قواعد فاسدة ...
الأربعاء مايو 05, 2010 1:54 am
فضيلة العلامة زيد بن محمد المدخلي :
• القاعدة الأولى : تقول : " نصحح ولا نجرح " ! :
هذه القاعدة ليست من قواعد العلماء الربانيين الذين يعتد بعلمهم ، وإنما قواعد العلماء العارفين بشرع الله المطهر سابقًا ولاحقًا ، التصحيح لما يستحق التصحيح والتعديل لمن هو أهل للتعديل ، والتجريح لمن يستحق التجريح على ضوء القواعد المتعلقة بهذا الموضوع الخطير ، على هذا مشى أهل السنة والجماعة السلف الصالح وأتباعهم إلى يوم الدين ، وما كتب الجرح والتعديل عن الأذهان ببعيد .
وهذه القاعدة فيها تلبيس على من قلَّ نصيبه من العلم الشرعي ووسائله لا سيما في بلدكم ، وهذه من المغالطة ، وصاحبها إما أن يكون جاهلاً ؛ فيجب عليه : أن يطلب العلم صادقًا ، وإما أن يكون ملبسًا ومضللاً للناس ؛ فحسبه الله ، ونسأل الله أن يهديه ويرده إلى الحق رداً جميلاً ... آمين .
• القاعدة الثانية : تقول : " إذا حَكمت حُوكمت , و إذا دعوت أجرت " ! :
قوله : " إذا حكمت حوكمت " هذه - أيضًا - قاعدة خاطئة باطلة قد يكون المراد منها الترهيب لمن يتصدى لرد الخطأ وبيانه للناس بأن لا يرتكس فيه من يجهله ، وترهيب لمن ينصر السنة وينشرها ، وحقًا إنه لا يتم نصر السنة ونشرها على الوجه الأكمل إلا بدحض البدع التي تحارب السنن وتريد أن تحل محلها .
فهذه قاعدة - أيضًا - ؛ كسابقتها قاعدة خاطئة لا تصدر إلا من إنسان يريد أن يغالط نفسه ويخشى عليه أن يوبقها ، وكذلك يريد أن يغالط غيره سواءً بعلم أو بجهل ؛ فإذا كان بعلم فقد ارتكب مأثمًا عظيمًا ، وإن كان بجهل فقد ارتكب - أيضًا - خطًأ كبيرًا ؛ لأنه لا يجوز لأحدٍ أن يقول على الله أو على رسوله - صلى الله عليه وسلم - إلا بعلم متيقن ؛ كالشمس في رابعة النهار .
وأما قوله : " وإذا دعوت أجرت " ؛ فكلام حق إذا كانت الدعوة على منهاج الرسل الكرام والأنبياء العظام وأتباعهم من الأئمة السلفيين الأعلام ، أما إذا كانت الدعوة إلى خطوط التيه والإنحراف فأنى يكون فيها الأجر ؛ بل هي وزر يحمله صاحبه ، فاللهم سلم .
كتاب : " العقد المنضد الجديد في الأجوبة
على مسائل في الفقه والمناهج والتوحيد " : (1/158) .
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى