراماتيكية، وللاسف عنيفة، كما يجري الان في ليبيا وبلاد اخرى اقل دراماتيكية وهذا يعتمد على عدة عوامل من جملتها كيف ينظر العالم المتقدم الى هذا الموضوع وما نوع الرسائل التي يوجهها الى المنطقة بكل ما يتضمنه على الاقل جزء من هذه الرسائل من اهانة كأن يقول ان هذا العالم المتحضر ان العرب ربما غير جاهزين تماما للديمقراطية'.
واشار الى ان 'التأثير حصل ولا يمكن الا ان يطال كل الدول'، وقال 'لا أنظر الى ما يجري كمصدر تهديد'.
رد: تمنى العودة لغزة.... فياض يكشف عن تفاصيل مبادرته لإقامة حكومة وحدة ويؤكد على أن وحدة الوطن يجب أن تسبق المصالحة
الأربعاء فبراير 23, 2011 6:46 am
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى