استيقظوا من غفلتكم
+2
الصقرالمقنع
ابو علاء
6 مشترك
استيقظوا من غفلتكم
الأحد نوفمبر 29, 2009 11:56 pm
من محمد بن إبراهيم إلى إخواننا المسلمين ، جعلنا الله وإياهم من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه .
آمين...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
فإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو القطب الأعظم في الدين ،والمهم الذي ابتعث الله له الأنبياء والمرسلين ، فلو طوي بساطه وأهمل علمه وعمله لفشت الضلالة ، وشاعت الجهالة ، وخربت البلاد ، وهلك العباد ،
قال الله تعالى : (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (الروم:41)
فنعوذ بالله من اندراس هذا المهم العظيم ، واستيلاء المداهنة على القلوب وذهاب الغيرة الدينية .
إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكرهوعنوان الإيمان, ودليل السعادة والفلاح ،
قال الله تعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (التوبة:71)
وقال تعالى : (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (آل عمران:104)
وقال تعالى : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (آل عمران: من الآية110)
وقال تعالى : (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ*كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) (المائدة:79,78)
وهذا غاية في التغليظ ، إذ علل استحقاقهم اللعنة باستهانتهم بأمر الله ، وتركهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
وروى أبو داود والترمذي من حديث عبد الله بن مسعود ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد السفيه ولتأطرنه على الحق أطراً أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض ثم يلعنكم كما لعنهم)
(وفي هذا المعنى أحاديث رواها الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وغيرهم)
وعن حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عذاباً من عنده ثم لتدعنه فلا يستجاب لكم)
الراوي: حذيفة المحدث: محمد المناوي - المصدر: تخريج أحاديث المصابيح - الصفحة أو الرقم: 4/358
خلاصة الدرجة: إسناده جيد
وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه يوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده)
الراوي: - المحدث: ابن تيمية - المصدر: مجموع الفتاوى - الصفحة أو الرقم: 28/307
خلاصة الدرجة: ثابت
وعن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أوحى الله إلى جبريل عليه السلام أن اقلب مدينة كذا وكذا بأهلها . قال : يارب إن فيهم عبدك فلاناً لم يعصك طرفة عين . قال : فقال اقلبها عليه وعليهم فإن وجهه لم يتمعر في ساعة قط)
وعن جرير مرفوعاً (ما من قوم يكون بين أظهرهم من يعمل بالمعاصي هم أعز منه وأمنع لم يغيروا عليه إلا أصابهم الله بعذابه) رواه أحمد وغيره
وفي مراسيل الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم : (لا تزال هذه الأمة تحت يد الله وفي كنفه مالم يمالئ قراؤها أمراءها ، وما لم يزك صلحاؤها فجارها ، وما لم يهن خيارها أشرارها ، فإذا هم فعلوا ذلك رفع الله يده عنهم ، ثم سلط عليهم جبابرتهم فيسومونهم سوء العذاب ثم ضربهم الله بالفاقة والفقر)
وذكر ابن أبي الدنيا ، عن إبراهيم ابن عمر الصنعاني ، قال : أوحى الله إلى يوشع بن نون : إني مهلك من قومك أربعين ألفاً من خيارهم ،وستين ألفاً من شرارهم . قال : يارب هؤلاء الأشرار ، فما بال الأخيار؟ قال : إنهم لم يغضبوا لغضبي ، وكانوا يواكلونهم ، ويشاربونهم .
وذكر الإمام أحمد من حديث ابن عمر مرفوعاً : (لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم فيسومونكم سوء العذاب ثم يدعوا خياركم فلا يستجاب لهم) (لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليبعثن الله عليكم من لا يرحم صغيركم ولا يوقر كبيركم) .
وفي الطبراني من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما طفف قوم كيلاً ولا بخسوا ميزاناً إلا منعهم الله القطر . وما ظهر في قوم الزنا إلا ظهر فيهم الموت وما ظهر في قوم الربا إلا سلط الله عليهم الجنون . ولا ظهر في قوم القتل يقتل بعضهم بعضاً إلا سلط الله عليهم عدوهم . ولا ظهر في قوم عمل قوم لوط إلا ظهر فيهم الخسف . وما ترك قوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا لم ترفع أعمالهم ولم يسمع دعاؤهم).
وفي الصحيح من حديث أبي سعيد ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان) وفي رواية: (وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردلٍ)
وعن النعمان بن بشير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (مثل المداهن في حدود الله والواقع فيها : مثل قوم استهموا على سفينة ، فصار بعضهم في أسفلها وصار بعضهم في أعلاها ، فكان الذي في أسفلها يمر بالماء على الذين في أعلاها فتأذوا به ، فأخذ فأساً فجعل ينقر أسفل السفينة ، فأتوه فقالوا : مالك . قال : تأذيتم بي ولا بد لي من الماء . فإن أخذوا على يديه أنجوه ونجوا أنفسهم . وإن تركوه أهلكوه وأهلكوا أنفسهم) رواه البخاري .
والأحاديث في الحث على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كثيرة جداً .
فاتقوا الله عباد الله . وهبوا من رقدتكم ، واستيقظوا من غفلتكم ، وقوموا بأمر ربكم ، ومروا بالمعروف ،وانهوا عن المنكر ،وتناصحوا فيما بينكم ، وتواصوا بالحق ، وتواصوا بالصبر . وكل إنسان مسئول بحبسه ، وعلى قدر طاقته واستطاعته،
ففي الحديث : (ما منكم من أحد إلا وهو على ثغرٍ من ثغور الإسلام ، فالله الله أن يؤتى الإسلام من قبله).
وعلى الآمر بالمعروف أن يستعمل أنجع الوسائل لإزالة المنكر وتغييره
قال الله تعالى : (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) (النحل:125كما أن عليه أن يصبر ويحتسب إذا أوذي في الله أو أسمع ما يكره
قال تعالى حاكياً عن لقمان في وصيته لابنه : (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ)(لقمان:17) والقائم في هذا الأمر ستكون له العاقبة الطيبة والذكر الجميل
قال تعالى : (وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)(لأعراف: من الآية128)
وعلى الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أن يقوم بذلك على الغني والفقير ، والقريب والبعيد ،والشريف والوضيع ، ولا يخاف في الله لومة لائم .
ففي حديث عائشة رضي الله عنها : (إنما هلك بنو إسرائيل أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه ، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد . وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها) .
وتحرم الشفاعة لأهل الجرائم ، فعن ابن عمر مرفوعاً : (من حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضاد الله في أمره).
وفي الموطأ : (إذا بلغت الحدود السلطان فلعن الله الشافع والمشفع)
وفي الصحيح من حديث علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (لعن الله من آوى محدثاً).
أعاذنا الله وإياكم من أسباب غضبه وأليم عقابه ، وهدانا وإياكم الصراط المستقيم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فتاوى ورسائل الشيخ
محمد بن ابراهيم آل الشيخ
رحمه الله تعالى
(18/9/1376هـ)/ج6
- الصقرالمقنعالصقرالمقنع
- عدد المشاركات : 7031
العمر : 39
أوسمة التميز :
تاريخ التسجيل : 14/12/2008
رد: استيقظوا من غفلتكم
الإثنين نوفمبر 30, 2009 4:05 am
جزاك الله خيرا علي الموضوع الرائع
اخي ابو علاء نعم اخي فالنسير علي الطريق
الصحيح الذي شرعة الله لنا في القران وسنة حبيبة
محمد صلى الله عليه وسلم
قال الله تعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)(التوبة:71)
اخي ابو علاء نعم اخي فالنسير علي الطريق
الصحيح الذي شرعة الله لنا في القران وسنة حبيبة
محمد صلى الله عليه وسلم
قال الله تعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)(التوبة:71)
رد: استيقظوا من غفلتكم
الإثنين ديسمبر 07, 2009 1:53 am
بوركت اخي وسدد الله خطاك
وجعلنا الله ممن يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر
وجعلنا الله ممن يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى