مصيبة العالم الإسلامي اليوم أخطر من مصيبة احتلال اليهود لفلسطين
الأحد أبريل 25, 2010 10:44 pm
فضيلة العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني
: الآن الجماعات الإسلامية المعاصرة مختلفون في طريقة معالجة المشكلة التي يشكوا منها كل الجماعات الإسلامية ، وهي مشكلة الذل الذي ران عليهم ، وكيف السبيل للخلاص منه !؟ هنالك طرق :
• الطريقة الأولى - والمثلى ، التي لا ثاني لها - : وهي التي ندعو المسلمين إليها - دائمًا وأبدًا - وهي : فهم الإسلام فهمًا صحيحًا ، وتطبيقه ، وتربية المسلمين على هذا الإسلام المصفى ؛ تلك هي سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؛ كما ذكرنا - ونذكر دائمًا وأبدًا - حينما بدأ رسول الله بأصحابه ؛ إذ دعاهم للإيمان بالله ورسوله ، وعلمهم أحكام الإسلام وأمرهم بتطبيقها .
وحينما كانوا يشكون إليه ما يصيبهم من ظلم المشركين وتعذيبهم إياهم ! وكان يأمرهم بالصبر ، وأن هذه سنة الله في خلقه ، أن يُحارب الحق بالباطل ، وأن يُحارب المؤمنون بالمشركين .
وهكذا الطريق الأولى لمعالجة هذا الأمر الواقع ؛ وهو العلم النافع والعمل الصالح .
• هناك حركات ودعوات أخرى كلها تلتقي على خلاف الطريقة الأولى والمُثلى - التي لا ثاني لها - وهي : اتركوا الإسلام الآن جانبًا من حيث وجوب فهمه ، ومن حيث وجوب العمل به ! الأمر الآن أهم من هذا الأمر ؛ وهو ـن نجتمع ، وأن نتوحد على محاربة الكفار !
سبحان الله ! كيف يمكن محاربة الكفار من دون سلاح !؟ كل إنسان عنده ذرة من عقل إذا لم يكن لديه سلاح مادي ؛ فهو لا يستطيع أن يحارب عدوه المسلح ليس بسلاح مادي واحد ، بل بأسلحة مادية كثيرة ! فإذا أراد أن يحارب عدوه هذا المسلح ، وهو غير مسلح ؛ ماذا يقال له !؟ أحاربه دون أن تتسلح ، أم تسلح ثم حارب !؟
!الجواب - الذي لا خلاف فيه - : تسلح ثم حارب ، هذا من الناحية المادية .
لكن ؛ من الناحية المعنوية : الأمر أهم بكثير من هذا إذا أردنا أن نحارب الكفار ؛ فسوف لا يمكننا أن نحارب الكفار بأن ندع الإسلام جانبًا ! لأن هذا خلافُ ما أمر الله - عز وجل - ورسوله - صلى الله عليه وسلم - المؤمنين في آيات كثيرات ؛ منها قوله تعالى : ( وَالْعَصْرِ . إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ . إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ) . t]سورة العضر ] .
( إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ) : نحن - الآن - بلا شك في خُسر ؛ لماذا !؟
لأننا لم نأخذ بما ذكر الله - عز وجل - من الاستثناء ( إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ) .
نحن - الآن - نقول : آمنا بالله ورسوله ، ولكن حينما ندعو المسلمين المتحزبين والمجتمعين المتكتلين على خلاف دعوة الحق إلى الرجوع إلى الكتاب والسنة ، يقولون هذا ندعه - الآن - جانبًا ! الأمر أهم هو محاربة الكفار !
فنقول لهم : بسلاح !؟ أو بدون سلاح !؟ ، فالحرب لابد لها من سلاحين :
• السلاح الأول : المعنوي ، وهم يقولون : دعوا السلاح المعنوي جانبًا ، وخذوا بالسلاح المادي ! ثم لا سلاح مادي ؛ ذلك لأن هذا غير مستطاع بالنسبة للأوضاع التي نحكم بها الآن ليس فقط من الكفار الذين يحيطون بنا من كل جانب ، بل من جانب بعض الحكام الذين يحكموننا ! فنحن لا نستطيع - اليوم - رغم أنوفنا : أن نأخذ الاستعداد بالسلاح المادي ؛ هذا لا نستطيعه ، فنقول : نريد أن نحارب بالسلاح المادي ، وهذا لا سبيل إليه !السلاح المعنوي هو الذي بين أيدينا ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ ) t]محمد : 19 ] . العلم ؛ ثم العمل به في حدود ما نستطيع .
هذا الذي نقوله بكل بساطة متناهية : دعوا هذا جانبًا ! هذا مستطاع ، ونُؤمر بتركه جانبًا ! وذاك غير مستطاع ؛ فنقول : يجب أن نحارب ! وبماذا نحارب !؟ خسرنا السلاحين معًا ، السلاح المعنوي لا يُغني ؛ نقول نؤجله ! لأن هذا ليس وقته وزمانه السلاح المادي لا نستطيعه ؛ فصرنا خرابًا يبابًا ضعفاء في السلاحين : المعنوي و المادي .
وإذا ما رجعنا إلى العهد الأول الأنور ، وهو عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؛ هل كان عنده سلاح مادي !؟
الجواب : لا ! بماذا إذن كان مفتاح النصر بالسلاح المادي أم بالسلاح المعنوي !؟
الجواب : لا شك أنه كان بالسلاح المعنوي ، وبه بدأت الدعوة في مثل تلك الآية ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ ) .
إذن العلم بالإسلام قبل كل شيء ثم تطبيق هذا الإسلام في حدود ما نستطيع .
بماذا نبدأ !؟
نبدأ قبل كل شيء بالأهم فالمهم ؛ وبخاصة إذا كان الأهم ميسورًا وهو السلاح المعنوي وهو فهم الإسلام فهمًا صحيحًا ، وتطبيقه تطبيقًا صحيحًا ، ثم السلاح المادي إن كان ميسورًا .
أخيرًا : أقول : ( وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) . t]التوبة : 105 ] .
لكن أكرر : إن العمل لا ينفع إلا إذا كان مقرونًا بالعلم النافع ؛ والعلم النافع إنما هو : قال الله ، قال رسوله ، قال الصحابة ؛ كما قال ابن القيم - رحمه الله - :
العلم قال الله قال رسوله ... قال الصحابة ليس بالتمويه
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة ... بين الرسول وبين رأي فقيه
كلا ولا جحد الصفات ونفيها ... حذار من التعطيل و التشبيه
مصيبة العالم الإسلامي - اليوم - أخطر من مصيبة احتلال اليهود لفلسطين ! مشكلة العالم الإسلامي اليوم أنهم ضلوا عن سواء السبيل ، أنهم ما عرفوا الإسلام الذي به تتحقق سعادة الدنيا والآخرة ، وإذا عاش المسلمون في بعض الظروف أذلاء مضطهدين من الكفار والمشركين وقتلوا وصلبوا ثم ماتوا ؛ فلا شك أنهم ماتوا سعداء .
ولو عاشوا في الدنيا أذلاء مضطهدين ! أما من عاش منهم عزيزًا في الدنيا ، وهو بعيد عن فهم الإسلام ، كما أراد الله - عز وجل - ورسوله ؛ فهذا سيموت شقيًا ، وإن عاش سعيدًا في الظاهر .
إذن - بارك الله فيكم - العلاج ( فَفِرُّوا إِلَى اللهِ ) افهموا ما قال الله ، وما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واعملوا بما قال الله ، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبهذا أنهي الجواب على ذاك السؤال .
من رسالة : o]إعلام سفهاء الأحلام بأن مقارعة الحكام ليست سبيل الرجوع إلى الإسلام ] ، وأصلها : مفرغ من سلسلة ] الهدى والنور ] .
- الصقرالمقنعالصقرالمقنع
- عدد المشاركات : 7031
العمر : 39
أوسمة التميز :
تاريخ التسجيل : 14/12/2008
رد: مصيبة العالم الإسلامي اليوم أخطر من مصيبة احتلال اليهود لفلسطين
الأحد أبريل 25, 2010 11:13 pm
جزاك الله خيرا عزيزي ابو علاء
موضوعك مهم جدا لنا كمسلمين
ان نقف مع انفسنا لحظة ونعرف
ديننا الحنيف جيدا وعندها نحرر فلسطين
ان شاء الله تعالى في القريب العاجل
موضوعك مهم جدا لنا كمسلمين
ان نقف مع انفسنا لحظة ونعرف
ديننا الحنيف جيدا وعندها نحرر فلسطين
ان شاء الله تعالى في القريب العاجل
رد: مصيبة العالم الإسلامي اليوم أخطر من مصيبة احتلال اليهود لفلسطين
الإثنين أبريل 26, 2010 2:27 am
الله يفتح عليك اخي ابا علاء
ورحم الله الشيخ الالباني ونفعنا بعلمه
ورحم الله الشيخ الالباني ونفعنا بعلمه
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى