تلفزيون اسرائيل يستبعد انتفاضة بسوريا ويتوقع ازمة اقتصادية قادمة بمصر

القدس - تقرير معا - تتابع وسائل الاعلام الاسرائيلية تغطيتها لانتفاضة مصر ضد الرئيس حسني مبارك للاسبوع الثاني على التوالي وبشكل يومي ، وقد اعرب المحللون في التلفزيون الاسرائيلي عن عدم معرفتهم الى اين ستتجه الامور وفقدانهم للتصور او الاستشراف المستقبلي ، ولكنهم اتفقوا جميعا على ان "حقبة مبارك " قد انتهت .

عوديد جرانوت المحلل السياسي في القناة التلفزيونية الاسرائيلية الاولى ، قال الليلة الماضية ان كل المؤشرات تؤكد انتهاء حقبة مبارك ، وان الحديث داخليا واقليميا ودوليا ينصب الان على طريقة خروجه من السلطة وليس اكثر .

اما البروفيسور أيال زيسار من جامعة تل ابيب فأعرب عن اعتقاده ان الدعوات التي نشرتها حركة الاخوان المسلمين او اولاد الفيس بوك للتظاهر في سوريا قد فشلت فشلا كاملا حتى الان ولم تنجح ، ومن وجهة نظره ان سبب هذا الفشل ليس كون نظام بشار الاسد ديموقراطي وانما احكام سيطرة النظام السوري على الاتصالات ووسائل الاعلام ، واشار الى ان وسائل الاعلام السورية مثلها مثل الايرانية وقناة المنار سارعت الى القول ان سبب انتفاضة الشعب المصري هو العلاقة بين مبارك وبين الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل ، ولم تأت على ذكر الحريات والفقر والكرامة للمواطن رغم ان هذا هو السبب الحقيقي لانتفاضة مصر .

وتوقع البروفيسور الاسرائيلي ان يقوم النظام السوري بقمع اية تظاهرات بسهولة في حال وقعت وخصوصا ان تكنولوجيا الاتصالات ووسائل الاعلام فيها متخلفة وليست مثل مصر منفتحة ومتطورة وسريعة ، وهذا بعكس الاردن واليمن ولبنان حيث سارعت هذه الدول لتغيير الحكومات فيها .

ايال شاكيد سفير اسرائيل السابق في مصر وعلى حد قوله ان عمليات السطو والنهب مستمرة حيث تنهب المولات التجارية يوميا ولكن الاعلام العربي لا يأت على ذكرها ، وتوقع ان تنهار الامور امنيا اكثر واكثر وعاد مرة اخرى وقال ان الولايات المتحدة الامريكية تدعم التظاهرات وتحاول ان تضغط على الجيش لحسم الامر ضد مبارك .

البروفيسور شلومو عوز وهو خبير اقتصادي في تل ابيب توقع ان تؤدي تظاهرات مصر الى رفع سعر القمح في العالم ، وخصوصوا ان هناك فياضانات في استراليا وهذا سيؤدي الى ارتفاع اسعار مواد غذائية اكثر واكثر ، وتوقع ان موجة ارتفاع اسعار هائلة ستضرب اسرائيل والمنطقة في نهاية شهر ابريل او ما بعد عيد الفصح القادم .

وقال عوز ، الاسرائيليون سيتحملون هذا الارتفاع في الاسعار ، اما الهنود والمصريين فسيعانون جدا . وحسب قوله ان مصر ستشهد ازمة اقتصادية كبيرة وسيعاني الفقراء كثيرا بعد انتهاء ازمة التظاهرات السياسية الحالية .

ومن وجهة نظره لا يمكن لمصر ان تخرج من ازمة الفقر والبطالة ( وهي ازمة تسببت بها امريكا لدول العالم الثالث حين تلاعبت في فائض القيمة عام 2008 ولا تزال - حسب قوله ) ، من وجهة نظره لا حل امام المصريين والهنود سوى الاستفادة والتعلم من تجربة الصين وسنغافورة وماليزيا وهونج كونج ، حيث الخطة تقضي بتطوير التكنولوجيا وزيادة التصنيع وهذا سيؤدي الى رفع مستوى الدخل للعامل وتخفيف نسبة البطالة .

وختم كلامه بالقول : ان امريكا والدول الغنية لا تعرف ما معنى ان تعيش العائلة بمبلغ 200 دولار شهريا ، وان الخطط الامريكية الاقتصادية لا تنجح ولا تصلح للدول الفقيرة .