ما المقـصـــــودُ بالسُّـنـــة
الأحد نوفمبر 29, 2009 11:29 pm
المقصود بالسنة
فالسنة في اللغة : هي الطريقة و السيرة [1].
و قد اختلف علماء اللغة:هل السنة مقصورة في اللغة على الطريقة الحسنة ، أو أنها تشمل الحسنة و القبيحة ؟
_ و الصحيح: أن المراد بها في اللغة : هي الطريقة سواء كانت حسنة أو
قبيحة ، و مما يدل على ذلك حديث النبي- صلى الله عليه و سلم- " من سن في الإسلام سنة حسنة ، فله أجرها ،و أجر من عمل بها ،ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ،ووزر من عمل بها".
الراوي: جرير بن عبدالله المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1017
خلاصة الدرجة: صحيح
حيث قسم النبي- عليه الصلاة والسلام- السنة إلي :سنة حسنة ،وسنة سيئة .
_أما السنة في الاصطلاح : فلها اصطلاح عند المحدثين ، كما أن لها اصطلاحا عند الأصوليين ،وكذلك عند الفقهاء .
_ففي اصطلاح المحدثين : هي ما أُثر عن النبي- صلي الله عليه وسلم- من قول ،أو فعل ،أو تقرير ،أو صفة :خِلقية ، أو خُلقية ،أو سيرة ، سواء كان قبل البعثة أو بعدها [2].
_بينما هي في اصطلاح الأصوليين : تطلق على ما جاء منقولا عن النبي -صلى الله عليه و سلم- مما لم يُنص عليه في الكتاب العزيز ، بل إنما نُص عليه من جهته -صلى الله عليه و سلم- كان بيانا لما في الكتاب أو لا[3].
وتطلق السنة في اصطلاح الفقهاء على ما ليس بواجب ،فيقال : هذا الشيء سنة ،أي : ليس بفرض ولا واجب ،ولامحرم ولا مكروه[4] .
ولكن السنة عند كثير من السلف أوسع من ذلك ؛ إذ يعنون بالسنة معنى أوسع من معناها عند المحدثين ، و عند الأصوليين ، و عند الفقهاء ؛ إذ يعنون بالسنة موافقة الكتاب و سنة رسول الله- صلى الله عليه و سلم- و أصحابه سواء في أمور الاعتقادات ، أو العبادات ، و يقابلها البدعة.
فيقال : فلان على السنة ؛ إذا كانت أعماله على وفق كتاب الله و سنة رسول الله -صلى الله عليه و سلم- .
و يقال: فلان على البدعة؛ إذا كان عمله مخالفا للكتاب و السنة ، أو أحدهما .
_ يقول شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله- : " و لفظ السنة في كلام السلف يتناول السنة في العبادات، و في الاعتقادات، و إن كان كثير ممن صنف في السنة يقصدون الكلام في الاعتقادات"[5].
_ و يقول- رحمه الله- في الحموية : "السنة هي ما كان عليه رسول الله –صلى الله عليه و سلم- اعتقادا ، و اقتصادا ، و قولا و عملا"[6].
_ و يقول ابن رجب –رحمه الله- :"و كثير من العلماء المتأخرين يخص السنة بما يتعلق بالاعتقاد ؛ لأنها أصل الدين ، و المخالف لها على خطر عظيم" [7].
قلت : فالسنة إذا أطلقت في باب العقائد إنما يُقصد بها : الدين كاملا لا ما اصطلح عليه علماء الحديث ، و علماء الأصول ، و علماء الفقه .
قال ابن رجب أيضا : "السنة هي الطريق المسلوك ، و يشمل ذلك : التمسك بما كان عليه النبي -صلى الله عليه و سلم- و خلفاؤه الراشدون من الاعتقادات و الأعمال و الأقوال ... "[8] إلخ.
____________________________
[1] " النهاية" لابن الأثير (2/409)، و"لسان العرب" (17/89).
[2] قواعد التحديث للقاسمي (ص 64).
[3] انظر: "أصول الأحكام" للآمدي (1/169).
[4]انظر: "شرح الكوكب المنير" (2/160).
[5] الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر (ص77).
[6] "الحموية" (ص2).
[7] "جامع العلوم و الحكم" (ص249).
ولذا كثرت المؤلفات على هذا المعنى باسم السنة ، مثل "السنة" للإمام أحمد، و "السنة" لأبي داود السجستاني و "السنة" لابن أبي عاصم، و "السنة" لعبد الله ابن الإمام أحمد، و "السنة" لابن أبي حاتم الرازي، و غيرها.
[8] "جامع العلوم و الحكم" (ص262).
المصدر: كتاب كن سلفيا على الجادة
تأليف فضيلة الشيخ عبد السلام بن سالم بن رجاء السحيمي.
قرأه: فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان.
قدم له: فضيلة الشيخ علي بن محمد بن ناصر الفقيهي و فضيلة الشيخ عبيد بن عبد الله الجابري.
- الصقرالمقنعالصقرالمقنع
- عدد المشاركات : 7031
العمر : 39
أوسمة التميز :
تاريخ التسجيل : 14/12/2008
رد: ما المقـصـــــودُ بالسُّـنـــة
الإثنين نوفمبر 30, 2009 6:55 am
مشكور علي الموضوع
والشرح الجميل
لهذا المعنى الرائع
السنة موافقة الكتاب و سنة رسول الله- صلى الله عليه و سلم-
و أصحابه سواء في أمور الاعتقادات ، أو العبادات ، و يقابلها البدعة.
والشرح الجميل
لهذا المعنى الرائع
السنة موافقة الكتاب و سنة رسول الله- صلى الله عليه و سلم-
و أصحابه سواء في أمور الاعتقادات ، أو العبادات ، و يقابلها البدعة.
رد: ما المقـصـــــودُ بالسُّـنـــة
الإثنين نوفمبر 30, 2009 11:45 am
هي
ما أُثر عن النبي- صلي الله عليه وسلم- من قول ،أو فعل ،أو تقرير ،أو صفة
:خِلقية ، أو خُلقية ،أو سيرة ، سواء كان قبل البعثة أو بعدها
رد: ما المقـصـــــودُ بالسُّـنـــة
الثلاثاء ديسمبر 01, 2009 7:19 am
اللهم احيينا على سنة المصطفي صلي الله عليه وسلم وامتنا عليها
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى