عوض: نسعى لخلق نظام إحصائي قادر على استكشاف الاحتياجات المعلوماتية
الثلاثاء فبراير 01, 2011 2:23 pm
عوض: نسعى لخلق نظام إحصائي قادر على استكشاف الاحتياجات المعلوماتية
رام الله- معا-
صرحت علا عوض، رئيس الإحصاء الفلسطيني، قبيل مغادرتها للعاصمة اللبنانية "بيروت" لتمثيل دولة فلسطين في الاجتماع السنوي الرابع للجنة العمل المنبثقة عن اللجنة الإحصائية في الاسكوا، الذي سيعقد خلال الفترة 03-04/02/2011، أن المؤسسة الإحصائية الفلسطينية قدمت نموذجاً متميزاً في المبادرة والإدارة الجادة والحفاظ على قيم مهنية عليا تمثلت في تطوير دليل الممارسات الفضلى واعتماد المبادئ الأساسية للإحصاءات الرسمية والمتابعة على تنفيذهما بكفاءة ودقة عاليتين، بالإضافة إلى الدور الطليعي والريادي في طرح مواضيع ذات أهمية في وقت مبكر.
واكدت أن جهاز الإحصاء مؤسسة جادة قدمت نموذجاً متميزاً في الإدارة والكفاءة المهنية والفنية، كما ساهمت استراتيجية الاتصال التي اعتمدناها في التواصل مع مختلف الجهات والقوى الحية في المجتمع بشكل منتظم وفتح حوار إيجابي معها إلى خلق حالة من الدعم الإيجابي لكل القضايا التي تتطلب ودعم للمؤسسة الإحصائية.
وأضافت عوض، أنه سيتم خلال الاجتماع السنوي الرابع للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا "الإسكوا"، مناقشة أوراق العمل التي ستقدم للجنة الإحصائية التابعة للأمم المتحدة وذلك خلال اجتماعها الثاني والأربعين الذي سيعقد في نيويورك خلال الفترة 22-25 شباط من العام الحالي 2011. وكذلك سيناقش الاجتماع التحضير للمشاركة في المعرض الذي ستنظمه شعبة الإحصاء في الأمم المتحدة، بالإضافة إلى مناقشة المسودة الثانية للخطوط العريضة لاستراتيجية عمل شعبة الإحصاء في الاسكوا للفترة 2011-2016.
واستعرضت علا عوض، رئيس الإحصاء الفلسطيني، أوضاع المسيرة الإحصائية على النحو التالي:
ابرز التحديات في العمل
الارتقاء بأداء المؤسسة الإحصائية من خلال إنتاج ونشر الإحصاءات الرسمية المتسقة، الموضوعية، ذات الجودة العالية، وإكمال مسيرة المؤسسة، والعمل على تنفيذ المسوح التي لم يتم التطرق لها سابقا كمسح الإعاقة، ومسح القطاع الغير منظم وغيرها من المسوح النوعية، بالإضافة إلى تلبية احتياجات المستخدمين على المستوى الوطني والدولي في إطار من الشفافية وبطريقة مناسبة بالاعتماد على أفضل الممارسات الإحصائية، والاستمرار في جعل المؤسسة في مقدمة المؤسسات الرائدة إحصائيا على المستوى المحلي، العربي والدولي، وعمل نقلة نوعية بانضمام فلسطين للمعيار الخاص لنشر البيانات.
كذلك تطوير نظام إحصائي شامل ونظام معلومات مع جميع الشركاء وخلق آليات للتنسيق مع الشركاء مبنية على الثقة والاحترام المتبادل.
أما على صعيد الموظفين، فإنني أتطلع إلى خلق كادر مؤهل على مستوى عالي يشكل بيتاً للخبرة ليس فقط على المستوى المحلي أو الوطني وإنما على المستوى الدولي.
الأسس التي يعتمد عليها الإحصاء الفلسطيني في تحديد أولويات المسوح
جهاز الإحصاء مؤسسة مهنية يعتمد عملها على الدقة والموضوعية والمصداقية بالاستناد لقانون الإحصاءات العامة رقم (4) لسنة 2000، كما يعتمد على التوصيات الدولية لضمان تمثيل فلسطين في النظام الإحصائي الدولي، لأن من مهام الإحصاء هو إنشاء نظام إحصائي شامل وموحد يكون بمثابة أداة تحت تصرف الوزارات والمؤسسات الفلسطينية وكذلك احتياجات المستخدمين للبيانات. والإحصاء يحاول تنفيذ برنامج إحصائي وفقاً لاحتياجات المستخدمين، لذلك فإن الخطة السنوية التي يتم تنفيذها تبدأ بحملة مكثفة من المشاورات مع المستخدمين لتحديد أولوياتهم على المستوى الإجمالي، كما أننا نقوم بالتشاور مع المستخدمين عند تنفيذ كل مسح لتحديد أولوياتهم من المؤشرات الإحصائية على المستوى التفصيلي.
استراتيجية المؤسسة الإحصائية القادمة
جهاز الإحصاء مؤسسة ديناميكية يعتمد عملها على أسس وقوانين وتعليمات واضحة متفق عليها، وسأبذل قصارى جهدي للحفاظ على المسيرة الإحصائية وإستراتيجيتها حيث تعهدت منذ اليوم للقيادة السياسية بالحفاظ على النظام الإحصائي متكاملاً مستقلاً ومهنياً، باعتبار أن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني مؤسسة مهنية رائده وظاهرة فلسطينية متميزة، علينا أن نسعى جميعاً لأن تبقى كذلك، فالجهاز ملك للجميع ولا يمكن أن يكون بمقدورنا الحفاظ على مسيرته إلا بالتعاون والشراكة والعمل الجماعي، وعلينا جميعاً الحفاظ على البرنامج الإحصائي الذي هو بمثابة برنامج وطني مهني جوهره الإبداع العلمي ويجب الحفاظ عليه ودعمه وتطويره نحو الأفضل، وكذلك لا بد من الحفاظ على المنجزات وجودة العمل والمأسسة والإبداع والتطور والتي ستكون من أوليات المرحلة القادمة التي هي امتداد للمرحلة السابقة، الأمر الذي يتطلب منا كذلك استكمال بناء النظام الإحصائي على أسس مهنية.
تلبية احتياجات صناع القرار والمخططين من البيانات الإحصائية اللازمة لهم من أجل النهوض بمسيرة التخطيط والبناء.
الأصل في البرنامج الإحصائي أن يكون موجهاً نحو احتياجات المستخدمين وصناع القرار والمخططين، الوضع الحالي حول استخدام الإحصاء في تحسن مستمر، باعتبار أن هذا الموضوع مرتبط بالأداء العام بشكل أساسي وهي مسألة ثقافية في المجتمع، لقد بدأنا العمل الإحصائي في مجتمع لم يكن لديه أي فكرة عن الإحصاءات واستخداماتها والآن هناك استخدامات كثيرة في صناع القرار على المستوى الإجمالي وفي الأبحاث والدراسات التي تقوم بها الوزارات القطاعية، ولكن لا بد من الإشارة إلى أن الاستخدامات لا زالت دون الطموح.
تقييم علاقة مع وسائل الإعلام والصحفيين، خصوصاً في تعميم ونشر الرقم الإحصائي.
علاقتنا بالصحفيين ووسائل الإعلام بمختلف أنواعها سواء المحلية أو الدولية هي شراكة قوية، باعتبار أن الإعلام هو بلا شك حواس ووسيلة تواصل الإحصاء مع البيئة المحيطة محلياً ودولياً، ولقد حرصنا منذ تأسيس الجهاز على تقوية هذه العلاقة لتكون فاعلة وقوية مبنية على مبدأ الشراكة، لما في ذلك من آثار إيجابية بين الطرفين، ولقد كان حضور وسائل الإعلام والصحفيين ملموساً ومؤثراً في إنجاح مختلف الأنشطة للمؤسسة الإحصائية، والإحصاء الفلسطيني يحرص دائماً على تلبية احتياجات ومتطلبات وسائل الإعلام من البيانات والمعلومات الإحصائية بالسرعة القصوى، وإدراكاً من الإحصاء لأهمية الإعلام في عملية البناء والتنمية ونشر الأرقام الإحصائية فقد حرص الجهاز على تواصل العلاقة والاستماع إلى متطلبات الإعلاميين من الجهاز وقد أثمر ذلك عن لقاءات تعارف وتشاور وتنفيذ دورات متخصصة لهم حول كيفية قراءة الرقم الإحصائي إعلامياً.
الإحصاء وعملية التخطيط يلتقيان في بوتقة واحدة في مسيرة البناء والتنمية
عملية البناء والتخطيط في أي دولة لا يمكن أن تنجح وتحقق أهدافها ما لم تكن مبنية على أسس علمية واضحة والإحصاء جزءاً أساسياً وهاماً في هذه المعادلة لما يوفره من بيانات ومعلومات دقيقة لكافة نواحي الحياة مبنية على أسس علمية تمكن المخططين والعاملين في مجال التنمية من وضع برامجهم وخططهم بشكل شامل وصحيح، لأن عملية التخطيط السليم لا يمكن أن تتم إلا بالاعتماد على مؤشرات إحصائية دقيقة، باختصار يمكن القول أن الإحصاء البوابة الرئيسية لعملية البناء والتشييد في أي دولة.
ولكن من الضرورة بمكان أن يكون هناك انفصالاً عضوياً ووظيفياً بين الإحصائيين والمخططين، إذ أن الإحصاء متطلب لعملية التخطيط من ناحية، ولكنه أيضاً أداة رقابية على جودة الخطط ومستوى الأداء عند تنفيذها، وأيضاً أحد الأدوات المركزية في تقييمها، وخلط الإحصاء والتخطيط في بوتقة واحدة قد يؤدي إلى تحيز في استخدام وتفسير الإحصاء لصالح الرقابة الإيجابية والتقييم الإيجابي للخطط وأداء المؤسسات المركزية التي تقوم بتنفيذها.
تقييم العلاقة مع الأسر والأفراد والمنشآت الفلسطينية
علاقتنا بالأسر والأفراد والمنشآت علاقة قوية مبنية على مبدأ الشراكة، وإننا إذ نثمن عالياً تعاون مجتمعنا الفلسطيني بكافة شرائحه مع المسيرة الإحصائية منذ بدايتها الأولى من خلال إدلائهم بالمعلومات الدقيقة، والمجتمع الفلسطيني سجل على مدار 17 سنة ماضية أنه مجتمع متقدم وحضاري لا يقل عن المجتمعات العالمية من خلال إدراكه أن الإحصاء ركيزة أساسية في عملية التخطيط والبناء لما يقدمه من معلومات دقيقة وعلمية عن المجتمع الفلسطيني، والإحصاء الفلسطيني وجه له العديد من رسائل الشكر والتقدير والدعم من كافة مؤسسات المجتمع المحلي سواء الرسمي أو الأهلي ومن العديد من الأسر الفلسطينية، وهذا أكبر دليل وبرهان أن الإحصاء يحظى باحترام وتقدير كافة شرائح المجتمع الفلسطيني.
مستقبل المسيرة الإحصائية في فلسطين
المسيرة الإحصائية تسير وفق ما هو مخطط لها منذ بدايتها ونشأتها رغم الظروف والمعوقات التي واجهتها بسبب الإجراءات الإسرائيلية والوضع الفلسطيني، إلا أنها استطاعت أن تتكيف مع الوضع العام للبلد، وأن تنفذ برامجها وأنشطتها بكل دقة وموضوعية وبمساهمة وتعاون أبناء هذه الأسرة الإحصائية الذين ما زالوا يقدمون نموذجاً مميزاً في العمل والتضحية والوفاء والإخلاص.
مدى تمثيل الإحصائيات التي يوفرها الإحصاء الفلسطيني حقيقة للواقع
الإحصاء الفلسطيني يحظى باحترام وتقدير كافة المؤسسات الدولية ولا سيما هيئة الأمم المتحدة والجهات المانحة لما يوفره من بيانات ومعلومات دقيقة وموضوعية تمثل وترسم الواقع الفلسطيني كما هو، من خلال اعتماد النهج العلمي في تنفيذ المسوح، وعلية فإن الإحصائيات التي يصدرها الجهاز تمثل المرآة والصورة الحقيقية للمجتمع الفلسطيني في كافة قطاعاته ومجالاته المختلفة يجب على الجميع أن يستند إليها في عمله، فالأرقام تتحدث عن نفسها.
مستقبل الإحصاء الفلسطيني "مؤسسة أهلية أم مؤسسة حكومية تابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية"
مسألة التبعية يحددها المفهوم الوظيفي والمخرجات المتوقعة من المؤسسة الإحصائية ضمن المنظومة السياسية والهيكلية الوظيفية لأجهزة الدولة. فمن الناحية المهنية، يتوجب أن تكون المؤسسة الإحصائية مستقلة بالكامل، ولكن من ناحية مالية يجب أن تخضع للرقابة شأنها شأن بقية مؤسسات الدولة، أما من الناحية الإدارية فيجب أن ترتبط بأعلى موقع تنفيذي في الدولة، حيث أن الإحصاء يشكل أداة مهمة للتخطيط والرقابة والتقييم. لذلك فإن التجربة الدولية تشير إلى الكثير من أجهزة الإحصاء تتبع لرئاسة الوزراء على اعتبار أن رئيس الوزراء يمثل أعلى سلطة تنفيذية في الدولة. ومن ناحية الخدمات المقدمة، يمثل الإحصاء مؤسسة دولة تقدم خدماتها للحكومة والشعب والقوى الوطنية والمجتمع البحثي ووسائل الإعلام بنفس الطريقة وبنفس التوقيت، ويحظى المسئول والمواطن بنفس الحقوق من حيث المعرفة والقدرة على الوصول للمعلومات.
أن استقلالية النظام الإحصائي وتكامله أمر في غاية الأهمية وقد وردت في التوصيات الدولية المتخصصة في إدارة وتنظيم الإحصاءات الرسمية، وهي إحدى المبادئ الأساسية لنظام الإحصاء اللازم للحكم الصالح، والاستقلالية هنا تركز على الجانب الإداري، ويمكن القول بأن الإحصاء الفلسطيني مؤسسة مستقلة مهنياً إلى درجة كبيرة جداً. ومن الواضح أن لدى القيادة السياسية الفلسطينية ممثلة بالأخ الرئيس محمود عباس "أبو مازن" ودولة الأخ د. سلام فياض، رئيس الوزراء، توجهاً بالحفاظ على الإحصاء الفلسطيني مؤسسة مهنية مستقلة، حيث لا يتم التدخل في المفاصل الأساسية للعمل المهني وهي مواضيع البيانات التي تجمع ومتى وكيف تنشر، كما لا يتم التدخل في الأدوات التي نستخدمها، حيث يخضع كل ذلك إلى معايير مهنية فقط.
آلية عمل الإحصاء الفلسطيني في المستقبل
الإحصاء مؤسسة عريقة تم استكمال معظم حلقات بنائها خلال فترة قيادة الأخ د. حسن أبو لبده لها ومن بعده د. لؤي شبانه. وأنا شخصياً وبقية الزملاء في مجلس الجهاز لم نكن بعيدين عن المساهمة في هذا البناء حيث أنشئت هذه المؤسسة بجهود الجميع وبمساهمة فاعلة من مختلف المستويات الإدارية والفنية. وبالتالي فإن الإطار العام والتوجهات الأساسية في المجال الفني والبرامجي ستسير في نفس الإطار والتوجهات العامة، ولكن لكل مسؤول طريقته في الإدارة والعمل وفق ما يراه مناسباً لتحقيق الصالح العام والسياسات والأهداف المرسومة، نحن لم نبدأ بداية جديدة ولكن هي استمرار إيجابي للمراحل السابقة، ولكن بطبيعة الحال قمنا ونقوم بإجراء بعض التغيرات الإدارية وفي آلية العمل والتنفيذ بشكل يتلاءم مع الظروف التي نمر بها، واحتياجات العمل ومستجداته. وسأكرس جميع جهودي وطاقتي بمساعدة الكوادر الإحصائية لخدمة مسيرة الإحصاء وأهدافها المتمثلة في تحقيق التنمية والازدهار للشعب الفلسطيني وبناء دولة المؤسسات.
متابعة التطورات على صعيد الإحصائيات العالمية، والاستفادة منها
نعم، لأن الإحصاء الفلسطيني جزءاً لا يتجزأ من الخريطة العالمية الإحصائية، وهو شريك أساسي ومهم في جميع المنتديات الدولية للإحصاءات الرسمية، حيث يتم التعاون مع جميع مراكز وأجهزة الإحصاء سواء العربية والدولية على أساس مبدأ الشراكة من خلال تبادل الخبرات والمعرفة بالإضافة إلى الإطلاع المشترك لآلية العمل والمنهجيات المتبعة في كل دولة، بالإضافة إلى الإطلاع على المؤشرات والمعلومات لكل دولة من خلال تبادل المطبوعات بين الأجهزة الإحصائية، وكذلك الإطلاع على تجاربهم المختلفة في تنفيذ المسوح الإحصائية. ناهيك على أن هناك اجتماعات سنوية تعقد لأجهزة الإحصاء العالمية والعربية ولا سيما اجتماعات اللجنة الإحصائية التابعة للأمم المتحدة والتي تعقد في شهر آذار من كل عام. باختصار يمكن القول أن الإحصاء الفلسطيني مطلع على جميع التطورات والمتغيرات الإحصائية على الصعيد الدولي.
رام الله- معا-
صرحت علا عوض، رئيس الإحصاء الفلسطيني، قبيل مغادرتها للعاصمة اللبنانية "بيروت" لتمثيل دولة فلسطين في الاجتماع السنوي الرابع للجنة العمل المنبثقة عن اللجنة الإحصائية في الاسكوا، الذي سيعقد خلال الفترة 03-04/02/2011، أن المؤسسة الإحصائية الفلسطينية قدمت نموذجاً متميزاً في المبادرة والإدارة الجادة والحفاظ على قيم مهنية عليا تمثلت في تطوير دليل الممارسات الفضلى واعتماد المبادئ الأساسية للإحصاءات الرسمية والمتابعة على تنفيذهما بكفاءة ودقة عاليتين، بالإضافة إلى الدور الطليعي والريادي في طرح مواضيع ذات أهمية في وقت مبكر.
واكدت أن جهاز الإحصاء مؤسسة جادة قدمت نموذجاً متميزاً في الإدارة والكفاءة المهنية والفنية، كما ساهمت استراتيجية الاتصال التي اعتمدناها في التواصل مع مختلف الجهات والقوى الحية في المجتمع بشكل منتظم وفتح حوار إيجابي معها إلى خلق حالة من الدعم الإيجابي لكل القضايا التي تتطلب ودعم للمؤسسة الإحصائية.
وأضافت عوض، أنه سيتم خلال الاجتماع السنوي الرابع للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا "الإسكوا"، مناقشة أوراق العمل التي ستقدم للجنة الإحصائية التابعة للأمم المتحدة وذلك خلال اجتماعها الثاني والأربعين الذي سيعقد في نيويورك خلال الفترة 22-25 شباط من العام الحالي 2011. وكذلك سيناقش الاجتماع التحضير للمشاركة في المعرض الذي ستنظمه شعبة الإحصاء في الأمم المتحدة، بالإضافة إلى مناقشة المسودة الثانية للخطوط العريضة لاستراتيجية عمل شعبة الإحصاء في الاسكوا للفترة 2011-2016.
واستعرضت علا عوض، رئيس الإحصاء الفلسطيني، أوضاع المسيرة الإحصائية على النحو التالي:
ابرز التحديات في العمل
الارتقاء بأداء المؤسسة الإحصائية من خلال إنتاج ونشر الإحصاءات الرسمية المتسقة، الموضوعية، ذات الجودة العالية، وإكمال مسيرة المؤسسة، والعمل على تنفيذ المسوح التي لم يتم التطرق لها سابقا كمسح الإعاقة، ومسح القطاع الغير منظم وغيرها من المسوح النوعية، بالإضافة إلى تلبية احتياجات المستخدمين على المستوى الوطني والدولي في إطار من الشفافية وبطريقة مناسبة بالاعتماد على أفضل الممارسات الإحصائية، والاستمرار في جعل المؤسسة في مقدمة المؤسسات الرائدة إحصائيا على المستوى المحلي، العربي والدولي، وعمل نقلة نوعية بانضمام فلسطين للمعيار الخاص لنشر البيانات.
كذلك تطوير نظام إحصائي شامل ونظام معلومات مع جميع الشركاء وخلق آليات للتنسيق مع الشركاء مبنية على الثقة والاحترام المتبادل.
أما على صعيد الموظفين، فإنني أتطلع إلى خلق كادر مؤهل على مستوى عالي يشكل بيتاً للخبرة ليس فقط على المستوى المحلي أو الوطني وإنما على المستوى الدولي.
الأسس التي يعتمد عليها الإحصاء الفلسطيني في تحديد أولويات المسوح
جهاز الإحصاء مؤسسة مهنية يعتمد عملها على الدقة والموضوعية والمصداقية بالاستناد لقانون الإحصاءات العامة رقم (4) لسنة 2000، كما يعتمد على التوصيات الدولية لضمان تمثيل فلسطين في النظام الإحصائي الدولي، لأن من مهام الإحصاء هو إنشاء نظام إحصائي شامل وموحد يكون بمثابة أداة تحت تصرف الوزارات والمؤسسات الفلسطينية وكذلك احتياجات المستخدمين للبيانات. والإحصاء يحاول تنفيذ برنامج إحصائي وفقاً لاحتياجات المستخدمين، لذلك فإن الخطة السنوية التي يتم تنفيذها تبدأ بحملة مكثفة من المشاورات مع المستخدمين لتحديد أولوياتهم على المستوى الإجمالي، كما أننا نقوم بالتشاور مع المستخدمين عند تنفيذ كل مسح لتحديد أولوياتهم من المؤشرات الإحصائية على المستوى التفصيلي.
استراتيجية المؤسسة الإحصائية القادمة
جهاز الإحصاء مؤسسة ديناميكية يعتمد عملها على أسس وقوانين وتعليمات واضحة متفق عليها، وسأبذل قصارى جهدي للحفاظ على المسيرة الإحصائية وإستراتيجيتها حيث تعهدت منذ اليوم للقيادة السياسية بالحفاظ على النظام الإحصائي متكاملاً مستقلاً ومهنياً، باعتبار أن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني مؤسسة مهنية رائده وظاهرة فلسطينية متميزة، علينا أن نسعى جميعاً لأن تبقى كذلك، فالجهاز ملك للجميع ولا يمكن أن يكون بمقدورنا الحفاظ على مسيرته إلا بالتعاون والشراكة والعمل الجماعي، وعلينا جميعاً الحفاظ على البرنامج الإحصائي الذي هو بمثابة برنامج وطني مهني جوهره الإبداع العلمي ويجب الحفاظ عليه ودعمه وتطويره نحو الأفضل، وكذلك لا بد من الحفاظ على المنجزات وجودة العمل والمأسسة والإبداع والتطور والتي ستكون من أوليات المرحلة القادمة التي هي امتداد للمرحلة السابقة، الأمر الذي يتطلب منا كذلك استكمال بناء النظام الإحصائي على أسس مهنية.
تلبية احتياجات صناع القرار والمخططين من البيانات الإحصائية اللازمة لهم من أجل النهوض بمسيرة التخطيط والبناء.
الأصل في البرنامج الإحصائي أن يكون موجهاً نحو احتياجات المستخدمين وصناع القرار والمخططين، الوضع الحالي حول استخدام الإحصاء في تحسن مستمر، باعتبار أن هذا الموضوع مرتبط بالأداء العام بشكل أساسي وهي مسألة ثقافية في المجتمع، لقد بدأنا العمل الإحصائي في مجتمع لم يكن لديه أي فكرة عن الإحصاءات واستخداماتها والآن هناك استخدامات كثيرة في صناع القرار على المستوى الإجمالي وفي الأبحاث والدراسات التي تقوم بها الوزارات القطاعية، ولكن لا بد من الإشارة إلى أن الاستخدامات لا زالت دون الطموح.
تقييم علاقة مع وسائل الإعلام والصحفيين، خصوصاً في تعميم ونشر الرقم الإحصائي.
علاقتنا بالصحفيين ووسائل الإعلام بمختلف أنواعها سواء المحلية أو الدولية هي شراكة قوية، باعتبار أن الإعلام هو بلا شك حواس ووسيلة تواصل الإحصاء مع البيئة المحيطة محلياً ودولياً، ولقد حرصنا منذ تأسيس الجهاز على تقوية هذه العلاقة لتكون فاعلة وقوية مبنية على مبدأ الشراكة، لما في ذلك من آثار إيجابية بين الطرفين، ولقد كان حضور وسائل الإعلام والصحفيين ملموساً ومؤثراً في إنجاح مختلف الأنشطة للمؤسسة الإحصائية، والإحصاء الفلسطيني يحرص دائماً على تلبية احتياجات ومتطلبات وسائل الإعلام من البيانات والمعلومات الإحصائية بالسرعة القصوى، وإدراكاً من الإحصاء لأهمية الإعلام في عملية البناء والتنمية ونشر الأرقام الإحصائية فقد حرص الجهاز على تواصل العلاقة والاستماع إلى متطلبات الإعلاميين من الجهاز وقد أثمر ذلك عن لقاءات تعارف وتشاور وتنفيذ دورات متخصصة لهم حول كيفية قراءة الرقم الإحصائي إعلامياً.
الإحصاء وعملية التخطيط يلتقيان في بوتقة واحدة في مسيرة البناء والتنمية
عملية البناء والتخطيط في أي دولة لا يمكن أن تنجح وتحقق أهدافها ما لم تكن مبنية على أسس علمية واضحة والإحصاء جزءاً أساسياً وهاماً في هذه المعادلة لما يوفره من بيانات ومعلومات دقيقة لكافة نواحي الحياة مبنية على أسس علمية تمكن المخططين والعاملين في مجال التنمية من وضع برامجهم وخططهم بشكل شامل وصحيح، لأن عملية التخطيط السليم لا يمكن أن تتم إلا بالاعتماد على مؤشرات إحصائية دقيقة، باختصار يمكن القول أن الإحصاء البوابة الرئيسية لعملية البناء والتشييد في أي دولة.
ولكن من الضرورة بمكان أن يكون هناك انفصالاً عضوياً ووظيفياً بين الإحصائيين والمخططين، إذ أن الإحصاء متطلب لعملية التخطيط من ناحية، ولكنه أيضاً أداة رقابية على جودة الخطط ومستوى الأداء عند تنفيذها، وأيضاً أحد الأدوات المركزية في تقييمها، وخلط الإحصاء والتخطيط في بوتقة واحدة قد يؤدي إلى تحيز في استخدام وتفسير الإحصاء لصالح الرقابة الإيجابية والتقييم الإيجابي للخطط وأداء المؤسسات المركزية التي تقوم بتنفيذها.
تقييم العلاقة مع الأسر والأفراد والمنشآت الفلسطينية
علاقتنا بالأسر والأفراد والمنشآت علاقة قوية مبنية على مبدأ الشراكة، وإننا إذ نثمن عالياً تعاون مجتمعنا الفلسطيني بكافة شرائحه مع المسيرة الإحصائية منذ بدايتها الأولى من خلال إدلائهم بالمعلومات الدقيقة، والمجتمع الفلسطيني سجل على مدار 17 سنة ماضية أنه مجتمع متقدم وحضاري لا يقل عن المجتمعات العالمية من خلال إدراكه أن الإحصاء ركيزة أساسية في عملية التخطيط والبناء لما يقدمه من معلومات دقيقة وعلمية عن المجتمع الفلسطيني، والإحصاء الفلسطيني وجه له العديد من رسائل الشكر والتقدير والدعم من كافة مؤسسات المجتمع المحلي سواء الرسمي أو الأهلي ومن العديد من الأسر الفلسطينية، وهذا أكبر دليل وبرهان أن الإحصاء يحظى باحترام وتقدير كافة شرائح المجتمع الفلسطيني.
مستقبل المسيرة الإحصائية في فلسطين
المسيرة الإحصائية تسير وفق ما هو مخطط لها منذ بدايتها ونشأتها رغم الظروف والمعوقات التي واجهتها بسبب الإجراءات الإسرائيلية والوضع الفلسطيني، إلا أنها استطاعت أن تتكيف مع الوضع العام للبلد، وأن تنفذ برامجها وأنشطتها بكل دقة وموضوعية وبمساهمة وتعاون أبناء هذه الأسرة الإحصائية الذين ما زالوا يقدمون نموذجاً مميزاً في العمل والتضحية والوفاء والإخلاص.
مدى تمثيل الإحصائيات التي يوفرها الإحصاء الفلسطيني حقيقة للواقع
الإحصاء الفلسطيني يحظى باحترام وتقدير كافة المؤسسات الدولية ولا سيما هيئة الأمم المتحدة والجهات المانحة لما يوفره من بيانات ومعلومات دقيقة وموضوعية تمثل وترسم الواقع الفلسطيني كما هو، من خلال اعتماد النهج العلمي في تنفيذ المسوح، وعلية فإن الإحصائيات التي يصدرها الجهاز تمثل المرآة والصورة الحقيقية للمجتمع الفلسطيني في كافة قطاعاته ومجالاته المختلفة يجب على الجميع أن يستند إليها في عمله، فالأرقام تتحدث عن نفسها.
مستقبل الإحصاء الفلسطيني "مؤسسة أهلية أم مؤسسة حكومية تابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية"
مسألة التبعية يحددها المفهوم الوظيفي والمخرجات المتوقعة من المؤسسة الإحصائية ضمن المنظومة السياسية والهيكلية الوظيفية لأجهزة الدولة. فمن الناحية المهنية، يتوجب أن تكون المؤسسة الإحصائية مستقلة بالكامل، ولكن من ناحية مالية يجب أن تخضع للرقابة شأنها شأن بقية مؤسسات الدولة، أما من الناحية الإدارية فيجب أن ترتبط بأعلى موقع تنفيذي في الدولة، حيث أن الإحصاء يشكل أداة مهمة للتخطيط والرقابة والتقييم. لذلك فإن التجربة الدولية تشير إلى الكثير من أجهزة الإحصاء تتبع لرئاسة الوزراء على اعتبار أن رئيس الوزراء يمثل أعلى سلطة تنفيذية في الدولة. ومن ناحية الخدمات المقدمة، يمثل الإحصاء مؤسسة دولة تقدم خدماتها للحكومة والشعب والقوى الوطنية والمجتمع البحثي ووسائل الإعلام بنفس الطريقة وبنفس التوقيت، ويحظى المسئول والمواطن بنفس الحقوق من حيث المعرفة والقدرة على الوصول للمعلومات.
أن استقلالية النظام الإحصائي وتكامله أمر في غاية الأهمية وقد وردت في التوصيات الدولية المتخصصة في إدارة وتنظيم الإحصاءات الرسمية، وهي إحدى المبادئ الأساسية لنظام الإحصاء اللازم للحكم الصالح، والاستقلالية هنا تركز على الجانب الإداري، ويمكن القول بأن الإحصاء الفلسطيني مؤسسة مستقلة مهنياً إلى درجة كبيرة جداً. ومن الواضح أن لدى القيادة السياسية الفلسطينية ممثلة بالأخ الرئيس محمود عباس "أبو مازن" ودولة الأخ د. سلام فياض، رئيس الوزراء، توجهاً بالحفاظ على الإحصاء الفلسطيني مؤسسة مهنية مستقلة، حيث لا يتم التدخل في المفاصل الأساسية للعمل المهني وهي مواضيع البيانات التي تجمع ومتى وكيف تنشر، كما لا يتم التدخل في الأدوات التي نستخدمها، حيث يخضع كل ذلك إلى معايير مهنية فقط.
آلية عمل الإحصاء الفلسطيني في المستقبل
الإحصاء مؤسسة عريقة تم استكمال معظم حلقات بنائها خلال فترة قيادة الأخ د. حسن أبو لبده لها ومن بعده د. لؤي شبانه. وأنا شخصياً وبقية الزملاء في مجلس الجهاز لم نكن بعيدين عن المساهمة في هذا البناء حيث أنشئت هذه المؤسسة بجهود الجميع وبمساهمة فاعلة من مختلف المستويات الإدارية والفنية. وبالتالي فإن الإطار العام والتوجهات الأساسية في المجال الفني والبرامجي ستسير في نفس الإطار والتوجهات العامة، ولكن لكل مسؤول طريقته في الإدارة والعمل وفق ما يراه مناسباً لتحقيق الصالح العام والسياسات والأهداف المرسومة، نحن لم نبدأ بداية جديدة ولكن هي استمرار إيجابي للمراحل السابقة، ولكن بطبيعة الحال قمنا ونقوم بإجراء بعض التغيرات الإدارية وفي آلية العمل والتنفيذ بشكل يتلاءم مع الظروف التي نمر بها، واحتياجات العمل ومستجداته. وسأكرس جميع جهودي وطاقتي بمساعدة الكوادر الإحصائية لخدمة مسيرة الإحصاء وأهدافها المتمثلة في تحقيق التنمية والازدهار للشعب الفلسطيني وبناء دولة المؤسسات.
متابعة التطورات على صعيد الإحصائيات العالمية، والاستفادة منها
نعم، لأن الإحصاء الفلسطيني جزءاً لا يتجزأ من الخريطة العالمية الإحصائية، وهو شريك أساسي ومهم في جميع المنتديات الدولية للإحصاءات الرسمية، حيث يتم التعاون مع جميع مراكز وأجهزة الإحصاء سواء العربية والدولية على أساس مبدأ الشراكة من خلال تبادل الخبرات والمعرفة بالإضافة إلى الإطلاع المشترك لآلية العمل والمنهجيات المتبعة في كل دولة، بالإضافة إلى الإطلاع على المؤشرات والمعلومات لكل دولة من خلال تبادل المطبوعات بين الأجهزة الإحصائية، وكذلك الإطلاع على تجاربهم المختلفة في تنفيذ المسوح الإحصائية. ناهيك على أن هناك اجتماعات سنوية تعقد لأجهزة الإحصاء العالمية والعربية ولا سيما اجتماعات اللجنة الإحصائية التابعة للأمم المتحدة والتي تعقد في شهر آذار من كل عام. باختصار يمكن القول أن الإحصاء الفلسطيني مطلع على جميع التطورات والمتغيرات الإحصائية على الصعيد الدولي.
رد: عوض: نسعى لخلق نظام إحصائي قادر على استكشاف الاحتياجات المعلوماتية
الأربعاء فبراير 02, 2011 12:23 pm
رد: عوض: نسعى لخلق نظام إحصائي قادر على استكشاف الاحتياجات المعلوماتية
الأربعاء فبراير 02, 2011 10:05 pm
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى