حدث الحمس
السبت يناير 24, 2009 4:03 pm
حدث الحمس
الحمس عند قريش
قال ابن اسحاق : وقد كانت قريش – لا أدري أقبل الفيل أم بعده – ابتدعت رأى الحمس رأيا رأوه وأداروه ، فقالوا : نحن بنو ابراهيم ، وأهل الحرمة ، وولاة البيت ، وقطان مكة وساكنها ، فليس لاحد من العرب مثل حقنا ، ولا مثل منزلتنا ، ولا تعرف له العرب مثل ما تعرف لنا ، فلا تعظموا شيئا من الحل كما يعظمون الحرم ، فإنكم إن فعلتم ذلك استخفت العرب بحرمتكم ، وقالوا : قد عظموا من الحل مثل ما عظموا من الحرم : فتركوا الوقوف على عرفة ، والإفاضة منها، وهم يعرفون وقرون أنها من المشاعر والحج ودين ابراهيم رضي الله عنه ، ويرون لسائر العرب أن يقفوا عليها . وأن يفيضوا منها ، إلا أنهم قالوا : نحن أهل الحرم فليس ينبغي لنا أن نخرج من الحرمة ولا نعظم غيرها كما نعظمها ، نحن الحمس ، والحمس أهل الحرم ، ثم جعلوا لمن ولدوا من العرب من ساكن الحل والحرم مثل الذي لهم ، بولادتهم إياهم يحل لهم ما يحل لهم ، ويحرم عليهم ما يحرم عليهم .
القبائل التي دانت مع قريش بالحمس
وكانت كنانة وخزاعة قد دخلوا معهم في ذلك .
قال ابن هشام: وحدثني ابو عبيدة النحوي أن بني عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن دخلوا معهم في هذا ، وأنشدني لعمرو بن معد بكرب :
أعباس لو كانت شيارا جيادنا
بتثليث ما ناصيت بعدى الاحامسا
قال ابن هشام : تثليث : موضع من بلادهم ، والشيار : (السمان) الحسان .
يعني بالاحامس : بني عامر بن صعصعة ، وبعباس :عباس بن مرداس السلميبي ، وكان أغار على بني زبيد بتثليث ، وهذا البيت في قصيدة لعمرو
وأنشدني للقيط بن زرارة الدارمي في يوم جبلة :
أجذم إليك إنها بنو عبس
المعشر الجلة في القوم الحمس
لان بني عبس كانوا يوم جبله حلفاء في بني عامر بن صعصعة .
يوم جبلة
ويوم جبلة : يوم كان بين بني حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم وبين بني عامر بن صعصعة ، فكان الظفر فيه لبني عامر بن صعصعة على بني حنظلة ، وقتل يومئذ لقيط بن زراره بن عدس ، وأسر حاجب بن زرارة بن عدس ، وانهزم عمرو بن عمرو بن عدس بن زيد بن عبد الله بن دارم بن مالك بن حنظلة ، ففية يقول جرير للفرزدق :
ومنهن إذ نجى طفيل بن مالك
ونحن ضربنا هامة ابن خويليد
على قرزل رجلا ركوض الهزائم
يزيد على أم الفراخ الجوائم
وهذا البيتان في قصيدة له :
فقال جرير:
ونحن خضبنا لابن كبشة تاجه
ولاقي امرأ في ضمه الخيل مصقعا
وهذا البيت في قصيدة له .
وحديث يوم جبلة ويوم ذي نجب أطول مما ذكرنا ، وإنما من استقصائه ما ذكرت في حديث يوم الفجار.
ما زادته العرب في الحمس
قال ابن إسحاق : ثم ابتدعوا في ذلك أمورا لم تكن لهم ، حتى قالوا : لا يبغي للحمس أن يأتقطوا الاقط ، ولا يسلئوا السمن وهم حرم ، ولا يدخلوا بيتا من شعر ، ولا يستظلوا أن استظلوا إلا في بيوت الأدم ، ما كانوا حرما ، ثم رفعوا في ذلك، فقالوا : لا ينبغي لأهل الحل أن يأكلوا من طعام جاءوا به معهم من الحل الي الحرم إذا جاءوا حجاجا أو عمارا ، ولا يطوفوا بالبيت إذا قدموا اول طوافهم إلا في ثياب الحمس ، فإن لم يجدوا منها شيئا طافوا بالبيت عراه ،فإن تكرم منهم متكرم من رجل او امرأة ولم يجد ثياب الحمس فطاف في ثيابه التي جاء بها من الحل ألقاها إذا فرغ من طوافه ، ثم لم ينتفع بها ولم يمسها هو ولا أحد غيره أبدا .
اللقي عند الحمس وشعر فيه :
فكانت العرب تسمي تلك الثياب اللقي ، فحملوا على ذلك ، فدانت به ،ووقفوا على عرفات ، وأفاضوا مها وطافوا بالبيت عراه ، اما الرجال فيطوفون عراه ، واما النساء فتضع احداهن ثيابها كلها إلا درعا مفرجا ، عليها ثم تطوف فيه ، فقالت امرأة من العرب وهي كذلك تطوف بالبيت :
اليوم يبدو بعضه أو كله
وما بدا منه فلا أحله
ومن طاف منهم في ثيابه التي جاء فيها من الحل ألقاها فلم ينتفع بها هو ولا غيره ، فقال قائل من العرب يذكر شيئا تركة من ثيابة فلا يقربه وهو يحبه .
كفى حزنا كرى عليها كأنها
لقى بين أيدي الطائفين حريم
يقول: لا تمس
حكم الإسلام في الطواف ، وأبطال عادات الحمس فيه
فكانوا كذلك حتى بعث الله تعالى محمداً – صلى الله عليه وسلم- فأنزل عليه حين أحكم له دينه ، وشرع له سنن حجه : " ثم افيضوا من حيث أفاض الناس وأستغفروا الله إن الله غفور رحيم " البقرة [199] يعين قريشا ، والناس : العرب ، فرفعهم في سنة الحج الي عرفات والوقوف عليها والافاضة منها .
وانزل الله عليه فما كانوا حرموا على الناس من طعامهم ولبوسهم عند البيت حين طافوا عراه وحرموا ما جاءوا به من الحل من الطعام "يابني ادم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين * قل من حرم زينة الله التي اخرج لعبادة والطيبات من الرزق قل هي للذين أمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كبذللك نفصل الأيات لقوم يعلمون*" . [الأعراف : 31، 32 ] فوضع الله تعالى أمر الحمس ، وما كانت قريشي ابتدعت منه على الناس بالاسلام حين بعث الله به رسول صلى الله عليه وسلم .قال ابن اسحاق : حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، عن عثمان بن ابي سليمان بن جبير بن مطعم ، عن عمه نافع بن جبير ، عن ابيه جبير بن مطعم ، قال : لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ان ينزل عليه الوحي وإنه لواقف على بعير له بعرفات مع الناس من بين قومه حتى يدفع معهم منها توفيقا من الله له صلى الله عليه وآله وسلم تسليما كثيرا.
الحمس عند قريش
قال ابن اسحاق : وقد كانت قريش – لا أدري أقبل الفيل أم بعده – ابتدعت رأى الحمس رأيا رأوه وأداروه ، فقالوا : نحن بنو ابراهيم ، وأهل الحرمة ، وولاة البيت ، وقطان مكة وساكنها ، فليس لاحد من العرب مثل حقنا ، ولا مثل منزلتنا ، ولا تعرف له العرب مثل ما تعرف لنا ، فلا تعظموا شيئا من الحل كما يعظمون الحرم ، فإنكم إن فعلتم ذلك استخفت العرب بحرمتكم ، وقالوا : قد عظموا من الحل مثل ما عظموا من الحرم : فتركوا الوقوف على عرفة ، والإفاضة منها، وهم يعرفون وقرون أنها من المشاعر والحج ودين ابراهيم رضي الله عنه ، ويرون لسائر العرب أن يقفوا عليها . وأن يفيضوا منها ، إلا أنهم قالوا : نحن أهل الحرم فليس ينبغي لنا أن نخرج من الحرمة ولا نعظم غيرها كما نعظمها ، نحن الحمس ، والحمس أهل الحرم ، ثم جعلوا لمن ولدوا من العرب من ساكن الحل والحرم مثل الذي لهم ، بولادتهم إياهم يحل لهم ما يحل لهم ، ويحرم عليهم ما يحرم عليهم .
القبائل التي دانت مع قريش بالحمس
وكانت كنانة وخزاعة قد دخلوا معهم في ذلك .
قال ابن هشام: وحدثني ابو عبيدة النحوي أن بني عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن دخلوا معهم في هذا ، وأنشدني لعمرو بن معد بكرب :
أعباس لو كانت شيارا جيادنا
بتثليث ما ناصيت بعدى الاحامسا
قال ابن هشام : تثليث : موضع من بلادهم ، والشيار : (السمان) الحسان .
يعني بالاحامس : بني عامر بن صعصعة ، وبعباس :عباس بن مرداس السلميبي ، وكان أغار على بني زبيد بتثليث ، وهذا البيت في قصيدة لعمرو
وأنشدني للقيط بن زرارة الدارمي في يوم جبلة :
أجذم إليك إنها بنو عبس
المعشر الجلة في القوم الحمس
لان بني عبس كانوا يوم جبله حلفاء في بني عامر بن صعصعة .
يوم جبلة
ويوم جبلة : يوم كان بين بني حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم وبين بني عامر بن صعصعة ، فكان الظفر فيه لبني عامر بن صعصعة على بني حنظلة ، وقتل يومئذ لقيط بن زراره بن عدس ، وأسر حاجب بن زرارة بن عدس ، وانهزم عمرو بن عمرو بن عدس بن زيد بن عبد الله بن دارم بن مالك بن حنظلة ، ففية يقول جرير للفرزدق :
ومنهن إذ نجى طفيل بن مالك
ونحن ضربنا هامة ابن خويليد
على قرزل رجلا ركوض الهزائم
يزيد على أم الفراخ الجوائم
وهذا البيتان في قصيدة له :
فقال جرير:
ونحن خضبنا لابن كبشة تاجه
ولاقي امرأ في ضمه الخيل مصقعا
وهذا البيت في قصيدة له .
وحديث يوم جبلة ويوم ذي نجب أطول مما ذكرنا ، وإنما من استقصائه ما ذكرت في حديث يوم الفجار.
ما زادته العرب في الحمس
قال ابن إسحاق : ثم ابتدعوا في ذلك أمورا لم تكن لهم ، حتى قالوا : لا يبغي للحمس أن يأتقطوا الاقط ، ولا يسلئوا السمن وهم حرم ، ولا يدخلوا بيتا من شعر ، ولا يستظلوا أن استظلوا إلا في بيوت الأدم ، ما كانوا حرما ، ثم رفعوا في ذلك، فقالوا : لا ينبغي لأهل الحل أن يأكلوا من طعام جاءوا به معهم من الحل الي الحرم إذا جاءوا حجاجا أو عمارا ، ولا يطوفوا بالبيت إذا قدموا اول طوافهم إلا في ثياب الحمس ، فإن لم يجدوا منها شيئا طافوا بالبيت عراه ،فإن تكرم منهم متكرم من رجل او امرأة ولم يجد ثياب الحمس فطاف في ثيابه التي جاء بها من الحل ألقاها إذا فرغ من طوافه ، ثم لم ينتفع بها ولم يمسها هو ولا أحد غيره أبدا .
اللقي عند الحمس وشعر فيه :
فكانت العرب تسمي تلك الثياب اللقي ، فحملوا على ذلك ، فدانت به ،ووقفوا على عرفات ، وأفاضوا مها وطافوا بالبيت عراه ، اما الرجال فيطوفون عراه ، واما النساء فتضع احداهن ثيابها كلها إلا درعا مفرجا ، عليها ثم تطوف فيه ، فقالت امرأة من العرب وهي كذلك تطوف بالبيت :
اليوم يبدو بعضه أو كله
وما بدا منه فلا أحله
ومن طاف منهم في ثيابه التي جاء فيها من الحل ألقاها فلم ينتفع بها هو ولا غيره ، فقال قائل من العرب يذكر شيئا تركة من ثيابة فلا يقربه وهو يحبه .
كفى حزنا كرى عليها كأنها
لقى بين أيدي الطائفين حريم
يقول: لا تمس
حكم الإسلام في الطواف ، وأبطال عادات الحمس فيه
فكانوا كذلك حتى بعث الله تعالى محمداً – صلى الله عليه وسلم- فأنزل عليه حين أحكم له دينه ، وشرع له سنن حجه : " ثم افيضوا من حيث أفاض الناس وأستغفروا الله إن الله غفور رحيم " البقرة [199] يعين قريشا ، والناس : العرب ، فرفعهم في سنة الحج الي عرفات والوقوف عليها والافاضة منها .
وانزل الله عليه فما كانوا حرموا على الناس من طعامهم ولبوسهم عند البيت حين طافوا عراه وحرموا ما جاءوا به من الحل من الطعام "يابني ادم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين * قل من حرم زينة الله التي اخرج لعبادة والطيبات من الرزق قل هي للذين أمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كبذللك نفصل الأيات لقوم يعلمون*" . [الأعراف : 31، 32 ] فوضع الله تعالى أمر الحمس ، وما كانت قريشي ابتدعت منه على الناس بالاسلام حين بعث الله به رسول صلى الله عليه وسلم .قال ابن اسحاق : حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، عن عثمان بن ابي سليمان بن جبير بن مطعم ، عن عمه نافع بن جبير ، عن ابيه جبير بن مطعم ، قال : لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ان ينزل عليه الوحي وإنه لواقف على بعير له بعرفات مع الناس من بين قومه حتى يدفع معهم منها توفيقا من الله له صلى الله عليه وآله وسلم تسليما كثيرا.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى