ابتداء تنزيل القرآن
السبت يناير 24, 2009 4:55 pm
ابتداء تنزيل القرآن
قال ابن أسحاق : فابتدئ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتنزيل في شهر رمضان ، يقول الله عز وجل : ( شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ) [ البقرة : 185] وقال الله تعالى : ( إنا أنزلناه في ليلة القدر * وما أدراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خير من ألف شهر * تنزل الملائمة والروح فيها بإذان ربهم من كل أمر * سلام هي حتى مطلع الفجر* ) [ القدر : 1-5] وقال الله تعالى : ( حم * والكتاب المبين * إنا أنزلنه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين * فيما يفرق كل أمر حكيم * أمرا من عندنا إنا كنا مرسلين * ) [ الدخان : 1-5] وقال تعالى : ( إن كنتم ءامنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان ) [ الأنفال: 41 ] وذلك ملتقى رسول الله صلى الله عليه وسلم والمشركين ببدر .
قال ابن اسحاق : وحدثني ابو جعفر محمد بن علي بن حسين ، ان رسول الله صلى الله عليه وسلم التقى هو والمشركون ببدر يوم الجمعة صبيحة سبع عشرة من رمضان .
قال ابن اسحاق : ثم تتام الوحي الي رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وهو مؤمن بالله ، مصدق بما جاءه منه ، قد قبله بقبوله ، وتحمل منه ما حمله ، على رضا العباد وسخطهم ، والنبوة أثقال ومؤنه لا يحملها ولا يستطيع بها إلا أهل القوة والعزم من الرسل بعون الله وتوفيقه ،لما يلقون من الناس ، وما يرد عليهم مما جاءوه به عن الله سبحانه وتعالى . قال : فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على أمر الله ، على ما يلقى من قومه من الخلاف والأذى .
إسلام خديجة بنت خويلد
وآمنت به خديجة بنت خويلد ، وصدقت بما جاءه من الله ، ووازرته على أمره ، وكانت أول من آمن بالله وبرسوله وصدق بما جاء منه ، فخفف الله بذلك عن نبيه صلى الله عليه وسلم ، لا يسمع شيئا مما يكرهه من رد عليه وتكذيب له فيحزنه ذلك إلا فرج الله عنه بها إذا رجع إليها : تثبته، وتخفف عليه ، وتصدقه ، وتهون عليه أمر الناس ،رحمها الله تعالى.
تبشير الرسول لخديجة بيت من قصب
قال ابن اسحاق : وحدثني هشام بن عروه عن ابيه عروة بن الزبير ، عن عبد الله بن جعفر بن ابي طالب رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أمرت أن أبشر خديجة ببيت من قصب لا صخب فيه ولا نصب " .
قال ابن هشام: القصب ( ههنا ) : اللؤلو المجرف .
جبريل يقرئ خديجة السلام
قال ابن هشام : وحدثني من أثق به ، أن جبربل عليه السلام أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:أقرئ خديجة السلام من ربها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا خديجة لهذا جبريل يقرئك السلام من ربك " فقالت خديجة : الله السلام ، ومنه السلام ، وعلى جبريل السلام .
فترة الوحي ونزول سورة الضحى
قال ابن اسحاق : ثم فتر الوحي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فترة من ذلك ، حتى شق ذلك عليه فأحزنه ، فجاءه جبريل بسورة الضحى يقسم له ربه وهو الذي أكرمه بما أكرمه به ما ودعه ربه وما قلاه ، فقال تعالى : ( الضحى* والليل إذا سجى * ما ودعك ربك وما قلى * ) [ الضحى : 1-3] يقول : ماصرمك فتركك وما أبغضك منذ احبك ( وللأخره خير لك من الأولى *)[ الضحى : 4] أي : لما عندي في مرجعك الي ، خير لك مما عجلت لك من الكرامة في الدنيا ( ولسوف يعطيك ربك فترضى *) [ الضحى: 5] من الفلج في الدنيا ، والثواب في الآخرة ( ألم يجدك يتيما فئاوى * ووجدك ضالا فهدى ووجدك عائلا فاغني) [ الضحى : 6-8] يعرفه الله ما ابتداه به من كرامته في عاجل أمره ، ومنه عليه في يتمه وعيلته وضلالته واستنقاذه من ذلك كله برحمته .
تفسير ابن هشام لمفردات سورة الضحى
قال ابن هشام : سجى: سكن ، قال أميه بن ابي ال صلت الثقفي:
إذ أتى موهنا وقد نام صحبي
وسجى الليل بالظلام البهيم
وهذا البيت ف قصيدة له ، ويقال للعين إذا سكن طرفها: ساجية ، وسجا طرفها ، قال جرير ( بن الخطفى) .
ولقد رمينك حين رحن بأعين
يقتلن من خلل الستور سواجي
وهذا البيت في قصيدة له ، والعائل : الفقير : قال ابو خراش الهذلي :
إلى بيته يأوي الضربك إذا شتا
ومستنبح بالي الدريسين عائل
وجمعه: عالة وعيل ، وهذا البيت في قصيدة له سأذكرها في موضعها أن شاء الله والعائل ( أيضا) : الذي يعول العيال ، والعائل ( أيضا) : الخائف ، وفي كتاب الله تعالى : ( ذالك أدنى ألا تعولوا) [ النساء: 3] وقال ابوطالب
بميزان قسط لا يخس شعيرة
له شاهد من نفسه غير عائل
وهذا البيت في قصيدة له سأذكره إن شاء الله في موضعها ، والعائل ( أيضا) : الشئ المثقل المعيي ، يقول الرجل : قد عالني هذا الأمر ، أي اثقلني وأعياني ، قال الفرزدق:
ترى الغر الجحاجع من قريش
إذا ما الأمر في الحدثان عالا
وهذا البيت في قصيدة له :
( فأما اليتيم فلا تقهر * وأما السائل فلا تنهر * ) [ الضحى : 9-10] أي لا تكن جبارها ، ولا متكبرا ، ولا فحاشا فظا على الضعفاء من عباد الله ( وأما بنعمة ربك فحدث ) أي : بما جاءت من الله من نعمته وكرامته من النبوة فحدث : أي اذكرها وادع إليها .
فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر ما أنعم الله به عليه وعلى العباد به من النبوة سرا ، الي من يطمئن إليه من أهله .
قال ابن أسحاق : فابتدئ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتنزيل في شهر رمضان ، يقول الله عز وجل : ( شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ) [ البقرة : 185] وقال الله تعالى : ( إنا أنزلناه في ليلة القدر * وما أدراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خير من ألف شهر * تنزل الملائمة والروح فيها بإذان ربهم من كل أمر * سلام هي حتى مطلع الفجر* ) [ القدر : 1-5] وقال الله تعالى : ( حم * والكتاب المبين * إنا أنزلنه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين * فيما يفرق كل أمر حكيم * أمرا من عندنا إنا كنا مرسلين * ) [ الدخان : 1-5] وقال تعالى : ( إن كنتم ءامنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان ) [ الأنفال: 41 ] وذلك ملتقى رسول الله صلى الله عليه وسلم والمشركين ببدر .
قال ابن اسحاق : وحدثني ابو جعفر محمد بن علي بن حسين ، ان رسول الله صلى الله عليه وسلم التقى هو والمشركون ببدر يوم الجمعة صبيحة سبع عشرة من رمضان .
قال ابن اسحاق : ثم تتام الوحي الي رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وهو مؤمن بالله ، مصدق بما جاءه منه ، قد قبله بقبوله ، وتحمل منه ما حمله ، على رضا العباد وسخطهم ، والنبوة أثقال ومؤنه لا يحملها ولا يستطيع بها إلا أهل القوة والعزم من الرسل بعون الله وتوفيقه ،لما يلقون من الناس ، وما يرد عليهم مما جاءوه به عن الله سبحانه وتعالى . قال : فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على أمر الله ، على ما يلقى من قومه من الخلاف والأذى .
إسلام خديجة بنت خويلد
وآمنت به خديجة بنت خويلد ، وصدقت بما جاءه من الله ، ووازرته على أمره ، وكانت أول من آمن بالله وبرسوله وصدق بما جاء منه ، فخفف الله بذلك عن نبيه صلى الله عليه وسلم ، لا يسمع شيئا مما يكرهه من رد عليه وتكذيب له فيحزنه ذلك إلا فرج الله عنه بها إذا رجع إليها : تثبته، وتخفف عليه ، وتصدقه ، وتهون عليه أمر الناس ،رحمها الله تعالى.
تبشير الرسول لخديجة بيت من قصب
قال ابن اسحاق : وحدثني هشام بن عروه عن ابيه عروة بن الزبير ، عن عبد الله بن جعفر بن ابي طالب رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أمرت أن أبشر خديجة ببيت من قصب لا صخب فيه ولا نصب " .
قال ابن هشام: القصب ( ههنا ) : اللؤلو المجرف .
جبريل يقرئ خديجة السلام
قال ابن هشام : وحدثني من أثق به ، أن جبربل عليه السلام أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:أقرئ خديجة السلام من ربها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا خديجة لهذا جبريل يقرئك السلام من ربك " فقالت خديجة : الله السلام ، ومنه السلام ، وعلى جبريل السلام .
فترة الوحي ونزول سورة الضحى
قال ابن اسحاق : ثم فتر الوحي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فترة من ذلك ، حتى شق ذلك عليه فأحزنه ، فجاءه جبريل بسورة الضحى يقسم له ربه وهو الذي أكرمه بما أكرمه به ما ودعه ربه وما قلاه ، فقال تعالى : ( الضحى* والليل إذا سجى * ما ودعك ربك وما قلى * ) [ الضحى : 1-3] يقول : ماصرمك فتركك وما أبغضك منذ احبك ( وللأخره خير لك من الأولى *)[ الضحى : 4] أي : لما عندي في مرجعك الي ، خير لك مما عجلت لك من الكرامة في الدنيا ( ولسوف يعطيك ربك فترضى *) [ الضحى: 5] من الفلج في الدنيا ، والثواب في الآخرة ( ألم يجدك يتيما فئاوى * ووجدك ضالا فهدى ووجدك عائلا فاغني) [ الضحى : 6-8] يعرفه الله ما ابتداه به من كرامته في عاجل أمره ، ومنه عليه في يتمه وعيلته وضلالته واستنقاذه من ذلك كله برحمته .
تفسير ابن هشام لمفردات سورة الضحى
قال ابن هشام : سجى: سكن ، قال أميه بن ابي ال صلت الثقفي:
إذ أتى موهنا وقد نام صحبي
وسجى الليل بالظلام البهيم
وهذا البيت ف قصيدة له ، ويقال للعين إذا سكن طرفها: ساجية ، وسجا طرفها ، قال جرير ( بن الخطفى) .
ولقد رمينك حين رحن بأعين
يقتلن من خلل الستور سواجي
وهذا البيت في قصيدة له ، والعائل : الفقير : قال ابو خراش الهذلي :
إلى بيته يأوي الضربك إذا شتا
ومستنبح بالي الدريسين عائل
وجمعه: عالة وعيل ، وهذا البيت في قصيدة له سأذكرها في موضعها أن شاء الله والعائل ( أيضا) : الذي يعول العيال ، والعائل ( أيضا) : الخائف ، وفي كتاب الله تعالى : ( ذالك أدنى ألا تعولوا) [ النساء: 3] وقال ابوطالب
بميزان قسط لا يخس شعيرة
له شاهد من نفسه غير عائل
وهذا البيت في قصيدة له سأذكره إن شاء الله في موضعها ، والعائل ( أيضا) : الشئ المثقل المعيي ، يقول الرجل : قد عالني هذا الأمر ، أي اثقلني وأعياني ، قال الفرزدق:
ترى الغر الجحاجع من قريش
إذا ما الأمر في الحدثان عالا
وهذا البيت في قصيدة له :
( فأما اليتيم فلا تقهر * وأما السائل فلا تنهر * ) [ الضحى : 9-10] أي لا تكن جبارها ، ولا متكبرا ، ولا فحاشا فظا على الضعفاء من عباد الله ( وأما بنعمة ربك فحدث ) أي : بما جاءت من الله من نعمته وكرامته من النبوة فحدث : أي اذكرها وادع إليها .
فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر ما أنعم الله به عليه وعلى العباد به من النبوة سرا ، الي من يطمئن إليه من أهله .
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى