أفكار مسمومة
السبت يناير 23, 2010 11:42 pm
وجهة نظر خارجة عن المألوف الذي اعتاد عليه البعض، وتحمل بين طياتها
أفكارا جريئة قد يُطعن فيها وتُرمي بما قد تجود به القرائح، وهي رؤية
مغايرة وقد تبدو غير اعتيادية وذلك تبعا للزاوية التي أنظر من خلالها إلى
الأمور، ولكل منا زاويته وطريقته وأسلوبه، فليس هنالك شيء اسمه التجريد
الكامل و الموضوعية المطلقة وكل منا لا يرى الأمور إلا انطلاقا من أناه
وتجربته في الحياة وحجته، وكل منا هو كتاب فريد من نوعه يحوي بين دفتيه
قصة لاتشبه قصة أي كتاب آخر كما هو الحال بالنسبة لبصماتنا، وهذه بديهية
في النفس البشرية وآية من آيات الخالق في الخلق، ومن أراد أن أشبهه أو
أتشبه به في فكره وأسلوبه في العيش ونظرته للحياة فهو كمن يعتدي على حقي
في هذه الحياة، وما سأقوله قد يمتعض منه البعض على الرغم من كونه مجرد
كلمات إلكترونية تمخر عباب النت وسط آلاف الملايير من أخواتها، ولن ترق
البتة إلى أفعال هؤلاء القوم الفعلية التي تبت في حوائج الناس المتشابهة
والمتطابقة بمعيارين مزدوجين متناقضين وتنظر إليها بعينين أحولين غدارتين،
فعندما يحاكم المجرم من هم أكثر منه إجراما، وعندما يقف المرء مدافعا عن
نفسه أمام الخُطاة، وعندما ترعى الذئاب حقوق الغنم عند ذلك يغرق الحق
ويطفو الباطل وتُضحي العدالة بلا فائدة ولا طائل، فيخلو الجو لقزم ما بحكم
مفاتيح سلطته أن يأخذ قلما وورقة صفراء كوجهه الأصفر ويبدأ في تشريح موظف
وتنقيطه بحقد ظاهر تبعا لسيرته وسلوكه ومساره المهني وما قدمه من خدمات
حسب ما يدعون، وليس ما يدعون هو كل الحقيقة لأن كثيرا من الحقائق تغيب على
من يتبجح ويدعي المعرفة، وأكبر الجهال هم العارفون، فكثيرا ما تنحو هذه
الخزعبلات منحى آخر ويصبح الموقف الحقيقي في الصعود والترقي يكمن في أمور
بعيدة كل البعد عن التقييم الموضوعي للإنتاجية والعطاء والتمكن والخبرة،
وينحسر فقط في 'واش باك صاحب أبا؟' و'لد من أنت؟' و 'واش كتشغل منصب
مسؤولية ولو كنت أزرق من السماء؟' و 'من أي نقابة أو حزب أنت؟'، هذه في
الحقيقة مع كامل الأسف، بدون ديكور خارجي وبدون ماكياج، هي النقط الرئيسية
المعتمدة في حالات شتى متعلقة بالترقي في الإدارات العمومية، ولحجب الشمس
بالغربال خلقوا لجانا سموها لجانا إدارية متساوية الأعضاء، وأنا لا أرى
فيها حقيقة سوى لجان إدارية متداعية ومشبوهة الأعضاء، يمضغون بفمها الثوم
ويدعونها للصلاة على جنائز ضحاياها، تسمع زئيرها من بعيد فيقشعر جلدك
وتحسبها أسدا شرسا مقبلا غير مدبر، وعندما يدنو منك لا ترى فيه سوى هيدورة
وكومة عظام بلا مخالب ولا أنياب، لا يطلب غير النجاة والسلامة والحصول على
لقمة رطبة سهلة الهضم بلا مضغ ولا ماء، ، والحقوق في كل الأحوال لا تصبح
سارية المفعول إلا ابتداء من اللحظة التي تُمتلك فيها القــوة اللازمة
لإثبات هذه الحقوق وما دون ذلك فكله هُراء في هُراء.
إن
الله جل وعلا لا يحاسب البشر إلا بعد أن ينتهي أجلهم، فلما أنت أيها القزم
متسرع بمحاسبة الناس؟!!... وما الفائدة التي سوف تجنيها في أن ترفع عمرا
وتُسقِط زيدا، مع أن زيدا أحق من عمر، سوى المزيد من التعاسة والبؤس
والخزي والعار الذين سوف يلازمونك طوال حياتك، قد يكون كلامك جميلا وممتعا
وأخاذا ولكن دعنا من اللعب على وثر الكلمات، فكلما أحرجت أفكارك المسمومة
بأسئلتي وأفكاري الجريئة ألاحظ عيناك تنظران إلى الأسفل على اليسار وأعرف
بأنك تكذب، إنني لأشفق لحالك ومآلك رغم ظلمك وعدوانك، إن من مظاهر خستك
ولؤمك أن تتصنع دائما العظمة والحزم والكبرياء أمام إخوانك وأعوانك وأنت
أجبن الناس وأذلهم وأندلهم، وعندما تقف أما الأقوياء والفراعنة ترتعد
فرائصك حتى لأرى رجلي سراويلك ترتجف كرجلي دجاجة، إنك سوف تغادر لا محالة
يوما ما منصبك هذا الذي تستمد منه جبروتك وقوتك وسلطانك واستئسادك على خلق
الله فتُصبح أثرا بعد عين، ولن تجد من يمد لك يده ليصافحك أو يقرأ عليك
حتى السلام، فانظر في زلاتك وظلمك واعتداءك قبل فوات الأوان، ولا تبخس
الناس أشياءهم وصحح أخطاءك وقوم خطاياك، ونصيحتي الأخيرة لك لوجه الله، لا
أرجو من وراءها منك لا جزاء ولا شكورا، هي أن تُبقى رأسك دائما صغيرا
ورجلاك ثابتة على الأرض، فكلما صعدت للأعلى ظانا أن الناس أقل شأنا كلما
أصبحت أقل ظهورا ووضوحا لهم، وأقل اهتماما وقضاء لحوائجهم، لأن الكتب
المرصوصة والمرتبة في الرفوف العليا للمكتبات هي الأقل فائدة ونفعا
والأبخس قيمة وشأنا، وبالعربية تا عرابت أقول لك خذ العبرة من اللي فاتوا
وحط كواريك للأرض.
- ريتشةصقر ذهبي
- عدد المشاركات : 1025
العمر : 34
أوسمة التميز :
تاريخ التسجيل : 16/04/2009
رسالتي : لو بحثت عن صديق فلم تجده ، فتأكد انك تبحث عنه لتأخذ منه شيئاً
ولو بحثت لتعطيه شيئاً لوجدته
رد: أفكار مسمومة
الأحد يناير 24, 2010 11:14 pm
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى