رجال من خشب

**الأحد نوفمبر 01, 2009 4:48 pm**

'لا تسقــني كأس الحيــاة بــذلة بل فاسقني بالعز كأس الحنظل'

ليس كل الرجال رجالاً ولا كل أصحاب العضلات المفتولة أو الشوارب المبرومة أو اللحى المسدولة أو النياشين البراقة أو الألقاب و أصحاب الشعارات الرنانة رجالاً.

في حقيقة الأمر تؤكد الحياة الأجتماعية والتجارب أن الرجولة تشمل مجموعة من الصفات يجب أن تتوافر منها أن يكون الرجل قوياً في شخصيته لا يهاب الصعاب وأن يكون صاحب مبادئ في حياته لا يتنازل عنها نتيجة الضغوط أو المصالح الشخصية وغيرها وأن يستطيع المجاهرة بالحق بدون مواراة ولا خجل.

الرجولة مرتبطة بالصدق في الفعل والقول والتطبيق ومرتبطة بالشهامة والنخوة والمبادئ والرجولة هي من صفات العرب الأصيلة .

ومن الصفات المهمة التي تندرج تحت مفهوم الرجولة والتي تعطي قدراً كبيراً من الرجولة الحقيقية كما نعرفها ويعرفها الجميع هي الوقوف في وجه الباطل والرجولة هي أن تقول الحق وتجهر به ولا تأخذك فيه لومة لائم والرجولة هي الشهامه والمروءة في أجلى معانيها والرجولة هي أن تعطي كل ذي حق حقه والرجولة هي الأخلاق الكريمه والمعامله الحسنة والرجولة هي أن تحب لغيرك ماتحب لنفسك والرجولة هي أن تمد يد العون للمحتاج في كل الظروف والرجولة هي أن تعرف قدر نفسك فلا تتجاوز بها الحد والرجولة هي البذل والعطاء والتضحيه و الفداء والرجولة هي أن تحسن إلى من أحسن إليك ولا تسيء إلى من أساء اليك وكثير ما يقال وقيل وسيقال عن الرجولة 'وكم من رجل يعد بألف رجل وكم من رجل يمر بلا عداد'.

ومعلوم أن مقياس عظمة الرجال بآثارهم الخالدة وعملهم البناء وصلابتهم في الحق والمبدأ فتجدهم رجال المواقف الصعبة في الأوقات الصعبة فتصبح اعمالهم دروسا وعبرا فيحفرون أسماءهم من نور ونار.

للأسف في هذا الوقت العصيب ومن مصائب الدهر كثير هم من يتظاهرون بالرجولة لأنهم يفتقدون أصلآ الصفات والأفعال التي توحي بالرجولة الحقيقية فعند الشدائد والمواقف تذوب وتزول كل هذه الصفات الذي يتظاهرون بها والتي ينسبونها إليهم فيصبحون بين ليل وضحها 'رجال من خشب'.

رجال من خشب من مصائب هذا الدهر فبين ما عرفناه وما عايشناه في السابق وما تعلمناه عن الرجولة وبين ما قرأناه بين صفحات الكتب والأقوال والحكم والروايات عن الرجولة وبين قناعاتي الداخلية حاليآ وبين ما نراه وما نلمسه في كثير من الأحيان على أرض الواقع لا ينطبق على 'رجال من خشب' المنتشرون والكثر الآن للأسف فهم يرون أنفسهم رجالآ والمجتمع يراهم رجالآ بمعنى الكلمة وهذه مصيبة المصائب وكبرى الكبائر .

تريد أن تكون رجلا وتتباهى برجولتك وليصفق لك الناس جميعآ فأن لا تكون رجل للتظاهر بالرجولة فالرجولة قول وفعل وخصال والرجولة كلمة تحمل بحور من المعاني .