قصـة بحيرى
السبت يناير 24, 2009 3:31 pm
قصة بحيرى
نزول أبي طالب ورسول الله صلى الله عليه وسلم بحيرى
قال ابن اسحاق : ثم إن أبا طالب خرج في ركب تاجرا إلى الشام ، فلما تهيأ للرحيل ، واجمع المسير صب به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيما يزعمون – فرق له ، ( أبو طالب) وقال : والله لأخرجن به معي ، ولا يفارقني ولا أفارقه أبدا ، او كما قال ، فخرج به معه ، فلما نزل الركب بصرى من أرض الشام ، وبهما راهب يقال له بحيرى في صومعه له ، وكان إليه علم أهل النصرانية ، ولم يزل في تلك الصومعه منذ قط راهب إليه يصير علمهم عن كتاب فيها فيما يزعمون ، يتوارثونه كابرا عن كابر ، فلما نزلوا ذلك العام ببحيرى ، وكانوا كثيرا ما يمرون به قبل ذلك فلا يكلمهم ولا يعرض لهم ، حتى كان ذلك العام ، فلما نزلوا به قريبا من صومعته صنع لهم طعاما كثيرا ، وذلك فما يزعمون – عن شئ رآه وهو في صومعته ، يزعمون أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في صومعته في الركب حين اقبلوا وغمامة تظله من بين القوم ، قال : ثم أقبلوا فنزلوا في ظل شجرة قريبا منه فنظر الي الغمامة حين أطلت الشجرة وتهصرت أغصان الشجرة على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى استظل تحتها ، فلما راى ذالك بحيرى نزل من صومعته ، ثم ارسل إليهم ، فقال : إني قد صنعت لكم طعاما يا معشر قريش ، فأنا أحب أن تحضروا كلكم صغيركم وكبيركم وعبدكم وحركم ، فقال له رجل منهم : والله يا بحيرى ، إن لك لشأنا اليوم فما كنت تصنع هذا بنا ، وقد كنا نمر بك كثيرا فما شأنك اليوم ؟ قال له بحيرى ، صدقت ، قد كان ما تقول ، ولكنكم ضيف ، وقد أحببت أن اكرمكم وأصنع لكم طعاما فتأكلوا منه كلكم ، فاجتمعوا إليه ، وتخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين القوم لحداثه سنة في رحال القوم تحت الشجرة ، فلما نظر بحيرى في القوم ولم ير الصفة التي يعرف ويجد عنده قال : يا معشر قريش ، لا يتخلفن أحد منكم عن طعامي ، قالوا له : يا بحيرى ، ما تخلف عنك أحد ينبغي له أن يأيتك إلا غلام وهو أحدث القوم سنا فتخلف في رحالهم ، فقال : لا تفعلوا ، أدعوه فليحضر هذا الطعام معكم ، قال : فقال رجل قريش من القوم ، واللات والعزى أن كان للؤم بنا أن يتخلف ابن عبد الله بن عبد المطلب عن طعام من بيننا ، ثم قام إليه فاحتضنه ، وأجلسه مع القوم فلما رآه بحيرى جعل يلحظه لحظا شديدا ، وينظر إلى أشياء من جسده ، وقد كان يجدها عنده من صفته ، حتى أذا فرغ القوم من طعامهم وتفرقوا ، قام إليه بحيرى ، ففال ( له ) يا غلام ، أسالك بحق اللات والعزى إلا ما أخبرتني عما أسألك عنه ، وإنما قال له بحيرى ذلك ، لأنه سمع قومه يحلفون بهما فزعموا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( له ) : (( لا تسألني باللات والعزى شيئا ، فوالله ما أبغضت شيئا قط بغضهما )) فقال له بحيرى : فبالله إلا ما أخبرتني عما أسألك عنه ، فقال له : (( سلني عما بدا لك )) فجعل يسأله عن أشياء من حاله في نومه ، وهيئته ، وأموره ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره ، فيوافق ذلك ما عند بحيرى من صفته ، ثم نظر إلى ظهره فرأى خاتم النبوه بين كتفيه على موضعه من صفته التي عنده .
قال ابن هشام : وكان مثل أثر المحجم .
قال ابن اسحاق : فلما فرغ أقبل على عمه أبي طالب ، فقال له : ما هذا الغلام منك ؟ قال : ابني ، قال له بحيرى : ما هو بابنك ، وما يبغي لهذا الغلام أن يكون أبوه حيا ، قال : فإنه ابن اخي ، قال : فما فعل ابوه ؟ قال مات وأمه حبلى به ، قال : صدقت فارجع بابن اخيك الي بلده ، واحذر عليه يهود ، فوالله لئن رأوه وعرفوا منه ما عرفت ليبغنه شرا فإنه كائن لاببن أخيك هذا شأن عظيم فاسرع به الي بلاده .
رجوع ابي طالب برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما كان من زرير وصاحبيه
فخرج به عمه أبو طالب سريعا حتى أقدامه مكه حين فرغ من تجارته بالشام. فزعموا فيما روى الناس: أن زريرا وتماما ودريسا وهم نفر من أهل الكتاب قد كانوا رأوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما رآه بحيرى ، في ذلك السفر الذي كان فيه مع عمه ابي طالب ، فأرادوه ، فردهم عنه بحيرى ، وذكرهم الله وما يجدون في الكتاب من ذكره وصفته ، وأنهم إن اجمعوا لما ارادوا به لم يخلصوا إليه ، ولم يزل بهم حتى عرفوا ما قال لهم وصدقوه بما قال : فتركوه وانصرفوا عنه : فشب رسول الله صلى الله عليه وسلم والله تعالى يكلؤه ويحفظه ويحوطه من أقذار الجاهلية ، لما يريد به من كرامته ورسالته ، حتى بلغ أن كان رجلا أفضل قومه مروءة ، واحسنهم خلقا ، وأكرمهم حسبا وأحسنهم جوارا ، وأعظمهم حلما ، وأصدقهم حديثا ، وأعظمهم أمانة ، وأبعدهم من الفحش والأخلاق التي تدنس الرجال تنزها وتكرما ، حتى ما اسمه في قومه إلا الأمين لما جمع الله فيه من الأمور الصالحة .
حديثه صلى الله عليه وسلم عن عصمة الله له في طفولته
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم – فيما ذكر لي – يحدث عما كان الله يحفظه به في صغرة وأمر جاهلية ، أنه قال :
(( لقد رأيتني في غلمان قريش ننقل حجارة لبعض ما يلعب به الغلمان ، كلنا قد تعرى وأخذه إزاره فجعله على رقبته يحمل عليه الحجارة : فإني معهم كذلك ,وأدبر إذ لكمني لاكم ما أراه ، لكمة وجيعه ، ثم قال : شد عليك إزارك ، قال : فأخذته وشددته علي ، ثم جعلت أحمل الحجارة على رقبتي ، وإزاري علي من بين اصحابي)) .
نزول أبي طالب ورسول الله صلى الله عليه وسلم بحيرى
قال ابن اسحاق : ثم إن أبا طالب خرج في ركب تاجرا إلى الشام ، فلما تهيأ للرحيل ، واجمع المسير صب به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيما يزعمون – فرق له ، ( أبو طالب) وقال : والله لأخرجن به معي ، ولا يفارقني ولا أفارقه أبدا ، او كما قال ، فخرج به معه ، فلما نزل الركب بصرى من أرض الشام ، وبهما راهب يقال له بحيرى في صومعه له ، وكان إليه علم أهل النصرانية ، ولم يزل في تلك الصومعه منذ قط راهب إليه يصير علمهم عن كتاب فيها فيما يزعمون ، يتوارثونه كابرا عن كابر ، فلما نزلوا ذلك العام ببحيرى ، وكانوا كثيرا ما يمرون به قبل ذلك فلا يكلمهم ولا يعرض لهم ، حتى كان ذلك العام ، فلما نزلوا به قريبا من صومعته صنع لهم طعاما كثيرا ، وذلك فما يزعمون – عن شئ رآه وهو في صومعته ، يزعمون أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في صومعته في الركب حين اقبلوا وغمامة تظله من بين القوم ، قال : ثم أقبلوا فنزلوا في ظل شجرة قريبا منه فنظر الي الغمامة حين أطلت الشجرة وتهصرت أغصان الشجرة على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى استظل تحتها ، فلما راى ذالك بحيرى نزل من صومعته ، ثم ارسل إليهم ، فقال : إني قد صنعت لكم طعاما يا معشر قريش ، فأنا أحب أن تحضروا كلكم صغيركم وكبيركم وعبدكم وحركم ، فقال له رجل منهم : والله يا بحيرى ، إن لك لشأنا اليوم فما كنت تصنع هذا بنا ، وقد كنا نمر بك كثيرا فما شأنك اليوم ؟ قال له بحيرى ، صدقت ، قد كان ما تقول ، ولكنكم ضيف ، وقد أحببت أن اكرمكم وأصنع لكم طعاما فتأكلوا منه كلكم ، فاجتمعوا إليه ، وتخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين القوم لحداثه سنة في رحال القوم تحت الشجرة ، فلما نظر بحيرى في القوم ولم ير الصفة التي يعرف ويجد عنده قال : يا معشر قريش ، لا يتخلفن أحد منكم عن طعامي ، قالوا له : يا بحيرى ، ما تخلف عنك أحد ينبغي له أن يأيتك إلا غلام وهو أحدث القوم سنا فتخلف في رحالهم ، فقال : لا تفعلوا ، أدعوه فليحضر هذا الطعام معكم ، قال : فقال رجل قريش من القوم ، واللات والعزى أن كان للؤم بنا أن يتخلف ابن عبد الله بن عبد المطلب عن طعام من بيننا ، ثم قام إليه فاحتضنه ، وأجلسه مع القوم فلما رآه بحيرى جعل يلحظه لحظا شديدا ، وينظر إلى أشياء من جسده ، وقد كان يجدها عنده من صفته ، حتى أذا فرغ القوم من طعامهم وتفرقوا ، قام إليه بحيرى ، ففال ( له ) يا غلام ، أسالك بحق اللات والعزى إلا ما أخبرتني عما أسألك عنه ، وإنما قال له بحيرى ذلك ، لأنه سمع قومه يحلفون بهما فزعموا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( له ) : (( لا تسألني باللات والعزى شيئا ، فوالله ما أبغضت شيئا قط بغضهما )) فقال له بحيرى : فبالله إلا ما أخبرتني عما أسألك عنه ، فقال له : (( سلني عما بدا لك )) فجعل يسأله عن أشياء من حاله في نومه ، وهيئته ، وأموره ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره ، فيوافق ذلك ما عند بحيرى من صفته ، ثم نظر إلى ظهره فرأى خاتم النبوه بين كتفيه على موضعه من صفته التي عنده .
قال ابن هشام : وكان مثل أثر المحجم .
قال ابن اسحاق : فلما فرغ أقبل على عمه أبي طالب ، فقال له : ما هذا الغلام منك ؟ قال : ابني ، قال له بحيرى : ما هو بابنك ، وما يبغي لهذا الغلام أن يكون أبوه حيا ، قال : فإنه ابن اخي ، قال : فما فعل ابوه ؟ قال مات وأمه حبلى به ، قال : صدقت فارجع بابن اخيك الي بلده ، واحذر عليه يهود ، فوالله لئن رأوه وعرفوا منه ما عرفت ليبغنه شرا فإنه كائن لاببن أخيك هذا شأن عظيم فاسرع به الي بلاده .
رجوع ابي طالب برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما كان من زرير وصاحبيه
فخرج به عمه أبو طالب سريعا حتى أقدامه مكه حين فرغ من تجارته بالشام. فزعموا فيما روى الناس: أن زريرا وتماما ودريسا وهم نفر من أهل الكتاب قد كانوا رأوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما رآه بحيرى ، في ذلك السفر الذي كان فيه مع عمه ابي طالب ، فأرادوه ، فردهم عنه بحيرى ، وذكرهم الله وما يجدون في الكتاب من ذكره وصفته ، وأنهم إن اجمعوا لما ارادوا به لم يخلصوا إليه ، ولم يزل بهم حتى عرفوا ما قال لهم وصدقوه بما قال : فتركوه وانصرفوا عنه : فشب رسول الله صلى الله عليه وسلم والله تعالى يكلؤه ويحفظه ويحوطه من أقذار الجاهلية ، لما يريد به من كرامته ورسالته ، حتى بلغ أن كان رجلا أفضل قومه مروءة ، واحسنهم خلقا ، وأكرمهم حسبا وأحسنهم جوارا ، وأعظمهم حلما ، وأصدقهم حديثا ، وأعظمهم أمانة ، وأبعدهم من الفحش والأخلاق التي تدنس الرجال تنزها وتكرما ، حتى ما اسمه في قومه إلا الأمين لما جمع الله فيه من الأمور الصالحة .
حديثه صلى الله عليه وسلم عن عصمة الله له في طفولته
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم – فيما ذكر لي – يحدث عما كان الله يحفظه به في صغرة وأمر جاهلية ، أنه قال :
(( لقد رأيتني في غلمان قريش ننقل حجارة لبعض ما يلعب به الغلمان ، كلنا قد تعرى وأخذه إزاره فجعله على رقبته يحمل عليه الحجارة : فإني معهم كذلك ,وأدبر إذ لكمني لاكم ما أراه ، لكمة وجيعه ، ثم قال : شد عليك إزارك ، قال : فأخذته وشددته علي ، ثم جعلت أحمل الحجارة على رقبتي ، وإزاري علي من بين اصحابي)) .
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى