دينا أبو حليمة... فلسطينية تقود جراراً زراعياً بغزة
الثلاثاء فبراير 22, 2011 11:58 pm
غزة –العهد- دينا هي فتاة في الثانية عشر من عمرها ، تمتلك جسدا نحيلا للغاية ولكنها لا تتردد كثيرا حين تجلس أمام مقود الجرار الزراعي ،
الذي يبلغ قطره حوالي نصف المتر وتدوس بقدمها الصغيرة على الكابح ، وتبدأ في القيادة لتحرث أرضا ليست ملكا لها.
تسكن دينا أبو حليمة ابنة الثانية عشر في حي العطاطرة شمال غزة ، وهو أحد أحياء غزة التي تعرضت لويلات الحرب قبل عامين ، وبذلك فهي تعاني الفقر وخطورة المكان ، حيث تقع الأرض الزراعية على الحدود مباشرة مع إسرائيل.
لا تعمل دينا بلبسها العادي فهي في أوقات الحرث وقطف المحاصيل ترتدي زيا خاصا بعمال المزارع في شمال قطاع غزة ، وتقود دينا التراكتور أو المحراث والذي يصل عجله ضعف قامتها ، وتدور المحرك تبعاً لتعليمات رب العمل وهو والدها لتجوب الأرض بشكل طولي.
زهار أبو حليمة (50 عاماً) ، وهو والدها يجلس على أطراف المزرعة وينظر لابنته التي تعمل على حرث الأرض بدلاً منه ، بعد أن أصيب في الحرب الأخيرة على غزة ، بشظايا في رأسه ورقبته لذا فهو لا يقوى على العمل.
وقد أجبرت دينا أبو حليمة على ممارسة هذه المهنة الشاقة ، بسبب الأوضاع المادية الصعبة لعائلتها المكونة من 16 فردا ، ورغم نحافة بنيتها إلا أن إرادتها القوية عملت على تسهيل كل المتاعب والصعوبات عنها.
من الغريب أن دينا ما زالت تدرس في المدرسة ، وتمزج بين العمل والدراسة بشكل سلس وسهل ، فهي تخرج صباحاً إلى المدرسة وعندما تعود تستلم العمل في المزرعة حتى قرب المغرب ، وتجلس في أثناء الاستراحة لتنهي واجباتها المدرسية وبعد عودتها للبيت تكمل دراستها.
وتعمل دينا في مزرعة تعود لابن عمها أكرم أبو حليمة في الثلاثين من عمره ، وتتقاضى في اليوم الواحد ما يقارب الثمانية دولارات أمريكية ، وتساعد بهذا المبلغ القليل عائلتها الكبيرة ما يكفي لطعام يوم واحد ، وتقول دينا: 'أنا بشتغل في الأرض لأني بحب الشغل طبعا ، بس غالبا أعمل هيك مشان أساعد عيلتي الفقيرة'.
تحلم دينا الحاصلة على معدل 85% في الصف الثامن ، أن تصبح صحفية في المستقبل وتطمح لان تحقق نسبة أكثر من هذه النسبة في الثانوية العامة.
تخبرنا دينا عن المحاصيل التي تزرع في المزارع التي تقوم بحراثتها مقابل أجر زهيد فتقول : 'هناك شجر الزيتون وأشجار الحمضيات ، لكن أغلب المساحة المزروعة تحتوي على المحاصيل السنوية كالباذنجان ، الخيار والبطاطا'.
وتتحدث دينا عن زراعة الفراولة بخبرة ، حيث طلبت من والدها في هذه الموسم عدم زراعتها ، لأن المزارعين في الموسم الماضي تكبدوا خسائر كثيرة بسبب منع تصديرها بسبب الحصار المطبق على غزة.
لهذه الفتاة رغبات وأحلام كمثيلاتها في المدرسة وفي الحي ، فهي تحب أن تلعب 'نط الحبل والاستغماية' مع صديقاتها في الحارة ، واللواتي يستغربن من عمل دينا ويتمنين في نفس الوقت أن يكون لديهن عملاً مميزاً وصعباً مثل عملها.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى