هَدْيُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في الصلاة
الجمعة يناير 23, 2009 7:30 pm
أ- هَدْيُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في الاِسْتِفْتَاحِ وَالْقِرَاءَةِ :
(1) كان إذا قام إلى الصلاة قال : " اللهُ أَكْبَرُ " ، ولـم يقل شيئاً قبلها ، ولا تَلَفَّظَ بالنِّيةِ الْبَتَّةَ .
(2) وكان يرفع يديه معها ممدودتي الأصابع مستقبلاً بهما القبلة إلى فروع أُذْنَيْهِ ـ وإلى مِنْكَبَيْهِ ، ثم يضعُ اليمنى على ظهرِ اليُسرَى .
(3) وكان يستفتحُ تارةً بـ : " اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ ، اللَّهُمَّ اغْسِلْنِي مِنْ خَطَايَايَ بالماءِ والثَّلْج والْبَردِ ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنَ الذَّنُوبِ وَالخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنْ الدَّنَسِ " [البخاري ومسلم] .
وتارة يقول : " وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاواتِ والأرْضَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَمَا أَنَا مِنْ المُشْرِكِينَ ، إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ ومَمَاتِي للهِ رَبِّ العَالَمِينَ ، لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وبِذَلِكَ أُمِرْتُ ، وَأَنَا أَوَّلُ المُسْلِمِيْنَ " .
(4) وكان يقول بعد الاستفتاح : " أعُوذُ باللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ " ثم يقرأ الفاتحة .
(5) وكان له سكتتان : سكتةٌ بين التكبيرةِ والقراءة ، واختُلِفَ في الثانيةِ ، فرُوي أنها بعد الفاتحة ورُوي أنها قبل الركوع .
(6) فإذا فرغَ من قراءةِ الفاتحةِ أخذَ في سورةٍ غَيْرِها ، وكان يطيلُها تارةٌ ، ويخففها لعارض من سَفَرٍ أو غيرِه ، ويتوسَّطُ فيها غالباً .
(7) وكان يقرأ في الفجرِ بنحوِ ستينَ آيةً إلى مائة ، وصلاَّها بسورةِ "ق" ، وصلاَّها بسورة "الروم" ، وصلاَّها بسورة {إِذَا الشّمْسُ كُوّرَتْ} ، وصلاَّها بسورة : {إِذَا زُلْزِلَتِ الأرْضُ زِلْزَالَهَا} في الركعتين كلتيهما ، وصلاها بـ " المعوِّذَتَيْنِ " ، وكان في السفرِ ، وصلاَّها فاستفتح سورةَ "المؤمنون" حتى إذا بَلَغَ ذِكْرَ موسى وهارونَ في الركعة الأُولى أخذتهُ سَعْلَةٌ فَرَكَعَ .
( وكان يُصليها يومَ الجمعةِ بـ {أّلَـــــــمْ} السَّجدة ، و {هَلْ أَتَىَ عَلَى الإِنسَانِ} .
(9) وأما الظهر فكان يُطيلُ قراءتَها أحياناً ، وأما العصر فعلى النصف مِنْ قراءةِ الظهرِ إذا طالت ، وبقدْرِها إذا قَصُرَت .
(10) وأما المغرب فَصَلاَّها مرةً بـ " الطورِ " ، ومرة بـ "المُرْسَلاَتِ " .
(11) وأما العشاء فقرأ فيها بـ {وَالتِّينِ } ، ووقَّتَ لمعاذ فيها بـ {وَالشّمْسِ وَضُحَاهَا} و {سَبّحِ اسْمَ رَبّكَ الأعْلَىَ} و {وَالْلّيْلِ إِذَا يَغْشَىَ} ، ونحوها ، وأَنْكَرَ عليه قراءتهُ فيها بـ " البقرة " .
(12) وكان من هديه قراءةُ السورة كاملة ، وربما قرأها في الركعتين ، وربما قرأ أوَّلَ السورةِ ، وأمَّا قراءة أواخر السورة وأوساطِها ، فلم يُحْفَظ عنه .
وأما قراءةُ السورتين في ركعةٍ فكان يفعله في النافلةِ ، وأما قراءةُ سورةٍ واحدةٍ في الركعتين معاً فَقَلَّمَا كان يفعله ، وكان لا يُعَيِّنُ سورةً في الصَّلاةِ بِعَيْنِها لا يقرأُ إلا بها ، إلاَّ في الجمعةِ والعيدين .
(13) وَقَنَتَ في الفجرِ بَعْدَ الركوع شهراً ثم تركَ ، وكان قنوتُه لعارضٍ ، فَلَمَّا زالَ تَرَكَهُ ، فكان هَدْيَه القنوتُ في النوازلِ خاصةً ، ولم يَكُنْ يَخُصُّه بالفجر .
ب- هَدْيُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في كيفية الصَّلاةِ :
(1) كان يُطِيْلُ الركعةَ الأولى على الثانية مِنْ كُلِّ صلاةٍ .
(2) وكان إذا فرغ من القراءةِ سكت بقدر ما يتراد إليه نفسُه ثم رفعَ يديه وكبَّر راكعاً ، ووضع كفَّيه على رُكبتيه كالقابض عليهما ، ووتَّر يديه فَنَحَّاهُمَا على جَنْبَيْهِ ، وبَسَط ظهره وَمَدَّه واعتدل فلم يَنْصِبْ رأسه ولم يَخْفِضْه ، بل حيالَ ظَهْرِهِ .
(3) وكان يقول : " سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ " [مسلم] ، وتارةً يقولُ في ذلك : " سُبْحاَنَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي " [البخاري ومسلم] ، وكان يقول أيضاً : " سُبُّوْحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ المَلاَئِكَةِ والرُّوحِ " [البخاري ومسلم] .
(4) وكان رَكُوعُه المعتادُ مقدارَ عشر تسبيحاتٍ ، وسجوده كذلك ، وتارةٌ يجعل الركوع والسجودَ بقدرِ القيامِ ، ولكن كان يفعلهُ أحياناً في صلاةِ الليلِ وحدَه، فَهَدْيُه الغالبُ في الصَّلاةِ تعديلُ الصَّلاة وتناسبُها .
(5) وكان يرفعُ رأسه قائلاً : " سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ " [البخاري ومسلم] ، وَيَرْفَعُ يديه ويقيم صُلْبَهُ ، وكذلك إذا رَفَعَ رَأسَهُ مِنَ السجودِ ، وقال : " لا تُجْزِئُ صَلاةُ لاَ يُقِيمُ فِيهَا الرَّجُلُ صُلْبَهُ في الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ " [أبي داود و الترمذي والنسائي وابن ماجه] ، فإذا استوى قال : " رَبَّنَا وَلَكَ الحَمْدُ " ، وربما قال : " رَبَّنَا لَكَ الحَمْدُ " ، وربما قال : " اللَّهُمَّ رَبَّنا لك الحَمْدُ " .
(6) وكانَ يطيلُ هَذَا الرُّكْنَ بِقَدْرِ الرُّكُوعِ ، ويقول فيه : "اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَاوَاتِ وَمِلْءَ الأَرْضِ ، وَمِلْءَ مَا بَيْنَهُمَا ، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيءٍ بَعْدُ ، أَهْلَ الثَّنَاءِ والمجدِ ، أَحَقُّ مَا قَالَ الْعَبْدُ ، وَكُلُّنَا لَكَ عَبْدٌ ، لاَ مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ وَلاَ مُعْطيَ لِمَا مَنَعْتَ ، وَلاَ يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ مِنْكَ الجدُّ " [مسلم] .
(7) ثم كان يكبِّر ويخِرُّ ساجداً ، ولا يرفعُ يَدَيْهِ ، وكان يضع ركبتيه ثم يديه بعدهما ، ثم جبهته وأنفه وكان يسجد على جبهته وأنفه دون كور العمامة ، وكان يسجد على الأرض كثيراً ، وعلى الماءِ والطِّينِ ، وعلى الخُمْرَةِ المُتَّخَذَةِ مِنْ خُوص النخل ، و على الحصير المتخذ منه ، وعلى الفروةِ المدبوغة .
( وكان إذا سجد مكَّن جبهته وأنفه من الأرض ، ونحَّى يديه عن جنبيه ، وجافاهما حتى يُرى بياضُ إِبْطَيْهِ .
(9) وكان يضعُ يده حّذْوَ منكبيه وأُذنيه ويعتدل في سجوده ، ويستقبلُ بأطرافِ أصابع رِجْليه القبلة ويبسط كفيه وأصابعه ، ولا يُفرِّج بينهما ولا يقبضهما .
(10) وكان يقولم : " سُبْحَانَكَ اللهُمَّ رَبَّنَا وبِحَمْدِك ، اللَّهُمَّ اغْفِر لِي " [البخاري ومسلم] ، ويقول : " سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ المَلاَئكةِ والرُّوح " [مسلم] .
(11) ثم يرفعُ رأسَهُ مكبراً غير رافع يديه ، ثم يجلسُ مُفترشاً يفرش اليُسرى ويجلسُ عليها ، وينصبُ اليمنى ، ويضع يديه على فخذيه ، ويجعل مرفقيه على فخذيه ، وطرف يده على ركبته ويقبضُ اثنتين من أصابعه ويُحلِّق حلقةً ، ثم يرفعُ أُصبعه يدعو بها يُحرِّكها ، ثم يقول : " اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ، وَارْحَمْنِي ، وَاجْبُرنِي ، وَاهْدِنِي ، وَارْزُقْنِي " [ابي داود والترمذي وابن ماجه] .
(12) وكان هَدْيُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ إطالةَ هذا الركنِ بِقَدْرِ السُّجُودِ .
(13) ثم ينهضُ على صدور قدميه ، مُعتمداً على فخذيه ، فإذا نهض افتتح القراءةَ ، ولم يسكت كما يسكُتُ عند الاستفتاح ، ثم يصلي الثانية كالأولى إلا في أربعة أشياءَ : السكوت ، والاستفتاحِ ، وتكبيرةِ الإحراء ، وتطويلها فكان يطيلُ الركعةَ الأولى على الثانية ، وربما كان يطيلها حتى لا يسمع وَقْعَ قدم .
(14) فإذا جلس للتشهد وضع يده اليُسرى على فخذه الأيسر ، ويده اليمنى على فخذه الأيمن ، وأشار بالسَّبَّابةِ ، وكان لا ينصبُها نصباً ، ولا يُنيمها ، بل يحنيها شيئاً يسيراً ويحركها ، ويقبض الخنصر والبنصر ويُحَلِّق الوسطى مع الإبهامِ ، ويرفعُ السبابة يدعو بها ويرمي ببصره إليها .
(15) وكان يتشهدُ دائماً في هذه الجلسةِ ويُعَلِّم أصحابَهُ أن يقولوا : " التَّحِيَّاتُ للهِ وَالصَّلَواتُ وَالطَّيِّبَاتُ ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّها النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُه ، السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ ، أَشْهَدُ أَنْ
لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ " [البخاري ومسلم] ، وكان يُخفِّفَه جداً كأنه يُصلي على الرَّضفِ ـ وهي الحجارة المحماة ـ ثم كان ينهضُ مكبراً على صُدُورِ قدميه وعلى رُكبتيه معتمداً على فخذيـه ، وكان يرفعُ يدهُ في هذه الموضع ، ثم يقرأ الفاتحة وحدها وربما قرأ في الركعتين الأُخريين بشـيءٍ فـوق الفـاتحـة .
(16) وكان صَلى الله عَليه وسَلمْ إذا جلسَ في التشهدِ الأخيرِ ، جَلَسَ مُتَوَرِّكاً ، وكان يُفضي بوركِهِ إلى الأرض ، ويُخرجُ قدمهُ من ناحيةٍ واحدةٍ . أبو داود .
ويجعل اليُسرى تحتَ فَخِذِه وساقِه وينصبُ اليُمنى ، ورُبما فرشها أحياناً .
ووضع يدهُ اليُمنى على فخذه اليمنى ، وضمَّ أصابعه الثلاث ونصب السبابة .
وكان يدعو في صلاته فيقول : " اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَبِ الْقَبْرِ ، وَأَعوذُ بِكَ مِنْ فتْنَةِ الْمَسِيْحِ الدَّجَّالِ ، وَاَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتنَةِ المحيَا والممَاتِ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ المأْثَمِ والمَغْرَمِ " [البخاري] .
ثم كان يسلم عن يمينه : السلامُ عليكم ورحمة الله ، وعن يساره كذلك .
(17) وأَمَرَ المصَلي أن يستتر ولو بسهم أو عصا ، وكان يُركِّزُ الحربة في السفر والبرية فيُصلي إليها فتكون سُترته وكان يعرض راحلتَهُ فيُصلي إليها ، وكان يأخذُ الرحل فيعدلهُ ويُصلي إلى آخرته .
(18) وكان إذا صَلَّى إلى جدارٍ جَعَلَ بينه وبين قدر ممرِّ الشاة ، ولم يكن يتباعد منه ، بل أمر بالقرب من السُترة .
(1) كان إذا قام إلى الصلاة قال : " اللهُ أَكْبَرُ " ، ولـم يقل شيئاً قبلها ، ولا تَلَفَّظَ بالنِّيةِ الْبَتَّةَ .
(2) وكان يرفع يديه معها ممدودتي الأصابع مستقبلاً بهما القبلة إلى فروع أُذْنَيْهِ ـ وإلى مِنْكَبَيْهِ ، ثم يضعُ اليمنى على ظهرِ اليُسرَى .
(3) وكان يستفتحُ تارةً بـ : " اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ ، اللَّهُمَّ اغْسِلْنِي مِنْ خَطَايَايَ بالماءِ والثَّلْج والْبَردِ ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنَ الذَّنُوبِ وَالخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنْ الدَّنَسِ " [البخاري ومسلم] .
وتارة يقول : " وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاواتِ والأرْضَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَمَا أَنَا مِنْ المُشْرِكِينَ ، إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ ومَمَاتِي للهِ رَبِّ العَالَمِينَ ، لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وبِذَلِكَ أُمِرْتُ ، وَأَنَا أَوَّلُ المُسْلِمِيْنَ " .
(4) وكان يقول بعد الاستفتاح : " أعُوذُ باللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ " ثم يقرأ الفاتحة .
(5) وكان له سكتتان : سكتةٌ بين التكبيرةِ والقراءة ، واختُلِفَ في الثانيةِ ، فرُوي أنها بعد الفاتحة ورُوي أنها قبل الركوع .
(6) فإذا فرغَ من قراءةِ الفاتحةِ أخذَ في سورةٍ غَيْرِها ، وكان يطيلُها تارةٌ ، ويخففها لعارض من سَفَرٍ أو غيرِه ، ويتوسَّطُ فيها غالباً .
(7) وكان يقرأ في الفجرِ بنحوِ ستينَ آيةً إلى مائة ، وصلاَّها بسورةِ "ق" ، وصلاَّها بسورة "الروم" ، وصلاَّها بسورة {إِذَا الشّمْسُ كُوّرَتْ} ، وصلاَّها بسورة : {إِذَا زُلْزِلَتِ الأرْضُ زِلْزَالَهَا} في الركعتين كلتيهما ، وصلاها بـ " المعوِّذَتَيْنِ " ، وكان في السفرِ ، وصلاَّها فاستفتح سورةَ "المؤمنون" حتى إذا بَلَغَ ذِكْرَ موسى وهارونَ في الركعة الأُولى أخذتهُ سَعْلَةٌ فَرَكَعَ .
( وكان يُصليها يومَ الجمعةِ بـ {أّلَـــــــمْ} السَّجدة ، و {هَلْ أَتَىَ عَلَى الإِنسَانِ} .
(9) وأما الظهر فكان يُطيلُ قراءتَها أحياناً ، وأما العصر فعلى النصف مِنْ قراءةِ الظهرِ إذا طالت ، وبقدْرِها إذا قَصُرَت .
(10) وأما المغرب فَصَلاَّها مرةً بـ " الطورِ " ، ومرة بـ "المُرْسَلاَتِ " .
(11) وأما العشاء فقرأ فيها بـ {وَالتِّينِ } ، ووقَّتَ لمعاذ فيها بـ {وَالشّمْسِ وَضُحَاهَا} و {سَبّحِ اسْمَ رَبّكَ الأعْلَىَ} و {وَالْلّيْلِ إِذَا يَغْشَىَ} ، ونحوها ، وأَنْكَرَ عليه قراءتهُ فيها بـ " البقرة " .
(12) وكان من هديه قراءةُ السورة كاملة ، وربما قرأها في الركعتين ، وربما قرأ أوَّلَ السورةِ ، وأمَّا قراءة أواخر السورة وأوساطِها ، فلم يُحْفَظ عنه .
وأما قراءةُ السورتين في ركعةٍ فكان يفعله في النافلةِ ، وأما قراءةُ سورةٍ واحدةٍ في الركعتين معاً فَقَلَّمَا كان يفعله ، وكان لا يُعَيِّنُ سورةً في الصَّلاةِ بِعَيْنِها لا يقرأُ إلا بها ، إلاَّ في الجمعةِ والعيدين .
(13) وَقَنَتَ في الفجرِ بَعْدَ الركوع شهراً ثم تركَ ، وكان قنوتُه لعارضٍ ، فَلَمَّا زالَ تَرَكَهُ ، فكان هَدْيَه القنوتُ في النوازلِ خاصةً ، ولم يَكُنْ يَخُصُّه بالفجر .
ب- هَدْيُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في كيفية الصَّلاةِ :
(1) كان يُطِيْلُ الركعةَ الأولى على الثانية مِنْ كُلِّ صلاةٍ .
(2) وكان إذا فرغ من القراءةِ سكت بقدر ما يتراد إليه نفسُه ثم رفعَ يديه وكبَّر راكعاً ، ووضع كفَّيه على رُكبتيه كالقابض عليهما ، ووتَّر يديه فَنَحَّاهُمَا على جَنْبَيْهِ ، وبَسَط ظهره وَمَدَّه واعتدل فلم يَنْصِبْ رأسه ولم يَخْفِضْه ، بل حيالَ ظَهْرِهِ .
(3) وكان يقول : " سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ " [مسلم] ، وتارةً يقولُ في ذلك : " سُبْحاَنَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي " [البخاري ومسلم] ، وكان يقول أيضاً : " سُبُّوْحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ المَلاَئِكَةِ والرُّوحِ " [البخاري ومسلم] .
(4) وكان رَكُوعُه المعتادُ مقدارَ عشر تسبيحاتٍ ، وسجوده كذلك ، وتارةٌ يجعل الركوع والسجودَ بقدرِ القيامِ ، ولكن كان يفعلهُ أحياناً في صلاةِ الليلِ وحدَه، فَهَدْيُه الغالبُ في الصَّلاةِ تعديلُ الصَّلاة وتناسبُها .
(5) وكان يرفعُ رأسه قائلاً : " سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ " [البخاري ومسلم] ، وَيَرْفَعُ يديه ويقيم صُلْبَهُ ، وكذلك إذا رَفَعَ رَأسَهُ مِنَ السجودِ ، وقال : " لا تُجْزِئُ صَلاةُ لاَ يُقِيمُ فِيهَا الرَّجُلُ صُلْبَهُ في الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ " [أبي داود و الترمذي والنسائي وابن ماجه] ، فإذا استوى قال : " رَبَّنَا وَلَكَ الحَمْدُ " ، وربما قال : " رَبَّنَا لَكَ الحَمْدُ " ، وربما قال : " اللَّهُمَّ رَبَّنا لك الحَمْدُ " .
(6) وكانَ يطيلُ هَذَا الرُّكْنَ بِقَدْرِ الرُّكُوعِ ، ويقول فيه : "اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَاوَاتِ وَمِلْءَ الأَرْضِ ، وَمِلْءَ مَا بَيْنَهُمَا ، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيءٍ بَعْدُ ، أَهْلَ الثَّنَاءِ والمجدِ ، أَحَقُّ مَا قَالَ الْعَبْدُ ، وَكُلُّنَا لَكَ عَبْدٌ ، لاَ مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ وَلاَ مُعْطيَ لِمَا مَنَعْتَ ، وَلاَ يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ مِنْكَ الجدُّ " [مسلم] .
(7) ثم كان يكبِّر ويخِرُّ ساجداً ، ولا يرفعُ يَدَيْهِ ، وكان يضع ركبتيه ثم يديه بعدهما ، ثم جبهته وأنفه وكان يسجد على جبهته وأنفه دون كور العمامة ، وكان يسجد على الأرض كثيراً ، وعلى الماءِ والطِّينِ ، وعلى الخُمْرَةِ المُتَّخَذَةِ مِنْ خُوص النخل ، و على الحصير المتخذ منه ، وعلى الفروةِ المدبوغة .
( وكان إذا سجد مكَّن جبهته وأنفه من الأرض ، ونحَّى يديه عن جنبيه ، وجافاهما حتى يُرى بياضُ إِبْطَيْهِ .
(9) وكان يضعُ يده حّذْوَ منكبيه وأُذنيه ويعتدل في سجوده ، ويستقبلُ بأطرافِ أصابع رِجْليه القبلة ويبسط كفيه وأصابعه ، ولا يُفرِّج بينهما ولا يقبضهما .
(10) وكان يقولم : " سُبْحَانَكَ اللهُمَّ رَبَّنَا وبِحَمْدِك ، اللَّهُمَّ اغْفِر لِي " [البخاري ومسلم] ، ويقول : " سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ المَلاَئكةِ والرُّوح " [مسلم] .
(11) ثم يرفعُ رأسَهُ مكبراً غير رافع يديه ، ثم يجلسُ مُفترشاً يفرش اليُسرى ويجلسُ عليها ، وينصبُ اليمنى ، ويضع يديه على فخذيه ، ويجعل مرفقيه على فخذيه ، وطرف يده على ركبته ويقبضُ اثنتين من أصابعه ويُحلِّق حلقةً ، ثم يرفعُ أُصبعه يدعو بها يُحرِّكها ، ثم يقول : " اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ، وَارْحَمْنِي ، وَاجْبُرنِي ، وَاهْدِنِي ، وَارْزُقْنِي " [ابي داود والترمذي وابن ماجه] .
(12) وكان هَدْيُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ إطالةَ هذا الركنِ بِقَدْرِ السُّجُودِ .
(13) ثم ينهضُ على صدور قدميه ، مُعتمداً على فخذيه ، فإذا نهض افتتح القراءةَ ، ولم يسكت كما يسكُتُ عند الاستفتاح ، ثم يصلي الثانية كالأولى إلا في أربعة أشياءَ : السكوت ، والاستفتاحِ ، وتكبيرةِ الإحراء ، وتطويلها فكان يطيلُ الركعةَ الأولى على الثانية ، وربما كان يطيلها حتى لا يسمع وَقْعَ قدم .
(14) فإذا جلس للتشهد وضع يده اليُسرى على فخذه الأيسر ، ويده اليمنى على فخذه الأيمن ، وأشار بالسَّبَّابةِ ، وكان لا ينصبُها نصباً ، ولا يُنيمها ، بل يحنيها شيئاً يسيراً ويحركها ، ويقبض الخنصر والبنصر ويُحَلِّق الوسطى مع الإبهامِ ، ويرفعُ السبابة يدعو بها ويرمي ببصره إليها .
(15) وكان يتشهدُ دائماً في هذه الجلسةِ ويُعَلِّم أصحابَهُ أن يقولوا : " التَّحِيَّاتُ للهِ وَالصَّلَواتُ وَالطَّيِّبَاتُ ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّها النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُه ، السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ ، أَشْهَدُ أَنْ
لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ " [البخاري ومسلم] ، وكان يُخفِّفَه جداً كأنه يُصلي على الرَّضفِ ـ وهي الحجارة المحماة ـ ثم كان ينهضُ مكبراً على صُدُورِ قدميه وعلى رُكبتيه معتمداً على فخذيـه ، وكان يرفعُ يدهُ في هذه الموضع ، ثم يقرأ الفاتحة وحدها وربما قرأ في الركعتين الأُخريين بشـيءٍ فـوق الفـاتحـة .
(16) وكان صَلى الله عَليه وسَلمْ إذا جلسَ في التشهدِ الأخيرِ ، جَلَسَ مُتَوَرِّكاً ، وكان يُفضي بوركِهِ إلى الأرض ، ويُخرجُ قدمهُ من ناحيةٍ واحدةٍ . أبو داود .
ويجعل اليُسرى تحتَ فَخِذِه وساقِه وينصبُ اليُمنى ، ورُبما فرشها أحياناً .
ووضع يدهُ اليُمنى على فخذه اليمنى ، وضمَّ أصابعه الثلاث ونصب السبابة .
وكان يدعو في صلاته فيقول : " اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَبِ الْقَبْرِ ، وَأَعوذُ بِكَ مِنْ فتْنَةِ الْمَسِيْحِ الدَّجَّالِ ، وَاَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتنَةِ المحيَا والممَاتِ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ المأْثَمِ والمَغْرَمِ " [البخاري] .
ثم كان يسلم عن يمينه : السلامُ عليكم ورحمة الله ، وعن يساره كذلك .
(17) وأَمَرَ المصَلي أن يستتر ولو بسهم أو عصا ، وكان يُركِّزُ الحربة في السفر والبرية فيُصلي إليها فتكون سُترته وكان يعرض راحلتَهُ فيُصلي إليها ، وكان يأخذُ الرحل فيعدلهُ ويُصلي إلى آخرته .
(18) وكان إذا صَلَّى إلى جدارٍ جَعَلَ بينه وبين قدر ممرِّ الشاة ، ولم يكن يتباعد منه ، بل أمر بالقرب من السُترة .
تابع ..
الجمعة يناير 23, 2009 7:30 pm
ج - هَدْيُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في أفعاله في الصَّلاةِ .. :
1- لم يكُن مِن هديه الالتفاتُ في الصلاة .
2- ولم يكُن من هديه تغميضُ عينيه في الصلاةِ .
3- وكان إذا قام في الصلاة طأَطأَ رأسه ، وكان يدخلُ في الصلاةِ وهو يريدُ إطالتها فيسمعُ بكاءَ الصبيِّ فيخففها مخافة أن يشُقَّ على أُمِّهِ .
4- وكان يُصَلِّي الفرض وهو حاملٌ أُمامةَ بنتَ أبنتِه على عاتقه ، إذا قام حملها ، وإذا ركعَ وسجدَ وضعها .
5- وكان يُصَلِّي فيجيءُ الحسنُ أو الحسينُ فيركبُ ظهره ، فيطيلُ السجدةَ كراهيةَ أَنْ يُلقيه عن ظهره .
6- وكان يصلي فتجيءُ عائشةُ فيمشي فيفتح لها الباب ، ثُمَّ يرجعُ إلى مُصلاَّه .
7- وكان يرد السلام في الصلاة بالإشارة .
8- وكان ينفخ في صلاته ، وكان يبكي فيها ، ويتنحنح لحاجةٍ .
9- وكان يصلي حافياً تارةً ، ومنتعلاً أخرى ، وأمر بالصلاة في النَّعل مخالفةً لليهود .
10- وكان يُصلي في الثواب الواحد تارةً وفي الثوبين تارةً أو أكثر .
د- هَدْيُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في أَفْعَالِهِ بَعْدَ الصَّلاةِ :
1- كان إذا سلَّم استغفر ثلاثاً ، ثم قال : " اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلامُ وَمِنْكَ السَّلاَمُ تَبَارَكْتَ يَا ذَا الجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ " [مسلم] ، ولم يمكثُ مُستقبِل القبلة إلاَّ مقدارَ ما يقولُ ذلك ، بَلْ يسرعُ الانتقال إلى المأمومين ، وكان ينفتِلُ عن يمينه وعن يساره .
2- وكان إذا صلى الفجر جلس في مُصلاَّهُ حتى تطلع الشمسُ .
3- وكان يقولُ دُبُرَ كُل صلاةٍ مكتوبة : " لاَ إلهَ إِلاَّ اللهُ ، وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ ، اللَّهُمَّ لاَ مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ ، وَلاَ مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ ولا يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ مِنْكَ الجَدَّ " [البخاري ومسلم] " وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ باللهِ ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ ، وَلاَ نَعْبُدُ إِلاَّ إِيَّاهُ ، لَهُ النِّعْمَةُ وَلَهُ الفَضْلُ ، وَلَهُ الثَّنَاءُ الْحَسَنُ ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ ، مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ " [مسلم] .
4- وَنَدَبَ أُمَّته أَنْ يقولوا دُبُر كل صلاةٍ مكتوبةٍ : سُبحان اللهِ ثلاثاً وثلاثين ، والحمدُ للهِ ثلاثاً وثلاثين ، واللهُ أكبرُ ثلاثاً وثلاثين ، وتمامُ المائةِ : لاَ إلهَ إلاَّ الهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ له ، له المُلْكُ وَلَهُ الحمدُ وهو على كُلَّ شيءٍ قديرٌ .
هـ- هَدْيُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في التَّطوُّعِ وقيام الليل :
1- كان يُصلي عامة السنن والتطوع الذي لا سبب له في بيته ، لا سيما سنة المغرب .
2- وكان يحافظُ على عشر ركعاتٍ في الحضر دائماً : ركعتين قبل الظهر ، وركعتين بعدها ، وركعتين بعد المغرب ، وركعتين بعد العشاء في بيته ، وركعتين قبل صلاة الفجر .
3- وكانت محافظتُه على سنةِ الفجرِ أشد من جميع النوافل ، ولم يَكُن يدعها هي والوتر ، لا حضراً ولا سفراً ، ولم يُنقل أنه صلى في السفر راتبةً غيرهما .
4- وكان يضطجع بعد سنة الفجر على شقهِ الأيمن .
5- وكان يُصلي أحياناً قبل الظهر أربعاً ، ولما فاتته ركعتان بعد الظهر قضاها بعد العصر .
6- وكان أكثُـر صلاته بالليل قائماً ، وربما يصلى قاعداً ، وربما يقرأ قاعداً فإذا بقي يسيرٌ من قراءته قام فركع قائماً .
7- وكان يُصلي ثماني ركعاتٍ ، يُسَلِّم بعد كل ركعتين ، ثم يُوترُ بخمسٍ سرداً متوالياتٍ ، لا يجلسُ إلاَّ في آخرهنَّ ، أَوْ يوترُ بتسعِ ركعاتٍ يسردُ منهن ثمانياً لا يجلس إلا في الثامنة ، ثم ينهضُ ولا يسلم ، ثم يصلي التاسعة ، ثم يقعدُ فيتشهدُ ويسلمُ ، ثم يُصلي بعدها ركعتين بعد ما يُسلِّمُ ، أو يُوترُ بسبعٍ كالتِّسع المذكور ثُم يُصلي بعدها ركعتين جالساً .
8- وكان يُوترُ أوَّل الليل ووسطه وآخره ، وقال " اجْعَلُوا آخِرَ صَلاَتِكُم
باللَّيْلِ وِتْراً " [البخاري ومسلم ].
9- وكان يُصلي بعد الوتر ركعتين جالساً تارةً وتارةً يقرأ فيهما جالساً ، فإذا أراد أن يركع قام فركع .
10- وكان إذا غلبه نومُ أو وجعُ صلى من النهار اثنتي عشرةَ ركعةً .
11- وقام ليلةً بآيةٍ يتلوها ويرددها حتى الصباح .
12- وكان يُسرُّ بالقرآن في صلاة الليل تارةً ويجهرُ تارةً ، ويطيلُ القيام تارةً ، ويخففه تارة .
13- وكان يقرأ في الوتر بـ {سَبّحِ اسْمَ رَبّكَ الأعْلَىَ} و {قُلْ يَأَيّهَا الْكَافِرُونَ} و {قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ} فإذا سلم قال : " سبحان الملك القدوسِ" ثَلاَثَ مَرَّاتِ ، يَمدُّ صوته في الثالثة ويرفع " [أبو داود ، النسائي ، ابن ماجه] .
1- لم يكُن مِن هديه الالتفاتُ في الصلاة .
2- ولم يكُن من هديه تغميضُ عينيه في الصلاةِ .
3- وكان إذا قام في الصلاة طأَطأَ رأسه ، وكان يدخلُ في الصلاةِ وهو يريدُ إطالتها فيسمعُ بكاءَ الصبيِّ فيخففها مخافة أن يشُقَّ على أُمِّهِ .
4- وكان يُصَلِّي الفرض وهو حاملٌ أُمامةَ بنتَ أبنتِه على عاتقه ، إذا قام حملها ، وإذا ركعَ وسجدَ وضعها .
5- وكان يُصَلِّي فيجيءُ الحسنُ أو الحسينُ فيركبُ ظهره ، فيطيلُ السجدةَ كراهيةَ أَنْ يُلقيه عن ظهره .
6- وكان يصلي فتجيءُ عائشةُ فيمشي فيفتح لها الباب ، ثُمَّ يرجعُ إلى مُصلاَّه .
7- وكان يرد السلام في الصلاة بالإشارة .
8- وكان ينفخ في صلاته ، وكان يبكي فيها ، ويتنحنح لحاجةٍ .
9- وكان يصلي حافياً تارةً ، ومنتعلاً أخرى ، وأمر بالصلاة في النَّعل مخالفةً لليهود .
10- وكان يُصلي في الثواب الواحد تارةً وفي الثوبين تارةً أو أكثر .
د- هَدْيُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في أَفْعَالِهِ بَعْدَ الصَّلاةِ :
1- كان إذا سلَّم استغفر ثلاثاً ، ثم قال : " اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلامُ وَمِنْكَ السَّلاَمُ تَبَارَكْتَ يَا ذَا الجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ " [مسلم] ، ولم يمكثُ مُستقبِل القبلة إلاَّ مقدارَ ما يقولُ ذلك ، بَلْ يسرعُ الانتقال إلى المأمومين ، وكان ينفتِلُ عن يمينه وعن يساره .
2- وكان إذا صلى الفجر جلس في مُصلاَّهُ حتى تطلع الشمسُ .
3- وكان يقولُ دُبُرَ كُل صلاةٍ مكتوبة : " لاَ إلهَ إِلاَّ اللهُ ، وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ ، اللَّهُمَّ لاَ مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ ، وَلاَ مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ ولا يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ مِنْكَ الجَدَّ " [البخاري ومسلم] " وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ باللهِ ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ ، وَلاَ نَعْبُدُ إِلاَّ إِيَّاهُ ، لَهُ النِّعْمَةُ وَلَهُ الفَضْلُ ، وَلَهُ الثَّنَاءُ الْحَسَنُ ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ ، مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ " [مسلم] .
4- وَنَدَبَ أُمَّته أَنْ يقولوا دُبُر كل صلاةٍ مكتوبةٍ : سُبحان اللهِ ثلاثاً وثلاثين ، والحمدُ للهِ ثلاثاً وثلاثين ، واللهُ أكبرُ ثلاثاً وثلاثين ، وتمامُ المائةِ : لاَ إلهَ إلاَّ الهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ له ، له المُلْكُ وَلَهُ الحمدُ وهو على كُلَّ شيءٍ قديرٌ .
هـ- هَدْيُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في التَّطوُّعِ وقيام الليل :
1- كان يُصلي عامة السنن والتطوع الذي لا سبب له في بيته ، لا سيما سنة المغرب .
2- وكان يحافظُ على عشر ركعاتٍ في الحضر دائماً : ركعتين قبل الظهر ، وركعتين بعدها ، وركعتين بعد المغرب ، وركعتين بعد العشاء في بيته ، وركعتين قبل صلاة الفجر .
3- وكانت محافظتُه على سنةِ الفجرِ أشد من جميع النوافل ، ولم يَكُن يدعها هي والوتر ، لا حضراً ولا سفراً ، ولم يُنقل أنه صلى في السفر راتبةً غيرهما .
4- وكان يضطجع بعد سنة الفجر على شقهِ الأيمن .
5- وكان يُصلي أحياناً قبل الظهر أربعاً ، ولما فاتته ركعتان بعد الظهر قضاها بعد العصر .
6- وكان أكثُـر صلاته بالليل قائماً ، وربما يصلى قاعداً ، وربما يقرأ قاعداً فإذا بقي يسيرٌ من قراءته قام فركع قائماً .
7- وكان يُصلي ثماني ركعاتٍ ، يُسَلِّم بعد كل ركعتين ، ثم يُوترُ بخمسٍ سرداً متوالياتٍ ، لا يجلسُ إلاَّ في آخرهنَّ ، أَوْ يوترُ بتسعِ ركعاتٍ يسردُ منهن ثمانياً لا يجلس إلا في الثامنة ، ثم ينهضُ ولا يسلم ، ثم يصلي التاسعة ، ثم يقعدُ فيتشهدُ ويسلمُ ، ثم يُصلي بعدها ركعتين بعد ما يُسلِّمُ ، أو يُوترُ بسبعٍ كالتِّسع المذكور ثُم يُصلي بعدها ركعتين جالساً .
8- وكان يُوترُ أوَّل الليل ووسطه وآخره ، وقال " اجْعَلُوا آخِرَ صَلاَتِكُم
باللَّيْلِ وِتْراً " [البخاري ومسلم ].
9- وكان يُصلي بعد الوتر ركعتين جالساً تارةً وتارةً يقرأ فيهما جالساً ، فإذا أراد أن يركع قام فركع .
10- وكان إذا غلبه نومُ أو وجعُ صلى من النهار اثنتي عشرةَ ركعةً .
11- وقام ليلةً بآيةٍ يتلوها ويرددها حتى الصباح .
12- وكان يُسرُّ بالقرآن في صلاة الليل تارةً ويجهرُ تارةً ، ويطيلُ القيام تارةً ، ويخففه تارة .
13- وكان يقرأ في الوتر بـ {سَبّحِ اسْمَ رَبّكَ الأعْلَىَ} و {قُلْ يَأَيّهَا الْكَافِرُونَ} و {قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ} فإذا سلم قال : " سبحان الملك القدوسِ" ثَلاَثَ مَرَّاتِ ، يَمدُّ صوته في الثالثة ويرفع " [أبو داود ، النسائي ، ابن ماجه] .
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى