السكوت عند الأحمق جوابه
+2
فتحاوي حتى النخاع
Fatom Najran
6 مشترك
السكوت عند الأحمق جوابه
الجمعة يناير 22, 2010 11:18 pm
جاء
في كتاب المستطرف في كل فن مستظرف للأبشيهي أن العاقل لا تبطره المنزلة
السنية كالجبل لا يتزعزع وإن اشتدت عليه الريح، والجاهل تبطره أدنى منزلة
كالحشيش يحركه أدنى ريح، وقيل لعلي رضي الله عنه صف لنا العاقل قال هو
الذي يضع الشيء مواضعه، قيل فصف لنا الجاهل قال قد فعلت يعني الذي لا يضع
الشيء مواضعه، وقال المنصور لولده خذ عني ثنتين لا تقل من غير تفكير ولا
تعمل بغير تدبير، وقال أدرشير أربعة تحتاج إلى أربعة الحسب إلى الأدب
والسرور إلى الأمن والقرابة إلى المودة والعقل إلى التجربة، وقال كسرى أنو
شروان أربعة تؤدي إلى أربعة العقل إلى الرياسة والرأي إلى السياسة والعلم
إلى التصدير والحلم إلى التوقير، وقال القاسم بن محمد من لم يكن عقله أغلب
الخصال عليه كان حتفه من أغلب الخصال عليه، وقيل أفضل العقل معرفة العاقل
بنفسه، وقيل ثلاثة هن رأس العقل مداراة الناس والاقتصاد في المعيشة
والتحبب إلى الناس، وقيل من أعجب برأي نفسه بطل رأيه ومن ترك الاستماع من
ذوي العقول مات عقله، وقيل العاقل المحروم خير من الأحمق المرزوق، وسئل
بعضهم أيما أحمد في الصبا الحياء أم الخوف قال الحياء لأن الحياء يدل على
العقل والخوف يدل على الجبن، وقيل غضب العاقل على فعله وغضب الجاهل على
قوله.
والعاقل من عقله في إرشاد ورأيه في إمداد، فقوله سديد وفعله
حميد، والجاهل من جهله في إغراء، فقوله سقيم وفعله ذميم، ولا يكتفي في
الدلالة على عقل الرجل الاغترار بحسن ملبسه وملاحة سمته وتسريح لحيته
وكثرة صلفته ونظافة بزته إذ كم من كنيف مبيض وجلد مفضض.
وقد
قال الأصمعي رأيت بالبصرة شيخا له منظر حسن وعليه ثياب فاخرة وحوله حاشية
وهرج وعنده دخل وخرج فأردت أن اختبر عقله فسلمت عليه وقلت ما كِنية سيدنا
فقال أبو عبد الرحمن الرحيم مالك يوم الدين قال الأصمعي فضحكت منه وعلمت
قلة عقله وكثرة جهله ولم يدفع ذلك عنه غزارة خرجه ودخله، وقد يكون الرجل
موسوما بالعقل مرموقا بعين الفضل فيصدر منه حالة تكشف عن حقيقة حاله وتشهد
عليه بقلة عقله واختلاله.
وأما
صفة الأحمق من حيث الأفعال فترك نظره في العواقب وثقته بمن لا يعرفه
والعجب وكثرة الكلام، وسرعة الجواب وكثرة الالتفات، والخلو من العلم
والعجلة والخفة والسفه والظلم والغفلة والسهو والخيلاء، إن استغنى بطر وإن
افتقر قنط وإن قال أفحش وإن سُئل بخل وإن سَأل ألح وإن قال لم يحسن وإن
قيل له لم يفقه وإن ضحك قهقه وإن بكى صرخ وإن اعتبرنا هذه الصفات وجدناها
في كثير من الناس فلا يكاد يُعرف العاقل من الأحمق.
وحُكي
أن أحمقين اصطحبا في طريق فقال أحدهما للآخر تعال نتمن على الله فإن
الطريق تقطع بالحديث، فقال أحدهما أنا أتمنى قطائع غنم أنتفع بلبنها
ولحمها وصوفها وقال الآخر أنا أتمنى قطائع ذئاب أرسلها على غنمك حتى لا
تترك منها شيئا، قال ويحك أهذا من حق الصحبة وحرمة العشرة، فتصايحا
وتخاصما واشتدت الخصومة بينهما حتى تماسكا بالأطواق ثم تراضيا من أن أول
من يطلع عليهما يكون حكما بينهما، فطلع عليهما شيخ بحمار عليه زقان أي
قربتان من عسل، فحدثاه بحديثهما فنزل بالزقين وفتحهما حتى سال العسل على
التراب، وقال صب الله دمي مثل هذا العسل إن لم تكونا أحمقين.
وقال عيسى عليه السلام عالجت الأبرص والأكمه فأبرأتهما وعالجت الأحمق فأعياني، والسكوت عند الأحمق جوابــه.
في كتاب المستطرف في كل فن مستظرف للأبشيهي أن العاقل لا تبطره المنزلة
السنية كالجبل لا يتزعزع وإن اشتدت عليه الريح، والجاهل تبطره أدنى منزلة
كالحشيش يحركه أدنى ريح، وقيل لعلي رضي الله عنه صف لنا العاقل قال هو
الذي يضع الشيء مواضعه، قيل فصف لنا الجاهل قال قد فعلت يعني الذي لا يضع
الشيء مواضعه، وقال المنصور لولده خذ عني ثنتين لا تقل من غير تفكير ولا
تعمل بغير تدبير، وقال أدرشير أربعة تحتاج إلى أربعة الحسب إلى الأدب
والسرور إلى الأمن والقرابة إلى المودة والعقل إلى التجربة، وقال كسرى أنو
شروان أربعة تؤدي إلى أربعة العقل إلى الرياسة والرأي إلى السياسة والعلم
إلى التصدير والحلم إلى التوقير، وقال القاسم بن محمد من لم يكن عقله أغلب
الخصال عليه كان حتفه من أغلب الخصال عليه، وقيل أفضل العقل معرفة العاقل
بنفسه، وقيل ثلاثة هن رأس العقل مداراة الناس والاقتصاد في المعيشة
والتحبب إلى الناس، وقيل من أعجب برأي نفسه بطل رأيه ومن ترك الاستماع من
ذوي العقول مات عقله، وقيل العاقل المحروم خير من الأحمق المرزوق، وسئل
بعضهم أيما أحمد في الصبا الحياء أم الخوف قال الحياء لأن الحياء يدل على
العقل والخوف يدل على الجبن، وقيل غضب العاقل على فعله وغضب الجاهل على
قوله.
والعاقل من عقله في إرشاد ورأيه في إمداد، فقوله سديد وفعله
حميد، والجاهل من جهله في إغراء، فقوله سقيم وفعله ذميم، ولا يكتفي في
الدلالة على عقل الرجل الاغترار بحسن ملبسه وملاحة سمته وتسريح لحيته
وكثرة صلفته ونظافة بزته إذ كم من كنيف مبيض وجلد مفضض.
وقد
قال الأصمعي رأيت بالبصرة شيخا له منظر حسن وعليه ثياب فاخرة وحوله حاشية
وهرج وعنده دخل وخرج فأردت أن اختبر عقله فسلمت عليه وقلت ما كِنية سيدنا
فقال أبو عبد الرحمن الرحيم مالك يوم الدين قال الأصمعي فضحكت منه وعلمت
قلة عقله وكثرة جهله ولم يدفع ذلك عنه غزارة خرجه ودخله، وقد يكون الرجل
موسوما بالعقل مرموقا بعين الفضل فيصدر منه حالة تكشف عن حقيقة حاله وتشهد
عليه بقلة عقله واختلاله.
وأما
صفة الأحمق من حيث الأفعال فترك نظره في العواقب وثقته بمن لا يعرفه
والعجب وكثرة الكلام، وسرعة الجواب وكثرة الالتفات، والخلو من العلم
والعجلة والخفة والسفه والظلم والغفلة والسهو والخيلاء، إن استغنى بطر وإن
افتقر قنط وإن قال أفحش وإن سُئل بخل وإن سَأل ألح وإن قال لم يحسن وإن
قيل له لم يفقه وإن ضحك قهقه وإن بكى صرخ وإن اعتبرنا هذه الصفات وجدناها
في كثير من الناس فلا يكاد يُعرف العاقل من الأحمق.
وحُكي
أن أحمقين اصطحبا في طريق فقال أحدهما للآخر تعال نتمن على الله فإن
الطريق تقطع بالحديث، فقال أحدهما أنا أتمنى قطائع غنم أنتفع بلبنها
ولحمها وصوفها وقال الآخر أنا أتمنى قطائع ذئاب أرسلها على غنمك حتى لا
تترك منها شيئا، قال ويحك أهذا من حق الصحبة وحرمة العشرة، فتصايحا
وتخاصما واشتدت الخصومة بينهما حتى تماسكا بالأطواق ثم تراضيا من أن أول
من يطلع عليهما يكون حكما بينهما، فطلع عليهما شيخ بحمار عليه زقان أي
قربتان من عسل، فحدثاه بحديثهما فنزل بالزقين وفتحهما حتى سال العسل على
التراب، وقال صب الله دمي مثل هذا العسل إن لم تكونا أحمقين.
وقال عيسى عليه السلام عالجت الأبرص والأكمه فأبرأتهما وعالجت الأحمق فأعياني، والسكوت عند الأحمق جوابــه.
- ريتشةصقر ذهبي
- عدد المشاركات : 1025
العمر : 34
أوسمة التميز :
تاريخ التسجيل : 16/04/2009
رسالتي : لو بحثت عن صديق فلم تجده ، فتأكد انك تبحث عنه لتأخذ منه شيئاً
ولو بحثت لتعطيه شيئاً لوجدته
رد: السكوت عند الأحمق جوابه
الثلاثاء يناير 26, 2010 1:58 pm
- هلينصقر نشيط
- عدد المشاركات : 150
العمر : 33
تاريخ التسجيل : 08/01/2010
رد: السكوت عند الأحمق جوابه
الثلاثاء فبراير 09, 2010 12:03 pm
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى