الحرص على أسباب السعادة والحذر من أسباب الشقاوة
الأحد يناير 31, 2010 1:38 am
سماحة الإمام الوالد عبد العزيز بن عبد الله بن باز :
احذر - يا أخي - هذا الموقف ! احذر أن يخف ميزانك ! احذر أن تعطى كتابك بيسارك ! إنها مصيبة عظيمة ، واحرص على أسباب السعادة والنجاة ، وأن يثقل ميزانك ، وأن تعطى كتابك بيمينك ، وأن تكون من السعداء الرابحين الناجين .
هذه الدار دار المحاسبة ، فحاسب نفسك ، وانظر في أعمالك ليلاً ونهارًا ودائمًا حتى تموت ، فإن كنت مستقيمًا فاحمد الله ، واشكره، واصبر وصابر ، واسأل ربك التوفيق والثبات .
أما إن كنت قد قصرت وأهملت في بعض الأشياء فحاسب نفسك ، وتب إلى الله ، واستقم ، وراجع ما فرطت فيه ، واستقم على أوامر الله ، وابتعد عن نواهي الله ، عن نية صادقة ، وعن إخلاص لله ، وعن رغبة فيما عند الله ، وعن صدق ,
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) . [ التوبة : 119 ] . فالصدق لابد منه : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) . t]التوبة : 119 ] . ( فَلَوْ صَدَقُوا اللهَ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ ) . t]محمد : 21 ] .
ويقول سبحانه في آخر سورة المائدة : ( هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) . ] المائدة : 119 ] .
هذا حال الصادقين ، من صدق مع الله في أداء الحق ، وترك ما نهى الله عنه ، وفي مجاهدة النفس بالخير ، والمسارعة إلى الخير ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والتواصي بالحق ، والنصح لله ولعباد الله .
من جاهد نفسه وجد العاقبة الحميدة ، حمد العاقبة وربح في الدنيا والآخرة ، ومن أضاع وأهمل ندم العاقبة .
فالواجب الحذر ، وأن تحاسب نفسك في ليلك ونهارك : ماذا فعلت !؟ ما الذي قصرت فيه !؟ حتى تعرف مالك وما عليك .
واحذر صحبة الأشرار الذين يثبطونك عن الخير ويعينونك على الشر ، وعليك بصحبة الأخيار الذين إن ذكرت أعانوك ، وإن نسيت ذكروك بالخير وجاهدوا معك ، وصبروك وأعانوك وشجعوك على الخير .
عليك بصحبة الأخيار ، فالمرء على دين جليسه ، وعلى دين خليله ، فاحرص على صحبة الأخيار الطيبين ، الذين يعينونك على الخير ، ويذكرونك إذا نسيت ، ويشجعونك إذا كسلت .
عليك بصحبة الأخيار ، واحذر صحبة الأشرار ، الذين يثبطونك عن الحق ويجرونك إلى الباطل .
احذر صحبتهم . فالمؤمن على حسب حاله ، إن نصح لله ولعباده وصحب الأخيار سعد غاية السعادة ، وإن فرط وأضاع ندم غاية الندامة ، فأنت - يا عبد الله - تخلّق بأخلاق المؤمنين والزمها .
( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) . ] التوبة : 71 ] .
ويقول - صلى الله عليه وسلم - : ( كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى ، قيل : يا رسول الله ! من يأبى !؟ قال : من أطاعني دخل الجنة ، ومن عصاني فقد أبى ) ، من أطاع الله ورسوله دخل الجنة وفاز بالسعادة ، ومن عصى الله ورسوله فقد أبى وتعرض لغضب الله وعقابه .
فالواجب الحذر ، والواجب جهاد النفس ، قال تعالى : ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) . t]العنكبوت : 69 ] ، وقال سبحانه : ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ ) . t]محمد : 31 ] .
فلابد من المجاهدة ، ولا بد من الصبر ، قال تعالى : ( وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ) . t]العنكبوت : 6 ] .
جاهد نفسك لعلك تنجو ، فأنت في خطر ، هذه الدار دار خطر ، دار الغرور ، دار الفتنة . ( وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغُرُورِ ) . t]آل عمران : 185 ] . ( إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ ) . t]التغابن : 15 ] .
أنت في دار الغرور ، دار الفتن ، دار الشهوات ، دار الإغراء بما حرم الله ، فعليك بالحذر ما دمت في هذه الدار ، جاهد نفسك ، واصبر على طاعة ربك ، واحذر عصيانه ، والزم الأخيار ، واحذر الأشرار ، هذا هو طريق السعادة .
هذا هو طريق النجاة . هذا هو سبيل الخير ، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين ) ، فعليك بالتعلم ، تفقه في الدين وتبصر .
محاضرة صوتية بعنوان : " أسباب الثبات أمام الفتن "
- لؤلؤة القلوبصقر ماسي
- عدد المشاركات : 7773
العمر : 29
أوسمة التميز :
تاريخ التسجيل : 26/05/2009
رسالتي : ليًسٌٍُ غٌَرٍوٍرٍآً أوٍٍ كُبٌٍــرٍيًآء
بٌٍٍل شٌٍُمٌٍَوٍخٍُآ بٌٍآٍلذَآتًُ َفٍأنٍآ شٌٍُآمٌٍَخٍُهُ بٌٍأخٍٍُلآًقٌٍيً وًٍقٌٍيًمٌٍَيً
ٍليًسٌٍُ َفًٍقٌٍطٌٍُ بٌٍجًُمٌٍَآٍليً وٍنٍعُوٍمٌٍَتًُيً بٌٍٍل أنٍآ هُكُذَآ وٍسٌٍُأضٍٍُِل هُكُذَآ
مٌٍَآ أجًُمٌٍٍَل أنٍ أكُوٍنٍ أنٍآ .. ٍلآ أنٍآ أكُوٍنٍ غٌَيًــرٍيً ..!
رد: الحرص على أسباب السعادة والحذر من أسباب الشقاوة
الأحد يناير 31, 2010 11:21 pm
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى