ماذا همس الرئيس الفنزويلي شافيز للرئيس عباس امام قادة العالم ؟
الإثنين يناير 03, 2011 9:24 am
ماذا همس الرئيس الفنزويلي شافيز للرئيس عباس امام قادة العالم ؟
ساحة السلطات الثلاث
- برازيليا- موفد "معا" ناصر اللحام-
كنت راقبت الرئيس عباس بكل هدوء خلال رحلة امريكا اللاتينية، وأنا اسال نفسي في كل ساعة، ماذا يريد ابو مازن ان يقول لنا ولنفسه ولقيادة فتح من خلال هذه العلاقة الحميمية مع امريكا اللاتينية؟ وكيف تحررت شعوب امريكا الجنوبية من الاستعمار والدكتاتوريات؟ وكيف تتحول هذه البلاد الان الى اهم منتج ومصدّر في الاقتصاد العالمي؟ وكيف نستخلص العبر نحن العرب من كل هذا؟ اسئلة ظلت تسرق قلوبنا فرحا وتضامنا ونحن نقف مع عشرات الاف المواطنين الذين يتجمعون تحت المطر في ساحة السلطات الثلاث في برازيليا حين قام الرئيس لولا– صديق الشعب الفلسطيني– بتسليم الحكم الى الرئيسة الجديدة ديلما وهي تلميذته ومن نفس حزبه.
شعرت بالفخر كفلسطيني حين قام الرئيس لولا بمصافحة رئيسنا بحرارة، وشعرت بذلك اكثر حين وقف عشرات الرؤساء من القارة يصافحونه وبالذات الرئيس الفنزويلي تشافيز الذي قال له: انت تسير في الاتجاه الصحيح ونحن معك حتى اقامة دولة فلسطين الحرة.
اذن هي الحرية ، نقول الحرية وليس المال او الجاه او الامتيازات او المناصب، ولا للتذلل ولا التسوّل، الحرية هي مفتاح اللغز الذي تدور حوله الحكاية.
اللحظة تاريخية، وهامة، وكبيرة، وبعيدا عن انشغال الصحافة العربية والمحلية بسفاسف التفاصيل ومشكلة فلان وقصة علان، وبعيدا عن ارهاصات الاعلام الحزبي والشتائم التي يسمعوننا اياها كل يوم وكيف تحاول حماس ان تهين نضالات فتح ورجالها وكيف يرد ابناء فتح على حماس من خلال اعتبارها ايرانية البرنامج، بعيدا عن ذلك، نرى هنا شعوبا تحررت، تحررت اولا من الوهم ومن الطمع ومن المال السياسي ومن ارتهان قرارها للغرباء. فتألقت ابداعاتهم في مشروع الحضارة الانساني وسمت نفوسهم فوق التراب الاحمر، واشرأبت اعناقهم تشرب الماء الزلال من نهر الحرية الذي لا ينضب.
وبما اننا في الشرق الاوسط رأينا في العقد الماضي دولا تنهار وجيوشا تهرب وعواصم تسقط ومدنا تتحطم تحت القصف، عدا عن ابطال تسجن وجباه تذل ورؤساء يعدمون بالمشانق وهامات كبيرة تتحطم، ارى انه يجب علينا ان نقف من جديد لا لكي نحارب ونحمل السلاح بل لكي نفكر اولا ونستعيد ثقتنا في انفسنا ونتحرر من الاوهام والسفسطة والسحر وقراءة الكف والفنجان، ففي نفس الوقت الذي كانت الفضائيات العربية منشغلة باستضافة العراف وقارئة الفنجان وصاحبة الودع في رأس السنة الجديد، كانت هنا شعوب تنتصر وتتحرر وترقص السامبا والسالسا في شوارع استعادت كرامة اهلها ورفعت بيارق النصر المؤزر.
الرئيس الامريكي كان قبل فترة وجّه تهديدا مبطنا للبرازيل، فرد عليه الرئيس لولا: لا تنسى ان البرازيل دولة كبيرة ومستقلة. ولعلي حين سمعت ذلك لم امنع نفسي من الصياح: يا سلام على ربك يا لولا. وليس لانه يتحدى امريكا او غير امريكا بل لان هذا الرئيس الذي كان بدأ حياته ماسحا للاحذية في شوارع الاحياء الفقيرة قد وصل الى القوة المعنوية التي تؤهله لقول ذلك. الله يا لولا يا ماسح الاخذية يا زعيم يا قائد يا ابن الاحياء الفقيرة كم انت اكبر من قادة كبار في هذا العالم الحراشي.
ومن اجل عدم فقدان اللحظة طلبت من الدكتور منجد صالح– مدير عام شؤون امريكا اللاتينية ان يشرح لي اكثر عن شعوب اللاتين. فقال منجد صالح وهو من قرية كفل حارس ودرس في كوبا في عام 1981، قال الكثير وانا اسمح لنفسي ان اعيد صياغة المعلومات التي اعطاني اياها على شكل قصص ومواقف دراما صحافية.
إن شعوب امريكا اللاتينية جميعها تقريبا قد تحررت من الطغاة ومن القمع والحكومات العميلة للامبريالية من دون عنف او مذابح وقتل لبعضهم البعض، بل من خلال برنامج مجتمعي وطني نضالي اكتسح صناديق الانتخابات واطاح بالحكومات القديمة وانتخب ابطال وزعماء شعبيين لم ينقلبوا على النظام العالمي ولم يغلقوا سفاراتهم او حدودهم في وجه احد، ولكنهم وضعوا لبلادهم قوانين وطنية تحميها من الطغيان والشركات العالمية التي جاءت لتنهب خيراتهم وتحوّلهم الى عبيد مأجورين.
وللعلم فان المواطن الامريكي يحتاج الى "فيزا" لدخول معظم هذه الدول . وكما ان امريكا تطلب "فيزا" منهم لدخول اراضيها طلبوا هم بالمقابل "فيزا" من كل امريكي يريد دخول اراضيهم؟.
ومن القصص الغريبة والعجيبة التي سمعتها هنا، ان السلفادور – عاصمتها سان سلفادور وعدد سكانها نحو 10 مليون نسمة - قد شهدت قبل خمس سنوات انتخابات رئاسية وقام بترشيح نفسه للرئاسة اثنان من مدينة بيت لحم الاول من عائلة السقا المعروفة، والثاني من عائلة حنضل المعروفة ، المرشح من عائلة السقا كان عن حزب اليمين والمرشح من عائلة حنضل كان عن حزب اليسار ، وفاز السقا بالرئاسة ولكن للاسف لم نستغل نحن الفلسطينيين الامر بقدر ما استغلته اسرائيل والتي حظيت بتعيين سفيرة من اصل يهودي للسلفادور في تل ابيب !!
اما في الارجنتين- عاصمتها بوينس ايريس أي الهواء الطيب وعدد سكانها 40 مليون- فكان يرأسها اللبناني الاصل كارلوس منعم والان تقودها الرئيسة كريستيا دي كيرشنر وهي رئيسة شجاعة التقت الرئيس ابو مازن وتعتبر من اشجع زعماء القارة – مع العلم ان هذه شعوب تحترم المراة وقدراتها والمرأة هنا قليلة "الماكياج" والتبرج وتشارك في كل انحاء الحياة وتعمل في الاطفاء والامن والشرطة والرئاسة والكناسة مثل الرجل تماما وليست ماكنات تفريخ للعبيد كما يحلو للبعض في بلادنا.
البيرو – وعاصمتها ليما وعدد سكانها نحو 25 مليون نسمة – كان من ابناء جلدتها بيريس دي كويار امين عام الامم المتحدة في نهاية السبعينيات والان يرأسها اّلان جارسيا وهو يساري المنشأ لكنه الان من احزاب الوسط.
اما البارغواي وعاصمتها اسومبسون وعدد سكانها نحو 10 مليون نسمة فهي دولة فقيرة الموارد وانتخبت قبل سنتين راهبا لرئاستها يدعى فرناردو لوغو ، وقد درس رئيسها في مدينة بيت جالا ولكن ارتفعت ضده 8 قضايا نسب واعترف هو بخمسة منها حيث قالت نساء انهن انجبن منه اولاد وبناتا واضطر للاعتراف باولاده فانشغل مؤقتا عن الاعتراف بدولتنا فلسطين العتيدة .. دولة صديقة لفلسطين وشعبها طيب وحكومتها ورئيسها احرار طيبون ويحبون فلسطين ويعرفون عنها الكثير حيث كان الرئيس لوغو في بيت جالا حين احتلها شارون عام 2002 فتأثر بذلك كثيرا.
الاوروغواي- عاصمتها مونتي فيدرو وسكانها نحو 4 مليون نسمة – يقودها حاليا الرئيس بيبي موخيكا وهو ليس شابا بل 76 عاما من العمر لكنه كان من الثوار الاشداء في منظمة توباك امارو وفي جسده 6 رصاصات ، رجل حر ومناضل ومقاتل ويعرف معنى الحرية.
وفي الحفل الذي حضرناه لتنصيب الرئيسة ديلما كانت وسائل الاعلام انشغلت بتصوير نائب الرئيسة وهو ميشيل تامر لبناني الجنسية وزوجته الجميلة مارسيلا ، حيث اهتمت وسائل الاعلام هنا بصورها باعتبارها ملكة جمال سابقة.
ومع أن اللبنانيين يزيدون في بلاد الأمازون، التي هاجر أوائلهم اليها قبل 130 سنة، على 6 ملايين مغترب ومتحدر تقريبا، أي أكثر من 3 % من سكانها البالغين 194 مليونا، الا أن أحدا منهم لم يصل الى منصب سياسي كالذي وصل اليه اللبناني الأصل، ميشال تامر، فهو نائب رئيسة البرازيل الجديدة ديلما روسّيف.
فزوجته تصغره بأكثر من 42 عاما وهي ملكة جمال سابقة وبدأوا يسمونها "كارلا بروني أميركا" لأنها عارضة أزياء سابقة وايطالية الأصل كزوجة الرئيس الفرنسي تماما، ومثلها تحمل لقبا سيفرغ في البرازيل حين تحكمها روسّيف بدءا من أول يوم في العام الجديد، وهو لقب السيدة الأولى.
الاوكوادور – عاصمتها كيتو وعدد سكانها 15 مليون نسمة – يقودها حاليا رئيسب يدعى رفائيل كوريا وهو ضمن محور البا – أي محور يقوده الرئيس الفنزويلي تشافيز .
بوليفيا – عاصمتها لاباس ورئيسها الصديق ايفو موراليس – والغريب انها ترتفع 4000 متر فوق البحر وكما قلنا في تقرير سابق لا يستطيع لاعبو كرة القدم البرازيليون اللعب في استدها ويضطرون لاخذ الهواء الاصطنعاي لمواصلة اللعب ولا يحظون بالفوز لانهم غير معتادون على هذا الجو ...
اكبر جاليات العرب في امريكا اللاتينية هم اللبنانيون ثم سوريا وبعدها فلسطين – أي جميعهم من بلاد الشام تقريبا وفي الامريكيتين 12 مليون عربي ينضوون تحت راية منظمة "في ارب ".
وللعلم فان دولا مثل كوبا تعطي فلسطين سنويا منحا دراسية في تخصص الطب وجامعات القارة هنا عريقة عمرها يزيد عن 200 عاما وهناك منح دراسية للطلبة الفلسطينين في البرازيل والمكسيك وفنزويلا .
وعود على الخبير الفلسطيني الدكتور منجد صالح فان اوروبا قد استهلكت مواردها الطبيعية تقريبا فيما تعتبر هذه القارة غنية والان هي الاولى في العالم من ناحية الطاقة البديلة واعادة التصنيع من النفايات ووالخيرات الطبيعية العظيمة مثل المطاط والبن والزراعة .
وجبال بوليفيا مثلا غنية بالالماس والذهب واليورانيوم والبرازيل والارجنتين قوة زراعية هائلة في العالم فيما تشيلي هي المصدّر الاول للنحاس وفنزويلا بعد السعودية في اكبر الدول المصدرة للنفط في العالم .
اما كوبا فهي تشتهر بجامعاتها في تدجريس الطب التخصصي .
وردا على سؤالنا حول نسبة التدين هنا يقول الخبير الفلسطيني ان معظم الشعوب هنا من مذهب الكاثوليك وان رجال الكنيسة هم في غالبيتهم محبوبون من الناس لانهم ساعدوا الثوار ووقفوا الى جانب الناس وليس الى جانب الطغيان .وبما انه من المقرر ان نزور مدينة فوس دو جواسو الحدودية وهي منطقة شلالات البرازيل نذكر قمة دول الميركوسور التي تجمع برازيا وارجنتين واوروغواي وباراغوي .
وفي نهاية التقرير تنفست الصعداء حين اجابني الدكتور منجد على سؤالي : هل يعمل البرازيليون واللاتينيون خدما في البلاد الغنية ؟ فاجاب بسرعة ودون تردد كلا كلا انهم يعملون في مهن وهم حرفيون وليسوا خدما .
حسنا وكيف يمكن ان يكون أي تعاون بيننا باستثناء السياحة الدينية ؟ طالما انها قارة غنية ولا تحتاج العرب ؟ فاجاب : انهم معنيون ان يستوردوا من فلسطين الحجر والزيتون ولوحات التطريز الشعبي ، فهم يحبون اقتنائها .
خلاصة القول ان الرئيس عباس اراد ان يوقل لنا في الوفد المرافق له : انظروا فان اصل الامر ان نشعر بأهمية الحرية وان نتنفس هواء الحرية وننتصر على ذاتنا وعلى خلافاتنا التافهة وعلى مشاكلنا الداخلية وعلى الاخرين ان يحرروا لنا وطننا . وان نستخلص العبر ان النصر يأتي من صدور الرجال ، وليس بالعنف وحده تنتصر الثورات بل بزعماء وقادة وشعوب مؤمنة بنفسها وبقضيتها .
وكما قال السيد المسيح: ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم وخسر نفسه. وقبل ان نحرر الارض ونزيد من مساحة مناطق الف ومناطق باء علينا ان نحرر ارواحنا من الخوف ومن العبودية ومن الخلافات الداخلية، ومن الان وحتى شهر ايلول يمكن ان يتحقق حلم الزعيم المؤسس ياسر عرفات بدولة فلسطين وعاصمتها القدس.
ساحة السلطات الثلاث
- برازيليا- موفد "معا" ناصر اللحام-
كنت راقبت الرئيس عباس بكل هدوء خلال رحلة امريكا اللاتينية، وأنا اسال نفسي في كل ساعة، ماذا يريد ابو مازن ان يقول لنا ولنفسه ولقيادة فتح من خلال هذه العلاقة الحميمية مع امريكا اللاتينية؟ وكيف تحررت شعوب امريكا الجنوبية من الاستعمار والدكتاتوريات؟ وكيف تتحول هذه البلاد الان الى اهم منتج ومصدّر في الاقتصاد العالمي؟ وكيف نستخلص العبر نحن العرب من كل هذا؟ اسئلة ظلت تسرق قلوبنا فرحا وتضامنا ونحن نقف مع عشرات الاف المواطنين الذين يتجمعون تحت المطر في ساحة السلطات الثلاث في برازيليا حين قام الرئيس لولا– صديق الشعب الفلسطيني– بتسليم الحكم الى الرئيسة الجديدة ديلما وهي تلميذته ومن نفس حزبه.
شعرت بالفخر كفلسطيني حين قام الرئيس لولا بمصافحة رئيسنا بحرارة، وشعرت بذلك اكثر حين وقف عشرات الرؤساء من القارة يصافحونه وبالذات الرئيس الفنزويلي تشافيز الذي قال له: انت تسير في الاتجاه الصحيح ونحن معك حتى اقامة دولة فلسطين الحرة.
اذن هي الحرية ، نقول الحرية وليس المال او الجاه او الامتيازات او المناصب، ولا للتذلل ولا التسوّل، الحرية هي مفتاح اللغز الذي تدور حوله الحكاية.
اللحظة تاريخية، وهامة، وكبيرة، وبعيدا عن انشغال الصحافة العربية والمحلية بسفاسف التفاصيل ومشكلة فلان وقصة علان، وبعيدا عن ارهاصات الاعلام الحزبي والشتائم التي يسمعوننا اياها كل يوم وكيف تحاول حماس ان تهين نضالات فتح ورجالها وكيف يرد ابناء فتح على حماس من خلال اعتبارها ايرانية البرنامج، بعيدا عن ذلك، نرى هنا شعوبا تحررت، تحررت اولا من الوهم ومن الطمع ومن المال السياسي ومن ارتهان قرارها للغرباء. فتألقت ابداعاتهم في مشروع الحضارة الانساني وسمت نفوسهم فوق التراب الاحمر، واشرأبت اعناقهم تشرب الماء الزلال من نهر الحرية الذي لا ينضب.
وبما اننا في الشرق الاوسط رأينا في العقد الماضي دولا تنهار وجيوشا تهرب وعواصم تسقط ومدنا تتحطم تحت القصف، عدا عن ابطال تسجن وجباه تذل ورؤساء يعدمون بالمشانق وهامات كبيرة تتحطم، ارى انه يجب علينا ان نقف من جديد لا لكي نحارب ونحمل السلاح بل لكي نفكر اولا ونستعيد ثقتنا في انفسنا ونتحرر من الاوهام والسفسطة والسحر وقراءة الكف والفنجان، ففي نفس الوقت الذي كانت الفضائيات العربية منشغلة باستضافة العراف وقارئة الفنجان وصاحبة الودع في رأس السنة الجديد، كانت هنا شعوب تنتصر وتتحرر وترقص السامبا والسالسا في شوارع استعادت كرامة اهلها ورفعت بيارق النصر المؤزر.
الرئيس الامريكي كان قبل فترة وجّه تهديدا مبطنا للبرازيل، فرد عليه الرئيس لولا: لا تنسى ان البرازيل دولة كبيرة ومستقلة. ولعلي حين سمعت ذلك لم امنع نفسي من الصياح: يا سلام على ربك يا لولا. وليس لانه يتحدى امريكا او غير امريكا بل لان هذا الرئيس الذي كان بدأ حياته ماسحا للاحذية في شوارع الاحياء الفقيرة قد وصل الى القوة المعنوية التي تؤهله لقول ذلك. الله يا لولا يا ماسح الاخذية يا زعيم يا قائد يا ابن الاحياء الفقيرة كم انت اكبر من قادة كبار في هذا العالم الحراشي.
ومن اجل عدم فقدان اللحظة طلبت من الدكتور منجد صالح– مدير عام شؤون امريكا اللاتينية ان يشرح لي اكثر عن شعوب اللاتين. فقال منجد صالح وهو من قرية كفل حارس ودرس في كوبا في عام 1981، قال الكثير وانا اسمح لنفسي ان اعيد صياغة المعلومات التي اعطاني اياها على شكل قصص ومواقف دراما صحافية.
إن شعوب امريكا اللاتينية جميعها تقريبا قد تحررت من الطغاة ومن القمع والحكومات العميلة للامبريالية من دون عنف او مذابح وقتل لبعضهم البعض، بل من خلال برنامج مجتمعي وطني نضالي اكتسح صناديق الانتخابات واطاح بالحكومات القديمة وانتخب ابطال وزعماء شعبيين لم ينقلبوا على النظام العالمي ولم يغلقوا سفاراتهم او حدودهم في وجه احد، ولكنهم وضعوا لبلادهم قوانين وطنية تحميها من الطغيان والشركات العالمية التي جاءت لتنهب خيراتهم وتحوّلهم الى عبيد مأجورين.
وللعلم فان المواطن الامريكي يحتاج الى "فيزا" لدخول معظم هذه الدول . وكما ان امريكا تطلب "فيزا" منهم لدخول اراضيها طلبوا هم بالمقابل "فيزا" من كل امريكي يريد دخول اراضيهم؟.
ومن القصص الغريبة والعجيبة التي سمعتها هنا، ان السلفادور – عاصمتها سان سلفادور وعدد سكانها نحو 10 مليون نسمة - قد شهدت قبل خمس سنوات انتخابات رئاسية وقام بترشيح نفسه للرئاسة اثنان من مدينة بيت لحم الاول من عائلة السقا المعروفة، والثاني من عائلة حنضل المعروفة ، المرشح من عائلة السقا كان عن حزب اليمين والمرشح من عائلة حنضل كان عن حزب اليسار ، وفاز السقا بالرئاسة ولكن للاسف لم نستغل نحن الفلسطينيين الامر بقدر ما استغلته اسرائيل والتي حظيت بتعيين سفيرة من اصل يهودي للسلفادور في تل ابيب !!
اما في الارجنتين- عاصمتها بوينس ايريس أي الهواء الطيب وعدد سكانها 40 مليون- فكان يرأسها اللبناني الاصل كارلوس منعم والان تقودها الرئيسة كريستيا دي كيرشنر وهي رئيسة شجاعة التقت الرئيس ابو مازن وتعتبر من اشجع زعماء القارة – مع العلم ان هذه شعوب تحترم المراة وقدراتها والمرأة هنا قليلة "الماكياج" والتبرج وتشارك في كل انحاء الحياة وتعمل في الاطفاء والامن والشرطة والرئاسة والكناسة مثل الرجل تماما وليست ماكنات تفريخ للعبيد كما يحلو للبعض في بلادنا.
البيرو – وعاصمتها ليما وعدد سكانها نحو 25 مليون نسمة – كان من ابناء جلدتها بيريس دي كويار امين عام الامم المتحدة في نهاية السبعينيات والان يرأسها اّلان جارسيا وهو يساري المنشأ لكنه الان من احزاب الوسط.
اما البارغواي وعاصمتها اسومبسون وعدد سكانها نحو 10 مليون نسمة فهي دولة فقيرة الموارد وانتخبت قبل سنتين راهبا لرئاستها يدعى فرناردو لوغو ، وقد درس رئيسها في مدينة بيت جالا ولكن ارتفعت ضده 8 قضايا نسب واعترف هو بخمسة منها حيث قالت نساء انهن انجبن منه اولاد وبناتا واضطر للاعتراف باولاده فانشغل مؤقتا عن الاعتراف بدولتنا فلسطين العتيدة .. دولة صديقة لفلسطين وشعبها طيب وحكومتها ورئيسها احرار طيبون ويحبون فلسطين ويعرفون عنها الكثير حيث كان الرئيس لوغو في بيت جالا حين احتلها شارون عام 2002 فتأثر بذلك كثيرا.
الاوروغواي- عاصمتها مونتي فيدرو وسكانها نحو 4 مليون نسمة – يقودها حاليا الرئيس بيبي موخيكا وهو ليس شابا بل 76 عاما من العمر لكنه كان من الثوار الاشداء في منظمة توباك امارو وفي جسده 6 رصاصات ، رجل حر ومناضل ومقاتل ويعرف معنى الحرية.
وفي الحفل الذي حضرناه لتنصيب الرئيسة ديلما كانت وسائل الاعلام انشغلت بتصوير نائب الرئيسة وهو ميشيل تامر لبناني الجنسية وزوجته الجميلة مارسيلا ، حيث اهتمت وسائل الاعلام هنا بصورها باعتبارها ملكة جمال سابقة.
ومع أن اللبنانيين يزيدون في بلاد الأمازون، التي هاجر أوائلهم اليها قبل 130 سنة، على 6 ملايين مغترب ومتحدر تقريبا، أي أكثر من 3 % من سكانها البالغين 194 مليونا، الا أن أحدا منهم لم يصل الى منصب سياسي كالذي وصل اليه اللبناني الأصل، ميشال تامر، فهو نائب رئيسة البرازيل الجديدة ديلما روسّيف.
فزوجته تصغره بأكثر من 42 عاما وهي ملكة جمال سابقة وبدأوا يسمونها "كارلا بروني أميركا" لأنها عارضة أزياء سابقة وايطالية الأصل كزوجة الرئيس الفرنسي تماما، ومثلها تحمل لقبا سيفرغ في البرازيل حين تحكمها روسّيف بدءا من أول يوم في العام الجديد، وهو لقب السيدة الأولى.
الاوكوادور – عاصمتها كيتو وعدد سكانها 15 مليون نسمة – يقودها حاليا رئيسب يدعى رفائيل كوريا وهو ضمن محور البا – أي محور يقوده الرئيس الفنزويلي تشافيز .
بوليفيا – عاصمتها لاباس ورئيسها الصديق ايفو موراليس – والغريب انها ترتفع 4000 متر فوق البحر وكما قلنا في تقرير سابق لا يستطيع لاعبو كرة القدم البرازيليون اللعب في استدها ويضطرون لاخذ الهواء الاصطنعاي لمواصلة اللعب ولا يحظون بالفوز لانهم غير معتادون على هذا الجو ...
اكبر جاليات العرب في امريكا اللاتينية هم اللبنانيون ثم سوريا وبعدها فلسطين – أي جميعهم من بلاد الشام تقريبا وفي الامريكيتين 12 مليون عربي ينضوون تحت راية منظمة "في ارب ".
وللعلم فان دولا مثل كوبا تعطي فلسطين سنويا منحا دراسية في تخصص الطب وجامعات القارة هنا عريقة عمرها يزيد عن 200 عاما وهناك منح دراسية للطلبة الفلسطينين في البرازيل والمكسيك وفنزويلا .
وعود على الخبير الفلسطيني الدكتور منجد صالح فان اوروبا قد استهلكت مواردها الطبيعية تقريبا فيما تعتبر هذه القارة غنية والان هي الاولى في العالم من ناحية الطاقة البديلة واعادة التصنيع من النفايات ووالخيرات الطبيعية العظيمة مثل المطاط والبن والزراعة .
وجبال بوليفيا مثلا غنية بالالماس والذهب واليورانيوم والبرازيل والارجنتين قوة زراعية هائلة في العالم فيما تشيلي هي المصدّر الاول للنحاس وفنزويلا بعد السعودية في اكبر الدول المصدرة للنفط في العالم .
اما كوبا فهي تشتهر بجامعاتها في تدجريس الطب التخصصي .
وردا على سؤالنا حول نسبة التدين هنا يقول الخبير الفلسطيني ان معظم الشعوب هنا من مذهب الكاثوليك وان رجال الكنيسة هم في غالبيتهم محبوبون من الناس لانهم ساعدوا الثوار ووقفوا الى جانب الناس وليس الى جانب الطغيان .وبما انه من المقرر ان نزور مدينة فوس دو جواسو الحدودية وهي منطقة شلالات البرازيل نذكر قمة دول الميركوسور التي تجمع برازيا وارجنتين واوروغواي وباراغوي .
وفي نهاية التقرير تنفست الصعداء حين اجابني الدكتور منجد على سؤالي : هل يعمل البرازيليون واللاتينيون خدما في البلاد الغنية ؟ فاجاب بسرعة ودون تردد كلا كلا انهم يعملون في مهن وهم حرفيون وليسوا خدما .
حسنا وكيف يمكن ان يكون أي تعاون بيننا باستثناء السياحة الدينية ؟ طالما انها قارة غنية ولا تحتاج العرب ؟ فاجاب : انهم معنيون ان يستوردوا من فلسطين الحجر والزيتون ولوحات التطريز الشعبي ، فهم يحبون اقتنائها .
خلاصة القول ان الرئيس عباس اراد ان يوقل لنا في الوفد المرافق له : انظروا فان اصل الامر ان نشعر بأهمية الحرية وان نتنفس هواء الحرية وننتصر على ذاتنا وعلى خلافاتنا التافهة وعلى مشاكلنا الداخلية وعلى الاخرين ان يحرروا لنا وطننا . وان نستخلص العبر ان النصر يأتي من صدور الرجال ، وليس بالعنف وحده تنتصر الثورات بل بزعماء وقادة وشعوب مؤمنة بنفسها وبقضيتها .
وكما قال السيد المسيح: ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم وخسر نفسه. وقبل ان نحرر الارض ونزيد من مساحة مناطق الف ومناطق باء علينا ان نحرر ارواحنا من الخوف ومن العبودية ومن الخلافات الداخلية، ومن الان وحتى شهر ايلول يمكن ان يتحقق حلم الزعيم المؤسس ياسر عرفات بدولة فلسطين وعاصمتها القدس.
- ماذا قال الرئيس الامريكي اوباما للرئيس عباس ؟ وماذا قال الرئيس الفلسطيني لاوباما ؟
- الرئيس عباس يصل إلى مصر اليوم لإجراء مباحثات مع الرئيس مبارك
- بحضور الرئيس عباس والرئيس التركي في اسطنبول اجتماع لكل سفراء فلسطين في العالم
- اتهم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو كل من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومستشاره جون بولتون بمحاولة الانقلاب الفاشلة في فنزويلا
- الرئيس محمود عباس يطالب بتوفير حماية دولية لشعب فلسطين "نص كلمة الرئيس"
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى