حكاوى العواجيز في قهوة الانقلاب خصر أوسط جديد يا ام السخلات

أنقرة-الكوفية برس – (خاص) : كتب أبو المعتصم

تقديم سريع (أوي=جدا) : منذ سنوات وهم يتحدثون عن الشرق الأوسط الجديد، ولم يترك أحد لنا الحديث عن شرق أوسط جديد نريده نحن العرب ! لذلك تبرعت الحجة إم السخلات بالحديث عن الشرق الأوسط الجديد (في منظور الحجة أم السخلات هو بأل التعريف ..لأنه ليس نكرة ولا مجهولا-)..

ما هو الخصر الأوسط الجديد؟

الحجة أم السخلات: يا بنيي بواقي كرامة عربية بدهم يمحوهن .. شوية تمرد عنا بدهم يصفوهن .. الطقم الموجود من أيام الشارلستون والسالف العريض ... وبدهم طقم جديد بالشرق الأوسط يكون (كاجوال) !!

غريب أمر العرب .. يلحقون ( الموضة –بفتح الميم والضاد- باستمرار. )

إزّاي ؟ بُص بقه .. ! حين قاموا بتصدير الفكر الشيوعي عبر بوابات فكرية يحتاج أصحابها إلى قليل من (حنان الظهور) كانت الأفكار تتوالى علينا من أوروبا الشرقية من أسوار الاتحاد السوفييتي ولربما في تلك الفترة كانت الحاجة (الفقر) والعجز عن سد الحاجة (الفقر) ومجاراة (الرأس -مالية) صعبة؛لذلك اتسم الخطاب الفكري بربيع الرومانسية الاشتراكية التي تجد الحلول الاقتصادية للشعوب العربية الخارجة من الاستعمار التركي ثم الاستعمار الغربي .. إلى أنظمة ومشايخ ومملكات وجدت نفسها تقود شعوبا دون سابق خبرة قيادية (عصرية) بعد فراغ من التبعية الاستعمارية لقرون جعلت الحل في (عص – رَيَّة) الشعوب بالفكر الاشتراكي والشيوعي وكل المصطلحات الصعبة جدا .. والتي سقطت كلها بسقوط الداعم المالي والسياسي والمعنوي للفكرة : الاتحاد السوفياتي. ولأن الفكرة تحتاج للدعم الشمولي: بحثنا عن حلول أخرى رأسمالية| - ويمه بالفعل رأس ما ليّه – هنا فقط وبالتوازي تمكن الفكر الأمريكي من بسط هيمنته بكافة أشكالها(انساني من الرأسمالية) لنسمي الأسماء بحقيقتها: (الفكرة الأمريكية للعالم).

ولأن الشعب المسيطر عابر القارات، فقد سخّر هيمنته على خطوط الطول والعرضمستخدما كل الثورة العلمية في تطويق العالم ، فغزت الدول العربية دون تنسيق مسبق، ودون ترتيب أو تحضير أو تهيئة فكرية لكل مفاهيم الثورة الالكترونية بدءا من الفضائيات ومرورا بـ (بالموبايل) ومن ثم الانتر– نط . بما جعل مفهوم المجلس القروي يطغى على العالم المتصل بكافة الوسائل بلمسات العولمة المصدرة إلينا بما فيها من ديمقراطية حقوق إنسان ووصاية أمريكية على (سلوك البشر) ..

بالتالي: إذا كانت مصلحة الولايات المتحدة تتنافى في بلد ما تتنافى مع ما هو قائم : فالديمقراطية وحقوق الإنسان تظهر فجأة ,, و تتحدث كثيرا، و تثير القلاقل أكثر و أكثر. أما لو كان النظام مستوفيا لشروط السكون والهدوء والعقلانية (فسحقا للديمقراطية) – هكذا استمر الحال ردحا من الزمن – إلى أن جاء زمن الخصر الأوسط الجديد.

يبدو أن الخصر الساحل مع الشارلستون لم يعد ملائما لما هو قادم من احتياجات أمريكية؛ ويتعين حدوث التغيير في الساحل الأدنى من الخارطة للبحر الأبيض المتوسط، وإن لزم الأمر باستقدام حلفاء لا يمكن أن يتفق معهم المفهوم الأأمريكي (الاسلاميين مثلا) فيكونوا ورقة ضغط على الأنظمة أو طريقا لتغيير الطرفين : الأداة والنظام. انطلاقا من هذا المفهوم ورغبة الولايات المتحدة بالتعاطي مع عقول أكثر مرونة وأقل تصلبا بدأ الحديث عن دعم الحريات عبر المنظمات المختلفة، وبدأ الحديث عن الديمقراطية ورغبة الشعوب الخ الخ .. بل و تم صرف (66 مليون دولار أمريكي في سنة واحدة في مصر مثلا في سبيل هذه الأمور) – كم كانت رائعة كلنتون الشقراء وهي تعبر عن حرصها على الشعب المصري حين قالت : تحدثت مع المعارضة وسمعت أفكارا لها عن البلد : ما هي الأفكار؟ كيف هي؟ أفكار حول ماذا بالضبط ؟ و أي معارضة؟ الإخوان؟ أم الجميع؟ لا نعلم سوى أن مبارك عليه أن يكون دون عنف أمام التظاهر ((ويا للعار وللمفارقة نسيت أن تستنكر صاحبة الحريات والتاريخ والثقافة عملية اقتحام المتحف المصري الذي يُعد مركزا أساسيا لتاريخ العالم)).



عودة إلى ويكيليكس:

كنت قد أشرت سابقا إلى ويكيليكس وما تم الكشف من خلالها عن قضايا ومعلومات (تُحرج العرب) في حين لم تمس (سبحان الله) كل المعلومات أي شيء يشكل خطرا على امريكا صاحبة الويكيليكس. ثم جاءت تونس، ثم الجزيرة ومحاولتها مع السلطة بالتزامن مع : اليوم التالي في مصر الحبيبة.

شعب مصر .. وخلطة الساخر منا :

من العيب أن يتم استغلال حاجة الشعوب و تطلعاتها (هذا ما يحصل الآن أو يتم محاولة الوصول إليه لو افترضنا أن الوضع بالبداية كان عفويا وأشك في ذلك) ..الشعب المصري شعب طموح، يريد الارتقاء في حياته مثل أي شعب عربي أخر تزيد فيه معدلات البطالة وتتأخر فيه الثورة المعلوماتية والتكنلوجية.. فقد قلنا ((العالم أصبح قرية من السهل أن يغار فقيرها نحن من غنيها هم على عيشتهم)) فحرية التعبير مطلوبة، والدخل مطلوب، وأمور أخرى مطلوبة جدا ..ولكن : أن يتم استغلال حاجة الشعب وتطلعاته منذ سنوات قليلة في التحضير لطبخة (الخصر الأوسط الجديد) الذي تريد الولايات المتحدة أن تراقصه في العقود القادمة على الأنغام الاسرائيلية.. فهذا قمة السخرية من المنطقة العربية وقمة الاستهزاء بنا. ولست ألوم الشعب المصري على تطلعاته ولكن :



1) اليوم الأول طالب الشعب رئيسه.

2) تأججت الحركة وبدأت تأخذ زخما مواتيا

3) تحولت المطالب (بدخول العناصر التي قامت بالتسخين وقبضت الستة و ستين مليونا- ) إلى إسقاط النظام.

4) نزل الجيش فانتبهوا : النظام هو نظام الجيش منذ الراحل عبد الناصر .. لنغازل الجيش وبدأ الشعار يتحول مرة أخرى إلى : رحيل مبارك.

5) البرادعي نجم الليلة يا إم السخلات زغرتي.



البرادعي من خارج المؤسسة العسكرية ((له له له والجيش حاكم )) : إذا على البرادعي أن يطالب بالاتصال بالجيش! ولنعزف أناشيد البطولة عبر شفايف كلنتون للجيش المصري بوصفه بالعريق والمحترم. (ارضى علينا يا جيش ومشيها).

الرئيس مبارك يعين : ابن الجيش نائبا له، وقائد الجيش نائبا ثان له، ورئيس الوزراء من الجيش، والجيش هو الحاكم تحت سيادة الطيار الحربي القديم : مبارك .. إذا اللاعب الخصم يدرك أبعاد اللعبة ,, وينحاز للشارع، ليطوق التحرك المندس في داخل الشارع : هذا لم يعجب أحدا فحرضوا المتظاهرين بأن التعيين يرضي العسكريين ولا يرضي المتظاهرين!!

قبل ليلة الأمس : كانت أمريكا تترقب والبرادعي قليل التصريح، وليلة الأمس (ليلة النجومية للرجل الذي بحث في البلاد العربية كلها عن السلاح النووي وكان أمينا جدا في ذلك) قال : أنا مفوض، وتحدث عن مرحلة انتقالية، وقال كلمة ذات مغزى ::: ما بدأ لا يمكن أن يعود للوراء أو يتوقف.. في ظل تصعيد لهجة كلنتون و الولايات المتحدة الأمريكية في مطالبها بل وما تعتبره (أوامرها) .. إذا الضوء الأخضر زاد اخضرارا يا أبو الطناجر..



هنا أترك (الكلمة للسيدة إم السخلات) : يا خالتي بدنا تغيير للشرق الأوسط الجديد اللي احنا عاوزينه مش اللي همه عاوزينه، بدنا ديمقراطيتنا احنا مش ديمقراطيتهم همه، بدنا نتصرف بدون تحريض مشبوه منهم ... بدنا تغيير حقيقي مش تغيير مركوب منهم . بدناش استغلال النا في لعبتهم .. ولا في خصرهم الأوسط ... باختصار : مش عميان عن مصلحتنا .. و مش همه اللي بعرفوها أو حريصين عليها أكثر منا .. ان حصل هالتتغير أو ما حصل : بنتمنى ما يكون لعبتهم. شبعنا رقص في حفلتهم. وشبعنا موضة من موضتهم.



((( وعقبال ثورة ياسمين في غزة )) ... أبو الطناجر سعل سعلة طويلة طويلة .. الله يستر على صحته.. إلى هنا .. للحلقة القادمة ... وصبح صبح