خِلقة و خُلق
الجمعة يناير 29, 2010 1:39 am
مدخلـ
الكل يحرص على أن يظهر بتلك الصورة اللائقة والرائعة التي
يحاول من خلالها
أن يعكس شخصيته وذاته
ابتداءً من حرصه على النظافة
ومروراً بالاعتناء بالملبس والرائحة الزكية التي تريح النفس
ووصولاً إلى جمال الوجه والجسد
فكما ذكر في الحديث
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه - عن النبي - صلى
الله عليه وسلم - قال : لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال
ذرة من كبر قال رجل : إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا
ونعله حسنة قال : إن الله جميل
يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس )
فكما أن الجمال والحرص عليه من الشريعة الإسلامية وتدعوا كل
مسلم إليه حتى يظهر بالمظهر اللائق
كذلك أتى ذلك موافقاً لطبيعة الإنسان وفطرته في حبه للجمال
وكل من شذ عن هذا السلوك يعتبراً شاذا عن العقل والمنطق
وقبلهما الإسلام وتشريعه
حتى وجدنا من يبالغ في ذلك الجمال والحرص عليه
إلى درجة تجاوزت خطوط المعقول
فنجد من يحاول أن يُخضع جسده إلى عمليات تجميلية
حتى يكون بذلك المظهر الجميل والرائع الذي يخلٌق للشخص قبولاً
عند الناس من حوله
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
وبعد تلك المقدمة التي أجزم أنني لن أجد من يختلف معي عليها
أرى عجباً من بعض ممن يحاول التجمل أو حتى يبالغ فيه
فبين حرصه على جمال مظهره
إلا أنه لم يفكر ولو في لجرد ثانية
على أن يُجمل خُلقه كما جملَ خلقته
بل وإن من المؤلم أن نراه يكابر في الدفاع والتبرير عن أخلاقه
التي تناقض الحقيقة والصواب
معللاً ومبرراً بعض تلك التصرفات السلوكية السلبية
بأن بعض تلك الأخلاق التي لا تُقبل ولا تُرضى من عقل
مُدرك
بأنها من الدهاء والذكاء الذي فُرض عليه من المجتمع
فتراه أحياناً يكذب ويبالغ في ذلك الكذب
معدلاً ومزيفاً معنى الكذب الصحيح إلى صالحه
وكأن المصلحة قلبت هذا المحرم إلى مُباح
ونراه أحياناً أخرى ينافق بل ويفاخر بذلك النفاق
وهو مُدرك أن من ينافق من أجله يعلم حقيقته
وتراه بكل سذاجة مبتسماً بتحقيقه لذلك النفاق باختلاف مظاهره
مزيفاً معاني المجاملة المقبولة إلى تطبيق كامل لمعنى ذلك النفاق
الاجتماعي
ونراه مرة يخون الأمانة باختلاف تلك الأمانة
معللاً ذلك إلى أنه من الدهاء والذكاء والمكر الذي يجب عليه حتى يعيش
ونراه مرة أخرى وقد تلفظ بتلك العبارات النابية والقذرة
والمنحطة
وقد أوجد سبباً لذلك بأن ذلك من خفة الدم والأسلوب المرح
مدعياً أن كل من خالف ذلك هو بحقيقة واقعة إنسان معقد لا يعرف
مكامن السعادة
نجده في بعض حالاته
خان وغدر وتملق من ذلك القناع الذي قد لبسه طويلاً
مفاخراً بأنه لا يوجد شخص يستطيع أن يفرض عليه ما لا يريد
وكأن الوفاء والعهود لا توجد إلا بتلك الطريقة المفروضة علينا من غيرنا
ونجده في حالاتٍ أخرى
يماطل كثيراً ويتهرب من تلك الوعود
لأنه يرى نفسه أعلى منزلةً وأكثر عروبةً من غيره ممن خلقهم الله
يغلب عليه عدم الأهتمام بالمواعيد ودقتها
وكأن الالتزام بتلك المواعيد ليس إلا تقليلاً من أهميته وشأنه
معتقداً أنه كلما تأخر ازدادت أهميته في مجتمعه
تراه والفضول قد احتواه
إلى درجة أنه قد سأل عن ما لا يخطر على ذهنك
حتى وإن كان في تلك الإجابات أسراراً لعورات مسلمين
تجده دائماً
يسيء الظن
خالطاً بين مفهوم ( الحذر ) وبين ( إساءة الظن )
وقد أوصله ذلك إلى الشك الذي قد يحطم حياته الأُسرية أو الزوجية
معتقداً أن ذلك دليلاً على رجولته الكاملة
وأحياناً
تجده يظلم تلك الزوجة أو البنت أو الأخت
يسلبها حقوقها مدعياً أن ذلك يمثل السيطرة الكاملة
وأن ذلك علامة من علامات القوة في السيطرة والتحكم
تراه يُربي أبنائه
على استخدام سوء الألفاظ وسوء الأدب
مع من كان من الأولى أن يعلم أبنائه احترامهم
وكأنه ضرباً من ضروب التربية على الشجاعة
وكأن الجرأة لا تكون إلا بذلك اللفظ السيئ والُخلق الذميم
تراه أحياناً
وقد أرتفع صوته وعلا
متناسياً أن أنكر الأصوت لصوت الحمير
صور كثيرة ومختلفة
لسوء الخلق
والذي لم يحرص كثيرٌ على تعديلها أو تصحيحها
أو تجميلها كما نجح في أن يجمل مظهره الخارجي
تجد ذلك الفارق الشاسع
بين مظهره الخارجي ( الجميل ) وبين أخلاقه ( القبيحة )
صور لم استحدثها من مخيلتي
بل نجدها حولنا في المجتمع المحيط بنا
لا نستطيع أن ننكرها وننكر وجودها
فأدلتها واضحة في كل يوم نتعامل فيه مع هؤلاء
ولم يحاول الكثير أن (يُجمل ) تلك الأخلاق
كما حرص كثيراً على أن يجمل مظهره
أو صورته التي حاول تحسينها بفرشاة الفوتوشوب
مخفياً تلك العيوب وتلك التجاعيد في بشرته
أو محاولاً الاستعانة بذلك ( الأستوديو ) في إظهار ابتسامته الساحرة
التي هي على النقيض تماماً لأخلاقه القبيحة
جميل أن يتفق الأغلبية على تلك الحروف
ولكن الأجمل أن نجد تلك المحاولات الجادة
إلى أن نُجمل أخلاقنا باختلافها مع من حولنا
حتى ننعم بمجتمع مميز ورائع
وحتى نجد تلك الحسنات التي نتمناها في يوم الحساب
يقول عليه الصلاة والسلام " ما من أثقل من ميزان العبد يوم
القيامة من حسن الخلق "
مخرجــ
الأخلاق :فى اللغة جمع خلق والخلق اسم لسجية الإنسان
وطبيعته التي خلق عليها
حُسن الخُلق اصطلاحاً: طلاقة الوجه، وبذل المعروف، وكف
الأذى عن الناس، هذا مع ما يلازم المسلم من كلام حسن، ومدارة
للغضب، واحتمال الأذى
الكل يحرص على أن يظهر بتلك الصورة اللائقة والرائعة التي
يحاول من خلالها
أن يعكس شخصيته وذاته
ابتداءً من حرصه على النظافة
ومروراً بالاعتناء بالملبس والرائحة الزكية التي تريح النفس
ووصولاً إلى جمال الوجه والجسد
فكما ذكر في الحديث
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه - عن النبي - صلى
الله عليه وسلم - قال : لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال
ذرة من كبر قال رجل : إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا
ونعله حسنة قال : إن الله جميل
يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس )
فكما أن الجمال والحرص عليه من الشريعة الإسلامية وتدعوا كل
مسلم إليه حتى يظهر بالمظهر اللائق
كذلك أتى ذلك موافقاً لطبيعة الإنسان وفطرته في حبه للجمال
وكل من شذ عن هذا السلوك يعتبراً شاذا عن العقل والمنطق
وقبلهما الإسلام وتشريعه
حتى وجدنا من يبالغ في ذلك الجمال والحرص عليه
إلى درجة تجاوزت خطوط المعقول
فنجد من يحاول أن يُخضع جسده إلى عمليات تجميلية
حتى يكون بذلك المظهر الجميل والرائع الذي يخلٌق للشخص قبولاً
عند الناس من حوله
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
وبعد تلك المقدمة التي أجزم أنني لن أجد من يختلف معي عليها
أرى عجباً من بعض ممن يحاول التجمل أو حتى يبالغ فيه
فبين حرصه على جمال مظهره
إلا أنه لم يفكر ولو في لجرد ثانية
على أن يُجمل خُلقه كما جملَ خلقته
بل وإن من المؤلم أن نراه يكابر في الدفاع والتبرير عن أخلاقه
التي تناقض الحقيقة والصواب
معللاً ومبرراً بعض تلك التصرفات السلوكية السلبية
بأن بعض تلك الأخلاق التي لا تُقبل ولا تُرضى من عقل
مُدرك
بأنها من الدهاء والذكاء الذي فُرض عليه من المجتمع
فتراه أحياناً يكذب ويبالغ في ذلك الكذب
معدلاً ومزيفاً معنى الكذب الصحيح إلى صالحه
وكأن المصلحة قلبت هذا المحرم إلى مُباح
ونراه أحياناً أخرى ينافق بل ويفاخر بذلك النفاق
وهو مُدرك أن من ينافق من أجله يعلم حقيقته
وتراه بكل سذاجة مبتسماً بتحقيقه لذلك النفاق باختلاف مظاهره
مزيفاً معاني المجاملة المقبولة إلى تطبيق كامل لمعنى ذلك النفاق
الاجتماعي
ونراه مرة يخون الأمانة باختلاف تلك الأمانة
معللاً ذلك إلى أنه من الدهاء والذكاء والمكر الذي يجب عليه حتى يعيش
ونراه مرة أخرى وقد تلفظ بتلك العبارات النابية والقذرة
والمنحطة
وقد أوجد سبباً لذلك بأن ذلك من خفة الدم والأسلوب المرح
مدعياً أن كل من خالف ذلك هو بحقيقة واقعة إنسان معقد لا يعرف
مكامن السعادة
نجده في بعض حالاته
خان وغدر وتملق من ذلك القناع الذي قد لبسه طويلاً
مفاخراً بأنه لا يوجد شخص يستطيع أن يفرض عليه ما لا يريد
وكأن الوفاء والعهود لا توجد إلا بتلك الطريقة المفروضة علينا من غيرنا
ونجده في حالاتٍ أخرى
يماطل كثيراً ويتهرب من تلك الوعود
لأنه يرى نفسه أعلى منزلةً وأكثر عروبةً من غيره ممن خلقهم الله
يغلب عليه عدم الأهتمام بالمواعيد ودقتها
وكأن الالتزام بتلك المواعيد ليس إلا تقليلاً من أهميته وشأنه
معتقداً أنه كلما تأخر ازدادت أهميته في مجتمعه
تراه والفضول قد احتواه
إلى درجة أنه قد سأل عن ما لا يخطر على ذهنك
حتى وإن كان في تلك الإجابات أسراراً لعورات مسلمين
تجده دائماً
يسيء الظن
خالطاً بين مفهوم ( الحذر ) وبين ( إساءة الظن )
وقد أوصله ذلك إلى الشك الذي قد يحطم حياته الأُسرية أو الزوجية
معتقداً أن ذلك دليلاً على رجولته الكاملة
وأحياناً
تجده يظلم تلك الزوجة أو البنت أو الأخت
يسلبها حقوقها مدعياً أن ذلك يمثل السيطرة الكاملة
وأن ذلك علامة من علامات القوة في السيطرة والتحكم
تراه يُربي أبنائه
على استخدام سوء الألفاظ وسوء الأدب
مع من كان من الأولى أن يعلم أبنائه احترامهم
وكأنه ضرباً من ضروب التربية على الشجاعة
وكأن الجرأة لا تكون إلا بذلك اللفظ السيئ والُخلق الذميم
تراه أحياناً
وقد أرتفع صوته وعلا
متناسياً أن أنكر الأصوت لصوت الحمير
صور كثيرة ومختلفة
لسوء الخلق
والذي لم يحرص كثيرٌ على تعديلها أو تصحيحها
أو تجميلها كما نجح في أن يجمل مظهره الخارجي
تجد ذلك الفارق الشاسع
بين مظهره الخارجي ( الجميل ) وبين أخلاقه ( القبيحة )
صور لم استحدثها من مخيلتي
بل نجدها حولنا في المجتمع المحيط بنا
لا نستطيع أن ننكرها وننكر وجودها
فأدلتها واضحة في كل يوم نتعامل فيه مع هؤلاء
ولم يحاول الكثير أن (يُجمل ) تلك الأخلاق
كما حرص كثيراً على أن يجمل مظهره
أو صورته التي حاول تحسينها بفرشاة الفوتوشوب
مخفياً تلك العيوب وتلك التجاعيد في بشرته
أو محاولاً الاستعانة بذلك ( الأستوديو ) في إظهار ابتسامته الساحرة
التي هي على النقيض تماماً لأخلاقه القبيحة
جميل أن يتفق الأغلبية على تلك الحروف
ولكن الأجمل أن نجد تلك المحاولات الجادة
إلى أن نُجمل أخلاقنا باختلافها مع من حولنا
حتى ننعم بمجتمع مميز ورائع
وحتى نجد تلك الحسنات التي نتمناها في يوم الحساب
يقول عليه الصلاة والسلام " ما من أثقل من ميزان العبد يوم
القيامة من حسن الخلق "
مخرجــ
الأخلاق :فى اللغة جمع خلق والخلق اسم لسجية الإنسان
وطبيعته التي خلق عليها
حُسن الخُلق اصطلاحاً: طلاقة الوجه، وبذل المعروف، وكف
الأذى عن الناس، هذا مع ما يلازم المسلم من كلام حسن، ومدارة
للغضب، واحتمال الأذى
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى